آفاق الإشتراكيّة


سنان أحمد حقّي
2008 / 10 / 31 - 10:02     

منذُ منتصف القرن الثاسع عشر أي منذُ صدور البيان الشيوعي وحثّى اليوم واسم ماركس يشغل اهتمام أوساط مختلفة ومتباينة وواسعة جدا من مجتمعات العالم حتّى أنه يُذكّرنا بشاعرنا العربي المتنبّي من حيث شهرته حين يقولون أنه ماليء الدنيا وشاغل الناس بحقّ، وبالرغم من أن ماركس رجل اقتصاد ألاّ أنه استطاع أن ينبغ في الفلسفة وفي علوم الإجتماع فما قدّمه في تعقيباته على الفكر الفلسفي وأبحاثه فيه كان في غاية الأهميّة والقوة فقد دعّمَ الفكر الفلسفي المادّي ودرس تراث عمالقة الفلسفة وحلل النتائج التي توصّلوا إليها وانتقد عددا من الطروحات المهمة حيث درس باهتمام الأسس المادّيّة للفلسفة واعتنى بدراسة فيورباخ حيث وجد أن الفلسفة العلميّة ونعني في البدء تلك الأفكار الفلسفيّة التي تُعنى بفروع العلوم الطبيعيّة وهي الأسس التي تقوم عليها مفاهيم علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياءوغيرها وتستخرج المفاهيم الشاملة من خلال إنجازاتها وهذهَ ولاشك أفضل ما يمكن أن يبدا به الفيلسوف المثابر بعد إيمانه بالأسس الموضوعيّة في البحث والمنهج الذي تتطلبه المهام العلميّة ،كما أنه اعتنى بالمنهج الجدلي الذي قدّمه هيجل وبسّطه وقدّمه بأسوب بعيد عن الأساليب المعقّدة والمحفوفة بالإبهام البلاغة اللغويّة التي دأب الفلاسفة في عهده على الكتابة بها وأوجز المنهج الهيجلي في القوانين الأساسيّة المعروفة في قوانين المنطق الجدلي أو الديالكتيكي ومن جانب آخر فإنه تابع الحركات الإجتماعيّة والدعوات التحرريّة في زمنه والتي كانت فرنسا ميدانها بعد كل ما جرى بعد الثورة الفرنسيّة وقد كان معاصراً لأحداث 1948 والثورة التي اجتاحت فرنسا والدور الذي لعبه دعاة الإشتراكيّة حينذاك ، لذلك فإن القول بانه ربط الفلسفة الألمانيّة أي أحدث الإنجازات في العالم آنذاك بالإقتصاد الإنكليزي وهو أرفع ما كانت علوم الإقتصاد في العالم قد وصلت إليه بالإشتراكيّة الفرنسيّة وهي أكثر أطوار الدعوات الإجتماعيّة في العالم في ذلك الوقت إنما هو قولٌ صادقٌ وصحيح ومن ناحية أخرى أيضا فإنه بعد دراسة الفلسفة والإنجازات الفكريّة لها في ألمانيا فإنه قلب كثيرا من المفاهيم الأساسيّة فيها فقد كان سائدا لدى هيغل أن الفلسفة المثاليّة مرتبطة بالمنهج الجدلي أما معظم المفكرين الماديين فكانوا ينهجون في الخوض فيها بالمنطق الشكلي وحيث أن المنطق هو العلم الأساسي للفلسفة فإنه كان ما فعله هيغل هو باعتماد المنهج الجدلي الذي طوّره هيغل في فلسفته المثاليّة أما ماركس فقد عقد الرابطة بين المنهج الجدلي والفلسفة الماديّة فقيل أنه قلب الفلسفة راسا على عقب خصوصا بعد أن أعلن أولويّة المادّة على الفكرة وهو خلاف ما هو سائد لدى المثاليين والذين يرون أولويّة الفكرة على المادّة كما كان هيغل نفسه يعتقد وفي الوقت نفسه فهم أن الإقتصاد لا يقوم على قوانين ومفاهيم متخصصة بالإقتصاد وحده بل وجد وذهب بعيدا في توضيح تأثير السياسة على أسس ومفاهيم الإقتصاد ولم يعد بعدهالإقتصاد علما مستقلاّ بل مرتبطا بالسياسة فولد الإقتصاد السياسي كما أنه وجد في الفكر الإشتراكي دعوة خياليّة لا سبيل إلى تحقيقها في الحياة الإجتماعيّة ما لم تقوم على الأسس العلميّة وبعيداً عن الطوباويّة والخيال أو الفوضى.
