الإشتراكية .. وواجب الأمهات في تربية أطفالهن - 2


مريم نجمه
2007 / 8 / 20 - 11:44     

الإشتراكية ودور النساء في تربية أطفاهن – 2
نكمل القسم الثاني من الكلمة التي ألقاها الرفيق كيم إيل سونغ في المؤتمر النسائي لتوجيه الأمهات في تربية أطفالهن على القيم والتقاليد الحضارية والعلمية والإشتراكية التي تتماشى مع أهدلف الثورة والنظام الجديد لكوريا الشمالية , هكذا القادة الحقيقيون الذين يعيشون مع شعوبهم يوما بيوم وخطوة بخطوة .. للنهوض بهم إلى مصاف الدول المتقدمة في سلم الحضارة وسلام ورفاهية البشرية – سواء اختلفنا أو اتفقنا معهم -- فلنتعلم التواضع وخدمة الشعب والعيش مع الجماهير وقضاياها الحياتية فعلاً وقولا ..


وهذا مقتطف من الكلمة :
" أما اليوم فتتوفر شروط مناسبة لأطفالنا كافة كي يكونوا أناساً ممتازين . فليس هناك عرق بشري ردئ بأصله . والطبقات السائدة هي التي اخترعت في الماضي أكذوبة الأعراق البشرية الجيَدة أو الرديئة . والناس حين يولدون , يولدون جميعاً مؤهلين أن يصبحوا أناساً ممتازين . وأن يغدو الإنسان جيَداً أو رديئاً أمر مرهون إلى حد كبير بما تلقاه من تربية جيَدة أو تأثيرات سيَئة , وتأثير الوالدين عليه يلعب هنا دوراً بالغ الأهمية ..

إن أمهاتنا يتحملن مسؤولية جسيمة في الوقت الحاضر في تنشئة اطفالهن على نحو يغدون معه بناة ممتازين للشيوعية . وعلى الأمهات حميعاً أن يعين وعياً أعمق مسؤوليتهن الجسيمة وشرف تنشئة أبطال المستقبل , أبطال المجتمع الشيوعي ...
ولكي تقمن أيتها الأمهات بتربية أبنائكن وبناتكن على خير وجه يجب أن تصبحن أنفسكن شيوعيات ممتازات . لا يمكن أن تطلبن من أطفالكن أن يصبحوا أناسا مستقيمين . في الوقت الذي تتهربن فيه من الدراسة والعمل وتتصرفن بأنانية , يجب أن تكون الأمثلة العملية سابقة للأقوال في تربية الناس . وإذا كان الوالدان يريدان تنشئة الأولاد لكي يصبحوا بناة الشيوعية , فعليهما نفسيهما أن يصبحا أباً شيوعيا وأماً شيوعية .
ليست النساء الإستثنائيات والخارقات هن وحدهن اللواتي يصبحن أمهات شيوعيات . ففي وسع إي إنسان أن يكون أباً شيوعياً أو أماً شيوعية إذا ما تخلَى عن الأنانية وعمل بتوجيهات الحزب .
يجب أن تصبح جميع الأمهات شيوعيات ويقمن بتربية أبنائهن وبناتهن وتأهيلهم ليصبحوا بناة الشيوعية .
والاّن اسمحن لي أن أتحدَث عن مسألة العناية بالأطفال .
ففي الماضي كان انعدام الظروف الملائمة قابلاً لأن يحول دون رعاية الأطفال على الوجه المطلوب . أما اليوم فلا يمكن لأي ذريعة أن تبرَر ذلك .
إن الشروط متوفَرة اليوم للعناية بنظافة أطفالنا وأناقة هندامهم . ولقد كان في وسع الواحدة منكن قبل سنتين أوثلاث سنوات أن تتذرَع بقلة المال للإمتناع عن الإعتناء بنظافة أطفالها وأناقة هندامهم , لكن ما عاد من الممكن أن تشهر مثل هذه الحجَة اليوم . أعتقد أن العلة الرئيسية تكمن في واقع أن الأمهات لا زلن أسيرات العادات القديمة , وينقصهن الوعي بخصوص ضرورة الإعتناء بالأطفال ..

