ثورة اكتوبر وافاق التحول الاشتراكى


فاضل عباس
2008 / 10 / 18 - 08:20     

يحيى الشيوعيون والاشتراكيون والمستضعفون والفقراء في كافة بقاع الأرض في هذا الشهر ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية للعام 1917 في روسيا والتي تعتبر العنوان الأبرز في القرن العشرين فهي مثلت الإرادة الحقيقية للشعب الروسي ومن ورائه كانت إرادة الفقراء والمقهورين حول العالم وفى مقابل هذا التحالف الاشتراكي برز في ذلك الوقت تحالف الاستغلال البشرى والتسلط ومثلته أكثر من 12 دولة أوروبية وقفت موحدة في محاولة يائسة لوقف المد الثوري للاشتراكية ولكن الثورة نجحت واستطاع الشيوعيون تحويل الحرس الأبيض للقيصر إلى رداء احمر وحدث التغيير بقيادة فلاديمير لينين واثبت للعالم أمكانية تأسيس أول اشتراكية في العالم .
واليوم وبعد أن تساقط المتساقطون من الاشتراكيون المزيفون والذين لم يصمدوا لساعات بعد مؤامرة الإجهاض ضد الاشتراكية ، نذكرهم بما يقوله الرئيس الروسي الحالي مدفيدف الذي يقول بان " الفقر والفساد يهددان الأمن الروسي " ، ويقر إن روسيا فشلت في القضاء على الفقر وازداد عدد الفقراء ، بينما تشير التقديرات الحديثة إن أكثر من 120 مليار دولار يضيع سنوياً بسبب الفساد ، وهنا علينا إن نذكر المتساقطون إن روسيا بفضل ثورة أكتوبر الاشتراكية وقبل الانقلاب الاجهاضى عليها قد قضت على الفقر بعد إن عاد الحق لأصحابه وسلم لينين في أول أيام انتصار الثورة الاراضى إلى الفلاحين والمزارعين وأمم المصارف التي تستغل المواطنين وتحولهم إلى عبيد .
لقد قامت هذه الثورة على المفهوم المادي للتاريخ والذي اكتشفه ماركس خدمتاً للبشرية وهو ما يجب إن ينتبه له الناس في كل مكان وبشكل أكثر تبسيطاً وهى إن الإنسان وقبل إن يمارس الفن والسياسية وغيرها فانه بحاجه إلى تلبية احتياجاته من الأكل والسكن والملبس وحتى يحصل الإنسان على هذه الاحتياجات فان عليه إن ينتج وحتى ينتج لابد من توفر وسائل الإنتاج ، وهنا تكمن الكارثة وينتشر الفقر عندما تصبح هذه الوسائل بايدى مجموعة بسيطة من الناس( غير الدولة ) تستعبد من خلالها الشعب وتتحول الأغلبية إلى فقراء .
لقد أعادت ثورة أكتوبر الحق لأصحابه ولكن ذكرى الثورة هذا العام تحل علينا وقد بدأت بوادر الانهيار الراسمالى عبر انهيار المصارف والأسواق المالية في وول ستريت ولندن ونيويورك والتي مارست الاستغلال ضد شعوب عديدة في العالم فأكثر من 3 مليون امريكى عجزوا عن سداد الرهن العقاري وهو ما يؤكد نبوءة ماركس بسقوط النظام الراسمالى المتوحش ، ولكن هذه المرة لم نسمع من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الصوت العالي الذي يرفعه والضغوط التي يمارسها على الدول النامية ومن ضمنها دول عربية عديدة لصالح الخصخصة وإلغاء القطاع العام حتى لو أدى ذلك إلى تشريد الآلاف من العمال والمزارعين تحت ذراع الحرية الاقتصادية والعرض والطلب فلماذا لم تطلب تلك الجهات الدولية من الرئيس بوش وقف صرف أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لتأميم بنوك سقطت في سوق العرض والطلب ؟ بل على العكس لقد أصدرت تلك الجهات بيانيا تؤيد إجراءات الدول السبع الكبرى !! .
إن ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية هو مخالف لاقتصاد السوق وكان يفترض منها ترك تلك البنوك تسقط وليس التدخل وتأميم هذه المصارف ، فالدول الاشتراكية عندما تأمم ليس لمصالح رأسمالية وإنما لصالح الشعب ورفضاً للفقر والاستغلال ولكن الغرب الان يأمم من أموال الشعب لحماية النظام الراسمالى الذي فقد قدرته على الاستمرار وسقط بعد نهاية دورته وهذا يحدث حماية للطبقة التي تمتلك هذه المصارف ولإطالة عمر هذا النظام الذي مارس الاستغلال لسنوات وتحول بموجبه المجتمع في العالم إلى أغلبية فقيرة واقليه ثرية ، إن حتمية التحول إلى الاشتراكية أصبحت ظاهره كما ذكرها ماركس وانجليز ولينين فمتى تعود الاشتراكية حتى يعود الحق لشعوب الأرض من هيمنة الاستغلال البشرى .