ومما يتعلمه المتابع للفكر الماركسي وفكر كل من نهج منهجه أن يدرس قوانين المنطق الجدلي بعناية ويتفهّم تطوّر وتحوّل الواقع بكل أشكاله الطبيعيّة والإجتماعيّة بضوء تلك القوانين الأساسيّة المهمّة والتي نستطيع أن نوجزها بهذه العجالة بثلاث قوانين رئيسة وهي: ـ
1 ــ التراكم الكمّي يؤدّي إلى تحوّل نوعي
2 ــ وحدة وصراع المتناقضات
3 ــ نفي أو نقض النقيض
وقد اعتمد ماركس هذه القوانين الأساسيّة والتي تفوق قوانين نيوتن في الحركة أهميّةً في تحليل كل أشكال حركة الطبيعة والمجتمع وبالتالي فهم حركة التاريخ برمّته وكاي تحليل علمي وككل دراسة رصينة طبّق تلك المفاهيم بالغة التأثير والقوّة وبالبراهين على كل ما جرى في تاريخ البشريّة المطروح امامه ( بإهمال الفكر الغيبي والديني الروحي )واستنتج بأسلوب البحث العلمي الرصين ما يمكن أن يحصل في المستقبل بالإستناد إلى قراءته للتاريخ كما أسلفنا ، أي كما يفعل أي باحث في مختبره عندما يرصد حالةً علميّة فيمثّل سلوك المتغير مدار البحث على محاور بيانيّة وبعد أن يكرر التجربة لعدّة مرات فإنه سيكون بإمكانه أن يتوقّع بناءً على المسار الذي رسمه المخطط البياني ما ستؤول إليه الأحداث القادمة وفق أكثر التقديرات واقعيّة ،وهكذا كانت توقعاته للإقتصاد الرأسمالي وانهيار الطبقات وما تتمتع به الطبقة العاملة من طليعيّة في الصراع والتقدم .
إن النظام الرأسمالي بنظر ماركس هو نظام طليعي في حينه، أقامته طبقة البرجوازيّة الإجتماعيّة لتقود التقدم الإنساني وكانت بعد انهيار النظام الإقطاعي طبقة طليعيّة قادت حركة التاريخ إلى أمام بعد أن خاضت صراعا طويلا وحازما في إزاحة طبقة الملاكين والأرستقراطيين والإقطاعيين ، ولكنها بعد أن استنفدت أهدافها أو تكاد فإنها ستتنحّى عن دورها التاريخي بحسب رأيه الفكري ومذهبه المعروف وتتسلّم الراية الطليعيّة إجتماعيا الطبقة العاملة التي لها المصلحة الحقيقيّة في التطور اللاحق لإقامة النظام الإشتراكي الذي ستتنحّى أمامه الطبقة البرجوازيّة وهكذا توقّع أنه بعد تحقيق الإشتراكيّة فإنه سيكون المسار مفتوحا لإزالة التركيب الطبقي لإقامة نظام أكثر تقدّميّة وتطوّرا باتجاه المجتمع الشيوعي الذي لا طبقات فيه ولا استغلال ، هكذا كان مسار ومنهج الفكر الماركسي الإجتماعي الإقتصادي ومجمل توقعاته التي آمن بها عموم الماركسيين والشيوعيين على مدى قرن ونصف القرن تقريبا.
