لابدّ من أورورا جديدة وربّان جديد يرفع راية أوكتوبر جديدة ..؟


جريس الهامس
2008 / 10 / 17 - 09:18     

جاء إنتصار ثورة أوكتوبر المجيدة التي حققها البلاشفة بقيادة لينين وستالين الثورية – خين تحت إسم ستالين رغم أنف المحرفين والبورجوازيين المتمركسين السفلة وسائر وعاظهم -- جاء ثمرة النضال الطبقي والوطني العام ضد الإستغلال والعبودية .. وتتويجاً لكل الثورات الشعبية الفاشلة طوال القرن الثامن عشر والتاسع عشر في أوربا وروسيا بعد دراسة أخطائها والأسباب العلمية والطبقية لفشلها وأبرزها ضعف قيادة الطبقة العاملة لها بتحالف الفلاحين معها واستيلائها على السلطة كاملة وإقامة سلطة الطبقة العاملة , بعد تحطيم جهاز الدولة البورجوازي الطفيلي المعادي للشعب لانقله من يد إلى أخرى ,
منذ ثورات 1830 – 1840 - إلى كومونة باريس 1871 إلى ثورة 1905 في روسيا إلى ثورة شباط 1917 ... لذلك كان شعار لينين في ثورة أوكتوبر : كل السلطة لمجالس السوفييت التي تضم العمال والجنود الذين كانوا طليعة الثورة ,, وهذا ماشرحه لينين في ( الدولة والثورة وغيرها ..)
فمن مدفعية ( الأورورا – البارجة الفجر ) وبسواعد عمالها وبحّارتها انطلقت القذيفة الأولى على قصر الشتاء معلنة بداية الثورة على الحكومة البورجوازية , وعلى الحرب الإستعمارية الأولى التي أرادت مواصلتها امتداداً للسياسة القيصرية ... وكان مرسوم إعلان السلام أول المراسيم لحكومة الثورة ..
 ولابد من أورورا جديدة تصنعها وتقودها سواعد الطبقة العاملة والجماهير المسحوقة لتدمير قصور الطغاة والعملاء ووكلاء الأمبريالية والصهيونية في الوطن العربي بالعمولة وقيادة معركة التحرر الوطني وبناء الإشتراكية الحقيقية ,,, بعد سنوات طويلة داعرة التقى فيها على مائدة واجدة وفي بوق إعلامي مضلل واحد .. الذئاب الإستعمارية وكلاب التحريفية الخروشوفية وصنائعهم المشتركة من الأنظمة الديكتاتورية العسكرية الفاشية وسائر أنظمة العمالة والإستبداد في بلادنا والعالم ....
 انتصرت ثورة أوكتوبر في قطر واحد كان أضعف حلقات النظام الرأسمالي توفرت فيه الشروط الموضوعية للتناقضات الثلاث لقيام الثورة ونجاحها..في الصراع الطبقي في الداخل , وصراع الذئاب الإستعمارية على الأسواق ونهب الشعوب واستعبادها التي التقطتها عبقرية لينين وحزبه الثوري الذي مثّل بجدارة تكوينه الطبقي للطبقة العاملة قيادة الثورة , بتحالفه مع الفلاحين الفقراء والجنود حتى النصر ..
استلمت الثورة قيادة قارة بأكملها ( 21مليون كم2 ) متعددة القوميات إقتصادها في الحضيض لتعيد بناءها من الصفر , حيث لم تستطع البورجوازية الروسية إنقاذ ا لصناعة المتهالكة , سواء في عهد حكومة كيرنسكي أو في فترة ( النيب ) التي منحتها حكومة العمال بعد انتصار الثورة للبورجوازية الوطنية ..
