خلاص البشرية من مآسيها يكون فقط بانتصار الشيوعية


سهيل قبلان
2008 / 4 / 20 - 07:26     

بانتصار قضية السلام الحقيقي العادل والشامل، وتحرر الكرة الارضية من كل
الاخطار المتجسدة في المشاريع الحربية للعديد من الدول وفي مقدمتها الامبريالية
الامريكية، تنتصر وتتحرر العقول من افكار يتسبب تطبيقها بالمآسي والكوارث والآلام، منذ سنوات بعيدة في ماضيها، وبالانتصار والتحرر، فان شيئا عظيما يكون قد حدث والطريق الى مستقبل سعيد وبهيج وآمن يكون قد فتح، وبناء على التاريخ والواقع العالمي القائم فان طريق البشرية الى الحق في ان تعيش بأمن وأمان واطمئنان وسعادة طويل جدا، والى السلم اطول واطول، ولكن الحتمية تؤكد انها ستصل برغم الاحزان والآلام والاوجاع، الى يوم يزول فيه العدوان عن وجه الارض، وتشرق شمس السلام والمحبة والعدالة والتعاون بين البشر لما فيه مصلحة الجميع والاحترام المتبادل، وحتى ذلك يجب النضال وعدم اليأس، والمطلوب ان ننشط وكل واحد في موقعه في تنقية الاجواء في حياتنا ويجب ان تتحول هذه التنقية الى اعمال وتصرفات ملموسة من جانب كل فرد، خاصة ترسيخ الاخلاق النبيلة والجميلة، لان اخلاق الانسان النبيلة والجميلة، هي بمثابة النسيم العليل الذي وبامكانه كنس وبشكل جذري بيوت العناكب من الكثير من الاركان المظلمة، ومما يؤسف له ان الخصال الحميدة والجميلة كالنزاهة والشرف والاستقامة والصدق والتعاون بين البشر لما فيه مصلحة الجميع وسعادة الجميع لا تعتبر من الاولويات في التربية وتكوين الشخصية الانسانية الجميلة المحبة للانسان ولحقه في العيش باحترام وكرامة واستقرار وفي ظل سلام حقيقي راسخ وعادل.
ان الاخلاق الانسانية الجميلة والمحبة للحياة الجميلة ولحق الانسان المقدس في ان يحياها ويتمتع بها، هي قانون الوجود، الاول والاهم بالنسبة للانسان وعندما تزول الموانع الاخلاقية الداخلية من الانسان، خاصة اذا كان في موقع الحكم والمسؤول الاول عن تسيير شؤون المجتمع، ويفرط كليا بضميره الانساني فالنتائج سيئة ومضرة، ونبل الضمير بالذات وجماليته وعدم تحجره، هو الذي يجعل حياة الانسان وبالتالي المجتمع، مشبعة بالافكار الجيدة الجميلة والاحلام والنوايا الجميلة ويساعد في المحافظة على نقاوة الوصايا الاخلاقية للعيش الانساني الانساني، وانعدام الضمير الانساني الجميل ادى الى القيام باعمال ضد المجتمع ومصلحة الجماهير، فبلوغ النجاح في الحياة ممكن بالتحايل والمكر والدهاء والخداع والانتفاع من المنصب الجيد في اي مجال، والمجتمع الرأسمالي حافل بالادلة على ذلك، وهكذا تتشوه القيم الانسانية الجميلة وتسود مفاهيم وقيم الغابة والقوي ياكل الضعيف، وقيم الانا ومن بعدي الطوفان.
ان وقائع التاريخ تطرح منذ فترة طويلة ضرورة استبدال الرأسمالية بالاشتراكية، وبالذات في هذه الظروف التي تعيشها البشرية، ورغم انهيار الانظمة الاشتراكية، تطرح ذلك باصرار متزايد، فالمنجزات العلمية طرحت ومنذ فترة ذلك، لان النظام الرأسمالي استخدم ولا يزال يستخدم وبحدة منجزات العلم والتكنيك ليس في صالح البشرية بل لضررها، وحولها الى ادوات عدوان، ومع عقلية التسلط والاستغلال تتحول الى ادوات لمص دماء العمال، والحقيقة التي لا جدال حولها وبغض النظر عن الفترة الزمنية، انه مهما حاول اعداء الانسانية والتقدم التاريخي لصالح البشرية، وضع العصي في عجلات التاريخ فالتاريخ يتابع دائما مسيرته الى الامام وفقط الى الامام ومن يحاول كبح مسيرته الحتمية سيدوسه بعجلاته والامثلة كثيرة في سجلاته عن مصير من حاول ذلك، فأفول الرأسمالية مسالة وقت وبغض النظر عن طوله، لانه كما حلت الرأسمالية محل الاقطاع، ستحل محلها الاشتراكية، التي وخلافا للرأسمالية تضع في خدمة الانسان، كنوز البشرية المادية والروحية وبالتالي كنوز الارض التي تكون بناء على من لا يعمل لا ياكل والارض لمن يحرثها ويعمل بها، والحياة لمن يحبها جميلة وانسانية للجميع، فاذا كانت الحياة الانسانية الحقيقية والجميلة مجرد حلم للملايين الملايين من البشر في ظل الراسمالية، فانها في ظل الاشتراكية حقيقة ملموسة، لان كل شيئا في صالح الانسان وفي خدمته ومن اجل سعادته. وتتجسد وتنعكس جرائمية النظام الرأسمالي ولا انسانيته في ابشع مظهر من مظاهره الشنيعة الكثيرة وهو عسكرة الحياة وبالتالي صرف واحراق تريليونات الدولارات سنويا على وسائل القتل والدمار وتشويه الانسان، نفسيا وشكليا وعقليا وليظل عدوا لاخيه الانسان، فالمنجزات العلمية تفتح امام البشرية الافاق اللا محدودة من اجل زيادة وضمان رفاهيتها وسعادتها وفرحها بالحياة وجماليتها، لكن الاحتكارات المتجسدة في العلق البشري ومن اجل تكديس الارباح، تستخدمها للقتل ولتشويه الانسان والطبيعة ولتحجر الضمائر وتبلد المشاعر من اجل جني وتكديس الارباح. وتتجسد لا انسانية الرأسمالية وبشاعتها في انها ضد الانسان الكادح، وتزداد بشاعتها عندما تتلوث بالعنصرية وتدوس القيم الانسانية الجميلة، وتفضل الدبابة والقنبلة والبندقية والصاروخ وكل وسائل القتل والتخريب والهدم على سعادة الانسان وجمالية الحياة وعلى لقمة الخبز والدفتر، وويلات الراسمالية لا تزال طرية في ذاكرة البشرية من حروب وتدمير وخراب وسحق للحياة وتعج ويلاتها حاليا في كل مكان وتنعكس وتتجسد في تعاسة الملايين والمشردين والجياع والفقراء والعاطلين عن العمل، ودلت تجارب وصفحات التاريخ ان الراسمالية والامبريالية وقادتهما هم الحروب والنهب والاستغلال والبطالة والفقر وأنات الملايين من الجوع والظمأ والبرد والتنكر للقيم الانسانية الجميلة ولحق الانسان الاولي في العيش الانساني الجميل باحترام
وكرامة وطمأنينة وتحقيق طموحاته، ومن هنا فان خلاص البشرية من مآسيها يكون فقط
بانتصار الاشتراكية المرحلة الاولى من الشيوعية، فمرحى لكل من يسير في هذا الطريق في كل مكان.