العنف الثوري هو الحل

باسم زياد
2007 / 7 / 8 - 11:59     

تصريحات البابا وتكريم رشدي من قبل ملكة بريطانيا بدفع من الماسونية ودلالاتها السياسية
• التحالف الشرقي الأعظم، اليسار و الإسلام
متــــى وكيــــف ولأجل مـــاذا ؟؟

لا ريب إن جر البابا في الوقت الذي حل بعد قضية الرسوم المسيئة تزامنا مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر يعد إنعطافة كبيرة غير موفقة التوقيت من قبل مؤسسات الضغط الصهيو – مسيحية الجديدة التي بدأت تبحث عن مساند قوة تلجأ إليها بعد هزيمتها المنكرة في لبنان فاختارت البابا بندكت السادس عشر .. لتكون الحرب على الإرهاب حربا ً صليبية ً بامتياز !
واليوم ملكة بريطانيا ، بتوقيت خروج توني بلير " مذموما" مدحورا من السلطة جاء تكريم رشدي لإمعان الإساءة للأمة الإسلامية التي مثلت الماسونية في بريطانيا مسرحية السيارات المفخخة لتزيد من حقد المسيحيين في أوربا على الإسلام ...!
سيناريو مدروس ..ولعبة شطرنج بارعة لكننا نؤكد لعبيد الشيطان هؤلاء :
إنكم مهزومون....مهزومون...مهزومون.....في بضع سنين ...لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ ٍ يفرح المؤمنون .
إن ورقة البابوية وتكريم رشدي الملكي في هذا الوقت بالذات يأتي نتيجة الشعور العميق بالإحباط والخوف من المستقبل الذي ينذر بالخطر الكبير " الموعود" في الكتب المقدسة من قبل المارد الإسلامي المتحالف مع مارد شرقي عملاق ، إن تصريحات البابا تعني بداية العد التنازلي لنبؤة هنتغتون....لكن المثير في هذه التصريحات يضع الدائرة على نبؤة هنتغتون نفسها ويجعلنا نسال :
هل كانت نبؤته تخمينا ً علميا ً صرفا ً في قراءة تداعيات عالم ما بعد الحرب الباردة أم إنها كانت مدفوعة توراتيا ً وإنجيليا ً هي الأخرى ؟
وهل نستبعد إنتماء هنتغتون لنفس المؤسسات التي روجت ليوم الخلاص ونظـّرت لملحمة هر مجدون التاريخية الفاصلة بين الخير والشر سيما وهي قد وردت على لسان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان بقوله إنه ربما يكون الجيل الحالي هو الجيل الذي سيشهد هذه الموقعة التلمودية العملاقة الفاصلة في تأريخ الجنس البشري كما يدعون..؟؟
في كل الأحوال ، مهما تكن مصادر نبؤآته فإن ما يخطط له في المستقبل لن توقفه " ولن تستطيع " أي قوة في العالم في وقتنا الراهن وستجري كما هو مخطط لها بالضبط وحسب التوقيتات لكن الذي سيكون مثيرا ً هو النتائج المترتبة التي كانت مؤآتية في الزحف على ملك آشور " صدام" وإخراجه مكبلا أسيرا بين الأمم كما وعد التلمود ، لكن ما أخفق في النتائج المطلوبة هو الوصول لنهر في شمال إسرائيل " الليطاني " إلى درجة إن أمريكا تحايلت على قرار وقف إطلاق النار ودفعت إسرائيل لزج كل ما لديها من قوة لإظهار مشاهد تلفازية ولو بسيطة للجيش الإسرائيلي وهو يسير على ضفة الليطاني في اليوم الأخير من الحرب لكن هيهات ، هذه المرة لم ينصرهم رب الجنود المحارب يهوه..!
المحافظون الجدد و أتباع مؤسسة سليمان العظيم " أول البنائين الأحرار " في حيرة والتحقيقات في إسرائيل جارية على قدم وساق ، وكرد فعل طبيعي في مثل هكذا أجواء تم إيقاض مفهوم " القربان" الإسرائيلي القديم من لا وعي هذا الشعب الجمعي فكانت الإدانات هنا وهناك بإتهام الرئيس ووزير العدل بالتحرش الجنسي ودفع بعض القادة العسكريين للإستقالة ولا يزال البحث مستمرا عن القرابين الواجب تقديمها لإرضاء يهوه " الشيطان" ، عساه يعود إليهم بالنصر من جديد فيغيروا النظام في كل من سوريا وإيران ويحيلوا هذه البلاد كما فعلوا في العراق إلى مراتع َ للموت الأحمر الموعود بعد بناء حكومة جديدة وقيادة عسكرية جديدة في إسرائيل لتحارب إيران وسوريا بمدد ن إله الماسونية الأعظم .... الشيطان !
