جذور طيَبة , وثمار مرَة - 4 - إلى المؤرَخ المناضل عبدالله حنا - صفحات منسية من تاريخ الحركة الشيوعية في سورية ولبنان ؟


جريس الهامس
2007 / 10 / 10 - 11:16     

جذور طيبة , وثمار مرّة – 4
إلى المؤرخ المناضل عبدالله حنا – 2
صفحات منسية من مأساة الحركة الشيوعية في سورية ولبنان
كان خير تعبير للظلم والإفتراء الذي تعرض له إبن الطبقة العاملة الثوري فؤاد الشمالي مؤسس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان
عام 1924 على يد أنصارختاد بكداش التي اغتصبت قيادة الحزب دون أي انتخاب عام 1937 ما قاله فؤاد نفسه بعد فصله من الحزب
عندما سأله كريم مروة وهويعاني البؤس والمرض في اَخر حياته ماذا تفعل يافؤاد ولم يسأله أحد كيف تعيش ؟؟؟ :قال : إنني أفكر بحياة الرتيلاء
وكيف تضع بيوضها على ظهرها وعندما تفقّس هذه البيوض تبدأ بالتهام جسد أمها ولاتغادر ظهرها حتى تتركها أشلاء مبعثرة وبقايا عظام ..--
... تلك هي قضية المناضلين الشرفاء في الحزب البكداشى طيلة هيمنة العائلة البكداشية عليه ... بعد تبديل الخط الثوري والعربي في مسيرته
ومن العودة لبرنامج الحزب الأول الصادر عام 1931 نرى الشعارات الوطنية والعربية والطبقية التي صاغها فؤاد ويوسف يزبك وسليم خيّاطة
إبن طرابلس من لبنان ومن سورية ناصر حدة وفوزي الزعيم وخريستو قسيس وغيرهم وفيما يلي أبرزها :
 إنشاء حكومة العمال والفلاحين في سورية ولبنان
 إننا نريد وضع حد لاستثمار جهود العمال .. وكذلك الفلاحون فإنهم مستثمرون من من الإقطاعيين وخدم الإستعمار والمرابين ورجال الدين والحكام
 إن النظام الرأسمالي ليس منزلاً من عند الله كما يدّعي البورجوازيون .
 الإستقلال التام والوحدة السورية , وسحب الجيوش المحتلة وإلغاء الإنتداب الفرنسي ..
 الإخاء والتضامن بين جميع الشعوب المظلومة وتشكيل جبهة متحدة بينها للنضال ضد الإستعمار وأن تتحد مع طبقة العمال العالمية التي هي العدو الأكبر للإستعمار ..
 تحريرالجموع السورية العاملة بدون فرق بين الجنسيات والأديان ...
 إيجاد جبهة متحدة بين جميع البلدان العربية للنضال والتضامن المشترك ضد الإستعمار ..
 إيجاد حلف بين العمال والفلاحين في البلاد العربية
 الإشادة بتاَخي الشعوب والقوميات المختلفة في اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية ... –
هذا برنامج الطبقة العاملة ورواد حزبها الأوائل الذي انقلبت عليه قيادة السيد بكداش 180 درجة وحولت الحزب إلى مكتب إعلام لكل مايصدر عن موسكو والكومنترن خطأ كان أو صواباً ... لقد ترك المؤسس الأول فؤاد الشمالي ضحية للمرض والجوع الحقيقي في شوارع بيروت بينما كان المبخرون والببغاءات يرسلون إلى أرقى مستشفيات موسكو إذا أصيبوا بالزكام ...كما فعل نظام الطاغية حافظ الأسد في تجويع واستعباد شعبنا الذي يعيش دون خط الفقر ...
لقد حولت قيادة بكداش العتيدة كل بنود برنامج الحزب الثورية الذي صاغه الروّاد الأوائل عام 1931 إلى عكسها تماماّ فشعار حكومة العمال والفلاحين في سورية مثلاً تحول إلى علاقة ذيلية مغ الطغمة الحاكمة – الكتلة الوطنية الإقطاعية سابقاً – راجع رسالة بكداش المخزية إلى السيد عفيف الصلح رئيس الكتلة الحاكمة في الحلقة السابقة --- إلى التبعية الرخيصة للمافيا الأسدية حتى اليوم ....
