دور ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية - اللينينية - الإشتراكية العلمية - الفصل الرابع - 2 2


جريس الهامس
2008 / 1 / 14 - 11:16     

دور ماوتسي تونغ في تطوير الماركسية – الإشتراكية العلمية – الفصل الرابع – 22

السلم والحرب , التعايش السلمي بين خطين متناقضين ..؟؟
منذ أن تطورت الرأسمالية إلى مرحلة الإستعمار وفتح الأسواق ونهب الشعوب واستعبادها ظلت مسألة الحرب والسلم مسألة حيوية في الصراع بين الماركسية اللينينية والتحريفية القديمة والمعاصرة ..
إن الحروب الإستعمارية العالمية أو الإقليمية المختلفة هي نتاج النظام الرأسمالي الهمجي , وكما كان الغزاة القدامى يبررون حروبهم ومذابحهم وغزواتهم للشعوب والممالك الأخرى تحت راية الدين والاّلهة المختلفة في نظام الرق والإقطاع .. فإن المستعمرين الجد د يسترون جرائمهم وعدوانهم على الشعوب وتحضيرهم المتواصل للحروب بشتى الأكاذيب التي يخترعونها حول السلم .. لقد دعا ماركس وأنكلز وبعدهما لينين وستالين وماوتسي تونغ دون كلل شعوب الأرض قاطبة لمقاومة أكاذيب المستعمرين القدامى والجدد وتشدقهم بالسلم والعدالة ..

( إن الحكومات الإستعمارية تتشدق بالسلم والعدالة , لكنها في الحقيقة تشن حروب العدوان والنهب – من تقرير حول السلام إلى المؤتمر الثاني لنواب العمال والجنود لعموم روسيا -)
وقال ستالين : ( إن للمستعمرين هدف واحد واحد فقط عندما يلجأون إلى المسالمة وهو : خداع الجماهير بالتعابير الطنانة حول السلم بغرض التحضير لحرب جديدة .. إنهم مصدر الحروب – حول الوضع الدولي – 1930 )
وجاء ماوتسي تونغ ليوضح الإرتباط العضوي بين الحرب والسياسة والنظام الطبقي ويضع الحدود الواضحة بين الحروب الثورية وحركات التحرر الوطني في العالم ,و بين الحروب الإستعمارية العدوانية ..
( إن الحرب التي ظهرت مع ظهور الممتلكات الخاصة والطبقات , هي أعلى أشكال الصراع لحل التناقضات التي تكون قد تطورت إلى مرحلة معينة بين الطبقات وللأمم والدول والجماعات السياسية – المسائل الستراتيجية في الحرب الثورية الصينية 1936 -) ( الحرب هي امتداد للسياسة , بل هي بهذا المعنى هي السياسة , والحرب نفسها عمل سياسي , ولم يحدث قط منذ أقدم العصور أن نشبت حرب لم يكن لها طابع سياسي ...إن الحرب امتداد للسياسة ولكن بوسائل أخرى ... لهذا يمكن القول بأن السياسة هي حرب غير دامية . وأن الحرب هي سياسة دامية – الحرب الطويلة الأمد – أيار 1938 )
كما قال ماوتسي تونغ :إن بلادنا والبلدان الإشتراكية الأخرى بحاجة للسلم وكذلك شعوب العالم , أما الذين يتحرقون شوقاً للحروب ولا يريدون السلام , هم جماعات معينة من الرأسماليين الإحتكاريين في البلدان الأمبريالية الذين يبنون حاضرهم ومستقبلهم على نهب ثروات الشعوب واستعبادها .—15 – أيلول 1956 )
نحن من دعاة القضاء على الحرب ولسنا من أنصار الحرب , إلا أنه لايمكن القضاء على الحرب الإستعمارية
إلا بواسطة الحرب الثورية , وفي سبيل القضاء على البنادق الموجهة لصدور الشعب يجب علينا أن نحمل البنادق .. إن الحرب هذا الوحش الذي يسبب المذابح الرهيبة للبشرية , سوف يقضى عليها حتماً في النهاية , بل وفي مستقبل غير بعيد . وليس سوى طريقة واحدة للقضاء عليها , وهي مناهضة الحرب الإستعمارية بالحرب الثورية .. ومتى وصل المجتمع البشري في مجرى تطوره إلى مرحلة تزول فيها الطبقات والدولة الرأسمالية تزول الحروب بجميع أنواعها - المسائل الستراتيجية في الحرب الثورية الصينية – ك1 – 1936 )
موقف المحرفين القدامى والجدد :
قبل الحرب العالمية الأولى سعى المحرفون أمثال : برمشتاين وكاوتسكي عن طريق النفاق والتدليس حول السلم إلى شل الروح النضالية الطبقية لدى الشعب , وإلى التستر على خطط المستعمرين وتكتلاتهم لشن حرب عالمية ....
وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى سارع المحرفون إلى نزع أقنعتهم – السلمية – ووقفوا مع حكومات بلدانهم الإستعمارية وأيدوا الحرب الإستعمارية لإعادة تقسيم الأسواق والمستعمرات , وصوّتوا في برلمانات بلدانهم إلى جانب الحرب ومخصصاتها الحربية . وتحت الشعار المزيف – الدفاع عن الوطن في الدول الإستعمارية دفعوا الطبقة العاملة لقتل إخوانها العمال من البلدان الأخرى في جبهات القتال .. وهكذا بيّضوا وجه الإستعمار وصرفوا انتباه الشعوب المضطهدة عن نضالاتها وهذا ما أعلنه كاوتسكي معلم خروشوف الأول بقوله :
( .. إن خطر الإستعمار على السلم هو شيْ بسيط . أما الخطر الأعظم فيبدو أنه يأتي من الكفاح الوطني في الشرق - ..ولايهمنا مناقشة أية حروب مفيدة وأية حروب ضارة – كاوتسكي مقدمة حول – الحرب الوطنية) –