إنه عالم ٌ حقير ٌ منافق ٌ حقا ً..؟
البابا ... عبد الشيطان ...الذي تناسى محاكم التفتيش وما فعلته بالمسلمين في الأندلس وفي غرناطة قبل ستمائة سنة ٍ فقط و الذين إضطرت قسما ً منهم إلى إعتناق الكاثوليكية بالقوة وشردت وقتلت الباقين أطل اليوم وفي هذا التوقيت بالتحديد ليعلن إنه ضد مفهوم " الجهاد " في الإسلام !!
هذا المفهوم بالتحديد قامت ضده ومن أجله الحرب العالمية الشاملة التي تقودها أمريكا ضد ما يسمى بالإرهاب وتصريحات البابا في هذا التوقيت تعد سببا كافيا لإتهامه بأنه في موقع تنفيذ أجندة سياسية لهذه الحملة ( ليس إلا ) والتي لم يمانع قداسته أن يكون جزءا منها وهو مالا يليق برجل دين يحضا بإحترام الأمة الإسلامية نفسها قبل تصريحاته المقيتة هذه !
لقد ظهر مؤخرا وبوضوح تام مباركة الكنيسة زواج الدين بالعلمانية الذي أنجب التيارات الصهيو_مسيحية التي تقود قوى الإمبريالية في أمريكا وأوربا المعاصرة بعد إضطرار هذه الكنيسة التخلي عن تسلطها ونزعتها في تولي مقاليد السلطة إبان عصر النهضة والتي تحتشد اليوم رافعة ً لواء الإمبريالية الرأسمالية ، كما أكدت هذا تصريحات البابا الأخيرة المدفوعة بزخم تداعيات الحادي عشر من سبتمبر ،هل ستبقى منابر الشريعة والخطاب الإسلامي السياسي بعيدة الإنتباه لفترة ٍ أطول للقيام بتدشين قرانٍ نموذجي ٍ جديد ًٍ بين الإسلام والعلمانيـــة اليسارية و الإشتراكية في الشرق ؟
هل ستبقى الحركات الإسلامية ..مخدوعة بأوهام فوبيا الخوف من "كفر" الشيوعية في حين تفعل الرأسمالية الغربية مالم تفعله من قبلها أي قوة غاشمة" كافرة" في التأريخ..؟؟
هل إن شق الخلاف كبير بين الإسلامية واليسار إلى الحد الذي بات كابوسا ً لا يفارق رؤى وتصورات وتطلعات الأجيال القادمة ...؟
هل المسؤولية تقع في هذا التنافر على الإسلاميين الذين لا يتيحون أي مجال ٍ للنقاش في

هذا الحديث مطلقا ً ، أم هو التنائي الذي تبديه قوى اليسار والتحرر في العالم العربي من الفكر ومنهاج السياسة الإسلامية ، أم إن أسباب هذا التنافر هي الإثنين معا ً؟
إن تحول الإسلام السياسي إلى طريق جديد ٍ يتمثل في قبوله الإنضمام إلى جبهة تحالفية شرقية عظمى أمر ٌ لا مفر منه لو أراد الإسلاميين بالفعل إنبعاث الأمة ومجدها التليد من جديد ، هم بحاجة إلى مفاهيم جديدة وإصطلاحات جديدة قادرة على بناء تحالفات عقائدية مع رايات طالما إعتبرتها خصوما ً لها وهولت العداوة معها بدفع من الإمبريالية التي كانت تصارع الشيوعية آنذاك ..على الرغم من ضعف القاعدة الشعبية للتيارات اليسارية و الإشتراكية والشيوعية إلا إن الشيوعية في كل من الصين وكوريا لن تثقا بالحركات والتنظيمات الإسلامية لتدخل معها في تحالفات مالم يكن لليسار العربي والأحزاب الإشتراكية دور ٌ في ذلك من خلال تهيئة الأجواء لبناء جدار ٍ شرقي عظيم قادر على إحتواء وصد الهجمة الإمبريالية الصهيونية على العالم..من خلال وضع المقاربات والبرامج والنظريات التي من شأنها تعضيد الثقة بين الشرق والحكومات و الحركات الإسلامية والتحررية في العالمين الإسلامي والعربي .