وليس بوسعنا في هذا المقال أن نستعرض جميع الأحداث التي جرت في تلك الحقبة المنصرمة و حتّى تاريخ كتابتنا هذه السطور ولكن أبرز الأحداث التي جعلت المتابعين يُدهشون في مجمل المسيرة الطويلة هو انهيار سلطة الإتحاد السوفييتي وهو البلد الذي قامت فيه أول سلطة للشيوعيين أو الإشتراكيين المؤمنين بفكر ماركس ونظريته والإجتهادات التي طرأت عليها .
لا شكّ أن ظهور ماركس وما تبعه من نشوءأول سلطة للإشتراكيين أو الشيوعيين في التاريخ قد أسهم في ترويض النظام الرأسمالي والرجوازية العالمية بعد فضح الأساليب الوحشيّة وأساليب النهب المستمرّ لثروات الشعب وجهوده بل عموم شعوب العالم حتّى أصبح النظام الرأسمالي مرغما على انتهاج سياسات ومناهج أقل استغلالا وأن وجود سلطة الإشتراكيين والشيوعيين جعل الأمبريالية وهي أبرز النظم الرأسمالية تتخلّى شيئا فشيئا عن مبدأ الإستعمار أو الكولونياليّة وهو النظام الذي كانت ضراوة رأس المال قد وصلت إليه وقد أُجبرت أنظمة رأسماليّة كثيرة على إقامة قطاعات عامّة وتدخلت الدول في تقويم الإقتصاد والسياسات الإقتصاديّة بعد أن كانت الدولة في ظل النظام الرأسمالي مجرد سلاح بيد البرجوازيّة وأصحاب رأس المال تحقق بهذا السلاح مآربها ومصالحا الأنانيّة.
نفهم مما تقدّم أن وجود مفهوم الأشتراكيّة ولمجرد وجود هذا المفهوم فإنه كان له أثر فاعل كبير في تقليم مخالب الرأسماليين الكبار وأن مجرد وجود سلطة أشتراكيّة في العالم أسهم في كسر شوكة المستغلين الكبار ووجّه أكبر الضربات للنظام الكولونيالي العالمي الذي كان سيستعبد معظم شعوب العالم وسيستنزف كل الثروات بسبب طبيعته الضارية وشرهه المميز لسماته العامّة ووصل الأمر إلى إصدار إعلان عالمي من الأمم المتحدة يُدين الإستعمار ويُحمّله معاناة معظم شعوب العالم تحت التنمية بل الغاه من قاموس العلاقات الدولية وقررت الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة تصفية الإستعمار تصفيةً نهائيّة تامّة.
وبالمقابل فقد عملت الرأسمالية على ترصّد اخطاء النظام الإشتراكي وتطبيقاته وعلى إدانة المنهج الديكتاتوري الذي صاحب تطبيق الإشتراكيّة كما ساهم في تعليل وتبرير النزعة الفرديّة الغريزية للإنسان في الملكيّة الخاصّة التي تُصاحب التكوين الإنساني وكذلك سلوك النظام الإشتراكي في الجنوح نحو رأسماليّة الدولة وطرح مفاهيم ناتجة عن الصراع بين النظامين عن الظواهر النفسيّة والغيبيّة التي تؤثّر في تفسير الواقع الموضوعي للحياة واستفاد من نتائج البحث في العلوم الطبيعيّة في طروحاته التي يُحاول فيها تفنيد الحتميّة العلميّة وتبنّي الإحتماليّة فساهم في تطوير علوم الإحصاء وعلم النفس وإبراز ودراسة الظاهرة الدينيّة التي اهملها ماركس والماركسيون ؛ باعتبارها ظواهر غير ماديّة ولا تخضع لأسس البحث العلمي والفلسفي الذي يستند إلى الماديّة ومنهجها الفلسفي الجدلي.