وهكذا عمل المحرفون القدامى على عدم التمييز بين الحروب العادلة والحروب غير العادلة ومنعوا قيام الثورة
كما قدموا مقترحات للمستعمرين باسم : استراتيجية السلام .. ( إن أمم أوربا المتمدنة والأمريكيين كذلك بوسعهم صيانة السلم في الشرق الأدنى والأقصى بصورة فعّالة أكثر عن طريق مصادرها الإقتصادية والثقافية .لاعن طريق البوارج والطائرات ...... إن الولايات المتحدة هي أقوى دولة في العالم , وحالما تنضم إلى عصبة الأمم أو تقبل العمل معها لدرء الحرب فإن العصبة تصبح قوة لا تقهر – كاوتسكي – الإشتراكيون والحرب )
لقد فضح لينين القسمات القبيحة لمحرفي الأممية الثانية هؤلاء بقوله : ( لم تكن المسالمة لدى محرفي الأممية الثانية سوى عزاء وتخديراً للشعب ووسيلة خداع لتسهيل إخضاع الحكومات الإستعمارية الشعوب لمذابح جديدة أكثر وحشية ...- إلى العمال الذين يناضلون ضد الحرب وضد الإشتراكيين الذين انضموا إلى صفوف حكوماتهم الإستعمارية -- )
وجاء خروشوف زعيم المحرفين الجدد لحذو حذو أسلافه ويكيل المديح لزعماء الأمبريالية الحديثة ويصفهم بأنهم حمائم سلام .... وصف أيزنهاور بطل قنبلتي هيروشيما وناغازاكي وقائد العدوان على الشعب الكوري عام 1950 بما يلي : ( - رجل يتمتع بالثقة المطلقة من شعبه , وأن له رغبة في السلام . ويقلق على الحفاظ على السلم كما نقلق نحن __ مناظرة حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية ص 295 )
كما وصف كندي بما يلي ( إن لديه مؤهلات أعظم من أيزنهاور لتحمل الحفاظ على السلم العالمي . وقد أظهر عناية بالحفاظ على السلم ومن المعقول أن يتوقع منه خلق ظروف يعتمد عليها لصيانة السلام وعمل خلاق على الأرض – الإزفستيا 3 ك2 – 1962 - برقية تهنئة برأس السنة من خروشوف وبرجنيف إلى كندي . ) في نفس الوقت الذي كانت وزارة الدفاع الأمريكية بقيادة ماكنمارا تعد العدة لضرب الإتحاد السوفياتي وجيوشها تشن الحروب العدوانية على شعوب العالم الثالث وحركات تحررها ..وسمح ( التحريفي ) خروشوف لكندي وأسطوله بتفتيش الأسطول السوفياتي وإهانة بحارته في البحر الكاريبي إبان أزمة الصواريخ السوفياتية في كوبا – علماً أن كوبا كاسترو لن تطلب نصب صواريخ على أراضيها من خروشوف كما أعلن كاسترو نفسه ... ولاتزال كوبا محمية من الغزو والتاّمر الأمريكي بإرادة شعبها ووحدته حتى الساعة دون صواريخ ذرية ...

