دمقرطة المنتوجات


جهاد علاونه
2008 / 11 / 20 - 10:01     

نعني بكلمة دمقرطة الإنتاج : هو أن تصبح المنتجات في بيوت كافة قطاعات الشعوب العالمية وأن لا تحتكر على الأغنياء لوحدهم لتعشش في بيوتهم بل يجب أن تصبح المنتجات بيد الكبار والصغار وبالتالي يصبح للمنتجات صفة الديمقراطية .

وضبط وسائل الإنتاج هو ميزة ستعمل على تمييز المجتمعات الحديثة عن القديمة فليس زيادة الإنتاج مطلبا جماهيريا ولا حكوميا ولا هي مطلب إستراتيجي من أجل السيطرة وليست أيضا من أجل تحسين حياة الإنسان لإن الإنسان ووجوده أصبحا في حالة جيدة بعد تحسين وسائل الإنتاج عموما .

وكان الدافع أولا وأخيرا للإنتاج هو من أجل إسعاد البشرية والإنسان معا ولكن النتائج جاءت مغايرةلما إدعاه المنتجون بدليل أن الإنتاج أصبح محجوبا عن فئات كثيرة من الشعوب أو عن بعض الشرائح الإجتماعية ولا سسيما الفقراء منهم بسبب عدم قدرتهم على إستملاك وإستنتاج ما ينتجه المنتجون في المصانع والمدن الصناعية .

وبما أن العلاقة بين المنتجات والمنتج باتت منظمة في المجتمع الرأسمالي فإنها بقية من ناحية أخرى غير منظمة بين المستهلك والإنتاج من جهة أخرى أي أن العلاقة بين الإنسان المستهلك والمنتجات غير منظمة فعلى سبيل المثال مازال ثمن جهاز كمبيوتر في بعض الدول المتخلفة يعادل دخل موظف متوسط في دولة رأسمالية لثمانية سنوات أي أن راتب موظف مضروب ب 100ضعف في دولة ما من الدول العالمية يعادل في حقيقته ثمن شراء جهاز كمبيوتر حاسوب .

وأيضا إمتلاك السيارات والصناعات الترفيهية أي أن الإنتاج رغم زيادة حجمه لم يحقق السعادة للإنسان بشكل عام وهنا علينا أن نعرف أن العلاقة بين المنتج والإنتاج والمستهلك مازالت في صورة مشوهة جدا ينقصها كثير من التوضيح فهي تقع ضمن مفاهيم الجشع والإستغلال للنمو الكريه لرأس المال .

إن الإنتاج الصناعي وزيادته وتحسينه كان الهدف منه إسعاد الإنسان والبشرية غير أنه لم يحقق مثل تلك المفايم ومازال الإنتاج وزيادته مرتبط بمشاريع سياسية إستغلالية فعملية أغراق الأسواق بالمنتجات من شأنه أن يعمل على تراجع الطلب على تلك المواد المعروضة في الأسواق المحلية ولكن يجب أن نعلم أن هبوط أسعارها من شأنه أن يعمل على إزالة حاجز الرهبة والخوف من شرائها فبنزول الأسعار تصبح المواد سهلة الإنتشار وبالتالي تصبح دمرقطة تلك المواد أمرا شائعا بين الناس .
ولكن من ناحية أكثر خطورة على المنتج تصبح دمقرطة الإنتاج خطرا كبيرا على النظام الرأسمالي وال>ي يهدف لإقامة طبقة فقيرة مسحوقة جدا تركض وتلهث خلف الرأسمالي والمرابي والمرابح بحيث يصبح الفقراء البنية التحتية لإسعاد البنية الفوقية المتعالية في القصور العاجية .