الاشتراكية والرأسمالية


سهيل قبلان
2007 / 12 / 16 - 11:26     

لقد هرول اعداء الانسانية في كل مكان على سطح الكرة الارضية، لنعي الشيوعية
مهللين لسقوط الانظمة الاشتراكية، خاصة في الاتحاد السوفييتي، ولكنهم تسرعوا
باعلان نعي الشيوعية، فلا تزال خفقات رفرفة العلم الاحمر، تزغرد نابضة بكل الحب للحياة في قلوب مئات الملايين في العالم، واصحابها يسيرون بكل قناعة مضمخة بالشموخ الانساني والمحبة الانسانية الحقيقية للحياة في طريق لينين وماركس وانجلز، المؤدي حتما الى حديقة الحياة، وبناء على الواقع الملموس، في كل زمان ومكان، فان القريحة هي التي تمد ما ينتجه تفكير الانسان من ابداع في شتى المجالات، فان كان التفكير جميلا كانت النتائج جميلة، ومن الطبيعي ان تتبلور وتتكون القريحة وتتأثر بالواقع الذي تعيش فيه، فهل الذي ينمو ويترعرع في بيئة عنصرية حاقدة ويتربّى وينشأ على كرة العرب واحتقارهم ونبذهم والاستعلاء عليهم
ولا حق لهم في الحياة، كالذي ينمو في بيئة انسانية جميلة محبة للحياة والانسان بغض النظر عن انتمائه القومي ولغته؟ ان القريحة كالنور يزيل الظلام، اذا سقيت منذ الصغر وترعرعت وهي تنهل من الينبوع الانساني الصافي والعذب، افكار حب
الانسان والحياة والتعاون الدائم والعمل الدائم لضمان ورسوخ جمالية السلوكيات الانسانية، ولكنها تكون شراره من جهنم تحرق وتخرب وتدمر. ان كانت بشعة وترعرعت في بيئة بشعه نفثت فيها سموم الحقد والعنصرية والاستعلاء، فالقريحة
نور بالافكار الاشتراكية ونار بالافكار الرأسمالية، ان الفروق بين الاشتراكية والرأسمالية كثيرة، فالاشتراكية هي تجسيد لقول الشاعر الفرزدق "هذا الذي لمس الآلام فابتسمت جراحها ثم ذابت في محاجره.....
كم في قلوب العذارى من بوارقه .... وفي جفون اليتامى من مواطره". فامطار الاشتراكية هي المحبة للحياة وحق الانسان فيها بان يعيش حرا سعيدا موفور الكرامة، غير مستغل وغير مهدد، امطارها هي العدالة الاجتماعية، لا ظالم ولا مظلوم، لا غني ولا فقير، وفي الاشتراكية تزهر رياض الفضائل بينما تذوي وتيبس في الرأسمالية. ويشع في الاشتراكيه نجم المحبة والهدى وقدسية قيمة الانسان ويأفل في الرأسمالية، حيث القيمة للآلة ولتكديس الاموال. وترتفع فيها دائما قيمة الآله وتهبط قيمة الانسان الى الدرك الاسفل. فهناك من ينفق على مائدة القمار في ليلة واحده ما يطعم المئات لسنة كاملة!!
ان الفرق بين الرأسمالية والاشتراكية ان الطغاة في الرأسمالية يسوقون الشعوب في دولهم بالعصي الى حيث يريدون. بينما يسير الناس في الاشتراكية، بمواكب فرح يهللون ويزغردون ويصفقون فيها للآتي الجميل حتما لأنه ثمرة حب الحياة وحب الانسان وعدم تشويهه ببثور الافكار العنصرية، ويعملون فيها كأفراد اسرة واحدة. والاشتراكية هي الناطور الذي لا ينام للابد وبمنعه الطعام عن الثعالب كليا فانها ستحتضر وتموت وتظل الحديقة الجميلة لاهلها الذين يعمقون دائما المحبة للحياة الجميلة وقيمها الرائعة، بينما في الرأسمالية القلوب من فولاذ والمشاعر صخرية وشعار القائد فيها : انا ومن بعدي الطوفان!! ان الاشتراكية هي بستان الانسانية المغروسة فيه حقوق الانسان كالزيتون والسنديان، لا تهزها العواصف، واول تلك الحقوق حقه في الفرح الدائم المتجسد في السعادة والكرامة والطمأنينه وراحة البال والتعاون والعمل وتحريم تشويه جمالية انسانية الانسان، ويتميز ذلك البستان بعدم وجود طفيليات اطلاقا فيه وتربته خاصه لا تنمو فيها الاعشاب الضاره ولا الاشواك ولا الذباب ولا العقارب .
ان السياسة محصول فيه المفيد وفيه المضر. والمحاصيل كثيرة ومحاصيل الاشتراكية هي الزهر والقمح والعنب والتفاح، ولان الاطفال يتأثرون بالكلام الذي يسمعوه منذ ولادتهم ويتأثرون بالاجواء التي يعيشون فيها، فالمحاصيل عندما يكبرون ويتولون المسؤوليات ستختلف فكثيرا ما نسمع دعاء : هنيئا لك يا فاعل الخير عند الله، والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا يقرن الدعاء بالفعل والتنفيذ،
فالقادة في الدولة يجرمون في شتى المجالات ويدوسون على كرامة وحقوق الجماهير
وقيم الحياة الجميله. ورغم ذلك ينالون الدعم والتأييد فلماذا؟ وفيما يطلقون الدعاء في الرأسمالية متمنين الخير ويناقضون ذلك بافعالهم الملموسه، فانه في الاشتراكية يفعلون على ارض الواقع وينفذون كل ما هو لصالح الانسان.
يملأون الارض بشقائق النعمان والجوري والقرنفل والزنابق والفل والاشجار الوارفة، وكل ما من شأنه افادة الانسان وامتاعه وانعاشه وحبه للحياة، بينما في الرأسمالية، يملأون الارض بالدبابات والمدافع والقواعد العسكرية والقنابل العنقودية والرصاص والحرائق والرماد، وتغطي الطحالب مياه البحيرات النقيه والعليق يدمر البنفسج، والجدران الشائكة تفصل بين الشعوب والحواجز الكثيرة تمنع التقارب بينها، بينما في الاشتراكية يزغرد الحسون والشحرور ويهدل الحمام ويزقزق العصفور ويشنف الآذان خرير المياه وحفيف اوراق الشجر وترنيم شفاه الانسان الدائم لاغنية الحياة ومحبتها، بينما في الرأسمالية نعيق الغراب وفحيح الافاعي وعواء الذئاب، وفي الرأسمالية قنابل كثيرة وهي بمثابة لافتة كتب عليها: احذر خطر الموت!! اي انتبه ولا تقترب منها وابتعد عنها، بينما الاشتراكية لافتة كتب عليها: العبور من هنا الى جنة الحياة فاسلك الطريق الوردي المؤدي الى السعادة والهناء والاستقرار، والمتجسد في اسرائيل في الحزب الشيوعي اليهودي العربي الاممي الانساني، المتميز عن الآخرين بالصدق والمحبة الحقيقية للحياة والاستقامة والمتعاون بأمانة واستقامة مع الآلاف من غير الحزبيين في اطار البيت الدافئ والجميل المسمى الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة من اجل السلام العادل والحياة السعيدة وراحة البال وكنس الاحتلال وافكار الاستعلاء العنصري.