نتيجة لتعقد طبيعة الصراعات و التصادمات المتوقعة في المستقبل القريب في الشرق الأوسط ، اليوم ، أو غدا ، أو بعده ، ستجد الإسلامية نفسها مضطرة إلى التغيير وصهر المفاهيم وإعادة قولبتها من جديد في نظم ٍ لواقع جديد يتناسب لبناء تحالفات كبرى مع الشيوعية في الصين وكوريا والبوذية الهندوسية في الشرق ، نظم ٍ تعيد إلى أذهاننا ومن ذاكرة التأريخ أربع سنوات ونصف من تاريخ الخلافة الراشدة في عهد الخليفة الرابع " علي" الذي نادى بنوع ٍ من الإشتراكية الإسلامية !!
، ففي حين تبدو الساحة السياسية الشعبوية مؤيدة للحركات والتيارات الإسلامية تظهر صورة السياسة العامة للشرق الأقصى مثل هرمٍ عظيم متعدد الألوان يمتلك القوة والهيمنة " فيما لو " أزيحت أمريكا من الخريطة على الشرق الأوسط برمته ما يعني تحول المنطقة إلى صدام حضاري جديد بين ثلاث قوى رئيسية تبدي مظاهر علمانية لكنها ستكون مدفوعة وفق مباركة " كهنوتية" تستمد قوتها الروحية إما من البوذية و الهندوسية في الهند ومعظم آسيا ، ومن الإسلام في الشرق الأوسط الذي ستكون رأس حربته إيران و مصر و المغرب العربي إضافة إلى ظهور طرف ثالث ٍ هو الأقوى يتجلى في رأس هذا الهرم المتمثل بالصين وكوريا ، نقصد بها كوريا الموحدة الشمالية والجنوبية والتي سيكون وجودها ظرورة حتمية لإعادة رسم الخريطة في العالم الجديد ، عالم العسكرتاريا الدموية الجديدة ...!!


فبدلا ً من أن تتحول هذه الدوائر إلى مفارق تصادم ٍ و صراعات مستمرة في المستقبل القريب ....مالذي يمنع ( عدا أميركا) أن تتحول إلى تقاطعات حوار ٍ والبدء بإجراء تحالفات جديدة لا يمكنها أن تتحقق بين ليلة وضحاها دون مد جسور ٍ فكرية وإنشاء أجندات سياسية جديدة تقوم على تقبل فكرة التحالف مع " الآخر"..؟؟
هذا التحالف الذي لن يكون دون أن تلعب قوى الإشتراكية واليسار في العالم العربي والإسلامي دور المنظر والوسيط فيه بين الشرق الأقصى والإسلام ، وهذا يحتاج بالتأكيد كخطوة أولى وأساسية طرح الموضوع وتعميته في كافة الأوساط السياسية الشرقية والشرق أوسطية ، ولعل " حركة الإخوان المسلمين " في مصر ستلعب الدور البارز والأساس في البدء بالخطوات الأولى " فيما لو إنتبهت هي وباقي التنظيمات الإسلامية غير المصنعة صهيونيا ً" لمدى الخطر المحدق الآتي مع العلمانية – المسيحية – الصهيونية – الغربية التي صبت اليوم جل إهتمامها على الإسلام ..وتصريحات بابا الفاتيكان و تخرصات بوش والمستشارة الألمانية و بلير و بيرلسكوني كلها دلائل مؤكدة على المغالطة الكبرى والخديعة المقيتة التي إختزنها الغرب لقرن ٍ كامل ٍ من الزمان وتفنن بإخفائها وملئ تجاويف تساؤلاتها بالحقائق العكسية المقلوبة ، فالإستعمار الحديث في واقع الحركة التأريخية إمتداد ٌ للحروب التسلطية بإسم الدين والتي سميت بالحروب الصليبية ، وإغتصاب فلسطين هو الآخر إمتداد ٌ لطمس الهوية الإسلامية التي نجحت في الأندلس ( إسبانيا) وفشلت في الجزائر !
