النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....11


محمد الحنفي
2006 / 5 / 12 - 10:18     

الإهـــــــداء إلـــــــى :

 النقابة المبدئية المناضلة.

 الشغيلة التي ترفض الانحراف النقابي و الانتهازية النقابية، و انتهازية الشغيلة.

 كل مناضل نقابي يحرص على أن تكون النقابة أداة في يد الطبقة العاملة، و حلفائها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.

 كل مناضل حزبي يحرص على أن تكون النقابة مبدئية.


 إلى المناضلين الأوفياء لمبدئية العمل النقابي، في الك.د.ش، و في مقدمتهم القائد النقابي الكبير الرفيق مبارك المتوكل.

 من أجل عمل نقابي مبدئي.

 من أجل الارتباط العضوي بين النقابة، و الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة.

 من أجل وعي نقابي متقدم.

محمد الحنفي

طبيعة العلاقة بين النقابة و الشغيلة:8 :

9) علاقة انتهازية، ذلك أن بعض أفراد الشغيلة الذين تشبعوا بالممارسة البورجوازية الصغرى، كنتيجة لتأثرهم بالفكر البورجوازي الصغير، يبنون علاقتهم بالنقابة على أساس انتهازي، و لذلك نجد أنهم :

أ- يرتبطون بالنقابة المبدئية عندما يكون النضال المبدئي يخدم جميع مصالح الشغيلة بمن فيها أفرادها الانتهازيون، فإن استفادوا ما استفاده جميع أفراد الشغيلة، فإنهم يشرعون مباشرة في البحث عن نقابات أخرى، يمارسون فيها انتهازيتهم، التي لا تتوقف أبدا، سعيا إلى تحقيق رغباتهم الانتهازية، التي تمكنهم من الانتقال من طبقة إلى طبقة أخرى. لأن العناصر الانتهازية من الشغيلة، لا تكتفي بتحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، كما هو الشأن بالنسبة لجميع أفراد الشغيلة، و لا تسعى إلى النضال من أجل القضاء على الأسباب التي تقود إلى الاستغلال المادي، و المعنوي للشغيلة، بل إنها تبحث عن الطرق المؤدية إلى تكريس استغلال الشغيلة، حتى تستفيد منه لصالحها، مما يجعلها تلتحق بالطبقات المستفيدة من الاستغلال.

ب- و للوصول إلى ذلك، فانهم يلتحقون بالنقابة المحكومة بالممارسة البيروقراطية، من أجل العمل على تكريس تلك الممارسة، تقربا من القيادة النقابية، و سعيا إلى الاستفادة من ذلك، عن طريق تحقيق المكاسب المؤدية إلى تحقيق التطلعات الاقتصادية، التي هي المدخل لتحقيق التطلعات الأخرى، بما فيها السياسية.

فالجهاز البيروقراطي هو وحده الذي يمكن أن يحقق التطلعات الاقتصادية التي يقوم عليها كل شيء، وتقوم عليها كل انتهازية في المجالات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية.

ج- أو أنها تعمل على الالتحاق بالنقابة التي تعمل على تحقيق تطلعاتها الانتهازية، المتمثلة في الالتحاق بالجهات التي توجه العمل النقابي، الذي تمارسه النقابة بمناضليها، و إطاراتها المختلفة. لأن الالتحاق بالجهة الموجهة للنقابة، و للعمل النقابي، من اجل الاستفادة من مجموعة من الامتيازات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية. تلك الامتيازات التي تحقق انتهازية هؤلاء الأفراد، فيصيرون جزءا من الطبقات المستفيدة من الاستغلال، بطريقة غير مباشرة.

د- أو تلتحق بالنقابة الحزبية، التي تعتبر هؤلاء الانتهازيين جزءا من الحزب، فيصيرون أعضاء فاعلين، بل قد يصلون إلى قيادة الحزب، و بواسطته يصلون إلى المؤسسات المنتخبة محليا، و وطنيا. و بالتالي، فإن تلك المؤسسات تصير بديلا للنقابة، و للحزب في نفس الوقت. لأن المجالس تصير وسيلة للارتباط بالطبقة الحاكمة مباشرة، حتى تصير تلك العلاقة وسيلة لتحقيق التطلعات، التي تصنف العناصر الانتهازية من الشغيلة إلى جانب المستغلين المباشرين، الذين يملكون وسائل الإنتاج.

ه- و إذا تعذر انتقالهم إلى النقابة الحزبية، فإنهم يلتحقون بالنقابة التي تعتبر مجالا للإعداد، و الاستعداد لتأسيس حزب معين، أو للسيطرة على أجهزته، فيصير أولئك الانتهازيون أعضاء في الحزب، الذي يؤسس انطلاقا من النقابة، بل و في قيادة هذا الحزب، الذي يعتبرونه وسيلة لتحقيق تطلعاتهم الانتهازية، التي تنقلهم من مستوى الأجراء، إلى مستوى مالكي وسائل الإنتاج المادي، و المعنوي. لأن هذه العناصر الانتهازية تستغل كل شيء لحسابها الخاص، حتى تحقق تطلعاتها المتمثلة في صيرورتها مخاطبا من قبل الطبقات الحاكمة، و المستفيدة من الاستغلال.

