دور ماوتسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الرابع - الإشتراكية العلمية - 25 - الأخيرة


جريس الهامس
2008 / 2 / 28 - 10:53     

طوّر الرفيق ماو موضوع الصراع الطبقي داخل النظام الإشتراكي واستمراره , أمام محاولات البورجوازية الإستيلاء على السلطة من جديد , الأمر الذي أكده وحذّر منه لينين سابقاً كما رأينا , وترجم ماو هذه الموضوعة الهامة والرئيسية في خط عملي لتثوير الجماهير وتطهير أجهزة الدولة والحزب والجيش من المتسللين البورجوازيين الذين يتسترون خلف بطاقة الحزب , أو خلف شهادات المثقفين البورجوازيين ( الثقاة ) الذين حاولوا تبديل لون الصين بعد انتصار الثورة بخلق جيل مستهتر عابث منفصل عن الصراع الطبقي .. لذلك وضع الخط العملي لتوطيد الرقابة الجماهيرية الديمقراطية مع ديكتاتورية الطبقة العاملة ومحالفة الفلاحين الفقراء الذي تجلّى في الثورة الثقافية البروليتارية العظمى . منذ مطلع عام 1966 .

الثورة الثقافية العظمى :
--------------------- كانت أول ثورة من نوعها في التاريخ حققت إنتصارات هائلة لا تقل أهمية عن انتصار الثورة المسلحة رغم ما انتابها من أخطاء ورغم التشويه الهائل الذي تعرضت له من المحرفين والأمبرياليين معاً.خصوصاً بعد وفاة قائدها .... قال ماو يومها مايلي :
( لكي نضمن عدم تغيير لون حزبنا وبلادنا لايكفي أن يكون لنا خط صحيح وسياسات صحيحة . بل من واجبنا تربية وتكوين ملايين من الخلف ليواصلوا قضية البروليتاريا الثورية , وفي التحليل النهائي قضية ما إذا كان في المستقبل من يواصلون القضية الثورية الماركسية اللينينية التي بدأها الجيل الأول من الثوريين البروليتاريين أم لا ؟؟
كما جاء في إخطار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني المؤرخ في 16 / 5 / 1966 ما يلي :
( إن ممثلي البورجوازية الذين اندسوا في الحزب والحكومة والجيش ومختلف المؤسسات الثقافية هم مجموعة من المحرفين المعادين للثورة وسوف ينتزعون السلطة متى نضجت الظروف , ليحولوها من ديكتاتورية البروليتاريا إلى ديكتاتورية الرأسمالية ..) .
وبعد تطوير نظرية الثورة في مرحلتين : - مرحلة الديمقراطية الشعبية - ومرحلة الديمقراطية الإشتراكية _ أكد ماو أنه لايوجد بين المرحلتين سور الصين , فالأولى تتطور إلى الثانية بعد الإستيلاء على جميع وسائل الإنتاج لتصبح ملكاً للشعب بقيادة الطبقة العاملة , وتطويرها باستمرار , وربط الزراعة بالصناعة والعمل السياسي بالإقتصادي , كما رأينا في بناء الكومونات الشعبية والإستمرار في الثورة في ميداني الإنتاج والفكر وتحويل الملكيات الفردية إلى جماعية بواسطة التعاونيات والكومونات التي كانت تعتبر أعظم انتصار في السير نحو الشيوعية والقضاء على الدولة واستبدادها في تاريخ البشرية ...
وكان هدف الرئيس ماو وقيادة الحزب الأول إعادة تثقيف ملايين الناس بالفكر الإشتراكي العلمي والثوري وتحريرهم من رواسب العقلية الأنانية البورجوازية التي رافقت الملكية الفردية منذ اَلاف السنين والقضاء على البيروقراطية الجديدة التي تنبت كالفطر بتأثيرات داخلية وخارجية أثناء الممارسة العملية والبناء , والبناء الإشتراكي الطويل مجرد التغافل عن الإنحرافات والأخطاء وعدم معالجتها معالجة صحيحة وسبق له التحذير – تحذير الماركسيين الثوريين الذين لم يسقطوا برصاص الأعداء طيلة معارك الثورة وحرب التحرير البطولية من السقوط بالرصاص المغلف بسكر السلطة بعد التحرير ومغرياتها ...؟

كل هذه المبادئ الثورية التي صاغها الرئيس ماو تسيتونغ تشكل تطويراً رائعاً للماركسية اللينينية عبر الممارسة الثورية ..