أما الزراعة عمد الإقطاعيون لتخريبها وتجويع الشعب قبل توزيعها على الفلاحين , وقام الفلاحون الأغنياء أو الطبقة الوسطى في الريف ( الكولاك ) بدفن المحاصيل الزراعية في التراب , لتجويع الشعب والجيش الأحمر البطل الذي كان يحارب فلول الجيش القيصري المدعومة من 13 جيشاً من جيوش الدول الإستعمارية في أوربا واليابان طيلة ثلاث سنوات من حروب التدخل الإستعماري للقضاء على الدةلة الإشتراكية الفتية التي باءت كلها بالفشل أمام بطولات الشعب السوفياتي البطل.. لقد انتصر الجيش الأحمر جيش العمال والفلاحين الفقراء بقيادة ستالين رفيق لينين وتلميذه الصادق ....
لقد كان انتصار ثورة أوكتوبر بحق معجزة قادها البلاشفة عبر جبال من التضحيات و الدماء والدموع وقهروا المستحيل وحرروا العبيد من عبودية الإنسان والرأسمال لأول مرة في تاريخ البشرية , ليتحقق لأول مرة حلم تحرير الإنسان من الإستغلال وتحرير العقل من الخرافة ... وحملت أوكتوبر المجيدة رياح الثورة والتمرد على الإستبداد والإستعمار إلى سائر أطراف المعمورة لذلك قال الرئيس ماوتسي تونغ بصدق : إن مدافع ثورة أوكتوبر حملت الثورة الإشتراكية إلى بلادنا .. ومنذ الخطوة الأولى لانتصار الثورة وقف لينين إلى جانب حركات التحرر الوطني وثورات الشعوب ضد الإستعمار والإستغلال ... وقف إلى جانب أمير أفغانستان الإقطاعي الذي قاوم الإحتلال البريطاني عام 1920 .. وأرسل رسالة إلى سعد زغلول ومصطفى كامل في مصر يدعم فيها ثورة 1919 ضد الإحتلال البريطاني ويعلن استعداد ثورة أوكتوبر لمساعدة الشعب المصري وثورته ,, ولكنه لم يتلق جواباً من هؤلاء مع الأسف .. وكان لصحيفة النجم الأحمر والبرافدا الدور الرئيسي في فضح أتفاقيتي – سايكس بيكو – و سان ريمو—الإستعماريتين فور صدورهما ودعا لينين شعوب الشرق الأوسط لمحاربتهما ...
وبد وفاة لينين وقف ستالين مع الثورة السورية عام 1925 وأرسل رسالة تأييد واستعداد لمساعدة الثورة إلى قيادتها كما ذكرت في دراسة سابقة ... كما أيد ودعم الثورة الصينية العملاقة منذ خطواته الأولى عام 1923 ...
وبعد استشهاد الرفيق لينين برصاص حزب ( البوند ) الصهيوني عام 1923 .. تابع ستالين ورفاقه حمل أمانة الثورة أخطأوا وأصابوا في البناء الداخلي وهذا طبيعي في مسيرة النضال ولكنهم لم يطمسوا أخطاءهم ويدفنوا رءوسهم في الرمال كما يفعل الدجالون البورجوازيون من كل صنف ولون .. بل درسوها وعرفوا مصادرها ووضعوا علاجها في أغلب الأحيان ,, لقد توفي معظم القادة البلاشفة وفي مقدمتهم لينين وستالين ومثلهم قادة الثورة الصينية وفي مقدمتهم الرفيقين ماوتسي تونغ وتشوئن لاي ومثلهم هوتشي منه وجياب في فييتنام وجميع الثوريين الصادقين في العالم وهم لايملكون سوى البزّات التي تستر أجسا دهم ,, بينما كان المحرفون الخونة يبذرون أموال الشعوب على مظاهرهم وشهواتهم الشخصية ,, فزعيمهم خروشوف كان يحظى بخياط إيطالي شهير يحضر إلى موسكو ليخيط له بزاته وبزات عائلته , وكان مغرماً بامتلاك السيارات ,, ومثله فعل الخونة غورباتشوف ويلسن وشفرندزة وغيرهم وجنرالات المؤسسة العسكرية الذين خانو الثورة وحموا المحرفين ... أما أقزام التحريفية وإمعاتها في بلادنا الذين باعوا نضال الشيوعيين السوريين واللبنانيين فحدّث ولاحرج هم شركاء المافيا الأسدية في النهب والإستغلال والتضليل واضطهاد وتجويع الطبقات المسحوقة من الشعب ....
