جدلية العمل _الوعي.....لا تقديس

هاشم الخالدي
2007 / 8 / 16 - 10:27     


في البدئ ارجو ان يعرف السيد النمري ان الغاية استعادة الامل لا نقد ماركس كما ان الماركسيه ليست عقيده منزله او دين كما انها ليست ماركه مسجله لهذا او غيره أن الإفلاس لمن يعتقد انها ماركه مسجله له... اما انا فان غاية نقدي السيد النمري تحريضه على البحث.
فانا قلت ان البذره الاولى في التعصب لمحور العمل بمفهومه المادي الفطري الخالص المعزول عن الوعي, نجم عنه تقديس غير مبرر في زمن تالي لماركس
, وهذا التقديس يفقد مبرراته اساسا كون موضوعة ماركس هو استكتشاف وليس اليقين والعصمه وان هذا الفكر او غيره هو رؤيا قابله للتغيير ة وليس من العلم ان نقدس فالتقديس يعني ان نجعله فوق العلوم فكيف وماركس نفسه يقول لا شان لنا بنظريه تقع فوق العلوم الا يلغي ذلك دور العقل, مما يؤكد صواب موقفنا من انتقاد السيد النمري ثم ان هذا التقديس هو الذي اوصل الى فكرة الحزب الواحد الممثل الوحيد للبروليتاريه والذي خلق طبقه بيروقراطيه كانت سبب في انهيار النظام الاشتراكي فبدلا من التعدديه الحزبيه في نفس خيار الاشتراكيه راحوا يوغلون في المركزيه والشموليه بحزب الطبقه العامله ثم حزب الشعب الوحيد..... يا اخي يا نمري لماذا تقويلي ما لم اقله فانا لم اقل ان الاكتشافات لم تجد دورا العمل في تطور الانسان انما اقول لم تطور القرد الى انسان. انا اقول ان القرد لم يتطور الى انسان بفعل العمل او بغيره انما التطور حصل في الانسان ولا شان لي بعالم او اكتشاف لغير ما ذكرت فانا اساسا لم اذكر ما تدعيه عني ولا داعي لان تتعب نفسك بمثال عالم البكتريا والحشرات هل هذا عرض عضلات؟ يبدو ان اسلوبك هو خداع للقارئ ولكي تبعد هذه الصفه عن نفسك تتهم الاخرين به.

اما بخصوص الوعي فانا لم افهم ماذا يثيرك في هذا..لماذا لا يكون سيروره منفصله للوعي.. اذ بوجود قدرة الادراك اصبح دماغ الانسان يتلقى منذ نشاته من مؤثرات البيئه ومحيطه الخارجي من ظواهر و اشياء بواسطة حواسه الخمسه و بقدرته على استقبال وتمييز وتحميل متخصص في الذاكره وتحليل وتركيب للمؤثرات عبر علاقه جدليه بينها كمعلومات في اجزاء الدماغ تمنحه قدره على التحسب والتخيل للموقف و للفعل اللازم ليعيد استخدامها (واستخدامها مع ما يستجد من معلومات) بتفاعلات جدليه متشابكه مع دوافع قواه الداخليه الغريزيه و استمرار نشاطه هذا على مستوى فردي واجتماعي على قاعدة استحضارذلك الرصيد وهكذا في عمليه جدليه مستمره ناميه متسمه بوعي الزمن الماضي والحاضر والمستقبل وللمكان وذلك كله هوكتلة من القدرات الذاتيه نستطيع ان ندعوها كلها بالقدره الادراكيه ما الخطأ بربك في ذلك ,فاولا ليس هناك دور للعمل في تحول القرد الى انسان وان مثل هذ التحول لم يحصل فالقرد بقي قرد لا يمتلك قدرة ادراك حتى اذا عمل ومهما كان نوع العمل الذي يمارسه, لذلك هو لا يتحول الا بتحسين وراثي بادخال صفات جينيه على تركيبه الوراثي او بالطفره الوراثيه, فالدور هو للتحول الجيني في احدى السلالات البشريه المنتصبة القامه والمحررة الذراعين وليس في القرد و التي جرت على الخليه مخصبه ,اما ان فبركة اللغه ولعبة الكاريتيه في الكلمات فهي لعبه مفضوحه ما التحول وما الاستعداد... التحول لا بد ان يكون نتيجة استعداد بل ان التحول هو استعداد لا يمكن الفصل بينهما, نتج عنها سلالة انساننا المعاصر.ثم ياتي دور العمل في تطور الانسان ذو قدرة الادراك فلا دور للعمل المجرد الخالص( السعي )قبل ذلك حتى مع استخدامه الاله ما دامت قدرة الادراك لم تنشأ بعد, ان استخدام الادوات لا يعني ظاهرة الوعي ما دامت قدرة الادراك غائبه.. فقدرة الادراك موجوده قبل العمل الواعي فهي شرط للعمل الواعي, ان الوعي ليس نتاج اسبقية وجود الماده انما نتاج اجتماع قدرة الادراك والسعي الغريزي (العمل الفطري ) فاسبقية الماده لا تلغي استقلال وخصوصية دور قدرة الادراك في تطور المجتمع الانساني,انه(العمل الواعي) هو العامل الحاسم في تطور المجتمع الانساني, ان اسبقية الوجود المادي ليس عامل حاسم انما العامل الحاسم هو العمل الواعي, ؟ واعلم يا اخي ان الذكاء ليس هو الوعي والا لاصبحت الكثير من الحيوانت واعيه واتخذت الدور الذي يلعبه الانسان ...ان العمل الواعي هو ظاهره جديده مرتبطه بالانسان العاقل وهي نتاج العلاقه بين السعي الغريزي وقوة الادراك فالعمل والوعي وجهان لحقيقه واحده اسمها الانسان العاقل, اذن فقدرة الادراك ميزه فريده عند الانسان من بين كل السلالت الحيوانيه بما فيها كل السلالات البشريه المنقرضه الاخرى وهي موجوده في حين لم يكن للوعي وجود بعد . ان جوهر قدرة الادراك هي فعاليات ونشاطات بايلوجيه للدماغ تشكل طاقة فكر.