لقد سبق لماركس أن نبه لأهمية تثقيف الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وأعضاء الحزب في عملية غسل الدماغ الطويلة الأمد عبر الممارسة الجماهسرية ودفع قوة الإنتاج إلى الأمام .
كما أكد لينين أهمية تثقيف العمال والفلاحين والموظفين تحت ظل ديكتاتورية البرولينارية الصارمة .
" سيكون من الضروري في ظل ديكتاتورية العمال إعادة تثقيف الملايين من الفلاحين وصغار أرباب العمل ومئات الألوف من المستخدمين والموظفين والمثقفين البرجوازيين وجعلهم جميعاً تابعين للدولة البروليتارية والقيادة البروليتارية والتغلب على عاداتهم وتقاليدهم البرجوازية كما سيكون من الضروري " ....... عن طريق نضال طويل المدى على أساس ديكتاتورية العمال إعادة تثقيف العمال أنفسهم الذين هم أيضاً لا يتخلصون من أوهامهم البرجوازية الصغيرة فوراً بمعجزة عن المعجزات تحدث بإشارة من مريم العذراء ؟ أو بفعل قرار ومرسوم , بل يتخلصون منها فقط بنضال جماهيري طويل شاق ضد التأثيرات البرجوازية الصغيرة على الجماهير " . – مرض الطفولة اليساري –

هذا التناقض الفكري بين التفكير البروليتاري الثوري , والتفكير البرجوازي الأناني الإصلاحي أو الخاطئ هو إنعكاس طبيعي للتناقضات الطبقية التي تستمر اّثارها طويلاً في النظام الإشتراكي نفسه وقد لا يظهر هذا التناقض بشكل عدائي في البداية إلا أنه يتطور مع تطور الصراع الطبقي ويصبح عدائياً كما حدث نتيجة التناقض بين خط لينين وستالين الثوري , وبين الخط الإنتهازي للأممية الثانية ( كاوتسكي وأمثاله ) وللأممية الرابعة ( تروتسكي , بوخارين ) ثم التناقض الأخير مع خط التحريفية الخروشوفية التي دمرت الإتحاد السوفياتي ..... وغيرهم .
كذلك تطور التناقض بين خط ماو تسيتونغ البروليتاري الثوري والتفكير الخاطئ للإنتهازيين تشن توهسيو وشانغ كيو تاو قديماً ثم ليوشاوتشي حديثاً إلى تضاد عدائي – وهذا ما أكده لينين بقوله : " إن التضاد والتناقض شيئان مختلفان كل الإختلاف . إن النضال يتلاشى في ظل الإشتراكية لكن التناقض يستمر طويلاً " . – نقده لبوخارين - .
شرح ماوتستونغ هذا المبدأ بقوله :
" هذا يعني أن التضاد ليس سوى شكل للصراع في داخل التناقض لكنه ليس الشكل العمومي له . إننا لا نستطيع أن نفرض الصيغة في كل مكان " . – المؤلفات المختارة الجزء الأول ص 469 - .
مما تقدم نستنتج أن إنتصار الثورة الثقافية البروليتارية العظمى في الصين لا يقل أهمية عن الإنتصار في الثورة المسلحة , لأن توطيد النظام الإشتراكي وديكتاتورية العمال وخلق الإنسان الإشتراكي الحقيقي المتحرر من رواسب عقلية وأخلاق النظام البرجوازي وبناء القاعدة المادية للإشتراكية وبالتالي التربية والتعليم والتثقيف البروليتاري الإشتراكي الصحيح وإصلاح نظام التربية والتعليم بقيادة العمال والفلاحين الفقراء في الأرياف الذين استطاعوا وضع برامج التعليم وممارسة التربية والتعليم مع المعلمين وتبادل العمل بينهم . أي يقوم المدرسون بالعمل اليدوي في الحقول والمصانع والعمل التثقيفي بين الفلاحين ثلاث سنوات بينما يقوم الفلاحون الفقراء الواعون والمتمرسون بالسياسة والممارسة الثورية بالتدريس مكانهم وهكذا إلى جانب قيادة الطلاب للإنتاج والدراسة .
