دور ماو تستونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الرابع - الإشتراكية العلمية - 19


جريس الهامس
2007 / 10 / 23 - 10:59     

شرح لينين مذهب ماركس أنجلز الإشتراكي العلمي بما يلي :
( يخلص ماركس إلى أن المجتمع الرأسمالي سيتحول حتماً إلى مجتمع إشتراكي وهو يستنتج ذلك استنتاجاً تاماً وعلى وجه الحصر
من القانون الإقتصادي لحركة المجتمع الحديث . إن جعل العمل إجتماعياً بتزايد مستمر وباَلاف الأشكال التي ظهرت بوجه خا لص
خلال نصف القرن الذي انقضى على وفاة ماركس في توسع الصناعة الكبيرة وتفرعاتها .. وفي التطور الأسطوري لنسب الرأسمال المالي .
وقوته , ذلك هو الأساس المادي الرئيسي لمجئ الإشتراكية وانتصارها الذي لامناص منه ... إن المحرَك الفكري والمعنوي والعامل المادي
لهذا التحول إنما هو البروليتاريا – الطبقة العاملة – التي تثقفها البورجوازية نفسها – لينين مصادر الماركسية الثلاث ص 27 )
أو حسب تعبير ماركس الشهير ( أن الرأسمالية تخلق حفّاري قبورها بأيديها ) مهما ابتكرت من أساليب تضليلية ورشوة للطبقة العاملة وسائر
الكادحين , كما يجري في أيامنا هذه حيث بلغت الرأسمالية المتمركزة في القطب الأوحد قمة الهمجية والوحشية والخداع لاستعباد الشعوب ونهبها وتجويعها تحت شعارات وأسماء مزيفة يسميها وعّاظ الرأسمالية والإستبداد العالمي والمحلي – التكيف والليبرالية حيناً والديمقراطية الرأسمالية
والإشتراكية الإصلاحية الرأسمالية ( حزب العمال البريطاني والصهيوني والأحزاب الإشتراكية القومية في أوربا والكثير من بلدان العالم الثالث )
ومعهم كل التحريفيين القدامى والجدد .. التي تبغي كلها إطالة عمر الرأسمالية والإستبداد .
كما قال لينين : ( إن انعتاق الطبقة المضطهدة مستحيل . لابدون ثورة عنيفة وحسب . بل بدون تحطيم جهاز سلطة الدولة الرأسمالية القمعي الذي
أنشأته الطبقة السائدة – المؤلفات الكاملة – م 21 – ص 373 ) .

وبعد أن تتحول قوة العمل المنتجة إلى سلعة تباع وتشرى في سوق النظام الرأسمالي ,, وبعد توسع التناقضات بين تطور قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج
لدرجة لايمكن حلّها بالطرق السلمية .. لابد من استعمال العنف الثوري للطبقة العاملة بالتحالف مع سائر الكادحين والمضطهدين لإي مواجهة العنف
والقمع والإستغلال الرجعي الرأسمالي , لتستولي الطبقة العاملة على السلطة وتبني سلطتها سلطة الأكثرية الساحقة من الشعب المضطهَد الوطيدة ...
وبهذا تكون الرأسمالية قد خلقت حفّاري قبورها بأيديها , وخلقت الظروف الموضوعية والأسس المادية والتناقضات الرئيسية للقيام بالثورة , والقضاء على استغلال الإنسان للإنسان , إلى الأبد .. وهذه القوانين الموضوعية كشفتها الماركسية ووضعها لينين وماوتسي تونغ وغيرهما من قادة الإشتراكية العلمية في العالم حيّز التنفيذ عبر مخاض طويل مرير من الثورات والإنتفاضات في العالم منها ما أجهض ومنها ما انتصر والصراع مستمر بأشكال
وأسلحة مختلفة ولو أصيب بانتكاسات وكبوات هنا وهناك وسقوط رخيص لأحزاب وشخصيات كثيرة كانت ترفع راية الثورة في مستنقع الرأسمالية
الإصلاحية والليبرالية المتأمركة الحديثة .. وهنا ما أجمل قول الرئيس ماو : ( إن عشرات المجلدات لاتتسع لشرح العلم الماركسي اللينيني ,, لكن يمكن تلخيصه بالجملة التالية : التمرد على الإستبداد والإستغلال حق ..).

