الإشتراكية ستهذب الرأسمالية


جهاد علاونه
2008 / 11 / 5 - 08:49     

الإسلام تحدث عن الرأسمالية ولكن يغيب عن كثير من المهتمين بالإقتصاد الإسلامي من أن الإسلام يننظر للرأسمالية ولكنه غير رأسمالي والخلفاء الراشدون شاهدوا تراكم أموال الجباية في خزائنهم ولكنهم لم يشاهدوا رؤوس الأموال تتراكم جراء تراكم الصناعات وتقدم الإنتاج وبالتالي فإن الإسلام ينظر من خارج الوعي بالرأسمالية للرأسمالية .

وإذا كانت الأديان السماوية قد هذبت وهدأت من جنوح الإنسان عاطفيا وإستطاعت أن تحد من رغباته الجنسية وخصوصا مع المحارم من النساء والرجال .فإنني سأعتقد هنا من أن الإشتراكية ستحد من طمع الإنسان ولسوف تهذب الإشتراكية والأفكار اليسارية من حدة نزوع الإنسان الصناعي التقني نحو الإستغلال ,نعم, سوف تهذب الإشتراكية الرأسمالية .

ولا أقول ستؤدب الإشتراكية الرأسمالية ,لأن ذلك إسلوب تهديد وحربجي ومحرج ولكنني أقول ستهذب الإشتراكية الرأسمالية وستروضها وستجعلها أقل عنفا وحدة ودموية وستتوسع قاعدة المشاركة بين الرأسمالية والأثرياء والفقراء على مبدأ ضبط قاعدة الإنتاج فليس من الضروري أن يتسارع الإنتاج بل من الضروري ضبط عمليات الإنتاج وضبط تدفقات رؤوس الأموال .

ويفتح اليوم الإسلاميون بطونهم لكي يخرجوا للعالم بحل جذري مصدره الإسلام كونه صالح لكل زمان ومكان علما أنغالبية الإسلام أفكار إقتصادية كلها مثالية بحيث من المستحيل تطبيق نظام الزكاة وكذلك تجنب الإنسان لجملة من المفاهيم الأخلاقية .
وقلنا هذا سابقا حيث لا يملك الإسلام الحل لمشاكلنا العصرية لأنه لم يستطع أن يضع حلا لمشاكل المسلمين في القرون والسنين الهجرية الأولى فكيف سيضع حلا لمشاكل دول حديثة معقدة صناعيا وتقنيا وأصبح فيها الإنسان أكثر تعقيدا وأكثر إستجابة لرغباته التي كان الفكر الديني يحجبه عنها .
لا الإسلام ولا المسيحية ولا اليهودية بيدهم الحل لأن هؤلاء جميعا لم يعرفوا يوما الرأسمالية .
وحتى اللحظة لم تعرف دول منشأ الديانات ,نعم, لم تعرف حتى هذه اللحظة الشكل الإقتصادي الرأسمالي هي فقط تسمع به سمعة لا غير فالإسلام قديما وحديثا لم يدخل الرأسمالية .
ولكن لماذا لم يعرف المسلم الرأسمالية ؟
أعتقد وأظن انني على صواب من أن الثورة الصناعية هي التي أدت لتراكم الصناعات والإنتاج وبالتالي دخلت الدول المنتجة العصر الرأسمالي بسبب تراكم الثروات أما بخصوص الإسلام واليهود فأعتقد أنهم عرفوا شكلا بدائيا أكثر بدائية من اليوم للرأسمالية أي أنهم عرفوا الرأسمالية القديمة البدائية والتي تعتمد بنمط الإنتاج على إسلوب الجباية أما الرأسمالية اليوم فهي زيادة الإنتاج وتراكماته وما زالت الرأسمالية الدينية حتى اليوم بدائية لم تتطور بعد
فهي ما زالت هجينة.

إن قوى الإنتاج ليس من الضروري أن تصل إلى أعلى مد لها كما تصل الشمس إلى أعلى مدى لها في كبد السماء وإن النظام الرأسمالي بدأت المجتمعات العربية والأوروبية تعرفه حين تطورت الآلات ودخلنا عصر الثورة الصناعية وجراء دخولنا عصر الثورات الصناعية بدأت المصانع تعمل في اليوم الواحد أكثر من كل عمال العالم بل وأن مصنعا واحدا أخذ يعمل أكثر من كل عمال دولة كاملة وبالمثال على ذلك مصنع لمناويل يدوي للخياطة كان يخيط من الأقمشة في اليوم الواحد أكثر من كل عمّال الهند مجتمعين لذلك تراكمت الثروة بشكل غير طبيعي وبدأنا ندخل في سوق الرساميل المالية وبدأت دولة واحدة تتحكم في العالم حتى أن إنكلترا بدأت تستعمر العالم بشكل أفضل حين دخلت عصر الثورة الصناعية .

وإن طاحونة الهواء تعني لماركس عصر الإقطاع والآلة البخارية تعني له عصر الرأسمالية ولتنظيم العلاقة بين المنتج والصانع أو بين العمال والشغيلة لا بد من الإشتراكية وتوابعها ولكن مصادر الضغط الرأسمالية وتصنيع أسلحة الدمار وتعاظم القوى الرأسمالية بمساعدة الإسلام السياسي حالت دون إكتمال مفهوم الدولة الشيوعية أو الإشتراكية .
واليوم يدفع الإسلام السياسي ثمن صموده مع الرأسمالية بحيث أنه أصبح مستهدفا لكثير من الحكومات الغربية المتطرفة أما الإسلام الإجتماعي اليميني فإنه على الغالب بجانب صف المضاربين والمحتكرين للإنتاج ولصناع الفقر نفسه .