أفكار موجزة حول الأوهام -الثقافية- التي يشارك في إنتاجها بعض الأكاديميين العرب


عصام شكري
2007 / 9 / 13 - 11:12     

هذه المقالة القصيرة هي في الاصل "ويب لوك" كتبته باللغة الانكليزية لاحد مواقع الانترنيت رداً على مقالة لاحد الكتاب الامريكيين عن دور اليساريين العرب والمثقفين في دعم حركة حماس ( والاسلام السياسي عموماً) في فلسطين والمنطقة. المقال يتعرض الى عدد من المسائل واجيب عليها هنا بشكل شديد الاختصار.

---------------------------------------------

1) حماس هي القوة السياسية التي تم اختيارها بشكل كاسح من قبل الجماهير الفلسطينية. وعليه فان تلك القوة هي الديمقراطية الحقيقية. هذا كذب. هل لاولئك المثقفين الدفاع عن النازية او الفاشية العربية او بربرية الاسلام السياسي بوصفها قوى ديمقراطية؟. ان تلك القوى كانت بالفعل شعبية: هتلر ، صدام حسين ، الخمينى... احتشد الالاف راءهم. ماذا حدث؟ أين الصدق في اظهار نتائج الاعمال البربريه لتلك الحركات على حياة الناس ومستقبلها؟ اليس من النزاهة توجيه نقد اؤلئك المثقفين للمضمون الاجتماعي - السياسي لتلك الحركات؟

2) أصل المشكلة هو الصراع بين حماس وفتح: وهم آخر. مصدر المشكلة في هذه اللحظة هو قوتان : أ) حركة الاسلام السياسي الصاعد للسلطة في فلسطين والمنطقة و ب) الفاشية اليمينية لدولة اسرائيل. فالاسلام السياسي يريد محو اسرائيل من الخارطة. بينما مارست اسرائيل السياسة الوحشية ضد الفلسطينيين خلال الـ 60 سنة الاخيرة ، محولة الملايين منهم الى لاجئين يعيشون في خيم. يجب تنحية هاتين القوتين جانبا من اجل فسح المجال للفلسطينيين لتشكيل دولتهم متساوية الحقوق. حماس لا تريد ذلك. لأنه نفس اعلان افلاسها. تقوم ايديولوجية الاسلام السياسي ككل على مفهوم القضاء على اسرائيل. ان تشكيل دولة فلسطينية تعترف باسرائيل ستحرمهم من ذلك. ستموت تلك الحركة. وينطبق القول على قوى اليمين في الحكومة الاسرائيلية. تلك القوتان تخشيان اليســار. ان على اليسار ان يرتقي في فلسطين واسرائيل وعموم المنطقة، ويستبدل اؤلئك الرجعيون و يسهل تطبيق حل الدولة الفلسطينية المتساوية الحقوق. وبهذا يفتح افاق جديدة لمستقبل البشر في كامل المنطقة. حركة فتح عاجزة عن القيام بهذه المهمة.

4) اليسار العربي؛ وهم اخر. يقصد الكاتب بالمثقفين "اليساريين" العرب هنا بقايا القوميين العرب. وبطبيعة الحال ، فقد وقف هؤلاء القوميون العرب وراء حماس (وعموم حركة الاسلام السياسي) منذ ان خط صدام شعار الله أكبر على العلم العراقى فى عام 1991 بعد انهياره (ومعه الحركة القومية العربية المقاتلة) في حرب الخليج. ولكن اليسار هو الحركة العمالية وقواها السياسية؛ الشيوعيون والاشتراكيون الذين يقفون بحزم ضد وينتقدون الحركة القومية والاسلام السياسي المعاديتين للعمال. من الطبيعي ان لا يتفوه الكتاب قابضي اجور المشورة للولايات المتحدة بكلمة حول هذا اليســار. ان حركة القومية العربية تقف خلف الاسلام السياسي لانها لم تعد في السلطة. انها تستخدم حماس وحزب الله بمثابة عتلة لزيادة شعبيتها على امل استعادة موقعيتها ازاء الغرب.

5) العلمانية ، نقد الدين والقومية ، وقضايا المرأة ، والمساواة الكاملة في المجتمع ، والحرية ، والقضاء على الاستغلال ، والاشتراكية كلها ليست في أجندات يساريينا. ولكن من يدافع عن هذه المبادئ الآن؟. هل ثمة نزاهة او شجاعة ما في قلوب اؤلئك المثقفين مدفوعي الاجر للاعلان عن ذلك؟! .