لقد بنى الحزب بقيادة ستالين ورفاقه الإتحاد السوفياتي من الصفر من كهربة الإتحاد السوفياتي إلى الذرة وغزو الفضاء قبل أمريكا .. وانتصر على النازية التي نشأ ت بدعم مباشرمن الدول الرأسمالية والصهيونية العالمية في البداية التي باركت قضاء هتلر على جمهورية هندنبرغ وعلي انتفاضة الحزب الشيوعي الألماني واغتيال قادته الأبطال وفي مقدمتهم القا ئدين التاريخيين : روزا لوكسمبرغ ,و ليبكنخت .. ولولا تضحيات الشعب السوفياتي العظيم والجيش الأحمر البطل بقيادة ستالين وتحطيمه الصليب المعكوف في برلين تحت أقدام الجندي الأحمر ,, لبقي هتلر والنازية يضع النير على رقاب الشعوب الأوربية قبل غيرها ليفلح الأرض عليها ..؟
وأعيد بناء مادمرته الحرب الذي لايوصف في الأتحاد السوفياتي والدول الشرقية بسرعة مذهلة .. وبني مجلس السلم العالمي ومنظمة تحريم السلاح النووي , بمبادرة من قيادة ستالين لأول مرة في التاريخ ..
واغتيل ستالين بواسطة أطباء صهاينة في 23 شباط 1953 ....
لقد حذر لينين وستالين وماوتسي تونغ من عودة البورجوازية لإغتصاب السلطة واستعادة ,, الجنة ,, التي فقدتها في أية فرصة سانحة ,, كما أكدو استمرار الصراع الطبقي في النظام الإشتراكي طويلاً حتى بلوغ مرحاة زوال الطبقات بقيادة وسلطة الطبقة العاملة أو ( ديكتاتورية البروليتاريا ) وليست ديكتاتورية فرد أو حزب كما يزعم أعداء الماركسية ,,
واستطاع الخط البورجوازي التحريفي الذي قاده خروشوف أن ينتصر داخل الحزب ويصفي الخط البولشفي اللينيني في المؤتمر العشرين للحزب عام 1956 .. وكان أول طرح تحريفي بورجوازي طرحه التحريفيون ( دولة كل الشعب وحزب كل الشعب ) والوفاق مع الدول الأمبريالية في الخارج – والطريق السلمي للإشتراكية ) وإخترع المحرفون سيلاً من الأكاذيب وألصقوها بالماركسية ومنها إعطاء شهادات حسن السلوك والتقدمية للديكتاتوريات العسكرية التي صنعتها المخابرات الغربية في مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر وأثيوبيا وغيرها ..وابتكرت لها إسماً غير موجود في علم تطور المجتمعات البشرية وتطور الإقتصاد السياسي علم المادية التاريخية : ( أطلقت عليها أنظمة وطنية تقدمية , لارأسمالية تسير نحو الإشتراكية ) كما ساهمت يداً بيد مع الأمبريالية الأمريكية في صنع عددمن الإنقلابات العسكرية ضد إرادة الشعوب ووسيلة همجية لقمعها ونهبها واستعبادها , وما الإنقلاب الأسدي عام 1970 سوى واحد منها ... وفوق ذلك أعلن المحرفون في عهد بريجنيف المحنط : إن الإتحاد السوفياتي دخل مرحلة الشيوعية .. بعد أن دمروا الإشتراكية وأقصوا جميع القادة الثوريين البلاشفة في القيادة والقاعدة وسيطر البورجوازيون من الأنتلجنسيا وجنرالات الجيش على السلطة وحوّلوا النقابات العمالية والجماهير العمالية التي صنعت الثورة وبنت بسواعدها الإشتراكيةودفعت ملايين الشهداء لحماية الإتحاد السوفياتي ضد أعداء الداخل والخارج , إلى قطيع مسلوب الإرادة ,, حتى وصل التحريفيون الخونة إلى بيع بلادهم كلها وتاريخ الإتحاد السوفياتي وثورة’ أوكتوبر للرأسمالية المتوحشة ليرقص الخائن المعتوه بوريس يلسن ثملاً أمام مارغريت تاتشر وريغان , كما رقصت سالومي برأس يوحنا أمام الطاغية هيرودس , وليصبح صاحب ( الغلاسنوست ) الخائن غوربا باروناً من بارونات فرانسا ليعيش في باريس بعد منحه الملايين من دهاقنة الرأسمالية والصهيونية , ومثله فعل وزير خارجيته – شفرندزة – الذي فصل جيورجيا موطن ستالين عن روسيا ويتربع قيصراً عليها ...