وإرضاء للصهاينة الذين تظاهروا ضده في باريس عام 1960 بحجة منعه الهجرة اليهودية من الإتحاد السوفياتي إلى فلسطين المغتصبة صرح خروشوف ( إن باب الهجرة مفتوح أمام اليهود الروس وإننا نحب اليهود الروس والدليل على ذلك إن 60 % من أعضاء اللجنة المركزية متزوجون من يهوديات ..؟ ) وأشرف أتباعه وخلفاؤه على جميع الهزائم والنكبات التي حلت بنا بالإشتراك مع الأنظمة الديكتاتورية والعميلة العربية يداً بيد مع الأمريكان باسم – التعايش السلمي -- .ومنحوا هذه الأنظمة العميلة التي ذبحت شعوبنا وشردت شبابنا ونهبت أوطاننا وسلمت أجزاء منها للعدو دون قتال كما فعل النظام الأسدي العتيد , منحوها شهادات حسن السلوك والوطنية وقدمو لها كل أسباب البقاء متربعة على أشلائنا ...وخدروا الشعوب وضللوها ودفعوها للتخلي عن الثورة وحروب التحرر الوطني العادلة كما دفعوا - أتباعهم - لخدمة الأنظمة الديكتاتورية ضد شعوبهم المضطهدة والمعذبة وتلميع صورتها القبيحة ... وقدتحول الكثير من هؤلاء الأتباع وأحزابهم التحريفية بعد أن ربطوا مصيرهم ببقاء نظام الإستبداد والنهب الرأسمالي إلى جزء لا يتجزأ من أجهزة القمع والإرهاب الديكتاتورية لحماية انظمة القتلة واللصوص كما هو الحال في سورية الأسيرة .....

وفي مقابلة خروشوف مع المراسل الأمريكي – سيلزبيرغر – بتاريخ 5 / أيلول / 1961 المنشور في البرافدا بتاريخ 10 أيلول قال : ( نحن – الولايات الماتحدة والإتحاد السوفياتي – أقوى بلدين في العالم . إذا ما اتحدنا ,فلا يمكن أن تنشب الحرب , وبالتالي إذا أراد أي مجنون في ذلك الوقت القيام بالبحرب فماعلينا إلا أن نهز أصابعنا إنذاراً له .) وهكذا ذهب المحرفون لاعتبار الأمبريالية عدوة الشعوب صديقة لهم . والوفاق معها باسم التعايش السلمي واقتسام النفوذ معها جرّ الويلات لشعوب العالم وأجهض حركاتها الثورية ودعم الديكتاتوريات العسكرية وانقلاباتها وأنظمتها البوليسية في العالم الثالث وهذا ماتجلّى بشكل فاقع وعلني بدعم هذا الوفاق القذر لإنقلابي هواري بومدين في الجزائر وحافظ الأسد في سورية --- يتبع
لاهاي - 11 / 1