فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالات المطلبية .....1


محمد الحنفي
2006 / 5 / 26 - 11:24     

إلى :

كل من اعتنق فكر الطبقة العاملة وعمل على إشاعته في صفوفها

شهداء الحركة العمالية.

الشهيد عمر بن جلون


من أجل بناء حزب الطبقة العاملة

محمد الحنفي


1) إن فاتح مايو العظيم، يعتبر يوما متميزا في تاريخ البشرية الحديث، و المعاصر، و هو يخص العاملين في مجال الإنتاج، و الخدمات، و يرمز إلى وحدة الطبقة العاملة، و حلفائها، و يحرضها على التمسك بوحدتها في مواجهة الطبقات الممارسة للاستغلال على المستوى العالمي. وهو يوم يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للإنسانية. ففيه تتذكر الطبقة العامة شهداءها، و فيه تتوحد شعاراتها، و فيه تخرج محتفلة بما حققته من أمجاد عظمتها، و فيه تعبر عن معاناتها، و عن آلامها، و آمالها ، و طموحاتها الآنية، و المستقبلية، و فيه تعقد العزم على الكفاح المستمر، و الأبدي، من أجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، من أجل مجتمع إنساني، بلا استغلال، في كل بلاد الدنيا، من أجل وضع حد لإملاءات صندوق النقد الدولي، و البنك لدولي، والشركات العابرة للقارات، من أجل الحد من أثر عولمة اقتصاد السوق على المؤسسات الإنتاجية، و الخدماتية، من أجل الحد من أثر تلك العولمة على المكاسب الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، والسياسية، من أجل تحقيق عولمة إنسانية، في كل بقاع الأرض، و في ظل الدولة الاشتراكية العالمية، التي لا بد أن تقوم على أنقاض همجية الرأسمالية العالمية، من أجل فرض احترم الإنسان، ومن أجل سيادة العلاقات الإنسانية بين الدول، و الشعوب، من أجل التمتع، وبدون حدود، بجميع الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، و الثقافية، والمدنية، والسياسية، المتلائمة مع إنسانية الإنسان.

2) و فاتح ماي، هو المناسبة التي تتجسد فيها وحدة ا لطبقة العاملة، التي تترجم شعار: " يا عمال العالم اتحدوا"، الذي تتم مقاومته من قبل الطبقات المستفيدة من الاستغلال، و من شرائح البورجوازية الصغرى، و مثقفيها، و من مؤدلجي الدين الإسلامي.

وهؤلاء جميعا يسعون، و بكافة الوسائل، إلى شرذمة الطبقة العاملة، و جعلها لا تقوى على مواجهة الاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، و الثقافي، و السياسي.

و تأتي مناسبة فاتح مايو، كل سنة، من أجل تذكير العمال، و الأجراء، في كل أرجاء الدنيا، بأن قوة الطبقة العاملة في وحدتها، التي تتخذ طابعا تنظيميا، و إيديولوجيا، و سياسيا.

فالطابع التنظيمي، لوحدة الطبقة العاملة، يتخذ مستويين:

مستوى التنظيم النقابي الواسع، الذي يهدف إلى قيادة النضالات المطلبية العمالية، الهادفة إلى التخفيف من حدة الاستغلال، وتحسين شرط العمل .

و هذا المستوى من التنظيم، لا بد أن يؤدي إلى امتلاك الشغيلة لمستويين من الوعي: الوعي النقابي الصحيح، و الوعي الطبقي الحقيقي، الذي يدفعها إلى امتلاك إيديولوجيتها، التي تعتمدها في بناء وحدتها التنظيمية الأخرى، التي تنسجم مع تلك الإيديولوجية.