ما يقرأ اليوم ومنذ قرن ٍ كامل إن الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع ٌ قومي تأريخي لكن الحقيقة وفق زاوية تاريخية أعمق ماهو إلا إمتداد ٌ لصراع ٍ قديم بين الإمبراطوريتين الرومانية المسيحية والفارسية حيث دخلت الإمبراطورية الإسلامية في وسط حلبة ذلك الصراع القديم لتنشر مفاهيمها الدينية والسياسية للحضارة الإسلامية كمفهوم ومعنى يتجاوز حدود القومية والأقوامية إلى بعد ٍ إنساني " أممي " شامل ، ولكون التوسع والفتوح و" السيف" سمة تلك العصور فإن هذه الحضارة الجديدة في صراعات الشرق الأوسط القديم قد وجدت نفسها غير قادرة على الصمود وسط الساحة بين روما وفارس دون تفعيل " الجهاد" الذي تمكنت به من التوسع أكثر مما كانت تريد ..!!
وهذا كله لا ينطوي في إطار التكليف الإلهي بنشر الإسلام بهذه الطريقة وإنما هو متطلب سياسي – عسكري – حضاري كان لابد منه لتبقى هناك حضارة إسلامية إندمجت مع باقي الأمم التي تبنت الإسلام وتحولت إلى صخرة جبارة في الصراع مع روما التي سعت منذ ذلك الحين إلى تحرير مهد المسيح والأرض المقدسة " أورشليم" في حقبة الحروب الصليبية حيث تمكنت الحروب الصليبية بإسم المسيح من صهر " الأندلس" والجغرافيا السكانية للأندلس لكنها فشلت في إنتزاع فلسطين حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وإعلان الأمم المتحدة قيام دولة إسرائيل بإعتراف الإتحاد السوفييتي للأسف ، هذا الإعتراف الذي وضع أكثر من علامة إستفهام على حقيقة هذه الدولة وما إذا كانت لها علاقة بالصهيونية العالمية الرأسمالية " الماسونية" ؟
مهما يكن ، فإن الإشتراكية الحالية ممثلة بدولة الصين ودول أميركا اللاتينية الحرة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ليستعيد كافة حقوقه التاريخية وإلى جانب الأمة الإسلامية للنهوض ن جديد و إستعادة مكانتها التأريخية ، فبعد أن إضطرت الكنيسة إلى القران مع العلمانية والليبرالية التي إصطبغت بها الإمبريالية هناك كان لابد من مواجهة المنظومة الغربية العابدة للشيطان والشر ، بمعنى آخر ، نحن اليوم أمام وجه ٍ جديد لروما وعقيدة روما وعصا روما الممثلة بأمريكا ، والدليل ....تصريحات البابا وسلوك الملكة البريطانية التي هي فقاعة ٌ من أعماق بحر ٍ من المؤامرات والدسائس على العالم !
إن الحروب الحضارية هذه سيئة جدا ً ، لا بل إنها سيئة للغاية وتخالف مفاهيمنا عن الإنسانية والعدل والسلام والأخوة بين كل البشر ، لكن ، ما يدفعنا حقا ً إلى طرح صورتها من جديد هو المخاض الذي لابد منه على سريرها الذي جره الغرب لنا عنوة في الوقت الذي يتباكى فيه على الحرية وحقوق الإنسان و " الحيوان" الذي وضع قوانين صارمة لمحاسبة من يتجاوز على حقوقه في حين إن الغرب نفسه يذبح الإنسان في العراق وفلسطين كل يوم وكأنه يعتبر البشر هناك أدنى مرتبة من الحيوانات التي يدافع عنها !!
يبقى أن نقول إن الإسلام السياسي يعاني من مشكلة " العمى " عن قراءة ونقد الذات ، سواء في النماذج الإخوانية والسلفية أو نموذج ولاية الفقيه في إيران ، هذا النقد ، هو الأداة الأساسية للنجاح والتمكين للفعل الثوري من أن يكون كاسحا مواكبا ً لروح العصر ، الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي لا يزال في " طفولة" تقدس تجربة الآباء ، الإسلام السياسي حتى اللحظة لا يستطيع الفصل بين متطلبات المرحلة التأريخية التي حتمت الجهاد لأجل البقاء وبين حقيقة الدين الذي لا يجب أن يعتنق بالإكراه في نصوص ٍ واضحة من القرآن ، وبالتالي فهو لا يزال يعاني من أزمة قبول اليسار والإشتراكية التي لو تمكن من تنظيم عقد ٍ سياسي معها فإن حركة الكوكب تعكس ويعود الشرق شرقا ؟
فتعميم القدسية على كل نهج " السلف" هــو المشكلة والعقبة التي يجب تجاوزها بالتخلي عن التفكير المثالي المتمثل في بناء حضارة إسلامية جديدة لا تعتمد على حضارات ٍ أخرى في العادات والتقاليد والموروث وتكافئها في العمق الروحي الشرقي التاريخي الطويل والذي أستمدت حضارتها الإسلامية عمقها والكثير من الإنجازات والمفاهيم " المرحلية" التي كانت شرقية وأضفيت عليها صفة القدسية لاحقا وهذا بالتأكيد سيقودنا إلى التساؤل :
هل كانت النظم السياسية ومناهجها في الإسلام غير قابلة للتحديث والتطوير ؟
لما لا تحدث اليوم لتقارب الشرق الأقصى وتكف عن الوقوف في ظل الغرب الغريب عن تاريخنا والذي لم يشارك في صناعة الجوانب الإيجابية منه ؟
لما لا يتقارب الإسلام السياسي مع القوى التي تتخندق معه في مقارعة الإمبريالية الصهيونية المقيتة؟
لم يشاركنا الغرب ولم يأت إلى الأمة إلا بما هو رذيل مؤثِـرا ً ما يُـفـَـعـّـِـل عوامل النهوض ، ولا تصل لأي دولة في الأمة العظيمة تكنولوجيا الذرة " مثلا " إلا من باب الحفاظ على مصالح الغرب الكبرى في الشرق .