وبناء على تلك الميزه الفريده فقد كانت تلك السلاله للانسان المعاصر هي الوحيده التي تفكر و تنجز و تخلف افكارها وانجازاتها للاجيال بشكل مستمر من الماضي الى الحاضر و المستقبل .. فليس القدره على العمل الناتجه من انتصاب القامه وتحرر الذراعين هي مصدر وحيد للتطور والتي اعتمدها السلف لتاصيل ما للعمل البدائي الفطري من دور فتلقفها التابعين وقدسها, او كمبرر من قبل التابعين لتقديس العمل بسماته البدنيه وصولا الى ربطها بقدسيه متقدمه وبمرحله متقدمه لطبقة لعمال في عصر الانتاج الكبيروتحقيق الثوره الاشتراكيه بقيادة حزب الطبقه العامله الواحد المعصوم, 000 ، اما مسالة الايمان بالله فان القدره الادراكيه وهي في لحظة وجودها مصدر ادراك الزمكان والسمات النوعبه والكميه للظواهر والاشياء ومصدر ادراك الوجود اي ادراك القوه المطلقه المهيمنه ماوراء الاشياء والظواهركلها وهذا موضوع اود التاكيد عليه فهو من اكثر المواضيع حساسية ودقه كونه يتصل بالايحاء او الوحي وليس الوعي ويتصل بالقيم والمثل والجمال التي تشكل ظاهره اخرى ترتبط بعلاقه جدليه مع الغريزه والعقل فسواء كانت تلك القوه المطلقه هي الله ام الطبيعه فان العمل الواعي هو المحرك الاساسي للتغيير لا علاقه للوعي بالايمان بالله انما الايمان وحي وما يضيرك الايمان بالله ، جدلية العمل- الوعي هي جدليه مميزه عن جدل الماده يتجاوز فيها عقل الانسان السيروره التاريخيه او الماديه التاريخيه..وتتبلور سماته بخاصية اراده التغيير لدى الانسان. و ان عملية تطور مجتمع الانسان تجري بوتائر اسرع بفعل الاراده . ان للمجموع او المجتمع نفس وعقل كلي متشكل من خلال العلاقات المعيشيه البيئيه و الاجتماعيه بدائيه كانت او متقدمه ، وان ارث الانجازات للاجيال تكون مواضيع ارتكاز ماديه و رصيد عقلي ونفسي لانشطتها وممارساتها القادمه متشكل فرديا واجتماعيا لها دور في تكوين مجتمعات واطوار اجتماعيه واسطفافات طبقيه جرى تشخيصها.
بناء على ذلك فان الصراع القائم بين الناس هو ليس فقط صراعا طبقيا خالصا اساسه الملكيه ومصدره غريزة الحيازه والتملك حتى لو اتخذ ت الموقع الرئيسي في الاطوار التاريخيه الانسانيه الاولى وانما هناك صراعات اخرى مصدرها قدرة الادراك في الزمان والمكان فهناك مستويات عديده للتفاوتات بين الثقافات والخبرات والعلوم ينتج عنها صراعات لا تنتهي ما دام التاريخ لا ينتهي ايضا ,كالصراع بين الحضارات, والصراع بين القديم والجديد , وفي كل مرحله تاريخيه ويتصاعد ثقل هذا الصراع لدئ الناس مع سرعة التقدم لتقريب المسافات والابعاد تنعكس على الرغبه و ارادة التجديد في منحى ليس ذات صله بقاعدة الانتاج واسلوبه لذلك لا ينبغي غض النظر اوتحجيم هذا الصراع الفكري بل لا بد من دفعه الى امام تلبية للحاجه الفعليه , اما اذا عدنا الى موضوع القيم المعنويه والمثل الاخلاقيه والجمال..الخ فهي من نتاج تلك القدره الادراكيه ايضا انعكاسا لوحي القوه المهيمنه و الوجود المطلق في قدرة الادراك تلك القوه او الوجود ليست وعيا مطلقا ناتجه من قدرة ادراك وغريزه مطلقه وهي لا تشكل وعي انساني الا انها وحي في قدرة دماغ الانسان لا علاقه لها بالحواس الخمسه بحكم غيبيتها , فهي ايمان بمطلق, حق وحلم وامال وهي واقعه لعموم الناس دلت عليها تجربة الانسانيه خلال تاريخها الطويل ساهمت مع العقل والنفس على نشوء الاديان والمعتقدات والهمت الاديب والفنان الى جانب تاثير وعيه العقلي والنفسي.
