التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(2)


فلاح أمين الرهيمي
2008 / 1 / 23 - 11:38     

كانت البلاد تواجه وضعا فريدا من نوعه فالامبريالية الأميركية مازالت تمتلك مواقع مهمة في البلاد وخاصة من خلال شركاتها الاحتكارية وسيطرتها على وسائل الأعلام وكان المجتمع الكوبي قد أصيب بعدوى الإيديولوجية الرجعية والدعاية المعادية للمنظومة الاشتراكية العالمية والشيوعية وأوقعت في هذه الدعاية أقسام كبيرة من الشعب بمن في ذلك فئات من الجماهير الفقيرة ضحية لهذه الدعاية الخداعة والمضللة مما دفع بالبعض منهم إلى اتخاذ مواقف رجعية معادية للثورة وقد ساعدت على ذلك كله كما مهدت الطريق أمام النشاط السياسي للامبريالية والطبقات الرجعية بعض العوامل والأسباب الموضوعية ومنها السعة النسبية لفئات من أبناء الشعب فالطبقة البورجوازية الصغيرة والتخلف الثقافي وانتشار ألامية وانعدام الوعي الفكري وهكذا فأن كوبا التي كانت مستعمرة اقتصاديا أصبحت في الوقت نفسه مستعمرة أيديولوجيا مما أتخذ الوضع صورة أصبح معها العمل من أجل أجراء أي تغيير اجتماعي جديد يتطلب بالأساس والضرورة استئصال الثقافة السياسية القديمة وبالرغم من هذا الوضع فأن الوعي الاشتراكي الذي أكتسبه الشعب قد تحقق من خلال مجرى تطور الثورة والنشاط المتواصل والجهد والمثابرة للحزب الشيوعي ومن خلال الصراع الطبقي المحتدم مما جعل الامبريالية الأميركية والقوى الرجعية إلى امتشاق سلاحها التقليدي وتثير نغمة ( الخطر الشيوعي ) فشنت حملة شرسة وواسعة ضد الشيوعية مستخدمة بذلك جميع وسائل الأعلام التي ما تزال بأيديها وكان هدفها من ذلك أثارة البلبلة والاضطرابات في صفوف الجماهير التي ما يزال وعيها السياسي ضعيف والمحاولة لشق صفوف الشعب والمنظمات الجماهيرية وجيش الثورة نفسه وبالتالي أضعاف القاعدة الجماهيرية والمساندة الشعبية للحكومة وتشجيع الميول الرجعية وعزل الحكومة عن قاعدتها الشعبية الجماهيرية والانفراد بها وإسقاطها. غير أن هذه المناورات الخطرة قد فشلت وردت على أعقابها وآلت إلى الخذلان والهزيمة بفضل العلاقة الحميمة بين

الجماهير والحزب الشيوعي وثقة الجماهير الراسخة بالثورة وإجراءاتها العادلة التي تصب في خدمة الشعب وقيادته المناضلة المخلصة وبفضل النزعة الراسخة للوحدة الثورية والتثقيف السياسي المتواصل والتعبئة الجماهيرية والحذر واليقظة التي تمتع يهما وبالتالي انتزاع وسائل الأعلام من أيدي الامبرياليين الاميركان والرجعية المحلية ووضعها في خدمة الثورة وصرخة الجماهير ضد أعدائها. لم تهدأ الامبريالية الأميركية والرجعية المحلية منذ انتصار الثورة بل تعددت الوسائل وزادت الأساليب المعادية لإفشال وتحطيم الثورة الكوبية العملاقة والجسورة وجميع الوسائل والأساليب المعادية كانت تعمق الوعي الجماهيري وتزيد من رص صفوف الشعب والتفافه حول قيادته المناضلة والتسريع في وتائر العملية الثورية فالنشاط الامبريالي المعادي ورد الفعل الجماهيري الثوري كانا مترابطين بشكل جدلي لا ينفصم مع التطورات والتقدم في مجرى العمل الثوري وإرادة الجماهير، أن الزخم الشعبي الهائل والمد الجماهيري الواسع جعل الثورة الكوبية أن تواصل مسرتها إلى أمام ولم تقف عند مرحلة حدود المهمات الخاصة بالتحرر الوطني مع الإبقاء على نظام الاستغلال الإقطاعي والنظام الاحتكاري للامبريالية الأميركية وإنما يجب مواصلة المسيرة من أجل التحرر الاجتماعي الكامل.
