اعادة قراءة ماركس والماركسية ضرورة تاريخية ملحة


عبد العالي الحراك
2008 / 11 / 13 - 10:17     

تصبح اعادة قراءة ماركس والماركسية يوما بعد يوم ضرورة تاريخية ملحة لحياة الشعوب ولتطبيق العدالة ولاخراج الدول والمجتمعات من ازماتها المالية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تتشابك وتتعقد كلما انفردت الرأسمالية العالمية بسطوتها وسيطرتها على الاقتصاد والسياسة والتهديد بالحروب والاحتلال للدول الضعيفة ذات المواقع الستراتيجية المهمة للسيطرة على مصادرخيراتها. الغرض من اعادة قراءة ماركس ودراسته بتأمل وتعمق وحرية هو معرفة المنطق العلمي والتاريخي المتسلسل الذي اعتمده والطريق الواضح والشجاع الذي سلكه والمنهج التحليلي الذي وضعه وفي كل هذا ضروري الانتباه الى تطورية ماركس ولاجموديته. لقد هجر ماركس كثيرون نام بعضهم نومة اهل الكهف وتحول الى ليبراليين اخرون وضعف مؤيدوه الذين لم يهجروه واحتاروا أي طريق يسلكون ايتبعونه بطاعة عمياء ويدافعون عنه بديماغوجية النقل الاعمى ام ينتقدون اخطاء التجربة ويعيدوا القراءة والدراسة من جديد والبناء من جديد ايضا.الترميم والترقيع والتغليس عن الاخطاء الكبيرة دون نقدها وتصحيحها امر في غاية الخطورة وهو حبل يلف على رقاب سالكيه.اعتقد بان ضرورة اعادة القراءة لماركس تخص هؤلاء والشباب الجديد بالدرجة الاولى من حيث انها قراءة ودراسة جدية تطبيقية هادفة وليس للحصول فقط على شهادات علمية عالية في التاريخ اوالفلسفة اوالاقتصاد او السياسة ولا هي للترف الثقافي والمعرفي الاكاديمي وليس الى النائمين اوالليبراليين الانتهازيين مهما كانت خبرتهم وشهاداتهم وتعدد مؤلفاتهم. قراءة ماركس تتضمن نقده ان تطلب الامرواكتشاف ذلك من خلال القراءة المتأنية والصحيحة,حيث انه انسان ليس اله ولا نبي ولا امام ولا وصي وعلمه ليس دين.ليس قراءة ماركس فقط وانما قراءة الماركسية بمعنى تجاربها التطبيقية والاضافات النظرية الصحيحة عليها من قبل قادة تلك التجارب ونقد اخطائها ايضا بتجرد علمي عالي وقد تتشعب اعادة القراءة الى نقد التجارب السابقة واسباب فشلها وتحميل القادة انفسهم ومن جاء بعدهم مسؤؤلية الاخفاق والفشل ويفترض ان يكون الفشل نفسه مدعاة لاعادة القراءة والتقييم من اجل النهوض الصحيح بقامة مرفوعة لا بذلة الذي يستجدي رضا العقلية البرجوازية والليبرالية مهما كانت متحررة فيتحول الى الجهة الاخرى وهي جهة معادية ويفكك حزبه الجماهيري الى احزاب وتكتلات متناثرة ترتبط بهذا الحزب البرجوازي او ذاك باحثا عن موقع وظيفي استشاري في وزارة ما او قناة اعلامية, يتلاعب بالمنطق العلمي الماركسي مرة كمثقف وبالفكر الليبرالي مرة اخرى كمتحرر وهولا هذا ولا ذلك بل اصبح العوبة بيد اعدائه دون علمه او مع علمه الذليل وهذا ما يحصل بصورة علنية وواضحة في الاحزاب اليسارية الاوربية التي تفككت وتحولت الى نقيضها وما يعانيه قادتها من ضعف واهمال من قبل تابعيهم ومؤيديهم السابقين.عند القراءة ستظهر مجموعة من الاسئلة وعلامات الاستفهام لا بد من وضعها ومحاولة الاجابة عليها منها.... اسس بناء الحزب الطليعي ومدى تطبيق الديمقراطية المركزية او سواها في صفوف الحزب وخارجه..... مفهوم الصراع الطبقي ودورالطبقة العاملة التطبيقي وظهورالوعي البروليتاري العملي وهل تؤجل الثورات الا ان تتحدد الطبقة العاملة وينمو الوعي البروليتاري ويتفاقم الصراع الى اقصاه وما هو دور القيادات السياسية والمثقفين في انضاج ذلك ....