أضواء علي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني


تاج السر عثمان
2009 / 1 / 30 - 09:16     

وأخيرا انعقد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني بعد 42 عاما من تاريخ عقد المؤتمر الرابع في اكتوبر 1967م، وكانت التحضير للمؤتمر الخامس قد بدأ في اغسطس 1970م، بعد قرار المؤتمر التداولي الذي انعقد في ذلك العام، وبالفعل شرعت اللجنة المركزية في التحضير للمؤتمر، واصدر الشهيد عبد الخالق محجوب وثيقة(حول البرنامج) التي انجزها من معتقله في معسكر الشجرة، في يونيو 1971م، ولكن احداث يوليو 1971 وماتبعها من قمع وتشريد واعتقالات واعدامات لقادة الحزب الشيوعي مثل: عبد الخالق محجوب وجوزيف قرنق والشفيع احمد الشيخ وغيرهم من الشهداء،حالت دون عقد المؤتمر. وبعد انتفاضة مارس- ابريل 1985م قررت اللجنة المركزية في دورتها المنعقدة في اكتوبر 1985م عقد المؤتمر الخامس وتم اعداد الشق السياسي من تقييم انقلاب 19/يوليو/1971م، ومشروع الدستور وتقرير لجنة الكادر..الخ، ولكن جاء انقلاب يونيو 1985م ليقطع سير التحضير للمؤتمر ودخل الحزب في ظروف سرية وقمع وارهاب لم تشهده الحركة السياسية السودانية من قبل، ورغم ذلك قررت اللجنة المركزية فتح مناقشة عامة في اغسطس 1991م، بعد احداث فشل التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا، لمعالجة المتغيرات المحلية والعالمية التي حدثت، وجاءت دورة اللجنة المركزية في ديسمبر 1997م لتضع الاطار العام للمناقشة العامة ، وتكون لجان لاعداد مشاريع البرنامج والدستور وتلخيص حصيلة المناقشة العامة، وفي مرحلة لاحقة تم تكوين لجنة لاعداد مشروع التقرير السياسي واخري لاعداد مشروع التقرير التنظيمي الذي يغطي نشاط اللجنة المركزية في الفترة بين المؤتمرين، كما تم تكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر ، وكان ذلك عمليا هو الشروع في التحضير لعقد المؤتمر الخامس، وانجزت هذه اللجان تقاريرها، وعلي هذا الاساس تم المؤتمر.
وبعد انتهاء المؤتمر الخامس اصدرت اللجنة المركزية الجديدة المنتخبة بيانها الختامي في مؤتمر صحفي بتاريخ 27/1/2009م، وجاء في البيان الختامي مايلي:
( في 26/يناير/2009م، وبحضور 374 مندوبا منتخبا و31 مندوبا مراقبا، اختتمت اعمال المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني، والذي بدأت جلسته الافتتاحية صباح السبت 24/يناير/2009م بقاعة الصداقة بالخرطوم، تحت شعار: ديمقراطية راسخة- تنمية متوازنة- وطن واحد- سلم وطيد.
بدأ المؤتمر جلساته في شكل أربع لجان توزع عليها كل مندوبي المؤتمر حسب الرغبة والتخصص، وهي:
1- لجنة مناقشة مشروع التقرير التنظيمي.
2- لجنة مناقشة مشروع التقرير السياسي العام.
3- لجنة مناقشة مشروع دستور الحزب.
4- لجنة مناقشة مشروع برنامج الحزب.
استمرت اعمال اللجان يومي 22 و 23 يناير، تناول خلالها المؤتمرون مشاريع التقارير المقدمة بالنقاش التفصيلي، وفي ختام اعمالها قدمت كل لجنة توصياتها حول مشروع التقرير المقدم اليها اضافة لعدد من مشاريع القرارات. وبعد مناقشات مستفيضة، اجاز المؤتمر مشاريع التقارير المقدمة بعد ادخال عدد من التعديلات عليها، كما اجاز عددا من التوصيات الأخري.
وحول القضايا السياسية الراهنة، تعاهد المؤتمرون علي مواصلة نضال الشيوعيين السودانيين من اجل بقاء السودان وطنا موحدا وديمقراطيا، ومن اجل وضع حد لنزيف الدم في دارفور عبر الاستجابة لمطالب اهله العادلة وتطبيق مبدأ العدالة الانتقالية تجاه الانتهاكات، وصهر وتوقيع الاتفاقات المبرمة(السلام الشامل- القاهرة- ابوجا، الشرق واي اتفاقات قادمة) في برنامج وطني شامل، ومن اجل استكمال التحول الديمقراطي، ومن اجل رفع معاناة شعبنا من جراء الضائقة المعيشية. كما عبر المؤتمرون عن تضامنهم مع النضال الباسل الذي يخوضه شعب فلسطين وصموده الاسطوري في غزة، وكذلك تضامنه مع شعب العراق وكل المناضلين في كل بقاع العالم من اجل الحرية والديمقراطية والتقدم.
كما أشار البيان الختامي للجنة المركزية الي أن كل اعمال المؤتمر ستنشر بعد الانتهاء من عملية الصياغة النهائية والطباعة.
وفي الجلسة الأخيرة للمؤتمر جرت انتخابات اللجنة المركزية الجديدة، حيث تقدم للترشيح اكثر من 80 مرشحا تم انتخاب 41 منهم ليكونوا قيادة الحزب الجديدة حتي مؤتمره السادس. جددت الانتخابات عضوية اللجنة المركزية بانتخاب اعضاء جدد لها بنسبة 68%، كما زاد عدد النساء في اللجنة المركزية الي 7 عضوات، بنسبة 17%).
كما تم اعلان اسماء اعضاء اللجنة المركزية الجديدة في المؤتمر الصحفي، وكان ابرزهم: محمد ابراهيم نقد، جوزيف مادستو،صديق يوسف، يوسف حسين، التجاني الطيب،
تاج السر عثمان بابو، نور الصادق، تعبان موللي، صدقي كبلو.الشفيع خضر، سليمان حامد.
كما خرج الحزب موحدا حول اسمه(الحزب الشيوعي السوداني) ومنهجه الماركسي وطبيعته الطبقية وبرنامجه ودستوره وقرارته، وكان ذلك من اكبر انجازات المؤتمر الخامس.
وأخيرا التهنئة والتحية للشيوعيين السودانيين بمناسبة انعقاد ونجاح مؤتمرهم الخامس والذي سوف يشكل دفعة قوية لنشاط الحزب الداخلي والجماهيري.