وفاة لينين


فلاح أمين الرهيمي
2008 / 1 / 22 - 12:16     

في عام 1918 أصيب لينين برصاصتين في محاولة اغتياله في رقبته وكتفه وتوفي لينين بسبب نزف دموي في الدماغ بالساعة السادسة وخمسين دقيقة من يوم 21 ك 2 1924 م، وقد أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي نداء إلى الشعب السوفيتي نعت فيه لينين وجاء فيه:-
لقد مات الرجل الذي تحت قيادته الكفاحية رفع حزبنا بيد قوية وفي غمار دخان البارود ارتفعت راية أكتوبر الحمراء في بلادنا بأسرها وحطم مقاومة الأعداء وأقام سيادة الكادحين في روسيا القيصرية السابقة ووطد دعائمها، مات مؤسس الأممية الشيوعية وزعيم الشيوعية العالمية وموضع حب وتقدير البروليتاريا العالمية واعتزازها وراية الشرق المظلوم ورئيس دولة العمال في روسيا.
الماركســـية والمجتمـع
ينطلق الفكر الماركسي من جدل الفكر والواقع.... ويرى أن المطلق الوحيد في هذا المجال هو نسبية الأفكار، وان الفكر يكون أكثر فاعلية للحياة والتأثير كلما كانت ثوابته أقل ومتغيراته أكثر.
ونسبية الفكر ثلاثة أبعاد :-
01 نسبية زمنية: إذ أن ما يكون صحيحا اليوم قد لا يكون كذلك غدا بسبب تبدل الواقع.
02 نسبية مكانية: فما يصح في مجتمع ما قد لا يصح في مجتمع آخر في الزمان ذاته وذلك بسبب اختلاف الواقع.
03 هي نسبية شخصية أو فردا نية: فكل فرد، كل باحث أو مفكر أو مجتهد يفهم الفكر ويتعامل معه وفق خصائصه الشخصية وتكوينه العقلي والنفسي.
وهذه الأبعاد الثلاثة لاسيما البعدين ( المكاني والزماني ) اختلاف الواقع بين مجتمع وآخر. والشخصي أو الفرداني: من حيث ( اختلاف الرؤيا والاجتهاد بين شخص وآخر ).
ولذلك نؤكد نسبية النظرية المطلقة وضرورة مراجعتها أفكارا ونصوصا مراجعة مستمرة كي تبقى أداة منهجية وفعالة واختلاف الإنسان من حيث التربية البيئية والعادات والتقاليد والاعتقاد والرؤيا واجتهاده هي التي تحدد نظرته إلى الكون والحياة وتلك النظرة تكون نسبية وليست مطلقة بين إنسان وأخر فكل فرد وكل باحث أو مفكر أو مجتهد يفهم الفكر ويتعامل معه وفق خصائصه الشخصية وتكوينه العقلي والنفسي وتربيته البيئية. يقول علماء الاجتماع: أن الحقائق الخارجية موجودة بيننا بصرف النظر عن صورها الذهنية عندنا إلا إننا لا نعرف هذه الحقائق إلا على طريقتنا الخاصة أي حسب طبيعة حواسنا التي هي الوسيلة الوحيدة التي نملكها للمعرفة وان أفعالنا تتأثر بالميول والأهواء التي توحي بها حواسنا.
ويقولون ايضآ: أن مصدر المعرفة عند الإنسان هي الحواس فهي التي تقدم لنا المعطيات الأولية وهذه بدورها تبقى فينا على شكل صور وبهذه الصور يتصرف فكرنا وبواسطته يبني فالأحاسيس تدخل عن طريق الحواس فتحتفظ بها الذاكرة وتشكلها مخيلة الإنسان ومن ثم تقوم هذه المخيلة بترتيب الأحاسيس(في العقل) ومجموع هذه الترتيبات هي معرفة الإنسان التي على ضوئها يتصرف ويتعامل الإنسان مع الآخرين وبما أن أفعالنا تتأثر بالميول والطريقة التي تتعرض لها حواسنا فأن الحقائق لايمكن فهمها إلا على طريقتنا الخاصة حسب مصالحنا وظروفنا الشخصية ولذلك تعتبر هذه الحقائق الخاصة حسب مصالحنا وظروفنا الشخصية ولذلك تعتبر هذه الحقائق مختلفة بين إنسان وآخر في الزمان والمكان والشخصية الواحدة في المكان والزمان الواحد وفي المكانات والبقع الجغرافية الأخرى والأزمنة المختلفة وكذلك الشخصية أن معرفة الإنسان تتكون من روافد متعددة وهي:الطبع الموروث وتجربة الحوادث والناس والدروس والاطلاع.
