بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي بمناسبة فاتح ماي2007


النهج الديمقراطي العمالي
2007 / 5 / 1 - 12:11     

تخلد الطبقة العاملة المغربية، كمثيلاتها في باقي دول العالم، فاتح ماي 2007 في ظل أوضاع دولية ووطنية تتمثل فيما يلي:
الوضـــــع الــــدولي
- استمرار الإمبريالية، بقيادة الإمبريالية الأمريكية، في هجومها ضد الطبقات العاملة وضد الشعوب المضطهدة، عبر فرض السياسات الليبرالية المتوحشة والتي تستهدف تكثيف استغلال الطبقات العاملة في العالم وتسريع نهب خيرات الشعوب، وذلك باللجوء إلى كل الوسائل بما في ذلك العدوان والحروب والاحتلال وزرع الفتن والاقتتال وتسعير النزاعات الاثنية والعرقية والدينية والطائفية.
- وتستفيد الإمبريالية من غياب قطب معارض، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وضعف حركة الطبقة العاملة، وفي مقدمتها الحركة الاشتراكية المتشبثة بفكر الطبقة العاملة، وضعف حركات التحرر الوطني وانقسامها وقدرة الإمبريالية الأمريكية، لحد الآن، على قيادة المعسكر الإمبريالي وتدبير تناقضاته.
- غير ان مقاومة الشعوب للهمجية الإمبريالية – الصهيونية والتي شكل انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية في حرب الإبادة والتدمير التي شنها العدو الصهيوني في صيف 2006 بدعم كامل وهائل من طرف الإمبريالية، وخاصة الأمريكية، وتواطىء جل أنظمة العالم العربي، ذروتها وعنوان بداية نهاية المشروع الإمبراطوري الأمريكي الذي سعى إلى تنفيذه المحافظون الجدد بقيادة بوش والذي يتعرض لضربات موجعة في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من مناطق العالم .
وبفعل تصاعد النضال ضد الهيمنة الإمبريالية الأمريكية وضد الليبرالية المتوحشة التي أدت إلى تفقير خطير لشعوب أمريكا اللاتينية، خاضت هذه الشعوب نضالات قوية أثمرت انتصارات مهمة لقوى اليسار حيث تقدمت الثورة الشعبية البوليفارية في فينزلا وانتصرت قوى اليسار الجذري في الانتخابات في نيكاراكوا وبوليفيا والاوركواي بينما تراجعت قوى اليمين في المكسيك والشيلي والأرجنتين ...
إن هذه الانتصارات تطرح على كل القوى المناهضة للإمبريالية مهام جسيمة تتمثل في تقوية وتنويع أشكال التضامن الأممي من جهة، وتصعيد النضال ضد الصهيونية والإمبريالية وعملائها في كل بلد على حدة .
وطنــــــــيا
تميز وضع الطبقة العاملة والشغيلة هذه السنة ببلادنا بالمزيد من التدهور الذي تمتل بالخصوص في ما يلي:
- انطلاق مسلسل الغلاء الذي مس مواد وخدمات أساسية في عيش الكادحين وشكل إضعافا لقدرتهم الشرائية في ظل استمرار تجميد الأجور والمزيد من تصفية الخدمات الاجتماعية العمومية وضرب مجانيتها ( التعليم، الصحة ... ) .
- استمرار بل تصاعد التسريحات، خاصة في القطاع الصناعي بسبب هشاشة النسيج الصناعي أمام المنافسة الأجنبية، وكذا بارتباط بالخوصصة (عمال شركتي صوديا وصوجطا مثلا ).
ورغم النضالات المتعددة التي خاضها الشعب المغربي على طول وعرض خريطة البلاد والتي مست مناطق نائية وشاركت فيها فئات وشرائح اجتماعية كادحة، فان النتائج تظل، في الغالب، دون المستوى المطلوب للأسباب التالية:
- فالنضالات المتنوعة والنوعية التي أطرتها تنسيقيات مناهضة الغلاء التي تضم قوى سياسية ونقابية وجمعوية والتي عمت كل مناطق البلاد، لم تحقق لحد الآن النتائج المرجوة رغم فرضها
بعض التراجعات على الدولة وذلك بسبب ضعف وتشتت اليسار الجذري وضعف انخراط النقابات المناضلة في هذه التنسيقيات.