وبغية تحقيق الوحدة بين تربية المدرسة والمجتمع والعائلة تقرَر إدارة المدارس الإبتدائية والمتوسطة في المدن تحت القيادة الشاملة للطبقة العاملة بثلاث أشكال :
1 – المصانع تدير المدارس .
2 – تدير لجان الأحياء المجاورة القسم الاّخر . 3 – تدير المصانع والكومونات الشعبية ولجان الشوارع المجاورة معاً القسم الأكبر من المدارس .
وفي الريف اقترح الفلاحون الفقراء بأن مدرسي المدارس الريفية يجب أن يجري إختبارهم من قبلهم ومن الفئة الدنيا من الفلاحين المتوسطين أيضاً المتعلمين المخلصين طبعاً... من بين المتخرجين الممتازين في المدارس المتوسطة مع إبقاء المدرسين القدماء وإعادة تثقيفهم .
كما أتيع منهاج التدريس الجديد – مدة أقل وإنتاج أكثر – لذا قصرت مدة الدراسة الإبتدائية والإعدادية لسبع سنوات , ومن المرحلة الإبتدائية إلى الثانوية بتسع سنوات.
هكذا حطمت الثورة الثقافية العمالية العظمى شعارات الثقافة البرجوازية التي روَجها التحريفي ليوشاوتشي " القراءة من أجل المنصب " أو القراءة كجسر للمنصب العالي وبالتالي الإبتعاد من حياة الجدماهير وتشكيل طبقة بيروقراطية خطيرة من المثقفين البرجوازيين كما حدث في الكثير من البلدان الإشتراكية . وهذا ما نراه اليوم لدى معظم مثقفي بلادنا الذين تنكروا لأصلهم الطبقي واتخذوا من الشهادات وسيلة للإثراء من دم الشعب ونهبه وتضليله وإفقاره واستعباده أبشع استعباد – النظام الأسدي في سورية نموذجاً فاقعاً منها -- .
إنهم حملة شهادات برجوازية أو – إنصاف مثقفين – اعتبر شهاداتهم هذه , جوازات مرور لا أكثر تخوَل صاحبها الإنتقال من الطبقات الفقيرة المسحوقة إلى الطبقة البرجوازية الصغيرة والمتوسطة – إن إنصاف المثقفين هؤلاء أخطر فئة ضد تحرر هذا البلد وتقدمه يستوردون ثقافة الإستعمار وأخلاقه وعقليته ويسمونها حضارة . وبالأخص منهم أولئك التجار بالإشتراكية على طاولات السكر ووو .. !؟
إنهم يشبهون إلى حد بعيد نبات الطحلب الذي لا جذور له ولا أوراق . يرددون تفاهات ثقافتهم كالببغاءات وهم يقبعون في المقاهي والحانات بين هذه الحشرات الاّدمية المتعفنة في المدن .
لكل هذا , تجاوزت جمهورية الصين الشعبية بفضل قيادة الرئيس ماو كل هذه الأمراض بعد أن عالجتها العلاج الإشتراكي الصحيح وجعلت العلم في خدمة الجماهير المضطهدة وتحررها وتحرير الإنسانية جمعاء . وحطمت عبادة النماذج الأجنبية والتقاليد الرجعية في التربية والتعليم خلال فترة قصيرة جداً في عمر الأمم تحت قيادة وتوطيد ديكتاتورية البروليتاريا .
" يجب أن يخدم التعليم سياسة البروليتارية وأن يقترن بالعمل الإنتاجي " .
" ينبغي على الطلاب أن يتخذوا من الدراسة كمهمة رئيسية ويتعلموا إلى جانبها أشياء أخرى " . ( ماو تسيتونغ ) .
إن مقياس الثقافة الثورية الحقيقي هو مقدار إندماج كل إنسان بالجماهير وقيامه بخدمة الشعب والوطن ودحض الأنا .
جاء في قرار اللجنة المركزية حول الثورة الثقافية ما يلي :
" إن إصلاح نظام التربية والتعليم القديم وإصلاح الإتجاهات والأساليب القديمة في التربية والتعليم هما مهمتان هامتان جداً في هذه الثورة الثقافية البروليتارية العظمى " .
كما أشار الرئيس ماو بأن الهدف الرئيسي لهذه الحملة هو ضرب أولئك القابضين على السلطة السالكين الطريق الرأسمالي داخل الحزب .....
