الزهرة والشيوعية وجمالية الحياة الانسانية!!


سهيل قبلان
2007 / 10 / 28 - 11:44     

تصادف بعد أسبوعين، الذكرى التسعون لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، في ظل واقع وحقيقة انهيار النظام الاشتراكي في الدول التي ساد فيها لفترة من الزمن خاصة في الاتحاد السوفييتي، وانهيار النظام لا يعني سوء وبشاعة الفكر الاممي الاشتراكي الشيوعي، لان الاشتراكية التي تضمن وتكفل الرفاهية والسعادة والاستقرار والاطمئنان على المستقبل وراحة البال لكل الناس في المجتمع كأسرة واحدة، تفسح المجال وتشق الطريق امام تعمق الجمالية الانسانية وتعمق القيم الجمالية ونبذ الشرور والاحقاد والجور والاستبداد، وهذا يوطد العلاقات والتلاحم بين الجماهير عالميا وليس محليا فقط، فعندما تتعمق التربية الاممية الانسانية في كل مكان وفي كل مجال، سيكون المضمون مشتركا بجماليته وأمميته والمحبة ستكون للكون بناسه وجمالية انسانيتهم واهمية تعاونهم للحفاظ على جماليتهم وجمالية اعمالهم وافكارهم وبالتالي جمالية الكون، وسيكون كل سلوك للبشر مطعمّا بالافكار النبيلة والجميلة الهادفة لتعميق التآخي والصداقة والمحبة بين الامم، وبالذات في هذه المناسبة، فالشعار الذي اتمسك به وارفعه واتبناه باعتزاز رغم انهيار النظام الاشتراكي ورغم كل ما يتهدد العالم من مآس واخطار وكوارث تعد لها الامبريالية ودعاتها وانظمتها واهدافها السوداوية الشريرة، هو: غدا تغرد العصافير، واذا لم تغرد غدا فبعد غد لا محالة، ولا بد ان تغرد بفرح للحياة واهل الحياة وجمالية الحياة التي تضمنها جمالية القيم والمبادئ الشيوعية وبالتالي جمالية الممارسات الانسانية.
ان الاحساس الجمالي هو عاطفة انسانية، نتائجه جميلة، والحب عاطفة انسانية، تكون نوعية نتائجه ايجابية او سلبية، بناء على ماذا نحب وماذا نكره، ولنأخذ مثلا، الحرفي الذي يعمل ويبدع، ماذا تكون مشاعره وهو يبدع لصالح الانسان وحقه في الحياة وله كرامته وتعميق انسانيته وجماليتها واهدافها النبيلة لصالح البشرية والكرة الارضية، ومشاعر العامل الذي يصنع القنبلة والمدفع والبندقية ووسائل القتل والدمار الاخرى، فأيهما اجمل وافضل للانسان والطبيعة؟ والقضاء على الفرق في مشاعر الاثنين، يكون فقط بتحقق وانتصار الشيوعية، فالشيوعية وحدها تخلق الظروف الملائمة لخلق الانسان المحب للحياة وللناس كأسرة واحدة متآخية ولجمال الطبيعة وديمومته ولجمالية الروح والنفس والمشاعر والاهداف الانسانية وديمومتها . وانها تعمل دائما لكي يضع الانسان نصب عينيه وفي فكره، ان يقول الناس عنه بعد مماته: كانت حياته كلها مأثرة عظيمة، وعندما يذوّت ذلك، تكون نتائج سلوكياته واعماله افضل ولصالح البشر، فما هو الافضل، ذلك ام ان تقول عنه الناس، مليح اللي مات ورحل وارتاحت البشرية من ظلمه؟!


ان الموقف المسؤول تجاه الحياة وكرامة الانسان وحقه في الحياة السعيدة الجميلة باحترام واستقرار وامان وسلام، هو الامر المميز لانسان المجتمع الاشتراكي، وبوصفه على الاقل مالكا لوسائل الانتاج، فهو ذو مصلحة مادية في المستوى الرفيع لتنظيم العمل وليس في مؤسسته وحسب، انما في الاقتصاد الوطني كله، وتنعكس احدى السمات الرئيسية لنمط الحياة الاشتراكي في ان العامل عندما يبني دارا،يرى ومنذ بناء اساساتها واعمدتها، اشعة الاضواء فيها واولاده يمرحون فيها ويلعبون وتغمرهم السعادة والابتسامات وغير قلقين على المستقبل لان تهديده زال، بزوال الطبقات والافكار والممارسات الرأسمالية، ولا خوف على ما بناه.
للفرح مصدره وللسعادة بيتها واغنيتها وللنظرة في عين طفل تأثيرها، والسؤال، من المسؤول عن كون النظرة ساحرة ومفعمة بالفرح والسرور او تعيسة ؟ والنظام الرأسمالي حقيقة قائمة ونتائجه ملموسة، واولها، فئة قليلة ثرية وتملك موارد كثيرة وتشع الافراح من عيون اطفالها وفئات كثيرة جدا فقيرة وتعيسة يتضور اولادها جوعا وتتميز ملامحهم بالبؤس والفقر والتعاسة، واخطاره كثيرة خاصة عندما يكون بالاضافة الى استغلاله ونهبه للثروات والموارد والفرح الانساني الشامل، عنصريا ومستبدا وجائرا ويفتقد المشاعر الانسانية النبيلة والجميلة؟
تتنفس الزهرة في الهواء فتعطره ويعبق بالطيبات وينعش البشر، وتغرد الطيور وتهدل الحمائم وتشدو البلابل وتصدح العصافير، فتشنف الآذان وتنعش النفوس والمشاعر، وتعمق المحبة للحياة وجماليتها وهكذا الافكار الشيوعية، فهي روح الانسانية المفعمة بالمحبة لجمالية الحياة والمشاعر الانسانية، والمشيرة الى سبل الحياة الواجب ولوجها لكي تصل البشرية الى جنة الحياة الجميلة، وتعمق فيها انسانيتها وجماليتها وتغني للحياة ومحبتها ولا تقلق على مستقبلها، ومن هنا فالالتفاف حول الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي الاممي، والنضال لتحقيق برنامجه لضمان السلام العادل والدائم والراسخ، يضمنان بداية السير في سبيل المؤدي الى جنة الحياة.