وهكذا خاض النظامان صراعا عاتيا وهنا أظنني أتمثّل فيهما على هدى ومنطوق ما توصّل إليه ماركس كما بيّنت في أعلاه أن النظامين الرأسمالي والإشتراكي وكذلك الطبقتان البرجوازيّة والعاملة هما أيضا يُنشِئان وحدةً جدليّة أحدهما النظام الرأسمالي والثاني هو النظام الإشتراكي وأن هذه الوحدة كانت تُديم طاقتها المحرّكة على أسس ومنطوق فكر ماركس كما أسلفنا ولهذا فإن النظام الرأسمالي عندما استطاع أن يدحر سلطة الإتحاد الإشتراكي الذي كان يمثّل النقيض المقابل للنظام الرأسمالي فإن النظام الرأسمالي سوف يتدهور بالتأكيد لأنه لا بد من وجود نقيض للنظام الرأسمالي ولا بدّ من وجود طاقة حركيّة كامنة تتولّد من وحدة وصراع الأضداد لكي يستمرّ التطوّر وتتدافع عجلة التنمية في أي واقع اجتماعي ـ إقتصادي إلى أمام .
إن الحاجة إلى نظام اقتصادي إجتماعي بالنقيض إلى النظام الرأسمالي أمرٌ ضروري لإدامة حركة التاريخ بالتراكم المستمر وعن طريق هذا الصراع المتراكم للأضداد فإنه سيولد ولاشكّ من رحم هذا الصراع مولود أي نظام جديد ربما يلغي وينفي أو ينقض النقيضين السابقين وهو ما نحسب اننا نتوقع حدوثه بعد تفرد النظام الرأسمالي في الساحة الدوليّة ، وهذا النظام بطبيعة الحال سيعمل على الإستفادة من قوة الدفع التي حصلت بسبب انهيار سلطة الإتحاد السوفييتي إلى استعادة مواقعه السابقة وإلى الإستغراق مجددا في أحلام العودة إلى النظام الكولونيالي العالمي وعودة الإستعمار أو أن ينهار هو الآخر كما حصل لسلطة الإتحاد السوفييتي وهذا هو سبب الأزمة الماليّة والإقتصاديّة العالميّة .
يُخطيء من يتصوّر أن تشخيص السمة الإفتراضيّة للنظام المالي يمكن معالجتها، ذلك لأن الطبقة البرجوازيّة لجأت إلى الأمبرياليّة وإلى النظام الإستعماري لأنها ترغب في أفضل الأرباح في وضع لا تعمل فيه بل تعمل فقط على تنمية المال أي ببساطة نقول إن رأس المال المالي هو غاية كل رأسمال سواء كان صناعيا أم عقاريا أم تقنيا متقدما ، إن السمة الربويّة هي سمة أساسيّة لا يُمكن أن يستغني عنها ، والبورصة وأسعار الأسهم والسندات هي غاية المستثمر المالي وهو بذلك لا يهمه تطوير الصناعة أو الزراعة أو العمران أو سواها فالمهم هو تنمية رأس المال ولو تحقق هذا بالتعاملات الربويّة فإن كل شيء على ما يُرام بالنسبة لهم دون هموم العمال والمواد الأولية والقوانين والأنظمة والضرائب وغيرها، إنه سيكون بعيدا عن كل ذلك ويحصل على أرباحه صافية وبأيسر ما يُمكن ..وفوراً
ولكل ما تقدّم نجد أن الأزمة الحاليّة إنما هي بسبب غياب النقيض اولاً ويتوجب أن يكون هناك نقيض يُحفّز حركة الإقتصاد وحركة المجتمع والتنمية