أن الامبريالية الأميركية والرجعية المحلية ماكان يرضيها أو تتحمل مجرد انتصار ثورة وطنية تحررية لاتبتعد عن دولتها سوى عشرات الأميال فبادرت للإعداد لعملية مسلحة لإسقاط الحكومة الثورية الكوبية بعد أن عجزت جميع الوسائل والأساليب والمؤامرات لإسقاطها وخاصة بعد أن واجهت أساليبها ووسائلها بعنف ثوري جماهيري فأصدرت الحكومة الكوبية الثورية قانون الإصلاح الزراعي وجعلت الأرض لمن يزرعها من الفلاحين والعمال الزراعيين مما أثار فزع وخوف الامبريالية الأميركية من الخطوات الثورية وقلقها من ردود أفعال تلك الخطوات بالنسبة لشعوب أميركا اللاتينية غير أنه لم يكن أمام الحكومة الثورية الكوبية من بديل آخر فالتحرر الوطني والتحرر الاجتماعي عنصرين حميمين مترابطين في أطار عملية واحدة وكان التقدم إلى أمام ( كما يقول كاسترو ) (ضرورة تاريخية بينما كان التوقف يعني الجبن والخيانة والتراجع ويعني بالتالي عودة كوبا من جديد مستعمرة أمريكية وتحويل شعبها إلى عبيد للمستغلين ).
ورغم أن تحقيق التحرر الوطني والاجتماعي بشكل نهائي وكامل مشروط بالإمكانات والظروف الوطنية، فقد كان الشعب الكوبي مصمما على أن يكون حرا بأي ثمن، فإزاء الإخطار الرهيبة التي ظلت تحدق بالبلاد استحوذت على نفوس الجماهير وحتى قادة الثورة مشاعر الدمار الوطني أوالحرية ومن هنا كان الشعار الذي يعتز به الكوبيون يرددونه اليوم (الوطن أوالموت ) وفي 15 أكتوبر 1960م أعلن كاسترو دخول الثورة فترة البدء بحل المهمات الملحة للاشتراكية وفي السادس عشر من نيسان 1961 م أعلنت رسميا الطبيعة الاشتراكية للثورة وتم تأميم الشركات والمعامل والمؤسسات والمصارف المملوكة للولايات المتحدة الأميركية والمصارف المحلية و 282 مؤسسة كبيرة يمتلكها الرأسمال الوطني وبذلك تم تجريد الاحتكارات الأجنبية وملاكي الأرض والبورجوازية الوطنية من ملكيتها وصفيت في مجرى هذه العملية مواقعها السياسية وتعين على الطبقة العاملة مع الفلاحين وبقية فئات الشغيلة والكادحين أن تشغل دون منازع دور القائد للعملية الثورية. وتشير الوثائق البرنامجية إلى أن ألسمة الخاصة لفترة الانتقال من مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية والشعبية والزراعية المعادية للامبريالية إلى الثورة الاشتراكية تكمن في حقيقة أنها تمت في فترة وجيزة من الزمن وقد اتخذت المرحلة الأولى من الثورة الطابع الدكتاتوري الديمقراطي لثورية الطبقات الشعبية من العمال والفلاحين والبورجوازية الصغيرة في المدن وغيرها من فئات الشعب التي كانت لها مصلحة في النضال ضد سيطرة الامبرياليين والطغمة الرجعية الحاكمة من كبار البورجوازيين وكبار ملاكي الأراضي.
