سعادة البشرية منوطة بانتصار الشيوعية


سهيل قبلان
2007 / 11 / 13 - 11:26     

في مراجعة لشريط التاريخ المقروء على الاقل ، والمسجل في الذاكرة، عن حياة الانسان، منذ المشاعية البدائية وحتى اليوم ، فان الفترة الوحيدة في كل هذا التاريخ التي عاشت فيها شعوب عدة دول كاسرة واحدة وزالت فيها الفروق بين انتماءاتها القومية والدينية ، هي فترة الاشتراكية في عدة دول، في مقدمتها الاتحاد السوفييتي، والاشتراكية يمكن تلخيصها باختصار شديد وبعدة كلمات هي، ان المحتاج المحروم الفقير من السعادة وملذات الحياة ، يتحول الى انسان غير محتاج وغير فقير، وتتوفر له كل متطلبات الحياة واولها واهمها، حقه في العيش باحترام وكرامة في اسرة واحدة متآخية يجمع بين افرادها حب الحياة وقدسيتها وجماليتها ، لا ظالم ولا مظلوم، لا غني ولا فقير، والحقيقة الراسخة تقول انه فقط بتطبيق العدالة الاجتماعية وقوانينها ستشعر الانسانية بالفرح الحقيقي والسعادة الدائمة وراحة البال والطمأنينة ، وهذا لن يكون الا في النظام الاشتراكي الوحيد الذي يجري فيه العمل على ابراز انسانية الانسان وتعميق جماليتها والقضاء على غريزتها الحيوانية ، وبالتالي تحرير الانسان من الرأسمالية وقيودها التي جعلت البشر عبيدا لبشر مثلهم في الشكل، همهم الاول والوحيد، كيفية تكديس ارباحهم وباكبر ما يمكن بغض النظر عن الاساليب والسبل لتحقيق ذلك!!
اننا نعيش في ايام ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى ، التي حولت الاتحاد السوفييتي بالذات من سجن للشعوب الى جنة الشعوب ، ورفض البشر العيش في الجنة بتاخ واحترام وصداقة وتعاون لما فيه خير ومصلحة الجميع وابراز جمالية انسانية الانسان وتميزه عن باقي الكائنات بجمالية اعماله ومشاعره وسلوكياته، لا يعني بشاعة وسوء الافكار الشيوعية التي تعتبر المنارة المشعة والتي لا ينضب وقودها ابدا، مشيرة الى الجماهير في كل مكان، اي سبيل عليها سلوكه لتصل الى جنة الحياة وتظل فيها دائما بين بلابلها وطيورها وسواقيها وورودها.
ان الحقيقة المختزنة في سواعد العمال والعاملات، ستزهر رخاء وريحانا وزنبقا، تنعف وتنشر الروائح الطيبة واللذيذة على بني البشر عندما يذوتون مدى اهمية تبني الافكار الشيوعية ، وان شمس الطغاة الى افول وزوال ابدي، وشمسهم هي الباقية دائما و بشروقها الابدي لا يعرفون ليل المظالم اكثر، لا يعرفون سلوكيات وممارسات الفجور والاستغلال والنهب والسلب وكبت المواهب، لا يعرفون الا قيم العدالة الاجتماعية والضمير الانساني الحي والجميل والطاهر والنزيه.
لقد سقطت بقوة تطور الحياة الحواجز بين القارات والدول واصبح العالم بفضل اجهزة الاتصالات المتطورة قرية صغيرة، فلماذا لا تسقط الحواجز القومية بين بني البشر؟ ومن يعمق تلك الحواجز ولماذا وما هي نتائجها؟، ان الواقع الملموس القائم حاليا في كل مكان يقدم الجواب المؤكد ان سقوط تلك الحواجز التي تصر الرأسمالية على اقامتها، منوط فقط بانتصار الاشتراكية واهدافها الجميلة ، لان الوجه الوحيد الجميل والصافي والخالي من الرتوش ، للانسانية على الارض، هو الشيوعية، وبناء على ادلة الواقع القائم اليوم في كل مكان وفي الدول النامية بالذات تؤكد مدى بشاعة النظام الرأسمالي ، وتتجسد في ان كل ما يجلب الارباح والاموال، للرأسمالي مبرر ومقبول ولا غضاضة عليه، حتى لو كان ذلك التجارة بالانسان وتحويله الى سلعة، رخيصة وبيع الاطفال ونشر الدعارة!!
هناك مثل انكليزي يقول ان المال افضل خادم واسوا سيد، انه افضل خادم، لمن يحصل عليه بقوة عمله وتصبب العرق عن جبينه لشراء حاجياته في النظام الرأسمالي، واسوأ سيد لانه في ايدي حفنة من البشر تستعمله وسيلة للضغط على من يريد الحصول عليه، كي لا يخرج من مستنقعها ويا ويله اذا حاول تحطيم قيودها التي تكبله!!
اعتز بشيوعيتي بالذات في هذه الدولة التي يتباهى نظامها بقادته العنصريين، وارى ان العامل العربي هو شقيق العامل اليهودي محليا، وعالميا فهما بمثابة شقيقين للعمال في كل مكان، يلبسون من ذات القماش، الذي حاكته الآلة بفضل تشغيلهم لها في كل مكان، ولنتصور ان الآلة لهم في كل مكان ومردودها لهم ولاحتياجاتهم المختلفة وليس لحفنة من العلق البشري؟!
تعيش الجماهير في دول المنطقة والعالم في ظروف سيئة ، ولكي تعيش في اوضاع افضل وبناء حياة جديدة وجميلة، ينبغي لشعوبها ان تعيش بسلام، والضمان الوحيد لذلك هو النظام الاشتراكي الذي لا توجد فيه دوافع احتكارات واستغلال واغنياء وفقراء واسباب اقتصادية للحروب، فالاشتراكية هي الضمان الوحيد للسلم والحرية والتآخي بين الشعوب كلها، لانه لا يمكن ان توجد في النظام الاشتراكي هرولة وراء الارباح، لان لا مصادر لتلك الهرولة ولا توجد فيه طبقات لها مصالح في الحروب والنهب، وما دام النظام الرأسمالي قائما فاسباب الحروب وتعاسة البشر لن تزول، ومن هنا فالالتفاف حول الحزب الشيوعي الاسرائيلي الاممي هو بمثابة البدء في شق وتمهيد السبيل وصولا الى حديقة الحياة، لان سعادة البشرية منوطة بانتصار الشيوعية.