لقد قمت بزيارة لأحد البيوت . كان البيت معتنى به . ألقيت نظرة على داخل الحجرة فوجدت الأرضية والجدران مفروشة جيدة وبنظافة , وعدة قطع من ملابس الأطفال معلَقة على المشجب . وكان عدد الأطفال في تلك الأسرة أربعة . ولكنهم كانوا جميعهم متميَزين بأناقة الملبس . وقد زرعت أمام البيت أزهار , وأحسن ترتيب مدار البيت ... وقد بدا كل شئ جميلاً .. وجذَاباً أيضاً . , ولما كان الوقت وقت الغداء , فقد كانت ربة البيت منهمكة في إعداد طبق لذيذ من اليقطين في مطبخ نظيف . وتصفحَت دفاتر الأطفال فوجدتها مكتوبة بحروف جميلة . وقد لصقت عليها بترتيب حسن قطع من الجرائد تتضمن بعض معلومات . وعلمت أن الزوجة لا تكسب شيئاً , وأن زوجها هو المعيل الوحيد , وأنه يتقاضى حوالي 46 ) يوان شهريا .
ومع أن الدخل قليل نسبياً والأطفال عديدون , فإن أمور البيت مدبَرة على أحسن ما يرام ...
وقمت بزيارة لبيت اّخر .. كان نقيضاً للأول تماماً !؟ فقد كان غير نظيف , وكان منظر الأطفال مقزَزاً , وكانت الغرفة يغطيها الغبار , وأرضيتها وجدرانها متسَخة وغير مفروشة . وكان المطبخ بغاية الوساخة , والأطفال عراة . وفي تلك الأسرة أيضا ما ما كانت الزوجة تعمل , وكان الزوج هو المعيل الوحيد . لكن الدخل كان يعادل ضعفي دخل الأسرة السابقة . وقد قرَعت رب البيت قليلاً على عدم الإهتمام بنظافة البيت وعدم العناية بالأطفال , فحاول أن يبرَر نفسه بالقول أن حياته أضحت الاّن , وبالرغم من كل شئ , أفضل بكثير مما في الماضي . وعندما سألته عما إذا كان من أعضاء الحزب , أجاب بأنه رئيس خلية حزبية .
ونظراً إلى أنه عاش في إدقاع شديد في الماضي , فمن الممكن ظاهرياً أن يعتبر طريقة حياته الراهنة لائقة . لكن من المؤسف جداً أن الرجل الذي يترأس خلية حزبية كسول إلى هذا الحد في تدبير شؤون بيته . ومع أنه يكسب أكثر مما يكسبه الاّخرون , وأولاده أقل عدداً من أولاد الاّخرين , فإنه مهمل لشؤون بيته وأطفاله على حد سواء لا لشئ إلا لأنه لم يفلح في التحرَر من العادات السيئة التي اكتسبها أيام تشرَده ....


إن لدينا القدرة في ظروفنا الراهنة على أن نعنى عناية كبيرة بنظافة أطفالنا وأناقة هندامهم , إذا عقدنا العزم على ذلك . وكما لاحظت الرفيقة رئيسة منظمة الإتحاد النسائي في كومونة " سنمي ري " في مداخلتها قبل قليل , يرجع لب المشكلة إلى أن النساء في بلدنا لم يمتلكن الوعي بعد . فلو أولت النساء المزيد من الإهتمام لتنظيم أمور الحياة على نحو سليم , لأمكن إيجاد حل لكل شئ ,. لكن بعض الأمهات لا يعملن ما باستطاعتهن عمله , ولا يعتبرن ذلك خطأ فظيعاً ,. في بعض البيوت تسمح بعض النسوة لأطفالهن بالخروج غير مسرَحي الشعور ولا يكترثن البتة بتزويد أطفالهن بالقبعات وبحقائب المدرسة ,. إن تزويد الطفل بقبعة وحقيبة لا يكلَف الكثير . إن المشكلة هي إذن في إنعدام العناية والإهتمام . إن الأطفال لن يحافظوا على نظافة الأشياء في المدرسة ولن يصبحوا في المستقبل رجالاً من طراز جديد ومؤهلين أن يعيشوا حياة متمدَنةراقية إلا إذا أنشئوا في البيت تنشئة حسنة ونظيفة . وعلى الأمهات أن يدركن الأهمية الكبيرة لتنظيم البيت وإبقائه في حالة دائمة من النظافة وانعكاس أثر ذلك على تربية الطفل .