لم يكن أمثال هؤلاء التحريفيين الخونة بعيدين عن رؤية ماركس ولنين وستالين وماوتسي تونغ الذين حذروا من عودتهم ليغتصبوا السلطة ويعيدوا الرأسمالية من جديد .. أمام الإستهتار والتهاون في الممارسة العملية لسلطة الطبقة العاملة , والمعالجة الصحيحة لحل التناقضات والصراع الطبقي وسائر الأخطاء داخل صفوف الشعب وتطبيق الديمقراطية الإشتراكية بصدق وإخلاص جماهيري حقيقي ,,,
قال لينين : ( علينا الحكم على الناس , لابالإستناد إلى لون السترة اللامعة التي يرتدونها , أو الإسم الذي أطلقوه على أنفسهم . بل حسب طريقتهم في العمل , والاّراء التي ينشرونها فعلاً – مالعمل ص 18 )
وقال ماركس في مقدمة البيان الشيوعي :
( إن بعض السفسطائيين والدجالين الذين كانوا يريدون بواسطة أكداس العلاجات وكل أنواع الترقيع والترميم و أن يمحو البءس الإجتماعي في النظام الرأسمالي .. لم يكن هؤلاء جميعاً سوى أناس يعيشون خارج حركة العمال , ويبحثون عن سند لهم عند طبقات النخبة المستغلة _ )
واليوم يحاول الدجالون طغاة الرأسمال المتوحش إنقاذ النطام الإستهلاكي الرأسمالى العولمي المتهالك من الإنهيار بالترميم والترقيع بعد نهبه لشعوب العالم وثرواتها وتجويعها ,, وبعد نهب العالم بإصدارعملة ورقية لاقيمة لها -- لأنها غير مغطاة بالذهب أو بسندات الخزائن العامة-- ... وفق اتفاقية ( رامبوية عام 1975 ) بين الذئاب الإستعمارية الكبيرة التي ألغت تغطية النقد-- و أطلقت العنان للوحش الرأسمالي أن يفترس العالم ويدمر الإقتصادات والصناعات الوطنية وانتاجها في بلدان العالم الثالث خصوصاً ,, وتحويلها إلى إقتصاد الإستهلاك فقط بقيادة الطبقة الرأسمالية الوسطي وهو ما أطلق عليه – إقتصاد السوق – واللبرلة الجديدة التي سال لعاب جميع الإنتهازيين والدحالين أمام إغراءاتها ومنهم من بدل لون ربطة العنق التي عرف بها ومنهم من بدّل إسمه وعنوانه بل وجهه ...
بعد كل هذا لابد من من – من أورورا – جديدة تطلق مدافعها على قصور القياصرة والطغاة في كل مكان على هذه الأرض ولابد من أوكتوبر جديدة وربّان حاذق وحاد النظر يقود سفينة الشعوب التي عبثت بها العواصف العاتية والحيتان التي لاتعرف الشبع طويلاً ويوصلها إلى شاطئ التحرر والأمان والسلام ....