السيد بكداش لم يغبّر حذاءه بزيارته لمجتمع الفلاحين في قرية سورية أو مجتمع العمال في معمل سوري طيلة حياته وكان يفتخر بعلاقته مع عائلات القوتلي والحفار والشراباتي الإقطاعية ..ويزهو متغطرساً في صالونات العائلات البورجوازية بدمشق . وقد ورد في مقالك ياأخي عبدالله . .المعنون
 من روّاد الحركة الشيوعية في سورية – ماجاء في ماكتبه نجاتي صدقي موفد الكومنترن إلى دمشق لمساعدة الحزب الشيوعي فيها وقد عينه بكداش قائداّ لمنظمة دمشق .تابعاً له مباشرة ....وقال حرفياً
( كان أول مافعله خالد .أن توجه بي إلى السراي لمقابلة شكري القوتلي وفايز الخوري ولطفي الحفار ... ثم معظم العاملين في الحقول السياسية
والأدبية والصحافية بدمشق ) واستنتجت ياأخي عبدالله .. إن هذا دليل على مكانة خالد في الأوساط السياسية ( البورجوازية والإقطاعية طبعاً )
وبما يذكر السيد نجاتي صدقي أن بكداش عرّفه يوماً على نقابة عمالية أو قام معه بزيارة لفلاحين فقراء في ريف دمشق .. كماذكرت كيف جمّد بكداش نجاتي صدقي بناء على طلب من الحزب الشيوعي الفرنسي دون أية مجاكمة -- الذي كان بكداش تابعاً له في الكثير من المواقف – وكان مصيره كغيره من النشطاء في تاريخ الحزب - رغم بقاء قضيته مجهولة حتى اليوم رغم اتهامات القيادة البكداشية وشتائمها لنجاتي صدقي ثم طرده من الحزب وطرد
كل من عمل معه في دمشق أو جمّد دون أدلة أومحاكمة وفي مقدمتهم المحامي نجاة قصاب حسن والدكتور أحمد مراد وغيرهم من مناضلي الحزب
في أواخر الخمسينات .. و لعدم معرفتي الشخصية بنجاتي صدقي لايحق لي الحكم عليه بدون أدلة ومحاكمة عادلة ..غير أنني أعرف عن قرب المحامي
نجاة قصاب حسن منذ كان مسؤولاً عن منظمة الحزب في دمشق التقيته لأول مرة يساهم عا م1949 يساهم معنا لتشجيعنا في توزيع بيان الحزب والكتابة على الجدران ليلاً , استنكارأ لجريمة الإستعمار البريطاني وصنيعته نوري السعيد وعبد الإله بعد جريمة إعدام الرفيق فهد ورفاقه في العراق
في 14 شباط 1949 .. وقد تعلمنا منه كيف نعلّق اللافتات على أسلاك الهاتف مرتفعة بسهولة.كما كان المناضل أحمد مراد الذ ي كان يومها طالباً في الجامعة هو المسؤول عن منظمات الطلاب .. وكان الكثير من إجتماعات الطلبة تتم في منزله الذي كان في أطراف حي السبكي الذي كان لايزال بساتين تابعة لحي أبي رمانة اليوم ...
أما حرص قيادة الحزب المؤسسٍة بقيادة فؤاد الشمالي ويوسف يزبك وناصرحدة وفوزي الزعيم وسليم خيّاطة ورفاقهم على عروبة الحزب ووحدة النضال العربي والدعوة العلنية للوحدة العربية في برنامجهم السابق , وفي مؤتمر معلقة زحلة في البقاع اللبناني عام 1934 الذي جاء ترجمة عملية لمقررات مؤتمر الحزب السابقة والذي ضم عدداً كبيراً من المثقفين العرب .- بمساعدة الكوادر الشيوعية لبحث قضية الوحدة العربية والدعوة لها –
كماورد في مقطع من مقال السيد عبدالله – من رواد الحركة الشيوعية - ثم اعتقال سليم خياطة عام 1940 وتعرضه للتعذيب الوحشي والضرب على رأسه خصوصاً من قوات الإستعمار الفرنسي حتى أصيب بعلة دائمة أقعدته عن الكتابة والنضال دون أن يرسل للعلاج في الإتحاد السوفياتي أوتقديم ماستحق من مساعدة - وإن كان هذا ملحقاً بموضوعنا .؟؟؟.._
فأين أصبحت الشعارات العربية ووحدة النضال العربي الطبقي والقومي الديمقراطي التي طرحها الحزب الشيوعي في سورية ولبنان قبل ولادة البعث وسائر الحركات القومية الشوفينية النشأة من عصبة العمل القومي إلى القوميين العرب إلى الحركة الناصرية وغيرها بعشرات السنين ... ؟؟
أما السيد بكداش تخلى عن جميع الشعارات العربية وطرح شعار ( الأمة السورية ) كالقوميين السوريين تماماً == راجع أعداد صحيفة الحزب المركزية ( صوت الشعب ) التي صدرت علنية منذ عام 1937 واستمر هذا الشعار حتى الجلاء عام 1946 تقريباّ ونشر اليد بكداش في هذه الصحيفة
عام 1938 - وبملء الأسف ليس لدي في منفاي الاَن المراجع الأصلية لأحدد رقم العدد وتاريخه .- نشر مقالأً يهزأ فيه بالمثقفين العرب المنادين بالأمة العربية ووحدة النضال العربي وقال بالحرف الواحد ( لو كانت اللغة وحدها تشكل الأمةلأصبح الإنكليز وأمريكيو الشمال أمة واحدة ..فكيف يزعم هؤلاء المثقفون بأن سورية والجزائر مثلاً أمة واحدة ) واستمر مؤيداً لسياسة الحزب الشيوعي الفرنسي الذي بقي عقوداً طويلة يعتبر الجزائر أرضاً فرنسية ...

