الخطوة الاولى لانقاذ شعبنا: استعادة الهوية الطبقية للحزب الشيوعي-وحدة اليسار في الداخل والخارج-ولادة قيادة ثورية جديدة من خلال النضال الجماهيري


سعاد خيري
2008 / 9 / 6 - 07:30     

الخطوة الاولى لانقاذ شعبنا
استعادة الهوية الطبقية للحزب الشيوعي العراقي؟
وحدة اليسار في الداخل والخارج؟
ولادة قيادة ثورية جديدة من خلال النضال الجماهيري ؟
تتعزز ثقتي يوميا بقدرة شعبنا على انجاب قادة ثوريين يستطيعون النهوض بالمهام الصعبة التي تلقيها المسيرة التاريخية على البشرية عموما وعلى شعبنا خصوصا فضلا عن رعاية خبرات رائعة وتجارب زاخرة تمد الشعب بالقوة والعزم ووضوح الرؤية . الرفيق قادر شاب على ابواب الثمانين يتمتع بحيوية يفتقر اليها الشباب الذين فقدوا ثقتهم بانفسهم وبشعبهم وبالانسانية ، وبذاكرة حية تجسد الاحداث التاريخية بكل موضوعية . يتحدث بكل حيوية ودقة عن مسيرة 60 عاما من حياته الحزبية من موقع الكادر الاكثر فعالية في حياة الحزب الشيوعي الداخلية ومسيرته السياسية وليس من المراكز الحزبية الاعلا . عن دوره في الحركة الرياضية ودور الحزب الشيوعي في تشجيعها و قيادته للحركة النقابية وارتباطها بالحزب الشيوعي في كردستان ومن ثم في العراق ودوره في حياة الحزب الداخلية والسياسية بكل انجازاتها واخطاءها. وانتقاده لسياسة الحزب الحالية وتحميله قسطه من المسؤولية عن الكوارث التي تحملها شعبنا بعربه وكرده وصولا الى المصير المظلم الذي يعانيه شعبنا عامة والطبقة العاملة خاصة . ولخص نقده لقيادة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في الوضع الراهن بالسؤال التالي :"اصبح الحزب يضم اصحاب الملايين الى جانب العمال وسائر الكادحين، فلمصلحة من تحل مشاكل الصراع الطبقي في الحزب؟" وتحدث عن مواقف الحزب الشيوعي الكردستاني في هذه المرحلة، ازاء المطالب العمالية والجماهير الكادحة ونضالاتها ورفض قيادة الحزب لتوجيه أي نقد للحزبين الحاكمين. وتفريطها بالطبقة العاملة والجماهير طارحا السؤال عليها ما قيمة الحزب الشيوعي بدون جماهير؟وكيف يعيش بدون جماهير؟ . وختم النقاش بعزم الشباب " سابقى اناضل حتى يستعيد الحزب الشيوعي هويته الطبقية" ورغم الاختلاف في وجهة النظر فلا يسع المرء سوى ان يكن له كل الاحترام لانه استطاع تشخيص المرض وهو" فقدان الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني لهويته الطبقية" .
ترى هل يبقى الحزب الذي فقد هويته الطبقية هو الحزب الشيوعي؟ وهل القيادة التي فقدت هويتها الطبقية مقابل المناصب والامتيازات والارصدة يمكن ان تتخلى عن مصالحها الطبقية التي التقت بمصالح اعداء شعبنا ؟ فلم يعد الاحتلال العدو الرئيس بالنسبة لها بل تارة الارهاب واخرى الطائفية . وهل تهمها الجماهير وسمعة الحزب وتاريخه النضالي الذي اصبح امر بقائه ودوره التاريخي وتجاربه النضالية من الاهداف الرئيسية للمحتلين والقاء مهمة نسيانها وتشويهها على عاتقها ؟ وهل تسمح لاي نشاط فكري او سياسي داخل الحزب يناهض سياستها وافكارها او أي تحرك يهدد قيادتها ؟
والرفيق الحراك مناضل رائع يكرس كل حياته الخاصة للبحث عن سبل توحيد القوى اليسارية في داخل الوطن وخارجه باعتبارها السبيل الوحيد لانقاذ شعبنا من الواقع المظلم والمستقبل الاشد قتامة . وبفكره العلمي يحدد العدو الرئيس الاحتلال وادواته الارهاب والطائفية ويؤكد ان انقاذ شعبنا" ليس عن طريق البرلمان او الحكومة بل بتنظيم الشعب وتوعيته من خلال توحيد الذات الشيوعية أولا ، ثم القوى الوطنية وشد العزم وامتلاك زمام المبادرة من جديد".