من هذه المكونات تنطلق النظرية الماركسية العلمية في تطبيق محتوياتها وفكرها العلمي الخلاق ومن ظروف وخصوصيات الإنسان تبنت النظرية الماركسية العلمية مبدأ الأممية وعقيدة العلمانية باعتبارها نظرية إنسانية علمية تشمل جميع الشعوب المستغلة والمقهورة والمضطهدة والمحرومة في جميع أنحاء العالم وترسم لهم دروب النضال والكفاح من أجل حقوقها المشروعة في حياة سعيدة ومرفهة تقوم على العدل والمساواة والقضاء على رأس المال العالمي.
حينما أسس ماركس مع أتباعه لجنة مركزية هي اللجنة المركزية الأممية ورع مع رفيقه ( أنجلز ) النداء المعروف بالبيان الشيوعي وأصدره نداء إلى جميع العمال والكادحين في العالم سنة 1848 م ودعا فيه إلى الثورة العمالية العالمية ومحق الطبقة البورجوازية واستبداله بحكم العمال دون سواهم وختم نداءه بالعبارة التاريخية (ياعمال العالم أتحدو).
أن النظرية الماركسية العلمية لا تقتصر على فئة من البشر أو قطعة جغرافية محددة في العالم وإنما تشمل البشرية في جميع أنحاء المعمورة كما أن الطبقات الاجتماعية لا ينحصر وجودها في بقعة محددة أو مجموعة بشرية معينة وبما أن هذه الفئات البشرية تختلف بين منطقة وأخرى من حيث القومية والدين وبما أن فكر النظرية الماركسية العلمية يشمل العالم من أقصاه إلى أقصاه لذلك حتى لا تستطيع الطبقة البرجوازية أن تستغل هذه الثغرات الموجودة في المجتمع ( الدين والقومية ) وتفرق وتشتت بها وحدة الكادحين من عمال ومضطهدين ومحرومين ) لذلك جعلت العلمانية والأممية من صلب النظرية الماركسية العلمية مبدأ ثابت يوحد الطبقة العاملة في جميع أنحاء العالم في النضال والعمل ضد الرأس مال العالمي وإسقاطه والقضاء عليه. وقد ذكر ماركس أن الاستغلال التي تقوم به الطبقة البورجوازية هو ذات صفة واحدة واسلوب واحد في جميع أنحاء المعمورة ولذلك توجد طبقة واحدة للعمال مستغلة من قبل رأس المال في جميع أنحاء العالم وان اختلفت أانتماءات هذه الطبقة القومية والدينية وكذلك الطبقة البورجوازية. يقول ماركس: أن الناحية الاقتصادية والمعيشية في حياة الإنسان تشكل نقطة الانطلاق في بناء في بناء المجتمع الأصلح وكيف أن ( فائض القيمة ) تمكن الرأسمالي من امتلاك الآلات الصناعية والتجارية وكل وسائل الإنتاج بحيث يجعل العمل شيئا مستأجرا فقط فلا يحصل العامل على شيء من فائض القيمة أي الإرباح مما يجعل القسم الأكبر من الإنتاج وأرباحه من نصيب مالك وسائل الإنتاج ولا يبقى للعمل إلا القسم الزهيد.
وان العلاقة بين رأس المال والعمل تظهر من خلال طبيعة العمل فالعامل ينتج الروائع للأغنياء لكنه ينتج الحرمان للعمال وينتج القصور للأثرياء وينتج الأكواخ للعمال وينتج الجمال للأغنياء ولكنه ينتج التشويه والبشاعة للعمال.