كما حققت الثورة الثقافية الإندماج الثلاثي – كما مر سابقاً , وجعل كل ما هو جيد من الأجنبي يخدم ما هو وطني كما يخدم الجيد من الماضي الحاضر والمستقبل - والنقد والدحض الجماهيري وتنقية الصفوف وتعزيز منظمات الحزب وتبسيط الأجهزة والقضاء على الروتين وتغيير اللوائح والنظم اللامعقولة ونزول موظفي المكاتب إلى الورشات هذه هي المراحل التي تمر بها المصانع على وجه العموم في النضال والنقد والتغيير . إلى جانب تنظيم تحطيم الإزدواج في تركيب الهيئات الإدارية ونهج سياسة " قوات أقل وأفضل , وإدارة أبسط " وبناء وتنظيم قيادة ثورية تلتحم بالجماهير والإتعاظ بأخطاء الماضي لتحقيق نقاء الأيديولوجية ووحدة المناضلين . وتجديد خلايا الحزب دوماً وتنقية صفوفه كما ينقَى الدم في رئتي الإنسان , وطرد النفايات إلى خارج الجسم .
بعد كل هذا قدَم الرئيس ماو لشعوب العالم قاطبة التشجيع الثوري لطرد اللأوهام حول قوة الإستعمار الأمريكي – حيث أثبت أن جميع المستعمرين والرجعيين ليسوا سوى نمور من ورق تأكلهم التناقضات الداخلية ويسودهم التفسخ ويتحفز الشعب الأمريكي نفسه للثورة ضد أصحاب التروستات مستعبدي الشعب الأمريكي وجميع شعوب الأرض وضد أبشع نظام إضطهاد وتمييز عنصري عرفه التاريخ . لذا فإن إنتصار الشعوب أمر محتوم إذا أعدَت للمستعمرين العدة وبدأت الحرب الثورية العادلة .
ثم جاء بيان الرئيس التاريخي في 20 أيار مايو 1970 بلسماً لجراح البشرية ليؤكد من جديد أن عصرنا هو عصر إنتصار الشعوب لا محالة . ولكن رغم ظهور المد العالي للنضال ضد الإمبريالية الأميركية وشركائها فإن خطر حرب عالمية جديدة ما زال قائماً إلى جانب الحروب الصغيرة التي تصنعها الرأسمالية هنا وهناك للإمعان في نهب ثروات الشعوب واستعبادها أكثر .. ... . كما أكد بأن الإمبريالية الأميركية تبدو غولاً ضخماً لكنها في الحقيقة نمر من ورق تقوم بنزاع يائس ... كما أيد نضال شعبنا العربي بحزم ضد الغزو الأمريكي الصهيوني , مؤكداً إنتصار الشعوب على أعدائها في النهاية لا محالة . ولأن الطابع العام لعصرنا عصر الثورات وانتصارها ,,رغم الجزر الرهيب وأعمال التخريب والطعن في الظهر ومساومات الدول الكبرى وتواطئها ونمو التحريفية والإصلاحية والإنتهازية الذي انتاب الحركة الشيوعية الثورية في العالم.
رغم كل ذلك يأتي نداء الرئيس ماوتسيتونغ " يا عمال و شعوب العالم قاطبة اتحدوا واهزموا المعتدين الأميركيين وجميع عملائهم " .
يا شعوب العالم قاطبة تشجعوا وكونوا جريئين على الكفاح وتحدَوا الصعاب وتقدموا موجة بعد أخرى وعندئذ سيكون العالم كله بالتأكيد ملكاً للشعوب . وسيقضي على الغيلان بجميع أنواعها " .
جاء هذا النداء محطماً أحلام المستعمرين الأمريكان وشركائهم وأذنابهم في استمرار نهبهم واستعبادهم للشعوب .

خاتمة
بعد كل ماتقدم نقول :
لقد أوضحنا الخطوط العامة لتطور الماركسية اللينينية عبر النضال الطويل المرير ودور أفكار ماو تسيتونغ في تطوير أقسامها الثلاث في عصرنا بعد أن أضحت الماركسية اللينينية أفكار ماوتسيتونغ حشوة بنادق الثوار في العالم " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية " وينبع تحرير الشعوب وخاصة في بلدان اّسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية المنهوبة المضطهدة بأكثر شراسة .