ساهم الحصار الاقتصادي وانشغال الشعب في الدفاع عن الوطن والاقتصاد المتخلف الذي ورثته الثورة وافتقار البلاد إلى المواد الأولية ومصادر الطاقة في الأذى بالاقتصاد الكوبي وفي تعطيل نموه ولاسيما في السنوات الأولى بعد انتصار الثورة وقد رافقت ذلك كله طائفة من العوامل الذاتية ومن بينها اضطرار الدولة لإحلال العناصر الثورية الفتية التي لم تتح لها فرصة التأهيل الفني في أدارة المؤسسات الإنتاجية بدلا من ذلك العدد الكبير من الاختصاصيين والتكتيكين الذين هجروا البلاد ومن بينها أيضا افتقار قادة الثورة أنفسهم إلى معرفة المبادئ الأساسية لعلم الاقتصاد وبناء الاشتراكية كما شهدت هذه الفترة نقصا في التمويل ومصادر العملة الأجنبية بسبب توقف القروض وانخفاض سعر السكر ورغم ذلك كله فقد استطاعت البلاد أن تحقق نسبة من النمو في الناتج الإجمالي تقارب 2% سنويا وذلك في الفترة من 1961م – 1965م ثم نمو 4% في الفترة بين 1966م – 1970م أما في الأعوام ألاحقة بين 1971 – 1975 فقد قفزت هذه النسبة إلى ما يزيد عن 10 % سنويا وتلك المأثرة تحققت في الأساس بفضل ونتيجة جهد الشغيلة والفلاحين والتفاف جماهير الشعب حول الحزب والثورة والى المساعدات القيمة التي حصلت عليها كوبا من الاتحاد السوفيتي خصوصا والاستفادة من أفضليات الاشتراكية في البناء والتخطيط والتحويل الثوري للمجتمع.
فقد بادرت الثورة في مجرى انتقالها إلى مرحلة البناء الاشتراكي إلى أقامة الملكية الاشتراكية لوسائل الإنتاج الأساسية وذلك من خلال: -
01 تأميم المؤسسات الصناعية والمصارف وخطوط وطرق المواصلات والتجارة الداخلية والخارجية والمباني والنقل (باستثناء جزء صغير).
02 تأميم الأراضي المملوكة من جانب الاحتكارات الأميركية والملاكين الكبار وتحويلها إلى مزارع تابعة للدولة وتوزيع الأراضي الأخرى على الفلاحين دون مقابل تمهيدا لاندماجهم الطوعي في مزارع تعاونية وبالتالي تأمين الظروف لإقامة الملكية الاشتراكية للأرض التي أصبحت تضم الآن 70 % من القطاع الزراعي.
03 اعتماد البرمجة المخططة والمتوازنة للاقتصاد الوطني والمباشرة بتعديل التركيبي المشوه للاقتصاد باتجاه تنويع الإنتاج وتركيز جهد استثنائي على القطاع الزراعي والهياكل الارتكازية لأعداد قاعدة وشروط التصنيع اللاحق والبدء بإقامة مشاريع صناعية جديدة وتطوير التحديث في بعض الفروع القائمة بهدف أنتاج السلع المعوضة عن السلع المستوردة .