ففي حين تمتلك دولة إسلامية مثل باكستان للسلاح النووي فهي لم ولن تشكل تهديدا لإسرائيل في يوم ٍ من الأيام بل العكس ، الباكستان ومؤسستها العسكرية الماسونية مئة بالمئة تطبخ أعتى وأمكر صنائع الغرب في الهجمة المحمومة لتشويه الإسلام اليوم بعد أن كانت المؤسسة العسكرية الباكستانية غرفة عمليات لمحاربة الإتحاد السوفييتي بشتى الوسائل ، وكانت النهاية بزوال طالبان التي جرتها أميركا للمنازلة كما جرت صدام لحرب الكويت بمئة طريقة وطريقة ..!
المؤسسة العسكرية الباكستانية كذلك تلعب اليوم الدور المميز والبارز في أن تضع نفسها خصما نوويا لجارتها الهند التي تحتفظ بعلاقات طيبة مع إسرائيل التي تحرص على أن لا تكبر المؤسسة العسكرية الباكستانية إلى الحد الذي تخرج فيه عن السيطرة كما حصل مع صدام نهاية الحرب العراقية الإيرانية ..
كل هذا يحصل لأجل أن يحفظ توازن القوى في الشرق ، لكن، إلى متى يبقى الشرق في سباته وغفوته الطويــــــلة ؟
والى متى تلعب الباكستان دور الكلب الصهيو- أميركي في الشرق .. هذا الدور الذي كان مناطا ً بشاه إيران قبل الثورة الإسلامية التي قلب فيها روح الله الخميني السحر على الساحر..؟
واليوم في العراق يبحثون عن كلب ٍ جديد..ولكن، العراق وحول ٌ في وحول ولا صورة لمستقبل ٍ أمريكي مشرق بين النهرين حتى اللحظة !


صدام الحضارات
حتمية التصادم الحضاري..ونهاية التأريخ بنموذج الديمقراطية والليبرالية الغربي وإعتبار الشرق والإسلاميين بقايا القرون الغابرة المتخلفة على حد ادعاء المفكرين الغربيين مثل فوكوياما و هنتغتون ، إضافة ً إلى آلاف العناوين والدراسات ومئات مراكز الدراسات الشرقية والشرق أوسطية ..
كلها مسخرة لإعادة رسم العالم بأي وسيلة ٍ ممكنة تكون إلى الحد الذي لعبت فيه كل الأوراق بما فيها الكنائس على إختلاف مذاهبها لتفعيل الصدام مع الإسلام !
فهل سيبقى الإسلام السياسي في السنوات المقبلة واقعا تحت نير الطائفية التي تنخره وتمزقه داخليا ً من جهة وتحت أكناف العزلة والركون بعيدا عن قوى التحرر والممانعة ضد الإمبريالية في العالم الواسع من جهة ٍ أخرى....والى متى ؟؟
لو تفحصنا مشهد السجال السياسي بين الإسلام واليسار في المنطقة العربية والإسلامية نجد إن المسؤولية تقع على كلا الطرفين في إعادة صياغة عقد سياسي إجتماعي عقائدي للمجتمعات الشرقية ورمي الماضي كله وراء الظهور لأن مستقبل الدم قراطية الصهيونية واعد ٌ بالموت الأحمر لكلا الطرفين !
