ألشجرة والانسان والشيوعية!!


سهيل قبلان
2007 / 10 / 21 - 09:44     

تصادف يوم الاربعاء القادم، الذكرى التسعون لانتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، التي اثبتت امكانية تغيير اسس المجتمع السياسية والقضاء على النظام الراسمالي الاستغلالي الجائر، واصبح العمال، لاول مرة في التاريخ اسياد انفسهم ومصيرهم، وبدأت مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية وتعميق انسانية الانسان وجماليتها والتاخي بين البشر بغض النظر عن الانتماء القومي والديني واللغوي، تتجسد في الحياة الواقعية. وفي هذه المناسبة لم اجد اروع من العلاقة بين الشجرة، خاصة المثمرة والانسان، وبالتالي بين البشرية متمثلة بالاحزاب الشيوعية وبرامجها ومبادئها وقيمها واهدافها والحياة الانسانية الجميلة والسعيدة والخالية من الاحقاد وكل ما من شأنه تشويه وتلويث جمالية انسانية الانسان، وتتجسد تلك العلاقة بين الشجرة المثمرة والانسان بقول الشجرة للانسان: اعط منك وخذ مني، أي اعطني المحبة والتعب والرعاية والاهتمام الدائم والاعتناء اللازم يوميا، وخذ مني لقاء تلك الجهود الدائمة، الغلة الوفيرة المتجسدة بالثمار الطيبة ذات الجودة العالية. وبالاضافة الى الثمار الجيدة واللذيذة والكثيرة خذ مقابل اعتنائك بي، المنظر الخلاب المتجسد باغصاني واوراقي والمضمخ بعبيري الطيب الفواح. وهكذا الحزب الشيوعي كالشجرة، فهو يقول للجماهير في اسرائيل مثلا، التفي حولي وادعميني وزيديني قوة وناضلي دائما لتحقيق اهدافي ومبادئي والتعاليم والقيم الشيوعية الهادفة الى تعويض وازالة العوامل التي تولد وترسخ استغلال الانسان للانسان والتمييز العنصري والاضطهاد القومي وعدم المساواة والاحقاد وتشويه انسانية الانسان وما ينجم عنها من عداوات واحقاد وحروب بين بني البشر، تعالي ايتها البشرية وانهلي من ينبوعي الانساني الاصيل والنقي لتعميق التآخي بين بني البشر ولتحقيق مبادئ السلم بينهم والحرية والنزعة الانسانية الجميلة الاممية، الضمانة الوحيدة لتكون الجماهير كلها عائلة واحدة متآخية.
ان زوال الرأسمالية الذي لا مفر منه وانتصار الاشتراكية هما استنتاج يبرهن على صحتهما كل التقدم التاريخي، والمسألة لانتصار الشيوعية الحتمي، هي مسألة وقت، بغض النظر عن طول الفترة اللازمة لذلك، تلك الثورة التي ستضمن بقضائها على كل ما يشوه انسانية الانسان، القضاء على البؤس والفقر وتعاسة الحياة والويلات الملازمة للنظام الرأسمالي الاستغلالي في كافة الجالات.
يبين الواقع اليومي وعلى صعيد عالمي، ان مجموعات من البشر في الانظمة الرأسمالية بمختلف اشكالها، تثبت بممارساتها العلنية الملموسة في كل مكان، ان دماء البشر اطيب والذ شراب عندها، تسفكه في كل مكان لتحافظ على مصالحها وارباحها واستمرارية سيطرتها على الثروات والموارد الطبيعية والبشرية، وبالمقابل اثبت التاريخ الحديث بتجاربه ان كيفية بناء المجتمع وعلى اية اسس ولاية اهداف، يقرر الوضع المعيشي للبشر، ويمتاز الاستعمار الجديد بدرجة عالية من المكر والغدر والتفنن في خلق اساليب لتأليب الدول والشعوب ضد بعضها وتعميق تفرقتها وخلافاتها المصطنعة ووضع صنائعه وخدامه في القيادة لمواصلة ابقاء الجماهير في دهاليزه المظلمة ومنعها من الخروج منها الى جنة الحياة واستنشاق عبير الحرية الطيب.
لقد اعطى الاتحاد السوفييتي، نموذجا للوحدة الاممية والقضاء على الحواجز القومية بين الشعوب فيه، وانهيار النظام فيه لا يعني ان القيم والمبادئ الاشتراكية والشيوعية سيئة وغير انسانية، فلذلك الانهيار اسبابه الداخلية والعالمية، وعليه ان يشكل حافزا ودافعا للجماهير للتمسك اكثر وفي كل مكان بالمبادئ والمفاهيم والاهداف الشيوعية، التي همها الاول، انسانية الانسان وجماليتها وحقه في العيش باحترام وكرامة وسعادة وراحة بال واستقرار، وبناء على الواقع، يوجه في المجتمع الرأسمالي، كل شيء من موارد وجهود لتعميق الاستغلال من اجل جني اقصى ما يمكن من ارباح، لحفنات معينة من الاغنياء ومصالحهم، بينما في المجتمع الاشتراكي كل شيء لخير الشعب وسعادته ومصالحه وزيادة رفاهيته وانسانيته، وهدف الشيوعية بأبسط ما يقال هو تأمين حياة لائقة بالانسان بغض النظر عن انتمائه ودينه ولغته وقوميته، وهدفها تعميق انسانية الانسان وترسيخ جماليتها، تلك الانسانية التي تميزه عن باقي الكائنات، هدفها ان يعيش بلبلا صداحا على شجرة الحياة في جنة الحياة.
ان الدولة الاشتراكية هي تجسيد حي لارادة الشعب الحقيقية، لانها الدولة الدمقراطية الحقيقية للشعب بدون تفرقة وتمييز عنصري وبدون طبقات. واهم ما يمنحه المجتمع الاشتراكي لكل فرد من مواطنيه، انه انسان مهم له كرامته ويتمتع بمشاعر الامان الاجتماعي والاستقرار والثقة في الغد وانه لن يغدو عاطلا عن العمل وعلى هامش الحياة ولن يوجد من يستغله ويقمعه ويذله ويشوه انسانيته ويدوس على كرامته، والبشر كما هو معروف متباينون في كافة المجالات وفي ظل الاشتراكية يتميزون بانهم بشر تجمعهم جمالية المشاعر الانسانية وقدسية الحياة الانسانية، ومن حقهم الحياة السعيدة والعمل، والشيوعية بمبادئها ترسم الطريق المؤدي الى الفرح والسعادة والكرامة والعدالة الاجتماعية والمحبة الانسانية ومتطلبات تحقيق ذلك بتفاصيلها، والتي تتجسد بان يستجيب الانسان لنداء الشجرة والعمل على الاعتناء بها واقتلاع الاعشاب من حولها وريها دائما، لتعطيه الثمار الجيدة واللذيذة بكثرة، وتتجسد الاستجابة في اسرائيل، بالالتفاف حول الحزب الشيوعي الاممي، اليهودي العربي، الساعي لتكون الجماهير باختصار اسرة واحدة متآخية.