...... أنتقل هنا لأجيبك على مقطع مقالك ( المراحل الأولى لظهور الحزب الشيوعي السوري ) الذي جاء فيه : ( ويبدو واضحاً للمتتبع للأمور , أن خالد بكداش تعرف على الحزب الشيوعي عن طريق ناصر حدّة , وهذا ماأشارت إليه ذكريات الشيوعيين القدامى ..وتنبع أهمية شهادة مدرّس الأدب العربي اسكندر نعمة المنشورة في هذا الملف في إلقائها الضوء على إهداء ناصر حدّة لخالد بكداش ( البيان الشيوعي ) المكتوب بالفرنسية
وقيام بكداش بعمله الريادي في ترجمة هذا البيان ونشره في اللغة العربية عام 1933 . ولكن لانعلم مع الإسف سبب تجاهل خالد بكداش لدور ناصر حدّة فيما كتب عن ماضي الحزب ..؟.)
ملاحظة إعتراضية : يا أخي عبدالله لم يكن بكداش أول من ترجم البيان الشيوعي , فقد سبق ليوسف إبراهيم يزبك أن ترجمه عام 1927 بعنوان
( المانيفستو الشيوعي ) كما ترجمه فيما بعد الدكتور فؤاد أيوب مترجم عيون الأدب والفكر الماركسي .بدءاّ من عام 1950 وقد طرد من الحزب لأنه ترجم البيان الشيوعي عام 1953 - وكان أميناً لمنظمة طلاب الحزب في الجامعة السورية – دون الإستئذان من بكداش واعتبار ذلك اعتداءً على إنجاز بكداش الفريد والثوري = يمكن التأكد من ذلك بسهولة في دمشق -=
أما تساؤلك عن سبب تجاهل بكداش لدور ناصر حدة فيما كتب عن ماضي الحزب ..؟ سأجيبك عليه بما سمعته من المرحوم ناصرحدّة شخصياً.

كان المحامي السيد ناظم قدور وكيلاً عن ناصر في دعوى خاصة في قصر العدل بدمشق وكانت تربطني بناظم صداقة حميمة يوم كان من المناضلين الإشتراكيين العرب من خط القائد الوطني الديمقراطي أكرم الحوراني يومها .. وقبل أن يتحول إلى خط عبد الغني قنوت الذي تنكر
لأكرم الحوراني ووضع نفسه في خدمة النظام الأسدي مع الأسف ..
قال لي ناظم يوماً سأعرفك على مؤسس الحزب الشيوعي ناصر حدّة لترى من هو خالد بكداش .؟ سيأتي غداً من القامشلي لحضور جلسة خاصة له في محكمة الإستئناف
أنا وكيله فيها .. وكنت قد سمعت عنه الكثير من خريستو قسيس وأحمد برقوق قدامى الشيوعيين ومن إبن خالتي المرحوم إيليا سرحان عضو قيادة الحزب في القامشلي مع كل من المناضلين الكردييَن ( عثمان ورمّو والأرمني أراكيل )..