فمن هي الذات الشيوعية ؟ ومن هي القوى اليسارية؟ فهل يمكن اعتبار من دخل العملية السياسية وطبق شروطها التي حققت الواقع المظلم والمستقبل الاشد قتامة من قوى اليسار او الذات الشيوعية التي تستطيع ان تشد العزم وامتلاك المبادرة من جديد؟
اننا نمر بمنعطف تاريخي عالمي ومختبره الرئيس العراق ؟ لقد استطاعت العولمة الراسمالية تهديم الحركة الشيوعية العالمية من خلال شراء قياداتها بعد فشل تهديمها عن طريق الارهاب والقتل والتعذيب وعن طريق شقها وخلق التكتلات والتيارات الانتهازية . ولكن العولمة الراسمالية لاتستطيع العيش بدون استغلال البشرية واستعبادها . وعاشت البشرية قرون بدون قيادات سياسية واعية وناضلت ضد مستغليها. ومن خلال نضالاتها طورت منظماتها الاجتماعية والمهنية ومن ثم السياسية. وبرز من بين صفوفها العلماء والمفكرين ومن خلال كفاحها وتجاربها ونجاحاتها واخفاقاتها صيغت النظريات الثورية التي تلائم كل مرحلة من مراحل تطورها . واذ تشد البشرية اليوم العزم على خلق قيادتها السياسية الجديدة القادرة على تحريرها مرة والى الابد من الاستغلال الطبقي والاستعباد بالاستفادة من ارقى ما توصلت اليه من نظريات من خلال تجاربها وتعمل على تشذيبها مما فقد تاثيره واصبح عائقا واغنائها بما تقدمه التجارب الجديدة، وتبحث من خلال ما تقدمه الثورة العلمية التكنولوجية من وسائل وادوات على خلق اشكال من التنظيم الذي يوفر وحدة القوى على الصعيد الوطني والعالمي، يتصاعد نضال شعبنا رغم كل ما كرسه اعداء البشرية لسحق كرامته وقتل ثوريته ومحو ذاكرته وتشويه سايكولوجيته . وتتصاعد مقاومته للاحتلال بمختلف اشكالها . ويتصاعد نضاله ضد الهيمنة الامبريالية على ثرواتنا النفطية وضد الاتفاقيات لادامة الاحتلال وتوطيده. ويربط شعبنا استفحال الارهاب والطائفية بمخططات الاحتلال لتمزيق وحدة الشعب واثارة الرعب لشل ارادة الجماهير كما تربط الجماهير بين وجود العديد من المليشيات المسلحة بمخططات المحتلين في تحويل شبيبة الوطن الى مرتزقة بعد ان سدت امامهم كل فرص العمل من خلال تهديم البني الاقتصادية واعاقة اعادة اعمار. وتدين الجماهير قوات الاحتلال والحكومة التابعة عن افتقارها للنفط ومشتقاته والعراق يعوم على بحر من النفط والغاز، والى الكهرباء التي لم تجرأ قوات الاحتلال البريطاني ولا الانظمة الدكتاتورية حرمانه منها لاكثر من قرن . ان كل هذه العوامل تضغط وتتفاعل وتستثير مكامن الروح العراقية بما اختزنته من ثورية وتجارب لتخلق من خلال اشكال النضال المتعددة والمتصاعدة القيادة السياسية الجديرة واشكال التنظيم الملائمة لقيادة النضال الوطني والمساهمة بالنضال العالمي نحو التحرر....