نهاية البرجوازية وانتصار البروليتاريا امر حتمي !


سهيل قبلان
2008 / 10 / 26 - 10:00     

اليوم الجمعة، (24/10/2008)، ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، ففي هذا التاريخ قبل واحد وتسعين عاما، اندلعت الثورة بقيادة الشيوعيين، والتي دشنت بانتصارها عهدا جديدا في تاريخ البشرية. وقدم الاتحاد السوفييتي خلال سيادة النظام الاشتراكي فيه، النموذج الاروع لترسيخ العلاقات الاشتراكية بين القوميات المئة فيه وتحول من سجن الشعوب الى جنة الشعوب المتآخية، وذلك لان الشيوعيين يناضلون من اجل اهداف نبيلة واولها تآخي الشعوب وتعميق امميتها لتكون اسرة واحدة ترى المشترك فيما بين افرادها وعموده الفقري التعايش المشترك باحترام وتفاهم وتعاون والتحطيم الكلي لقيود الاضطهاد الاجتماعي والقومي.
لقد اكد ماركس وانجلز في ابداعهما للمبادئ والقيم والافكار الشيوعية ان نهاية البرجوازية وانتصار البروليتاريا امر حتمي لا بد منه، لان الرأسمالية آخر نظام استغلالي يشهده التاريخ، وانهيار الانظمة الاشتراكية، لا يشكل دليلا على سوء الفكر الشيوعي وانما يشكل في اعتقادي دليلا على سوء تطبيق هذا الفكر وعدم الالتزام به، ومنذ انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى حاصرها الاعداء من كل الجهات، لاجهاضها والقضاء عليها، والتقوا معا من خارجيين وداخليين وباشروا عمليات تخريب لاجهاض الثورة، بلغت ذروتها في الحرب العالمية التي شنها هتلر النازي على الاتحاد السوفييتي وقتل ما قتل ودمر ما دمر وخرب ما خرب، مما عرقل مسيرة التطور الاشتراكية، ومن هنا فان اعظم خير لجميع الشعوب والشرط المهم لتقدم البشرية هو السلام، وهذا ما تضمنه الاشتراكية ومائة بالمائة لان مصلحتها في انجازه وتوطده، فيما مصلحة الرأسمالية وبناء على الواقع في اندلاع الحروب وبقاء الاوضاع العالمية متوترة.
ان الاشتراكية وحدها تضمن السلام العالمي، وبذلك تخلص البشرية من الكوارث الحربية، وتضمن السلام لانها تخلص البشرية من كارثة اخرى تتجسد في الانانية التي تشكل في اعتقادي السبب للنزاعات بين البشر، فعندما يبدأ الطفل ومنذ الروضة في التعلم ان يحب لغيره ما يحب لنفسه وان ينبذ الانانية وان جمالية انسانيته تتجسد في محبته للانسان وان تكون البشرية عائلة واحدة تنبذ كل ما يشوه جمالية انسانيتها! ومشاعرها وتفكيرها، فان سلوك الانسان يتغير الى الاحسن خاصة في ظل انعدام الطبقات والاستغلال والاضطهاد والتمييز العنصري، والواقع القاسي والمتميز بمأساويته القائم اليوم في المجتمعات الرأسمالية، هو نتيجة حتمية لنظام الاستغلال وتكديس الارباح، فهل من العدالة الاجتماعية ان يملك (1%) من سكان الولايات المتحدة الامريكية ثروات تساوي تلك التي يملكها (90%) من السكان؟ وهكذا الوضع في كل دولة رأسمالية، حيث تملك نسبة قليلة من الاثرياء ثروات تعادل ما تملكه غالبية السكان، وبسبب ذلك تهدد المجاعة حاليا زهاء مليار انسان في العالم، فلماذا لا تكون المجاعة في مخازن الاسلحة وفي افكار العنصرية والاستغلال والاضطهاد ففي ذلك الجوع، تبرز جمالية مشاعر الانسان وافكاره، وبذلك الجوع وتعمقه وعدم القضاء عليه، توفر الانسانية احتياجاتها خاصة الغذائية ففي جوع القنابل شبع السنابل وبالتالي توفر الخير للاطفال، والشيوعية وحدها القادرة على تحطيم كاسات دموع الفقراء والمشردين والمظلومين والمستغِّلِّين في العالم، وتمنح الجميع كؤوسا عذبة صافية ملأى بالحب الجميل للانسان وللطبيعة كي تظل جميلة وبلا قواعد عسكرية اطلاقا وبلا مخازن اسلحة اطلاقا، لانها تقضي كليا على اسباب النزاعات واحتياجات الاسلحة، وتمنح البشرية الشعور الانساني الجميل وتمنح ثوب الدفء لمن يرتجفون من البرد ليعيشوا في حديقة الحياة الجميلة، والافكار الشيوعية وحدها القادرة بتبني الناس لها وبتذويتها وبالنضال لتحقيقها، ان يكونوا دائما اصدقاء للورود ورفاقا دائمين للزنابق وليهمسوا مع كل نفحة فل وياسمين وليغردوا مع البلابل، اغنية تفاخرهم بوحدتهم الاممية وتعايشهم كافراد اسرة واحدة.
يتهموننا وعلى ضوء هذا الكلام اعلاه باننا نعيش في اوهام واحلام لا يمكن تحقيقها، وردنا عليهم، ان مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وما هو الافضل، ان تسكر الطبيعة النفوس بانفاسها الشذية الطيبة وتمتع العيون بمناظرها السحرية الخلابة وتشنف الاذن بالحان اطيارها وبلابلها وعنادلها وشحاريرها وحفيف اوراق الشجر وخرير السواقي وان يداعبها شعاع القمر ويغسل السحب البيضاء المثقلة بالمياه التي ستتساقط لتروي الارض وتعطي غلالها الجميلة، ام الحرائق والادخنة والروائح الكريهة ومناظر الدمار والخرائب والرماد والردم البشعة؟ ما هو افضل ان تكون الطبيعة كقيثارة رائعة في يد عاشق للارض وللحياة وللبشر ام في يد سفاح مجرم يقصف ويدمر ويقتل وينهب ويخرب؟
تُضفِر الزهور اكاليل وباقات جميلة وتزين بشرائط عليها عبارات المحبة والدعاء بالسعادة والمحبة والعافية، وتقدم في مناسبات الافراح تعبيرا عن المشاركة في الفرح والتمنيات بحياة طيبة وسعيدة كالزهور وشذاها وجميلة كجمالها ولتكون شاهدا على شرعية ارتباط قلبين بالمحبة والعيش معا بسعادة في عش المحبة الدافئ والجميل، وهكذا الشيوعية تضفر الزهور لتعيش البشرية كلها حياة الفرح ولتحظى بشرعية السعادة والتآخي ونبذ الاستغلال والانا والظلم وكل ما من شانه تلويث جمالية انسانية الانسان وجمالية مشاعرها واعمالها، وعندما تهمس الحياة وتعزف لحن المحبة يكون ذلك اعذب ما في الطبيعة ويعمق المحبة للجمال ولكن عندما يعلو عويل الموت ، يكون الخراب والدمار والالم والاحزان، وجنة الحياة على الارض لن تكون الا بزوال الرأسمالية ونظامها القمعي وطبقاته ونزوع البشرية كلها للتآخي ونبذ الانا والحروب وتدمير السدود والحواجز القومية والدينية، وهناك من يعانون من غضب العناصر والاعاصير والعواصف ومن غضب الظالمين واحقادهم ولن يحل ويمنع ذلك الغضب الا الشيوعية التي تضمن للبشرية جمعاء العيش بكرامة واطمئنان في ظل السلام الابدي والمحبة الابدية في جنة الحياة الابدية.