كنت بشوق للتعرف على هذا المناضل البطل . وفي اليوم التالي حضر في الموعد المحدد استقبلناه بالترحاب وبعد انتهاء المحكمة صعدنا إلى قاعة المحامين وانتحينا جانباً لنشرب القهوة كان ذلك في مطلع عام 1972 – لاأستطيع تحديد اليوم دون العودة إلى دمشق طبعاً .... كان كشجرة سنديان عملاقة من جبالنا السمراء حفرت فيها عوادي الزمن وهمومه أخاديد غادرة لكنها لم توهن صلابتها أو تفت من حيويتها وشموخها وعزيمتها ... قال : تشرفت في معرفتك سمعت الكثير من إيليا والياس ورد وناظم عن صراعكم مع الاَغا ولستم أنتم أول ضحاياه ولااَخرهم لقد دمر الحزب الذي بنيناه من الصفر ... قلت له أنت أب هذا الحزب وستبقى قال : ومنين ياحسرتي مادام الناس يهيمن عليهم الجهل وعبادة الأشخاص والمظاهر البورجوازية التافهة والتبعية ..ومادام الإعتماد على رأي الكرملين في كل شيْ. أياً كان ... هكذا أصبح الكثير من الدخلاء على الحزب من البورجوازيين هم المسيطرون على كل شيْ بعد أن أصبح الحزب تابعاً ذليلاً للسلطة ..
تعميهم مصالحهم الشخصية ويعبدون هذا الصنم الماسوني .. صعقت عندما سمعت كلمة ماسوني - قلت له رجاء أنت تحمل أمانة تفسير ماجرى معك وما تعرفه عن بكداش وغيره للأجيال المخدوعة لإنقاذ الحزب الذي جعلوه شركة تجارية نرجو معرفة أسباب تركك الحزب لاأحد يعرف ذلك ...--. قال أتريدني أن أعمل تحت قيادة ماسوني مرتبط ببعض ماسونيي الكتلة سابقاً وبالنظام العسكري اليوم الذي لانعرف الصالح من الطالح فيه... قلت له لماذا لم تنشر ذلك وتنقذ الحزب وتنقذ ضحايا ه؟؟ قال : كنت ومازلت حريصاً على مصير الحزب .. ومؤمن بأن المستقبل سيكشف الحقيقة ويأخذ كل إنسان حقه .....وسيأتي من سيأخذ حقنا منه ومن أتباعه المغفلين مع الأسف ..,؟.

قال ناظم ألم أقل لك ستعرف من هو خالد بكداش ... وهذا ناظم قدور الوزير السابق حي يرزق يمكن سماع شهادته ...
تمنيت أن نلتقي ثانية مع ناصر أو يزورنا في المنزل لكنه اعتذر لأنه مضطر للعودة إلى القامشلي .بعد ساعات قليلة .... ودعنا على أمل أ ن
نلتقي ثانية .. لكننا فجعنا برحيله الأبدي مع الأسف دون أن يترك لنا مذكراته الثمينة ...
لنفتش عن الماسونية فيما جرى وما يجري حتى الساعة في الحزب البكداشي والنظام الأسدي معاً :
============================== بقي المحفل الماسوني علنياً ومرخصاً في دمشق حتى عام 1959 بعد أن كشفت محكمة الشعب في بغداد بعد ثورة تموز 1958 وثائق حلف بغداد وعلاقة الكثير من زعماء اليمين السوري من حزبي الشعب والوطني ( الكتلة سابقاً ) بحلف بغداد وبالماسونية العالمية .. وبعد إغلاق المحفل الماسوني بدمشق وبقائه علنياً في بيروت حتى اليوم مع الأسف .. انتقل نشاط الماسونيين السوريين إلى نادي اللوثري الذي رعاه حافظ الأسد ولايزال حياً حتى اليوم .. وإذا استمر نشاط الماسونية بشكل شبه سري .. وفق باطنية النظام المعهودة .. جاء راتب الشلاح المعتمد الأول لدى الديكتاتور ورئيس غرف التجارة في نظامه ليعترف علناً بماسونيته ويدعو إسرائيل علناً لغزو الوطن العربي بأدمغتها وتخطيطها كما قال وما على العرب إلا تقديم المال للبناء والتقدم المزعوم ... في كتاب أصدره في تسعينات القرن الماضي . أحرج سيده وأرغمه على جمع الكتاب من المكاتب ومنع بيعه أو تداوله ... لكن صاحب الكتاب لايزال المعتمد الأول مع شركائه العمادي والدردري والعطري و رامي مخلوف وغيرهم من رؤوس النظام الماسونيين المتسترين في تدمير الإقتصاد الوطني السوري وتجويع الشعب ونهبه وإذلاله ... .وما حرص الصهاينة الشديد في إسرائيل والبيت الأبيض على بقاء النظام الأسدي وعدم إسقاطه حتى الاَن رغم كل عربداته وجرائمه في لبنان وسورية والعراق إلا نتيجة الإرتباط العضوي السري في الماسونية العالمية ... وواصلوا دعمه في إنتهاك ابسط حقوق الإنسان في سورية وتدميره المجتمع المدني فيها –