( لايتدنى الشيوعيون إلى إخفاء اَرائهم وأهدافهم ومشاريعهم . بل يعلنون بصراحة : إن أهدافهم لايمكن بلوغها وتحقيقها إلا بالقضاء على النظام
الإجتماعي الرأسمالي بالعنف والقوة ..
ألا فلترتعش الطبقات الحاكمة المستبدة أمام فكرة الثورة الإشتراكية العلمية , إن العمال لن يفقدوا فيها سوى أغلال استعبادهم بينما يربحون عالماً
بكامله – ياعمال العالم إتحدوا – ماركس البيان الشيوعي . )
( الثورة هي القابلة التي توّلد من المجتمع القديم عندما يكون حاملاً بمجتمع جديد , وهي قاطرات الشعوب وعيد المضطهدين – ماركس بؤس الفلسفة )
كما شرح لينين عبر ممارسته العملية الثورية الشروط الموضوعية التي يجب توفرها للقيام بالثورة وضمان انتصارها بقوله :
( لايمكن اعتبار اللحظة قد حانت للمعركة الحاسمة إلا بتوفر ما يلي :
1 - إذا كانت القوى الطبقية المستبدة المعادية للشعب قد غرقت بصورة كافية – بشر أعمالها – تعليق خاص - غرقت بصورة كافية بالصعوبات والأزمات الخانقة
ومزّق بعضها بعضاً إلى حد كاف ..
2- إذا كانت جميع العناصر المتوسطة - الطبقة الوسطى –المترددة والمتخاذلة و البورجوازية الصغيرة الديمقراطية البورجوازية ..بوصفها مختلفة عن البورجوازية الكبيرة – قد انفضحت بصورة كافية أمام الشعب واكتسبت الخزي والعار بإفلاسها العملي .
3 - إذا نمت في صفوف البروليتاريا حالة فكرية جماهيرية متقدمة تؤيد أشد النضالات – الطبقية والوطنية –تعليق خاص – حزماً وعزماً وجرأة
ثورية ضد الرأسمالية . وأخذت هذه الحالة وهذا الوعي يرتفع بقوة منظمة .. عندها تصبح شروط الثورة الموضوعية أكثر نضوجاً ... وإذ اخترنا
اللحظة اختياراً صحيحاً يكون انتصارنا مؤكداً ومضموناً – مرض الطفولة اليساري في الشيوعية 47 --- ) .
وهذا ما سبق أن أكده ماركس : ( النظرية لايمكن أن تصبح قوة مادية إلا إذا أخذتها الجماهير بأيديها ) .
ثم شرح المزيد من شروط الثورة الموضوعية .المتوفرة الاّن في عدة أقطار عربية وفي مقدمتها مصر وسورية إذا توفرت لها القيادة الشعبية الصادقة والمجربة النابعة من صفوف الطبقات المسحوقة من صفوف المستعبدين والمضطَهَدين .. لا من دكاكين التجارة بالمبادئ وأبراج – المثقفين الثقاة – الذين يطلعون علينا كل يوم بأسماء بضائع جديدة كاسدة سلفاً من مخازن الإنتهازية وترميم وإصلاح نظام القتلة واللصوص والقياصرة الجدد بل الأسوأ بكثير ....
( إن قانون الثورة الأساسي الذي أثبتته جميع الثورات ولاسيما الثورات الروسية الثلاث في القرن العشرين هو :
لايكفي لأجل الثورة أن تشعر جماهير المستثمَرين والمضطَهَدين باستحالة العيش كالسابق . وأن تطالب بتغييرات إصلاحية .. بل ينبغي لتحقيق الثورة أيضاً أن يكون المستثمٍرون لم يعد باستطاعتهم العيش والحكم كالسابق .... وعندما يصبح الذين – تحت – لايستطيعون العيش كاسابق , والذين –فوق –
لايستطيعون الحكم والإستبداد والنهب كالسابق عندئذ تستطيع الثورة أن تنتصر .. ويمكن التعبير عن هذه الحقيقة بصورة أخرى ...
-إن الثورة غير ممكنة بدون أزمة وطنية عامة تتناول الجميع المستثمٍرين والمستثمَرين – التأكيد من ستالين – الأسس اللينينية - ..
إذاً لأجل الثورة ينبغي أولاً أن تكون أكثرية العمال الواعين والنشيطين سياسياً قد فهمت فهماً تاماً الضرورة الحياتية للثورة أولاً والتضحية والموت في سبيل انتصارها ثانياً ... وأن تعاني الطبقات الحاكمة أزمة حكومية خانقة من شأنها أن تجر إلى الحياة السياسية والعمل السياسي كل الجماهير ... والجماهير الأكثر تأخراً .. الأمر الذي يعزل الحكم تماماً ويسهل عمل الثوريين لخلعه وتحرير الشعب من طغيانه بسرعة – الكاملة – المجلد 25 ص222 ) .