ومستوى التنظيم السياسي، المتناسب مع إيديولوجية الطبقة العاملة، الهادف إلى قيادتها، إلى جانب حلفائها، من أجل العمل على تحقيق الحرية، و الديمقرطية، و العدالة الاجتماعية، في أفق القضاء على كافة أشكال الاستغلال الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، بتحويل الملكية الفردية إلى الملكية الجماعية، وتحقيق المجتمع الاشتراكي، و بناء الدولة الاشتراكية، لحماية الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، حتى يصير على كل حسب كفاءته ، ولكل حسب حاجته. "و تزول الكوارث الاقتصادية، و الاجتماعية، والثقافية، و السياسية، التي تتخبط فيها المجتمعات الاستغلالية، سواء كانت محكومة من قبل البورجوازية الصغرى، أو من قبل الحزب الإسلامي. تلك الكوارث، التي لا يمكن تجاوزها إلا بالقضاء على الاستغلال الرأسمالي، كيف ما كان لونه، و خاصة: الاستغلال الرأسمالي الهمجي، في ظل عولمة اقتصاد السوق، الذي يقتضي بناء تنظيم عمالي معولم، ضد كل ألوان الرأسمالية الهمجية المعولمة، سعيا إلى عولمة الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، في أفق العمل على عولمة الاشتراكية.

أما الطابع الإيديولوجي، فيقتضي قيام المثقفين الثوريين، والمناضلين العضويين، و الحزبيين، بالعمل على تمكين الطبقة العاملة، و سائر الكادحين، من امتلاك إيديولوجية الطبقة العاملة، الاشتراكية العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، باعتبار الاشتراكية العلمية، هي مجموعة من الأدوات العلمية، التي تساعد المتشعبين بها، على القيام بالتحليل الملموس، للواقع الملموس، حتى يتمكنوا من معرفة الواقع، معرفة علمية، و حتى يسعوا إلى وضع نظرية للعمل من اجل تحقيق المجتمع الاشتراكي.

و بالإضافة إلى ذلك فالاشتراكية العملية، تساعد على امتلاك الوعي الطبقي، الذي يتحدد في إطاره تحديد الموقع الطبقي للعامل، و للمأجور، و إدراك مدى ما يأخذه العمال من أجور، كجزء من القيمة ، و ما يتبقى من فائض القيمة لمالكي و سائل الإنتاج، بالإضافة الى إدراك علاقات الإنتاج القائمة، و إدراك موقع الطبقة العاملة، و سائر الأجراء من تلك العلاقات، لتكون الطبقة العاملة، بذلك، قد تمكنت من امتلاك وعيها الطبقي، الذي تسترشد به، في بناء أداتها الثورية، و في خوض كل أشكال الصراع الإيديولوجي، و السياسي، المتناسب مع مختلف المراحل، التي تعيشها الطبقة العاملة، و مع الشروط الإقليمية، و الدولية.

و باستيعاب الطبقة العاملة لإيديولوجيتها، تتحقق وحدتها المحلية، والاقليمية، والجهوية، والوطنية، والقومية، والعالمية، على المستوى الإيديولوجي كأساس للوحدة التنظيمية، والسياسية.

وبالنسبة للمستوى السياسي، فإن تحقق وحدة الشغيلة التنظيمية، والإيديولوجية، يقودها إلى القيام بممارسة سياسة، تهدف إلى تحقيق الحريات السياسية، و النقابية، و النضال من أجل تحقيق دستور ديمقراطي، و إجراء انتخابات حرة، و نزيهة، من أجل الوصول إلى المؤسسات التمثيلية، و تحمل المسؤوليات الحكومية، في أفق تحقيق المجتمع الاشتراكي، كهدف استراتيجي، يحقق بقوة الواقع، وحدة الطبقة العاملة على المستوى السياسي.

و بهذه الوحدة التنظيمية، النقابية، والحزبية، والإيديولوجية، والسياسية، على المستوى الوطني، والدولي، يتحقق شعار:"يا عمال العالم اتحدوا "، الذي سيقف وراء احتداد الصراع الطبقي، الهادف إلى القضاء على الاستغلال على جميع المستويات: المحلية، والوطنية، والقومية، والعالمية، و إقامة الدولة الاشتراكية، التي ترعى مصالح الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، وتواجه سائر المستغلين، أنى كانت طبيعتهم، أو لونهم، أو جنسيتهم، أو جنسهم، أو معتقدهم.