إن كل يوم يمر يؤكد من جديد صحة هذه الأفكار وضرورة التسلح بها كمرشد للعمل ودون تقديس وتطبيقها وفق الواقع الموضوعي والإقتصادي والطبقي والخصائص القومية في كل أمة . وعلى جميع الثوريين والأحرار في العالم أن يتسلحوا بها قبل البندقية ويطوروها عبر الممارسة نحو الأفضل دوماً ......
إن كل يوم يمر يؤكد من جديد صحة الماركسية اللينينية أفكار ماوتسي تونغ . وضرورة تسلح المناضلين الصادقين بها كمرشد دائم للنضال عبر الصراع الطبقي محرك التاريخ وحده , ودون تقديس وعبادة أفراد تطبيقاً للديمقراطية الإشتراكية أرقى الديمقراطيات التي تحلم بها البشرية والتي تحرر الإنسان من العبودية والإستعلال
وعلى جميع الثوريين في العالم التسلح بها قبل البندقية ويطوروها عبر الممارسة الجماهيرية الثورية والنضال الطبقي والوطني والقومي في بلدانهم .. إذا أرادوا تحقيق النصر والتحرر الوطني وبناء الإشتراكية العلمية الديمقراطية الحقيقية , بقيادة الطبقة العاملة أمل جميع المضطهدين في العالم .....
وما أحوجنا نحن العرب اليوم لهذه الأفكار والتجارب العلمية والثورية للتسلح بها والتعلم منها وتطويرها في معاركنا مع أشرس عدو استعماري عنصري إستيطاني صهيوني مدعوم من الرأسمالية الهمجية . اغتصب أرضنا وشرد وأباد شعبنا ومازال , ونهب ثرواتنا وفي طليعتها نفطنا المنهوب .. وسلّط علينا وكلاءه بالعمولة وعملاءه حكام الذل والإستبداد والإستخذاء ومافيات القتلة واللصوص الذين جوّعوا شعبنا , ودمروا حضارتنا واغتالوا ذاكرتنا الوطنية وتاريخنا الوطني والشعبي ....و كرسوا تمزيق الأمة العربية وزادوها تمزيقا استعمارياً وتشرذماً حتى بلغوا نظام القبيلة والعشيرة والطائفة .. وأضحى أحرار الأمة ومناضلوها مطاردين مهدور دمهم في السجون والمنافي والمقابر الجماعية . كالهنود الحمر ولكن في بلاد النفط ....
إن التسلح بالماركسية اللينينية أفكار ماوتسي تونغ والتعلم من تجاربها العملية يساعدنا في دحض وطرد أضاليل الأمبريالية الأمريكية وشركائها وأذنابها في الدعاية – للسلاح الذي لايقهر – تتبعه الدعاية للنيوليبرالية الأمريكية التي يروج لها التحريفيون القدامى والجدد ليستروا خيانتهم للماركسية اللينينية وطعنهم الشعوب في الظهر.. إلى جانب أقرانهم في أنظمة القمع والإستبداد العربية ..
كما يساعدنا على توطيد الثقة أكثر بأنفسنا دون غرور أو شخصنة , وتوطيد الثقة بإنساننا العربي كغيره في العالم إذا توفرت له القيادة الطبقية والوطنية الديمقراطية النقية المخلصة النابعة من صفوفه في معارك التحرر الوطني العربية .. وإن الجماهير الشعبية بكافة إنتماءاتها هي الحصن الحقيقي الذي تتحطم أمامه مكائد الخارج الإستعماري ومؤامراته ومكائده ... واستبداد وقمع الداخل الديكتاتوري الفاشي الذي اوصله لاغتصاب السلطة الخارج نفسه ..
لنناضل مع جميع المناضلين الشرفاء على هذه الأرض المتعطشة للتحرر الوطني وللإشتراكية الديمقراطية , لنبن جبهتنا الوطنية الديمقراطية دون أي تمييز ودون أية محاصصة مخزية – لنعيد ثقة المواطن بنفسه وبعدالة قضيته ... لنسهم مع جميع شعوب الأرض في لجم و دفن الإستعمار الأمريكي وأتباعه ودفن أنظمة الإستبداد والطائفية والعبودية , لنثأر لشهدائنا و ننقذ لشعبنا المستعبد والمشرذم , لنكون بحق إحدى فصائل الثورة العالمية ضد الإستعمار أعلى مراحل الرأسمالية الهمجية وعدو الإنسان والتقدم ..... انتهى