إن النظر في المشهد الدرامي السياسي الجديد فيما يتعلق بالذي يجري بين فنزويلا وإيران " على سبيل المثال " نجد إن ظروف هذا القران جد ُ مؤآتية في أن تكون حالة أعم وأشمل و بمديات أوسع وأعرض بواقعية حاجة فعلية لمواجهة المارد الإمبريالي الذي جاء للشرق الأوسط بطرق متعددة كثير منها خفي والقليل منها معلن ، لذا ، هل حلت ساعة ولادة فكر شرقي يتشكل في بداياته من جبهة كبرى تجمع الفكر الإسلامي مع الفكر الاشتراكي والتحرري ..؟؟

إلى متى تبقى الشعوب العربية والإسلامية بمعزل ٍ عن قوى الشرق المتنامية المتعاظمة التي بدأت ببناء مقومات قوتها الجديدة ببطئ منذ نهاية القرن الماضي وباتت تقلق الولايات المتحدة وقوى الإمبريالية الأخرى ؟
على الرغم من كثرة التحركات والتشويش على هذه الدول كي تبقى بعيدة عن دعم الأمة السلامية خصوصا ً المحاولات الحثيثة لعزل الهند وإذكاء القضية الكشميرية بين الحين والحين لتكون حائلا بين الهند والإسلام أطول فترة ممكنة ، والسؤال هو :
مالدور الذي من الممكن أن تلعبه قوى اليسار والتحرر في معركة الأمة القادمة والحتمية مع الغرب ..؟؟
إن دورها حسبما تمليه خريطة التغيرات الجيو- سياسية الحاصلة اليوم في العالم والشرق الأوسط بالتحديد هو لعبها دور الوسيط في قلب قطبية العالم الجديد..!

هذه الوساطة ستكون بمثابة الإسمنت اللاحم في بناء سور الشرق الأعظم الذي سيجمع كل ما في آسيا من قوى في حلف كبير جامع صلب ٍ لا يتهاون مع التطرف الغربي الصهيوني أبدا ً .

كيف ؟
الصين ، روسيا ، الهند ، كوريا الشمالية ..دول ٌ تسعى للنمو ولعب دور ٍ أكبر في قيادة العالم ، خصوصا ً الصين ، هذا المارد الذي لم يتحرك خارج السور العظيم بعد ، سيكبر إلى الحد الذي سيجوع ُ جوعا ً شديدا إلى نفط الخليج في العقدين المقبلين كما تشير إلى ذلك معدلات النمو الإقتصادي الصيني ، وبهذا ستكون المنطقة أمام المعادلة الآتية :
• إما قبول أمريكا كقوة عالمية مهيمنة تسعى إلى تدمير الثقافة الإسلامية بالكامل وإن تظاهرت مؤقتا بإحترامها مدفوعة بذلك من الصهيونية العالمية التي لا ترقب في هذه الأمة إلا ولا ذمة ، تسعى لهدم الأقصى وإنشاء الهيكل وإفساد الشرق وعاداته وتقاليده وبناء إمبراطورية عالمية شرقية تمتد عاصمتها من النيل إلى الفرات ، هذه الإمبراطورية وعلى الرغم من كل تخرصات الليبرالية المتأمركة التي صمت الآذان بنقد ما أسمته بنظرية المؤامرة ، بات اليوم وشيكا بعد كل ما جرى إن هناك " مؤامرة" كبرى لا تستهدف الإسلام بل الإنسانية ، هناك كذب وكذب و كذب في رفع الشعارات التي تنادي بالحرية والديمقراطية التي تتخذ كغطاء لتمرير أحلام ٍ تلمودية مريضة ؟
• أو قبول الصين وقوى دولية شرقية وغربية أخرى قد يتمكن اليسار العربي والشرق أوسطي من لعب دور وسيط لإجراء تقارب فكري على الصعيد السياسي لإقامة تحالف ٍ شرق أوسطي كبير ، هذا التحالف الذي سيكون حقيقيا ً لكونه يتمتع بالتوازن بين القوى الإسلامية والقوى الشيوعية و الإشتراكية في العالم الجديد القادم ..