وأن تناقض الإشتراكيّة والرأسماليّة لا يُمكن أن يطرح انتصارا لأحدهما أو تنحّيا للآخر بل ما سيحصل حسب منطوق المنهج الجدلي والعضوي أن يدوم التنافس والتناقض والصراع حتّى يظهر ما ينقض النقيضين مما يُشكّل صراعا لمتناقضين أو أكثر جديدين يولدان طاقة كامنةّ تُحرّك التاريخ
وتجدر الإشارة إلى أن الإدعاء بانتهاء التاريخ ومفهوم انتهاء التاريخ ليس له للأسف نصيب من الصحّة بل أن الحركة التاريخيّة في ظل صراع وفي ظل وحدة متناقضات معيّنة تنتهي وتتوقّف ولكنها بالتأكيد تبدا من جديد من خلال متناقضات جديدة تؤلف وحدةً تدور داخلها صراعات جديدة تبدأ بالتراكم شيئا فشيئا حتّى تصل مداها في حقبة تاريخيّة لاحقة وهكذا
ومما تقدّم أستنتج بكل تواضع أن الوحدة القائمة بين المتناقضين الأساسيين وهما الطبقة العاملة والبرجوازيّة أو الطبقة الرأسماليّة تشكلان وحدة مترابطة تعبّرعن وحدة وصراع الأضداد التي أشار إليها ماركس ولكي تولّد هذه الوحدة الطاقة المحركة للتاريخ فإنه يلزم وجودهما إلى جانب بعضهما بسبب منطوق وحدتهما ولكن الأمر كما شبّهنا سابقا كحلقة تتكون من حبّات مسبحة من لونين وليكونا الأسود والأبيض فكلما عزلنا حبّة سوداء ظهرت لنا حبّةً بيضاء ثم تعود للظهور حبّة سوداء وهلمجرّا على طول محيط الحلقة وبشكل لا ينتهي فبعد أن صرف العالم انتباهه عن الإشتراكيّة إلى الرأسماليّة فإن عيوب ومشاكل الرأسماليّة ستطرح مفاهيم الإشتراكيّة من جديد ولكن غالبا ما ستكون مفاهيم أكثر رقيّا وتقدّما وبالتالي ستعود الرأسماليّة لتطرح مفاهيم هي الأخرى أكثر تطوّرا وصدقاً حتّى يُستنفذ قانون التراكم الكمّي ونكون على موعد جديد مع فجر نوعيٌّ يبشّر بنظام يحلّ محلّ النظامين السالفين حسب قوانين المنطق الجدلي المنوّه عنه آنفا.
وما مشاكل الإقتصاد الرأسمالي والنظام المالي الحالي إلاّ بداية لأزمات متلاحقة ربما ستتبعها أزمات أكثر صعوبةً وأشدّ تعقيدا
تلك هي آفاق متوقعة ولكن المتتبّع للأحداث سيلمس تداعيات دراماتيكيّة كثيرة للأسف ستهزّ العالم بسبب انحسار الحركات الإشتراكيّة والتقدّميّة في العالم حتّى تعود الطبقة العاملة والشرائح الإجتماعيّة صاحبة المصلحة الحقيقيّة في التقدّم تعود لتنظيم صفوفها وتستأنف سعيها من أجل تصعيد الطاقة المحرّكة للتاريخ .
وفي كل الأحوال فإنه لمما يخفظ مستوى التداعيات الدراماتيكيّة ويُخفف أعباءها على مختلف الطبقات والفئات الإجتماعيّة أن يُصار إلى مكافحة الفساد بكل أشكاله ومحاربة السرقة والإختلاس فهذا أمرٌ مطلوبٌ في كل شكل من أشكال الأنظمة الإقتصاديّة الإجتماعيّة بل إن تفاقم أثره سيُضاعف المآسي البشريّة ويُدخلها في جحيم من الرعب والفوضى التي ستُحطّم كل الأنظمة بغض النظر عن ماهيّة وهويّة إنتمائها، بسبب كونها سمات مرضيّة خطيرة في كل الأحوال والإتجاهات.