ونتيجة لذلك كله أمكن تحقيق معدلات نمو يعتد بها. فقد أرتفع توليد الطاقة الكهربائية إلى ( 5 ر2) مرة وبلغ (5 ر6) مليون كيلو واط ساعة. وإنتاج الأسمدة إلى (5ر4) مرة أي نحو ( مليون طن ) في السنة والأسمنت ( 5ر2) مرة أي ( مليون طن) في السنة كما تضاعفت طاقة تصفية النفط وبلغت نحو (6) ملايين طن في السنة وفي الوقت نفسه تضاعف أنتاج النيكل وبلغ نحو ( 37) ألف طن في السنة ( وهو معدن ثمين ) وازدادت حمولة الأسطول التجاري (9) مرات وسفن صيد السمك (6) مرات والبناء (5ر5)مرة ومنتجات الصناعة الهندسية (3) مرات وإنتاج الفولاذ (0 1) مرات حيث بلغ (240) ألف طن في السنة وعدد التراكتورات (6) مرات حيث بلغ (54)ألف تراكتور كما بنيت ( 17) ألف كيلو متر من الطرق آي بمقدار ما بني طوال تاريخ كوبا وأزداد بنسبة مرتين وثلاث مرات أنتاج الأقمشة والأقداح الزجاجية والورق والأحذية كما بلغ أنتاج الطحين نحو ( نصف مليون ) طن في السنة والبيض (6) مرات والحمضيات (9) مرات وضوعفت مساحة الأراضي المزروعة وبلغ مخزون المياه أكثر من (4) مليارات متر مكعب وازدادت الاعتمادات المخصصة للبناء والمساكن عما كانت عليه في عام 1973 بـ( 3) مرات حيث بلغت نحو( 1،5) مليار دولار وستزداد بنسبة 25 % كل سنة في الخطة الخمسية القادمة وبوجه عام فقد أزداد الإنتاج في القطاعات الصناعية الرئيسية (3) مرات تقريبا بنسبة نمو قدرها نحو (4ر6) سنويا و (11% ) في السنوات الخمس الأخيرة، وقد أشار قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو بفخر واعتزاز حيث قال:- نستطيع أن نعلن بفخر بأننا بلد بدون بطالة وبدون تمييز بين أفراد المجتمع وبدون جوع وبدون شحاذين ومقامرين وبدون بغاء ومخدرات وبدون أمية و بدون أطفال حفاة محرومين من الدراسة وبدون أكواخ من أغصان الشجر أو صفائح معدنية وبدون أناس مرضى متروكين لمصائرهم. أن الثقافة والصحة العامة في بلادنا هما نموذجان لمنجزاتنا الاجتماعية التي استأثرت بإعجاب الكثيرين في جميع أنحاء العالم.
لقد ورثت الثورة الكوبية اقتصادا متخلفا مشوه التركيب وحيد الجانب معتمدا بصورة كلية على الإنتاج الزراعي الواحد وهو ( السكر ) كما أنه بلد فقير بالمواد الأولية كالنفط والفحم ومصادر الطاقة الكهربائية والمائية والحديد وبعض الموارد الطبيعية الهامة إضافة إلى الافتقار إلى المواد الأولية الضرورية لصناعة الفولاذ والصناعات البتروكيمياوية وهما الركيزتان الأساسيتان لأي اقتصاد عصري متطور.
وعلى هذا الأساس وفي سياق متكامل من العمل على جميع الجبهات السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية والإيديولوجية ثم وضع الخطة الخمسية القادمة للسنوات 1976 – 1980 كما حددت وثائق الحزب الشيوعي الكوبي والثورة الكوبية طبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع الكوبي بأنها فترة حل المهمات الملحة والأساسية لاستكمال بناء الاشتراكية على أساس المبادئ العلمية للنظرية الماركسية – اللينينية واعتبرت المهمة المركزية للخطة الخمسية القادمة هي تصنيع البلاد ويعني ذلك كما جاء في مشروع برنامج الحزب الشيوعي الكوبي ومواصلة بناء واستكمال القاعدة المادية – التكتيكية للاشتراكية التي تتطلب مكننة العمليات الإنتاجية الرئيسية ورفع إنتاجية العمل وتأمين وتائر نمو عالية وثابتة مع ضمان تطور سريع ومتناسق في مجالات الكهربة والصناعة الكيماوية والصناعة التعدينية والصناعات الميكانيكية والمواد الإنشائية وتطبيق الأساليب الصناعية في الحقول الأساسية للإنتاج الزراعي وتطوير العلم والتكنولوجيا وتطبيقها في الإنتاج وإتقان وتعميم نظام الإدارة الاقتصادية وتطوير كفاءة أجهزة التخطيط وتطوير وتوسيع علاقات الإنتاج الاشتراكي لكي تصبح العلاقات الوحيدة السائدة وبحيث تؤدي في أطار المراعاة الصارمة لمبدأ التحول الاشتراكي وفي معرض تحديد مهمات خطة التنمية جرى التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود لأعداد هياكل أرتكازية كفوءة قادرة على تلبية حاجات التطور اللاحق للاقتصاد الوطني إلى جانب التركيز على أقامة قاعدة مادية تكنيكية تؤمن التطور المتناسق والمستمر للقوى المنتجة بحيث تستطيع أمداد الصناعة والزراعة وتربية الماشية وغيرها من المرافق الإنتاجية بالمعدات والمواد الضرورية بهدف رفع طاقة التصدير للسلع المعوضة عن الاستيراد وإنتاج سلسلة واسعة من البضائع للسكان وتحقيقا لهذه الأهداف فأن الدور الأكبر في ذلك سيظل مرتبطا بتطوير أنتاج السكر ونظرا لاستمرار اعتماد البلاد بشكل كبير على التجارة الخارجية التي يشكل السكر مادة التبادل الرئيسية فيها مما سيتطلب الأمر بناء مصانع جديدة للسكر إلى جانب الاستمرار في تطوير وتحديث المؤسسات الصناعية القائمة ورفع كفاءتها الفنية ومردوها الإنتاجي.