ولماذا الإستغراب إذا كان الإتحاد السوفياتي الدولة العظمى كان ملغوماً بالماسونية والصهيونية حتى قمة غورباتشوف التي ظهرت للعلن فور
سقوط الإتحاد السوفياتي وكانت الماسونية أول منظمة دولية رخَص لها الخائن بوريس يلسن في موسكو وكان بين أصحاب الملايين المسروقة
على أشلاء الشعب السوفياتي الكثير من شركاء الخونة غورباتشوف وإدوار شفرندزة وغيرهم .. وبعد هذا هل نستغرب هذه العلاقة الحميمية المشبوهة بين حافط الأسد ووريثه وبين القيادة البكداشية العتيدة ..؟؟؟
ولو عدنا لتاريخ الحزب في عهد السيد بكداش " الأبدي " نجده حرم الحزب أكثر من ربع قرن من عقد مؤتمر منتخب ديمقراطياً من القاعدة وكان الفرد يعين من يشاء في مملكته ويغتا ل الرأي الاَخر فيها بكل همجية وحقد أسود . ويذل من يشاء ويعز من يشاء بما يخدم غروره والطاعة العمياء لمشيئته وعندما طالبت بعض منظمات الحزب ومناضليها عام 1957 بعقد مؤتمر عام ومنتخب للحزب والتحقيق في جرائم أخلاقية ومالية وتنظيمية ومبدئية كا ن الجواب الطرد والتشهير والإفتراء كما فعلوا في ماضي القيادة البكداشية الأسود كله ..

وهذا مافعلته مع أعضاء اللجنة المركزية في لبنان عام 1950 ومابعدها السادة رئيف خوري وهاشم الأمين وإميلي فارس إبراهيم الذين طالبوا بمحاكمة بكداش لارتكابه جريمة أخلاقية يندي لها الجبين في بيروت واتهامهم بأقذر التهم وإطلاق عليهم لقب ( التيتويين الخونة .) وهذا مافعله بكداش وأتباعه الذين يتبجحون بالديمقراطية مع مير مسعد مناضل الجنوب اللبناني ومع الشهيد فرج الله الحلو نفسه يوم أرغمه على كتابة رسالة نقد ذاتي لأخطاء لم يرتكبها وكانت من اختراع بكداش وأتباعه الذين دعوا مؤخراً لمحاكمة لينين واَخرون لمحاكمة ستالين ...ولله في خلقه شؤون ؟ وهذا مافعلوه مع المناضل البطل يوسف نحلاوي الطالب الجامعي يومها الذي أشرف على الموت في سجن المزة أثناء ديكتاتورية حسني الزعيم لولا رصاصات إنقلاب الحناوي لكان قد توفي تحت التعذيب ... ومافعلوه مع المناضل جميل الحلاق من بلدة دوما الذي فقد ساقه بشظية قنبلة فرنسية وهو يوزع بيانات الحزب أثناء العدوان الفرنسي على البرلمان السوري ودمشق في 29 أيار 1945 طرد من الحزب لأنه رفض الخنوع المذل لصنم بكداش الذي لم يقدم له أية مساعدة صحية أو حياتية ... وبقي يعمل كاتب عرائض على باب محكمة دوما يخدم الجميع لتأمين رغيف الخبز حتى اَخر حياته ... وفي مكتب جريدة النور بدمشق قال لي نقولا الشاوي ببغاء بكداش حرفياُ بعد تقديم مطالبنا لعقد مؤتمر عام منتخب من القاعدة وتحديد الإنحرافات والأخطاء بل الخطايا في جميع الميادين التنظيمية والمبدئية في عمل القيادة الفردية قال حرفياً بحضور ابراهيم بكري ودانييل نعمة : ( لازم تعرفوا إنو أكبر راس بنكسرو ا بسطرين في الجريدة ) ..!!؟