وعلق ستالين على ماتقدم بقوله : ( إن خلع الرأسمالية من السلطة في بلد واحد وإقامة سلطة الطبقة العاملة – ديكتاتورية البروليتاريا – فيه لايعنيان انتصار الإشتراكية التام . لذلك فإن مساندة الثورة في الأقطار الأخرى وتطويرها هما مهمة أساسية على الثورة المنتصرة – ألأسس اللينينية )
إن الهدف الأساسي لكل ثورة هوالإستيلاء على السلطة وتحطيم جهاز الدولة البورجوازي الإستغلالي البروقراطي والعسكري مهما تعددت أشكالها وأسماؤها ولون الثوب والشعارات التي تتستر خلفها لخداع الطبقات الكادحة المسحوقة ... لانقله من يد إلى يد أخرى وبناء جهاز الدولة . ولاتوجد دولة
فوق الطبقات أو دولة توفيق طبقي - كدولة كل الشعب – المزعومة التي اخترعها المرتد خروشوف وخلفاؤه والتي ينادي بها المحرفون الجدد في الصين مع الأسف ..وكما دعا إليها دهاقنة تكييف النظام الرأسمالي في الأممية الثانية سابقاً وفي أحزاب الإشتراكية المزعومة في بريطانيا وألمانيا ,
وفرنسا حديثاً ( بلير – شرودر – جوسبان . ) حديثاً وفي إختراعات أنظمة الإستبداد ( الإشتراكية القومية ) الرأسمالية العسكرية وغير العسكرية في دول العالم الثالث
التي تصب في النهاية في بحر الرأسمالية الاَسن وتكرس الإستبداد والقمع والنهب والإستغلال وتد مير الإقتصاد الوطني والإنتاج الوطني الذي بنته البورجوازية الوطنية التي حلّت محلها طبقة ( الكومبرادور ) المدمرة واللاوطنية المرتبطة بالرأسمال الأجنبي وإقتصاد السوق التابع للخارج ليتلاءم مع البناء الفوقي للأنظمة القمعية العسكرية الفاشية التي زرعتها الدول الأمبريالية والصهيونية العالمية في منطقتنا خصوصاً وفي مقدمتها النظام الأسدي
النموذج الأسوأ بينها ......