كيف تتم التحالفات بين الطبقة العاملة والفلاحين وبقية الطبقات الاخرى المتأرجة ماهي شروطها ومن يقودها وكيف تأهيله عمليا..... اسباب سقوط التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية واخطاء القادة ودور المفهوم الخاطيء للاممية التي عطلت واجلت ثورات تحرر وطني واشتراكية في دول عديدة ومدى ضرورتها في قيام الثورات الاشتراكية القادمة. الاقتصاد الاشتراكي ودوره في البديل عن الاقتصاد الرأسمالي وازمته الحالية وكيفية الانتقال اليه من اقتصاد السوق..دورتأميم الملكية الخاصة القسري والعنيف في الاقتصاد الاشتراكي وردود فعل اصحابها وامكانية استبداله بدورالدولة في منافسة اصحاب الملكية الخاصة من خلال تقديم الاجود والارخص للمواطنين او موظفي الدولة.... دور ومرحلة الثورة الثقافية في رفع مستوى الطبقة العاملة وحلفائها وتاهليهم للحكم الناجح وليس التعسفي وجعله يرافق عملية البناء منذ البداية وليس في مؤخرتها... احترام النظريات التي جاءت بها التجارب الاشتراكية السابقة والحق في الاخذ من بعضها او رفضها حسب الحالة الوطنية دون ضغوط او تهديد او تهم...موضوع الثوابت المتطورة في الماركسية والتصرف بها حسب الحالة الوطنية دون الاتهام بالخروج عن الماركسية وكأنها كتاب ديني مقدس...تبني استمرارالعلمية في القراءة والدراسة والبحث والاكتشاف بعيدا عن الجمود العقائدي والتقديس الديني للنظرية او لاشخاصها...ترسيخ مبدأ احترام الاراء والانفتاح في الحواروالنقاش.. كيفية استخدام الحرية المسؤؤلة والديمقراطية المنضبطة في تحقيق التقدم الى الامام.. تفسير لماذا دكتاتورية البروليتاريا وهل بالامكان مع تقدم العصر استخدام التدرج الديمقراطي في الحكم من خلال التطوير وتأهيل الطبقة العاملة لان تحكم دون قهر الاخرين رغم ان الاخرين قد قهروها..هل بالمكان استبدال العنف الثوري بالحق الديمقراطي او اعطاء كل حالة وضعها وطريقتها دون تثبيت الطرق والوسائل..مدى صحة مبدأ الثورة الدائمة ومدى فائدة مبدأ التعايش السلمي ام انهما مبدآن فرضتهما الظروف الموضوعية ويعتمدان عليها ....
كيف الربط بين العامل الاقتصادي والعوامل الاخرى وخاصة الروحي والنفسي ومستوى الوعي الثقافي العام...ما هي
متطلبات ومهام المرحلة الاشتراكية وتلافي الاخطاء الكبيرة للتحول الى المجتمع الشيوعي
هل بالامكان بناء الاشتراكية في بلد واحد و
الشيوعية في بلد واحد ام هي مجتمع انساني...
علاقة الماركسية بالدين وكيفية التعامل معه ومع رجالاته المسيسين خاصة.....
تأثير التطور العلمي وبلوغ عصرالعولمة في استيعاب الماركسية ونشرها من جديد....
قراءة ماركس ليس كموجة وانما ضرورة تاريخية..
ماهي دواعيها وهل ان الازمة المالية والاقتصادية الحالية ستدعو المفكرين الى قراءة ماركس بجدية وعمق....
ما هو نصيب الحالة العراقية من ماركس والماركسية وهل بقي ماركسي عراقي ملتزم مستعد لاعادة القراءة بعقلية علمية مجردة من جانب وربط الاحداث بعضها ببعض والاستفادة من الماركسية من جانب اخر
وامور اخرى عديدة.. ادعو الماركسين الجادين تبني هذه الافكار والملاحظات ودراستها والدو بدلوهم من اجل نشرالاشتراكية من جديد على اسس سليمة وتحقيق العدالة لجميع بني البشر ......