قلت له : ( لا بتتكسر غير الرؤوس الفارغة .) .. وغادرت بعد إغلاق الباب بعنف وأنا لا أصدق ما سمعته هل أنا أمام قيادة حزب شيوعي أم أمام قيادة نازية ؟؟؟؟ وكتبوا السطرين في جريدة النور ( بأننا كفرة وزنادقة - نقوم بأعمال تخريب في الحزب تخدم ماَرب الإستعمار ) شملت هذه التصفيات القذرة عدداً كبيراً من المناضلين بعضهم بإعلان سطرين في صحيفة النور ... شملني مع الرفاق الياس مرقص وياسين الحافظ وقبلنا شمل الدكتور سليمان شكور وزوجته هيفاء طعمة . واَخرون دون السطرين وشملت ..الياس ورد وأحمد سكاف في حلب وتوفيق أستور مع منظمة اللاذقية ,
وسميح الاَغا ومنظمة العمارة بدمشق وعزت الأعمى ومنظمة ركن الدين ومناضلين من منظمتي القصاع والمرج والحسكة والقامشلي وغيرهم ...وأرسلوا أحد حرّاس بكداش ليعتدي بالضرب على المرحوم الياس مرقص في مقهى الكمال الصيفي وكان معه المرحوم ياسين الحافظ الذي أمسك بالجاني لكن الياس رفض الإدعاء الشخصي على أجير بكداش أمام الشرطة وأطلق سراحه .كان ذلك في صيف 1957 كما حاولوا الإعتداء علي في نادي الجامعة لكنهم فشلوا وجاء المكلف بالإعتداء علي المرحوم عبد المجيد القط ليعتذر مني بعد أن أصبح زميلاً محامياً وصديقاً مخلصاً فيما بعد , كما حاولوا عزلنا عن المجتمع والأقرباء بشتى الوسائل القذرة لكن دون جدوى .... ... . ولوأحصينا عدد ضحايا القيادة البكداشية الدونكيشوتية الذين غادروا الحزب بأشكال مختلفة وهم من كرام الناس و من خيرة المناضلين الحقيقيين والمثقفين الرواد منذ اغتيال قيادة الرواد الأوائل فؤاد وناصر وفوزي وخريستو وأحمد الملا وأحمد برقوق ومير مسعد ويوسف يزبك والمئات غيرهم ... حتى الإنقلاب الأسدي عام 1970 فقط لكان لدينا أكبر تنظيم سياسي في سوريا ولبنان على الإطلاق .. وبقي بكداش الديكتاتور الأوحد إلى جانب سيده الطاغية الأوحد على أشلاء الحزب الذي لم يعد حزباً بل دكاناً رابحة تجارية حسب تعبير الأديب الكبير ( عمر فاخوري ) وهو على فراش الموت وهذه الحقائق دامغة على الأرض حتى اليوم .. لم يؤلف بكداش طيلة حياته كتاباً ماركسياً علمياً واحداً .. أو يضع تحليلاً طبقياً للمجتمع السوري بعد ممارسة ميدانية ...أو برنامجاً ثورياً أو نصف ثوري كما لم يعتقل مرّة واحدة طيلة حياته .. كان يعيش بين " قصوره ... " في موسكو أوبراغ أ و بيروت ..... وترك خلفه الوريثة العتيدة في مطبخ جبهة شهود الزور التقدمية جداً جداً وشركات تجارية وقصور وفيلات له ولأتباعه ..

وحزب مزعوم تنخره المخابرات الأسدية ( الكادحة ) من القمة إلى القاعدة حريص على ديمومة النظام الأسدي على رقاب الشعب أكثر من أجهزة المخابرات ومن حزب البعث نفسه ... وتجتمع لجنته المركزية العتيدة لتثمين خطا ب الطاغية الأسدي كلما عطس تهريجاً وأكاذيباً طيلة عقود طويلة .... فهل كل هذا يمكن أن يحدث دون التقاء المصالح الخاصة والخلفية الباطنية الموحدة في الماسونية العالمية التي تحمي النظام وشركائه كما تحمي إسرائيل والنظام الرأسمالي كله ورأسه العفن أمريكا ... هذا النظام الذي باع الجولان لإسرائيل في حزيران 1967 في أكبر خيانة في العصر الحديث مازالت مفاعيلها ونتائجها الكارثية حاضرة في كل نكباتنا الحاضرة والمستقبلة .....هذا غيض من فيض مما يعتلج في الصدور المكلومة ...
فإلى الأخ عبدالله حنا وجميع بقايا السنديان من جيلنا , الذي أعطى الوطن والمبدأ حياته , إعادة كتابة التاريخ كما هو لاكما يريده المستبدون والمزيفون أن يكون مع أطيب الأمنيات وكل عام وأنتم بخير ....
لاهاي -- 9 / 10 / 2007