و بذلك نقف على أن علاقة بعض أفراد الشغيلة بالنقابة لا تكون إلا انتهازية، سواء تعلق الأمر بالنقابة المبدئية، أو بالنقابة البيروقراطية، أو التابعة، أو التي تعتبر تنظيما حزبيا موازيا، أو مجالا للإعداد، و الاستعداد لتأسيس حزب معين. لأنه بتلك الانتهازية، يمكن لأفراد الشغيلة الانتهازيين، أن يحققوا تطلعاتهم التي تتضرر منها الشغيلة كثيرا، مما يستدعي العمل على محاربة انتهازيتها، حتى تنساق مع الشغيلة في الانتظام في إطار النقابة المبدئية، و النضال بقيادتها، إلى أن تتحقق المكاسب المادية، و المعنوية لمجموع الشغيلة.

و بالنسبة للممارسة الانتهازية للنقابة، في علاقتها بالشغيلة، فإنها تتمثل في :

أ- اعتماد حاجة الشغيلة إلى النقابة، وعلى الأوضاع المادية، و المعنوية، للشغيلة، لقيام الجهاز البيروقراطي للنقابة المعروفة بذلك الجهاز، بعقد صفقات مع الإدارة في القطاعين: العام، و الخاص، على حساب الشغيلة، مما يؤدي إلى إفراز عناصر انتهازية، من بين أفراد الشغيلة، يعتمدهم الجهاز البيروقراطي، لإقناع الشغيلة بما يقوم به الجهاز البيروقراطي، مقابل إشراك تلك العناصر الانتهازية، من الاستفادة من تلك الصفقات، التي تقتضي من المناضلين النقابيين الحقيقيين في النقابة، ممارسة الصراع المرير، ضد الجهاز البيروقراطي، و ضد الممارسات التي يقوم بها.

ب- اعتماد تلك الحاجة على قيام القيادة النقابية، بتنفيذ التوجيه الذي تتلقاه من هذه الجهة، أو تلك، و خاصة الجهة الحزبية، التي تحرص على أن يكون العمل النقابي في خدمة البرامج الحزبية، حتى تصير النقابة رافدا، من روافد تغذية الحزب، و هو ما يشجع الممارسة الانتهازية، في صفوف بعض أفراد الشغيلة، الذين يتسابقون لأجل تحمل المسؤوليات النقابية، كمعبر للوصول إلى الجهاز الحزبي، الذي يصير معبرا إلى المؤسسات التي تكون مزورة، و إلى أجهزة الدولة، كمؤسسة لتحقيق التطلعات البورجوازية، لتشتهر النقابة بالعمل على تحقيق تلك التطلعات الانتهازية.

ج- اعتماد نفس الحاجة، لتغذية النقابة كتنظيم حزبي موازي، يساهم، بشكل كبير، في توسيع قاعدة الحزب، و في تنفيذ برامج الحزب، في أوساط الشغيلة، التي تفرز من بين أفرادها، العناصر الانتهازية، التي تعبر إلى الحزب عن طريق النقابة الموازية للحزب، الذي يعتبر بدوره مجرد قناة للعبور إلى المؤسسات المنتخبة، ثم إلى الحكومة، و بعد ذلك، فليذهب الحزب إلى الجحيم، و معه النقابة. لأن العناصر الانتهازية لا تهتم إلا بتحقيق تطلعاتها، و حتى إذا استمرت في الحزب، أو في النقابة، فلأن الحزب، أو النقابة، يعتبران وسيلة لحماية الأشخاص الانتهازيين، أثناء تحقيق تطلعاتهم الطبقية.

د- و إلى جانب ذلك، فقيادة بعض النقابات المركزية، تستغل حاجة الشغيلة، لقيادة العمل النقابي، لا من أجل تحسين الأوضاع المادية، و المعنوية للشغيلة، بل من أجل فرز العناصر الانتهازية التي يمكن اعتمادها للمساهمة و من خلال أجهزة النقابة و مقرراتها، و بواسطة العمل النقابي اليومي، للإعداد و الاستعداد لتأسيس حزب معين، أو للسيطرة على أجهزته، حتى يصير معبرا إلى المؤسسات المنتخبة، و بالتالي فإن القيادة النقابية، تنتهز الفرصة لتأسيس حزب معين، بواسطة النقابة، و العمل النقابي، و العناصر الانتهازية من الشغيلة، تنتهز الفرصة للوصول إلى المؤسسات المنتخبة، التي تقف وراء تحقيق التطلعات البورجوازية، كما يحصل في المغرب على الأقل.

و بذلك نجد أن الانتهازية النقابية، تقف وراء استغلال أوضاع الشغيلة، و حاجتها إلى تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، لحماية مصالح الجهاز البيروقراطي للنقابة، أو لتنفيذ التوجيه الوافد على النقابة، من قبل جهة معينة، أو لتوسيع حزب معين، أو للإعداد، و الاستعداد، لتأسيس حزب معين. لتكون بذلك علاقة النقابة بالشغيلة علاقة انتهازية.

فالانتهازية النقابية إذن، يمكن أن تصدر عن أفراد من الشغيلة، و يمكن أن تصدر عن النقابة اللامبدئية. و بالتالي، فالنقابة الانتهازية، و العناصر الانتهازية من الشغيلة، يتبادلان المصلحة، التي لا علاقة لها بمصلحة الشغيلة، في تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.