وقد تمت عملية الوحدة الثورية بين ( حركة 26 تموز ) و ( الحزب الشيوعي ) و ( المنظمة الثورية ) حول الحزب الموحد ( الماركسي – اللينيني ) الذي يقود الثورة وفق الإيديولوجية للطبقة الاجتماعية الثورية التي وضعها التاريخ نفسه على رأس نضال البشرية من أجل الانعتاق من خلال أيديولوجية الطبقة العاملة الماركسية – اللينينية وكان ذلك شرطا لابد منه من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والوصول إلى الاشتراكية وفي هذا الاتجاه تم في نهاية عام 1961 أقامة (المنظمات الثورية الموحدة ) كخطوة أولى في طريق الحزب الماركسي الموحد انطلاقا من الشعور بالمسؤولية التاريخية والأهداف المشتركة وكانت هذه المنظمات تتكون من الفصائل الثورية الثلاث على أساس مبادئ الماركسية – اللينينية والتي تحولت إلى ( الحزب الموحد للثورة الاشتراكية في كوبا).
وبفضل قيادة الحزب الشيوعي الثورية والتفاف الجماهير حوله أستطاع أن يرسم الخطط ويضع البرامج الصائبة والمدروسة من أجل العبور بالشعب الكوبي إلى المرحلة الاشتراكية بعد أن تجاوز وأنتصر على الاحتكارات الأجنبية حيث كان دولة شبه مستعمرة والامبريالية الأميركية والرجعية المحلية تستحوذ على اقتصاده ومؤسساته ومشاريعه أستطاع هذا الشعب العظيم بفضل القيادة الشجاعة والجريئة أن يحقق النصر وينتقل إلى الاشتراكية متجاوزا كثير من المراحل بعد أن كان شعبا مستعبدا للاحتكارات الأجنبية وملاكي الأراضي من الإقطاعيين والبرجوازية التجارية المرتبطة بالشركات والاحتكارات الامبريالية وينخر جسمه الجوع والمرض والأمية وليس لديه قاعدة ناضجة ونامية تسهل له العبور إلى مرحلة الاشتراكية لكن الإرادة والتصميم والقيادة هي التي استطاعت أن تحقق وتنجز مرحلة العبور للاشتراكية وهذا أكبر دليل ورد مفعم على أولئك المتقولين من أشباه المثقفين والمفكرين الذين يكيلون التهم والأباطيل إلى الاتحاد السوفيتي ويحملوه أسباب انهياره إلى عدم نضوج ونمو الرأسمالية في روسيا أثناء ثورة أكتوبر العظمى والعبور إلى مرحلة الاشتراكية وقد أسموها ( بالعبور على المراحل ) بينما هذه كوبا الاشتراكية تنتقل من مرحلة الإقطاعية واستغلال واحتلال الإمبريالية الأميركية إلى الاشتراكية وهي تقف ألان كالطود الشامخ في البحر الكاريبي على بعد أميال من قلعة الامبريالية والقطب الأوحد لقوى الاستعمار والعولمة المتوحشة في العالم تقف وبتحدي وصلابة وعنفوان تحمل بيد راية الاشتراكية وباليد الأخرى المطرقة التي سوف تهدم وتحطم تلك القلعة الاستعمارية.