ولا شك في ان اكثر ما شغل بني الانسان وعقله ونفسه الفردي والكلي منذ ان حاز القدره الادراكيه....هو القوه المهيمنه - الوجود في ذاته والى الان ، فانا لم اقل بادراك وجود الله وانما قدرة الادراك التي عرفت الزمان والمكان عرفت النسبي فعرفت المطلق ان ادراك الوجود المطلق في ذاته ليس ارثا او انجازا اخلفه الانسان في الممارسه من قوى النفس والعقل و مؤئرات البيئه والمحيط من ظواهر واشياء كما انه ليس في قواه الغريزيه من اجل البقاء و الحفاظ على الذات انما هو خاصيه متشكله ومكونه في القدره الادراكيه والتي هي ميزه ناتجه من اثر مادي محدث بالانسان من دون الكائنات الحيه الاخرى اي التركيبه الوراثيه فهي مصدر ادراك الجزء والكل وما الوجود الا كليه مطلقه وقوه مهيمنه ولا يعني ذلك احساس بوسائل الحس المعروفه, الا ان التعبير عن الوجود وعن تفاعلاته ومتعلقاته في النفس والعقل الناشئ المتطورالفردي والاجتماعي يتغير وفق مستوى تطورقواه النفسيه والعقليه المعرفيه لذلك تتغير المفاهيم ، وتختلف في الزمان والمكان، ان التعبيرعن الوجود هو تعبير نفسي عقلي- معرفي مكاني وزماني عن دالاته المحسوسه(اياته)...والوجود في ذاته هو الكليه المطلقه والقوه المهيمنه وليس الكون ولا هو شيئ او ظاهره ولاهوكتله اوطاقه اوبلازما لانهائيه او سرمديه، وليس عدم ايضا فهو وجود مدرك كخاصيه في قدرة الادراك فوق حركة النشوء والهلاك وخارج الزمان والمكان والكيف والكم, فتلك التي عددناها جميعها دالات , ان الحركه والتغيير هي من سمات جميع الاشياء والظواهر وان عملية الهلاك والنشوء للظواهر والاشياء هي عمليه مستمره بفعل التاثير والتاثير المتبادل منذ النشوء الاول للكون ولا يمكن تصور النشوء الاول الا بفعل خارجي ناتج ممن ليس شيئ (ليس كمثله شيئ) و لو كان شيئ لخضع لقانون النشوء و الهلاك اي لقانون جدل الصيروره ،فالوجود هو ذاته البقاء المطلق المدرك في قوة الادراك ,فهو ايحاء او وحي وليس احساس او وعي وتلك خاصيه فريده عند الانسان الى جانب الوعي من دون الكائنات الحيه, لذلك هو وحده من عبّر عنها في النفس والعقل .
انا لم اقل ان الانسان ادرك وجود الله و ان نبي الاسلام لم يرى الله او راه كما تدعي او يشاع انما راى الروح التي لها اثر مادي وتشكل مادي وهو ظاهر في قدرة الادراك اي الخاصيه المسؤوله عن ادراك الوحي, ان الرسول وهو نبي اي موهوب وتلك سمه خارجه عن ارادته, فيتلقى الوحي, اي وحي الوجود او الرحمان،رغم ان الرسول بشر مثلنا ياخذ من وحي العقل والنفس ايضا بالضبط كما عند الفيلسوف والعالم والفنان فان هؤلاء متميزين وهم ليس كعموم الناس فليس جميع الناس فلاسفه وعلماء وفنانون فهم نخبة موهوبه في ألبابها ووحيهم من امر وخاصية ذات العقل والنفس الكلي ,وهي سمه خارجه عن ارادتهم تتلقى وحي العقل والنفس الكلي في البابهم ،اذن الوحي ظاهره موضوعيه وهوشكلين الاهي وعقلي نفسي., فالوحي الالاهي لا يتنافى و وحي العقل والنفس الكلي وكلا الحالين لا يلغيان قانون المعرفه الانسانيه العام الا ان الانبياء صفوه والموهوبين نخبه...
في الختام سؤالي لك هل انت متيقن من عدم وجود الله لماذا عندما يناقشكم مختلف تطلب منه الاثبات ولا تطلب من نفسك هل انت هو الحقيقه او انك خلاص امتلكت الحقيقه ولا يجوز مناقشتك