إن الحركة الثورية الجديدة التي تشمل مرحلتين وفق تحليل ماوتسي تونغ وتجربة الثورة الصينية وكل حزب شيوعي لايناضل ويطمح للإستيلاء على السلطة لبناء سلطة الطبقة العاملة بمحالفة الفلاحين الفقراء وسائر الشغيلة يساوي صفراً لاغير ... :( الثورة الديمقراطية الجديدة , والثورة الإشتراكية . وهما عمليتان مختلفتان من حيث طبيعتهما , ولايمكن إنجاز العملية الثانية إلا بعد إتمام الأولى ... والثورة الإشتراكية هي النتيجة الحتمية للثورة الديمقراطية ,, والهدف النهائي الذي يسعى إليه جميع الشيوعيين هو تحقيق مجتمع إشتراكي ثم مجتمع شيوعي تحقيقاً كاملاً – الثورة والحزب الشيوعي في الصين – ك1 1939 – المؤلفات المختارة م 2 )
( إن الثورة ليست مأدبة ولا كتابة مقال ولا رسم لوحة ولا تطريز ثوب , فلا يمكن أن تكون بمثل تلك اللباقة والرقة والوداعة , أو بمثل ذلك الهدوء واللطف والأد ب والتسامح وضبط النفس .. إن الثورة إنتفاضة وعمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى - تحقيقات في حركة الفلاحين في خونان – اَذار 1927 . ) كما قال المعلم لينين :
( إن البيروقراطية والجيش الدائم طفيليان على جسد المجتمع البورجوازي , طفيليان ولدتهما التناقضات الباطنية التي تمزق هذا المجتمع وهذان
الطفيليان يسدان مسامات المجتمع الحيوية - ويمنعانه من الحياة الطبيعية والتطور – الدولة والثورة-- )
هل الإنقلابات العسكرية ثورة ؟؟ و ماهوموقف الماركسية اللينينية منها ..؟؟؟
=======================================
.... ولابد لنا بعد كل ذلك من كشف براقع وأكاذيب جميع الإنقلابات العسكرية التي ابتلينا بها نحن العرب قبل غيرنا من دول العالم الثالث والتى اغتصبت إسم الثورة والإشتراكية أيضاً ... ورغم مرور أكثر من قرن ونصف على عهد ماركس أنكلز وتغيير طبيعة الإنقلابات ومواقعها في الزمان والمكان غير أن مضمونها النهائي لم يتغير وحكم ماركس عليها لم يتغير أيضاً ....الذي تغير فقط موقف المحرفين اللإنتهازيين وأتباعهم في بلادنا الذين تحولوا إلى عملاء وسماسرة للأنظمة العسكرية القمعية التي اغتصبت السلطة من الشعب بالدبابة والمدفع وسياط الجلادين واللصوص ..وبحماية أمريكا وإسرائيل ....
سبق لماركس شرح مضمون الإنقلابات العسكرية وأهدافها في تقوية جهاز الدولة البورجوازي ورأسمالية الدولة .. يضاف لها في بلادنا منذ الإنقلاب
العسكري الأول في 31 اَذار 1949 ( حسني الزعيم ) حتى اليوم الدوافع الإستعمارية والنفطية والصهيونية الخارجية التي تقبع خلفها مع استثناءات
قليلة ونادرة غرّر بها .. وفيما يلي رأي ماركس :
( إن جميع الإنقلابات أكملت اَلة الدولة الرأسمالية بدلاً من أن تحطمها . وكانت الأحزاب التي تنازعت السيطرة بالتناوب تعتبر حيازة صرح الدولة
الضخم هو الغنيمة الرئيسية للمنتصر – ماركس 18 برومير لويس نابليون )
( أثناء كل عاصفة برلمانية كانت الصحف البونابرتية تهدد بالإنقلاب . وكلما كانت الأزمة تتصاعد كانت نبرة تهديداتها ترتفع ... وفي مجالس السكر والقصف التي كان بونابرت يعقدها ليلياً مع رجال ونساء من حثالة البشر ... وعندما كانت الساعة تقترب من منتصف الليل وجرعات الخمر تطلق الألسنة وتلهب الخيال – وتخرج كوامن الصدور –كلن الصباح التالي يحدد موعداً للإنقلاب العسكري .. كانت تسل السيوف وتقرع كؤوس الأنخاب
ويلقى بنواب البرلمان من النافذة ... وتسقط العباءة الأمبراطورية على على كتفي بونابرت ... إلى أن يلاشي الصباح التالي الأشباح مرة أخرى – إنقلاب اَخر - المصدر السابق ص 127 )
ثم لاتلبث تفاحة المغانم والشقاق أن تسقط وسط جهاز الدولة البورجوازي الذي ورثه الإنقلابيون وحافظوا عليه لنهب الشعب واضطهاده .. لتضع بذور إنقلاب جديد يدعم جهاز الدولة البورجوازي , ويزيد من جيش الموظفين الطفيلي على جسد المجتمع والإقتصاد الوطني... لنعد إلى ماركس لنتابع مافعله الإنقلابيون في عهده :
( إن التطور الإقتصادي للملكية العقارية الصغيرة قد غير علاقات الفلاحين بطبقات المجتمع الأخرى تغييراً جذرياً .. ففي عهد نابليون كان تقسيم
الأرض في الريف إلى قسائم صغيرة , يكمل المزاحمة الحرة والصناعة المبتذلة الكبيرة في المدن ..
وكانت طبقة الفلاحين في جميع الأماكن هي الإجتماع ضد إقطاعية الأرض وأرستوقراطيتها .... إن الجذور التي ضربتها الملكية العقارية الصغيرة
في التربة الفرنسية قد حرمت الإقطاع من كل غذاء للبقاء .. وكانت حدود قطعة الأرض الصغيرة بمثابة التحصينات الطبيعية للبورجوازية ضد أي هجوم معاكس عليها من جانب أسيادها القدامى ( الإقطاعيين ) ..بيد أن أمراء الإقطاع حل محلهم في غضون القرن التاسع عشر مرابو المدن والإلتزام الإقطاعي الذي ينيخ بكلكله على الأرض حل محله الرهن والملكية الإرستقراطة للأرض , حل محلها رأس المال البرجوازي أن قطعة أرض الفلاح لم تعد سوى ذريعة تتيح للرأسمالي أن يجني من الأرض ربحاً وفائدة وريعاً " – 18 برومير ص 147 - .
" إن النظام البرجوازي الذي أقام الدولة في بداية القرن حارساً على الملكية العقارية الصغيرة الناشئة تواً وسمَدها بالغار أصبح الاّن عفريتاً يمتص دماءها ونخاعها ويقذف بها في القدر الكيماوي لرأس المال " – 18 برومير ص 148 نشر لأول مرة في لندن 23 حزيران 1869 - .

