الماركسية فلسفة تطورية


عبد العالي الحراك
2007 / 10 / 8 - 12:23     

ماركس شخص وليس غيب او متصل بغيب.. مادي أي فسر الحياة والتاريخ من وجهة نظر مادية( المادية التاريخية والمادية الجدلية ركني الماركسية) واعتبر الاقتصاد اساسها وما سواه فهو فوقه( البناء التحتي والبناء الفوقي)... المادة تتطور..هي لا تفنى ولا تخلق من عدم ولكنها عرضة للتغيير والتحوير والتطور. ودماغ البشر مادة وانتاجه فكروهو امتداد للمادة .. الدماغ يتطور والفكر يتطور.. ما هو الثابت في الحياة حتى تثبت افكارنا ؟... الله ثابت لأنه فوق الحياة.. بمعنى فوق الطبيعة . والدين كله ثوابت لانه انتاج الغيب وليس مطلوب من انتاج الغيب ان يتطور.. فالماركسي هو انسان متطوروالا كيف فهم الماركسية وكيف قبل بها وكيف ادعى انه ماركسي ؟ .. من قاد تنظيمات سياسية تؤمن بالماركسية ونجح في تطبيقاتها ( لينين.. ماوتسي تونغ..فيدل كاسترو..كيم ايل سونغ...جوزيف بروست تيتو الخ...) كانوا تطوريين وطبقوا الماركسية وطوعوها , كل في واقعه الذي يختلف عن واقع الغير , لان الذكاء الشخصي لاولئك القادة وتطوريتهم مكنهم من الانتصار. ولم تفشل نجاحات بعضهم على ايديهم بل على ايدي اخرين قادوا التجربة بعدهم , اقل ذكاءا واقل استيعابا للماركسية وضرورة استمرار تطوريتها .. فمن لا يؤمن بالحداثة والحداثوية لا يمكن ان يكون ماركسيا.. ومن يؤمن بالماركسية كأيمان رجل الدين بدينه , فهو ليس ماركسيا وانما متدينا بالماركسية وهذا اقبح انواع الكفر بالدين وبالماركسية.. وايضا من لا يقبل بالنقاش والحوار المستمر والاختلاف في وجهات النظر فهو انسان جامد ومخالف لمفهوم التطور والحداثة والتحديث . لهذا لم تنجح معظم الاحزاب الشيوعية في العالم ليس بسبب عدم صلاحية الماركسية لذلك الواقع وانما من ضمن اسباب عديدة هو عدم تطورية القيادات السياسية لتلك الاحزاب وهو سبب رئيسي في تقديري واكبر دليل على ذلك هو تابعيتهم السابقة للاتحاد السوفييتي وتابعية البعض الأخر الى الصين وما الى ذلك حتى ان بعض الحركات اليسارية في اوربا في السبعينات قد اوجدت لها مرجعية وتابعية في شخصية انور خوجة سكرتير الحزب الشيوعي الالباني رغم تابعيته للصين مع بعض الاختلافات البسيطة . واعتبرت التجربة الالبانية تجربة فريدة يتوجب اتباعها والدعوة لها كنموذج . ليست هكذا الماركسية وليس هكذا كان يفكر ماركس وليس من واجبنا ولا من حقنا ان نلغي أدمغتنا ونغيب تفكيرنا ونمنعه من الاستيعاب الجيد والتطبيق الاجود لفلسفة طبقت ولسنوات عديدة , بنجاح في بقاع مختلفة من العالم من قبل قيادات ذكية ومستوعبة للنظرية . ولن تظهر لحد الأن فلسفة بديلة او نظرية تخطىء او تلغي الماركسية وتحل محلها( يا ريت لو انها تحل مشاكل الانسان والعالم). ولم تتمكن البرجوازية والرأسمالية العالمية من تحقيق أي نجاح بل العكس هو الصحيح فهي تتخبط في ازماتها وشعوب تلك البلدان التي فشلت فيها التجربة الاشتراكية تتخبط حكوماتها الحالية في ازمات خانقة وتعيش شعوبها مأساة كبيرة في بلدانها وفي البلدان الرأسمالية التي هاجرت اليها. مطلوب الذكاء والاستيعاب الجيد للنظرية والتحديث امر طبيعي ولا يمكن ايقافه والنقاش والحوار امر ضروري بين اليساريين في الحزب الواحد وبين قوى اليسار المتقاربة في الشروط الذاتية والموضوعية . اولى مهمات اليساريين العراقيين ان يستعيدوا ذكائهم ويسمحوا ايضا لسواهم في احزابهم وخارجها باستخدام ذكائهم عن طريق حرية المناقشة وابداء الرأي وعدم التخوين او التهميش والابعاد. التحديث للقديم قد يتطلب الغائه وان قاوم وهذا يتطلب صبر ونضال عنيد. والعراق ساحة للصبر وساحة للنضال. 5-10-2007