إن المهم هوعلى الدوام إخلاص الأمهات في جهودهن للحفاظ على نظافة أطفالهن وأناقتهم . حتى كنا صغاراً , ما كان في استطاعنما أن نشتري فراشي أسنان , لكننا كنا ننظَف أسناننا يومياً بالملح . إن نقص الأشياء المادية ليس سبباً مقبولاً لترك الأطفال قذرين . وإذا ما تحسَست الأمهات بمسؤوليتهن عن تربية أطفالهن , فإنهن سيجدن الحلول اللازمة لكل مشكلة ...
إن نسبة وفيات الأطفال قد انخفضت في السنوات الأخيرة إنخفاضاً ملحوظاً . وأعتقد أن ذلك يعود إلى تحسَن الظروف المعاشية لشعبنا بأسره , وإلى التطوَر السريع للمؤسسات الصحية والطبيَة . وإلى إرتفاع وعي الأمهات وجهود منظمات الإتحاد النسائي .
إن جهود الأمهات يشكل عاملاً حاسماً في تحسَن صحة الأطفال . يجب على الأمهات أن يحافظن على نظافة أطفالهن وأن ينشئنهم في جو صحيَ . ويجب أن تمتلك الأمهات معلومات كافية في علم الصحة وفي كيفية الوقاية من الأمراض والشفاء منها . ومن قبيل ذلك أن يطعّمن أطفالهن بصورة مناسبة , وأن يلبسنهم بحسب فصول السنة , وأن يتخذن على الدوام التدابير القمينة بالوقاية من الأمراض . إننا نقوم اليوم بنشر الثقافة الصحية عن طريق الصحف والمجلاَت والإذاعة الخ ...
ونزوَد الأمهات بالمعارف الضرورية عن طريق مدارس الأمهات . وإذا ما واظبت الأمهات على التعلم في أوقات فراغهن , فإنهن سيصبحن أمهات ممتازات يعرفن كيفية إدارة بيوتهن وتربية أطفالهن في مستوى ثقافي وصحي عال . ومن الاّن فصاعداً يجب علينا أن نطوَر حملة واسعة النطاق للعناية بالأطفال , وللحفاظ على نظافة المنازل وترتيبها , ولحماية الأطفال من الأمراض . " ( واجب الأمهات في تربية أطفالهن ) من كلمة ألقيت في المؤتمر القومي للأمهات في 16 تشرين الثاني 1961 – الرئيس : كيم إيل سونغ - انتهى

.............

تعتبر الطفولة السعيدة , والأسرة المتحابة النشيطة , الأم الواعية .. والبيت النظيف الصحي , أساس نظافة المجتمع .. من أسس البناء الإشتراكي .. والديمقراطي ..
كما يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم :
الأم مدرسة إذا أعددتها ...... أعددت شعباً طيَب الأعراق .

الأطفال أمانة بين أيدينا .. فلنحسن تربيتهم .. ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لبناء عالم خال من الأنانية .. و الحروب والعنف والجريمة والقذارة الأخلاقية ..
عالم أكثر أمنا وسلاما .. وحبا وجمالا ...
" أولادكم ليسوا لكم , أولادكم أبناء الحياة " ..
لاهاي / 18 / 6