- كما خاضت الطبقة العاملة في مختلف القطاعات نضالات قاسية يؤشر عليها ارتفاع عدد الإضرابات في 2006 مقارنة ب 2005. ونذكر منها نضالات عمال المناجم، وخاصة عمال تويسيت والعمال الزراعيين وخاصة في اشتوكة ايت باها وشغيلة الجماعات المحلية وفي القطاع الصناعي، وخاصة النسيج، والوظيفة العمومية .. إن هذه النضالات تبقى ذات طابع دفاعي ولا تسفر في الغالب سوى على نتائج جزئية وهزيلة.
إن أسباب هذه الأوضاع متشعبة وكثيرة:
- استمرار تشتيت وحدة الطبقة العاملة عبر تفريخ النقابات، بل حتى تشكيل نقابات فئوية.
- سيطرت البيروقراطيات النقابية على المسار العام للعمل النقابي نتيجة مساعدة المخزن لها. هذه البيروقراطيات التي تطبق سلما اجتماعيا غير معلن تغطيه بحوارات اجتماعية عبثية الهدف منها زرع الانتظارية. إن ممارسة هذه البيروقراطيات يساهم، بشكل كبير، إضافة إلى تعمق الهشاشة وسط الطبقة العاملة والشغيلة، في ضعف التنقيب ( 6% من العمال والمأجورين) رغم العدد الكبير من " المركزيات " النقابية.
- تدخل الدولة بشكل فضيع لحماية الباطرونا وتجميد مفعول مدونة الشغل، رغم علاتها، وإدخال بدعة المرونة في تطبيقها، وذلك بوضع ما يسمى بالمخطط الوطني للملاءمة الذي يشكل خرقا سافرا للقانون، حيث يدعو إلى تأجيل تطبيق مقتضيات المدونة.
- انتهاك الدولة للحقوق والحريات النقابية ومواجهتها النضالات بالقمع الذي يستعمل فيه العنف أحيانا ويؤدي إلى المتابعات والاعتقالات في حق النقابيات والنقابيين والعاملات والعمال.
ويبقى أن السبب العميق للهدر الذي تتعرض له نضالات الطبقة العاملة وتدهور أوضاعها هو عدم توفرها على ممثلها السياسي المستقل المدافع الأمين عن مصالحها ومطامحها في التحرر الوطني والبناء الديمقراطي على طريق الاشتراكية والقادر على الربط بين نضالها الآني المتمثل في صد الهجوم الرأسمالي ضدها وانتزاع مكتسبات وهدفها الاستراتيجي المتمثل في القضاء على الاستغلال وبناء المجتمع الاشتراكي، ربط النضال الاقتصادي للطبقة العاملة بنضالها السياسي.
لذلك وفي ظل غياب التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين واستمرار نظام الاستبداد والحكم الفردي المطلق المشرعن دستوريا، فان الانتخابات والمساهمة فــــي المؤسسات "الديمقراطية" المزعومة لا تشكل رهانا حقيقيا للكادحين. ويطرح بالتالي على المناضلين المخلصين للطبقة العاملة فضح وتعرية واقع الديمقراطية الشكلية باعتبارها دكتاتورية للكتلة الطبقية السائدة.
إن النهج الديمقراطي لن يألو جهدا للنضال وسط الطبقة العاملة والكادحين والالتحام بالمناضلين الطليعيين ويدعوا كل المناضلين الاشتراكيين الغيورين على مصالح الكادحين، العمل بقوة وثبات وبدون كلل أو ملل من اجل التجدر وسط الطبقة العاملة وعموم الكادحين ولم صفوفهم ليكونوا في مستوى بناء التنظيم السياسي للطبقة العاملة وعموم الكادحين.
عاش نضال الطبقة العاملة المغربية
الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي
في 25 أبريل 2007