" إن قوانين نابليون ليست الاّن سوى مجموع قوانين لتنفيذ قرارات المحاكم وإجراءات الحجز والبيع بالمزاد العلني ولا بد لنا أن نضيف إلى الملايين الأربعة ( سكان باريس ) من المتسولين والمتشردين والمجرمين والمومسات في فرنسا المعترف بهم رسمياً خمسة ملايين يحومون على شفا البقاء وهم إما يسكنون الريف نفسه أو يهجرون الريف باستمرار ... هم وخرقهم وأسمالهم وأطفالهم إلى المدن " .
" وبالإضافة إلى الرهن الذي يفرضه رأس المال على قطعة الأرض الصغيرة ترهق الضرائب هذه القطعة . إن الضرائب هي ينبوع الحياة بالنسبة للبيروقراطية والجيش والكهان والبلاط ... إن قطعة الأرض الصغيرة التي تخربها الديون والتي هي والمجتمع والسلطة على طرفي نقيض ...

وأخيراً إن ذروة الأفكار النابوليونية هي غلبة أهمية الجيش . إن الجيش كان نقطة السعادة أو العزة للفلاحين الصغار : كان الجيش يجعل منهم أبطالاً يدافعون عن ممتلكاتهم الجديدة ويمجدون الوحدة القومية التي اكتسبوها مؤخراً وينهبون الدنيا وينفخون فيها روح الثورة . البزات العسكرية كانت لباسهم وقصيدهم وقطعة الأرض الصغيرة التي يضمخها الخيال ويكملها كانت وطنهم والشعور الوطني كان الشكل المثالي للشعور باالملكية . بيد أن الأعداء الذين يود الفلاح الفرنسي حماية ملكيته منهم ليسوا هم القوزاق . إنهم مأمورو الإجراء والتنفيذ وجباة الضرائب وقطعة الأرض الصغيرة لم تعد تقع في ما يدعى بالوطن بل أصبحت في سجل الرهون . والجيش نفسه لم يعد زهرة شباب الفلاحين بل أصبح زهرة مستنقع حثالة الفلاحين .
حيث يتألف إلى حد كبير من المجندين البدلاء تماماً كما كان بونابرت الثاني نفسه بديلا للأول لنابليون الأول .

إن ماّثره البطولية تتجلى الاّن في مطاردة الفلاحين الفقراء والقيام بوظيفة الدركي – المصدر السابق ص 151 ) .
إذاً فالثورة الحقيقية هي عمل ثوري تقوم به إحدى الطبقات لتطيح بسلطة الطبقة الحاكمة وتستولي على السلطة منها . وليست الثورة تبديل وجوه كالحة لنفس الطبقة المستغلة أو تبديل قطع غيار في اّلة الدولة البرجوازية دون تبديل بنائها الإقتصادي والطبقي والتشريعي , وهذا ما فعلته الإنقلابات العسكرية بأشكال ونسب مختلفة من الإٍتبداد والإغتصاب بين القديم والحاضر , وما أشبه اليوم بالبارحة . ..... يتبع لاهاي / 21 / 10