هناك وهم ٌ بمثابة الخطأ الشائع بتصوير تبعية الدول العربية الحالية لأمريكا بأنها مجرد تحالفات ، والحقيقة إن التحالف يكون بين قوتين دوليتين صورة التكافؤ والمقارنة قابلة للقياس وليست معدومة كما هو الحال في الدول العربية التي هي عبارة عن محميات ومستعمرات من طراز جديد تابعة للولايات المتحدة وإسرائيل وقد أثبتت ذلك الحرب اللبنانية الأخيرة التي لم تفعل فيه أي دولة عربية ما فعلته حكومة فنزويلا في أمريكا اللاتينية..؟؟

إن دور اليسار القادم يتعلق في خلق الأجواء الثقافية والفكرية السياسية بمرحلتين أساسيتين :
المرحلة الأولى
: تتضمن شد القوى وتوحيدها في العالم العربي والإسلامي لتكوين جبهة تحررية يسارية – إسلامية كبرى في الشرق الأوسط ويتم ذلك بالخطوات الآتية
• أولا جمع الحركات الإسلامية المتنافرة ً بالتنسيق مع إيران كدولة ٍ ونظام ٍ سياسي يتبنى في نهجه فكرا ً إسلاميا ً و لملمت شتات هذه القوى تحت جبهة إسلامية واحدة
• ثانيا التنسيق مع حركة الإخوان المسلمين في مصر والعمل على مد جسور ِ تحالف ٍ جديدة مع إيران وماليزيا ودفعها إلى إتخاذ خطوات جدية وبناءة لنبذ الطائفية وتقديم تنازلات جديدة للأمة الإسلامية على مختلف الأصعدة السياسية والعقائدية المذهبية من شأنها رأب الصدع الذي جعلته الإمبريالية كبيرا وتحذير باقي الحركات المتمذهبة من الإستمرار في تحريضاتها الطائفية لشق عصا المسلمين، وجذب هذه الحركات خصوصا في مصر والمغرب العربي إلى طاولة الحوار السياسي من جديد مع كل أطياف التحالف الأعظم ، وإتخاذ تدابير جدية ضد كل من يمارس " العهر السياسي" بإسم الإسلام والوطنية خدمة للمصالح الصهيو-مسيحية الجديدة..خصوصا الأنظمة " الحالية " في العالمين الإسلامي والعربي .
• ثالثا نتيجة هذا التنسيق تكون قناعة كل الأطراف بالأممية الإتحادية الشرقية المتلونة التي تعتمد في علاقاتها على الإتفاقيات والمعاهدات مع دول الشرق العظمى خصوصا ً الصين التي يجب أن تطمئن لإيران والحركات الإسلامية والتي يكون بدورها عمل إصلاحات وتغييرات جذرية للدخول في مرحلة التحالف مع كل من كوريا والصين .

المرحلة الثانية :
وهي مرحلة ما بعد تكوين الجبهة الشرق أوسطية الداخلية ، وتتضمن تكوين جبهة شرقية آسيوية كبرى عن طريق :
• أولا ً التنسيق من ثم لبناء فكر ٍ شرق أوسطي يساري ديمقراطي إسلامي جديد من شأنه بناء الحلف العظيم القادر على مواجهة الهجمة التوراتية الإنجيلية الصهيونية المتطرفة على العالم .
• ثانيا ً العمل على تذويب ركائز القوة والهيمنة الإمبريالية في العالم في الشرق الأقصى خصوصاً المتمثلة بالنظم العميلة للولايات المتحدة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية و الباكستان ، وهذا يتطلب محاربة النظم في هذه الدول أيضا ً وتشجيع كوريا الشمالية ودعمها لتحرير الجنوب الكوري وتذكير الشعب الياباني الأصيل بالعدو الحقيقي والتاريخي له..أمريكا التي لم تزل تستعبده حتى اليوم !
• ثالثا ولادة الأممية الشرقية كطيف ملون تستظل في فيئه العلمانية والدينية على حد ٍ سواء بنظام شرقي توافقي شديد الإحكام تصل فيه جميع الأطراف الإسلامية إلى القناعة إن حياتها لابد أن تكون في ظل أممية شرقية ملونة تجمع العلمانية مع الدينية و التخلي عن فكر و طبائع الإقصاء المتجذر في التنظيمات الإسلامية كذلك إيران أهم الأطراف التي عليها بناء فكر ٍ سياسي ٍ جديد ٍ لثورتها الإسلامية قادر على إحتواء كل تعقيدات الشرق الدينية و اللادينية من جهة والقومية والمذهبية من جهة أخرى حتى يصل النظام الحاكم في إيران إلى الصيغة المقبولة إسلاميا ً وشرقيا ً وهذا يتطلب جهدا ً إستثنائياً من لدن رموز الثورة الإسلامية في إيران خصوصا الرئيس الحالي "نجاد" ذو الماضي الشيوعي ، يجب أن ينسى الشرق( كل دولة ٍ فيه) الأحلام الإمبراطورية القومية الخاصة سواء العربية والفارسية والكورية والصينية ، الشرق كله سيكون قوة عالمية كبرى تعيد التوازن إلى هذا العالم ، وكلنا في الهم شرق ُ .
• رابعا وضع بروتوكولات توزيع إقتصادية تجارية جديدة خاصة بالتحالف الشرقي تتضمن تيسير التبادلات التكنولوجية والمواد الخام الأولية بما فيها البترول في البلاد العربية الذي يجب أن تحصل دول الشرق عليه بسهولة وتمنح لها إمتيازات خاصة بعد حرب تحرير الجزيرة العربية .
• خامسا الحوار مع روسيا ومحاولة ضمها إلى هذا الحلف بكل طريقة لأن دخول روسيا لمثل هكذا تحالف يعني النهاية السريعة والخاطفة للصهيونية والإمبريالية.
هذا هو الطريق إلى الحرية ولا طريق سواه و إلا سيبقى شرقنا متخلفا ً إلى مالا نهاية لان الغرب كله متحد على الرغم من كل الخلافات المذهبية والقومية والسياسية فإنه تجاوز كل ذلك وجاء للشرق مكملا ً المسيرة التي بها قد بدأ قبل مئة عام !
الشرق المفكك لا يمكنه صد الغرب المتحد ، والإسلام السياسي يعي جيدا إن السماء لم تعد تمطر ذهبا ً ولا فضة ولا ملائكة مسومين ..!!
لولا إيران ما انتصر حزب الله ، ولولا الصين وكوريا الموحدة لن يظهر نظام عالمي جديد من شأنه تعويض الأمة الإسلامية عن كل الأضرار التي لحقت بها جراء الإستعمار الحديث و سايكس بيكو ، ومن يدري ، قد تظهر بعد النهضة الإسلامية المقبلة أمم ٌ متحدة جديدة تقر للعرب حقهم التاريخي في الأندلس كما أقرت لليهود حقهم في فلسطين..؟؟؟
من يدري ، لربما يظهر هذا الإتحاد الحتمي و الضروري في المستقبل القريب بين أؤلئك السائرين على خطى " جيفارا" و " عمر المختار" و " موسى الصدر" كما تتحد البابوية اليوم مع الإمبريالية ، قد توحد الصفوف والرايات الحمراء والخضراء والسوداء وتحشا جميع البنادق ، ويستعد للمواجهة الحتمية الكبرى..بعد أن تكون مثيلات تصريحات البابا وبوش وإليزا بث القذرة وغيرها قد أخذت فعلها بجعل عصر الخديعة والنظر للمشهد الإيديولوجي العقائدي بعين ٍ واحدة موليا ً إلى غير رجعة ؟
وربما سيكون ُ زمن الازدراء من الصفوية " الذي حرصت الماسونية على تأجيجه" وغض الطرف عن نخر الماسونية في جسد شرقنا الأوسط خصوصا ً والعالم عموما ً هو الآخر في ذمة صحف التأريخ خصوصا بعد أن أثبتت آخر الإستطلاعات بأن نصر الله ونجاد هما الأكثر شعبية في العالم
العربي !؟
أما اليوم فإننا نستطيع أن نظمن بأن عصر الديمقراطية قد ولى لتحل محله الدم قراطية الأمريكية المسيحية المتصهينة بعد ما جرى في العراق ولبنان وأخيرا ً تصريحات بابا الفاتيكان الذي نسي محاكم تفتيش كنيسته وحرقها للمفكرين ليبكي على فتوحات الخلافة التي نشرت الدين بالسيف!!
نعم لقد ولى عهد المراهنات السرية ..ولى ذلك الزمن الذي يتحذلق فيه المتصهينون ، وقد آن أوان أن تتحد الطبقات الشعبية المسحوقة ضد الإمبريالية !
التي خدعت العالم طيلة قرن بالحرية والليبرالية..!
آن الأوان كي يعترف الجميع إنهم في عالم لا يعرف من الحرية إلا ما هو سيء وبذيء ، آن الأوان كي تصطلح قوى اليسار والتحرر مع القوى الإسلامية لبناء شرق ٍ حر ٍ عظيم يجدد الحياة لهذا العالم الذي تريد الصهيو - مسيحية إغراقه في الظلام..!!
آن الأوان للتسليم بأن خيار " العنف الثوري الأممي " هو الحل في عالم يغرق ُ في ظلم الدم قراطية الأمريكية .