النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....9


محمد الحنفي
2006 / 5 / 10 - 11:05     

الإهـــــــداء إلـــــــى :

 النقابة المبدئية المناضلة.

 الشغيلة التي ترفض الانحراف النقابي و الانتهازية النقابية، و انتهازية الشغيلة.

 كل مناضل نقابي يحرص على أن تكون النقابة أداة في يد الطبقة العاملة، و حلفائها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.

 كل مناضل حزبي يحرص على أن تكون النقابة مبدئية.


 إلى المناضلين الأوفياء لمبدئية العمل النقابي، في الك.د.ش، و في مقدمتهم القائد النقابي الكبير الرفيق مبارك المتوكل.

 من أجل عمل نقابي مبدئي.

 من أجل الارتباط العضوي بين النقابة، و الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة.

 من أجل وعي نقابي متقدم.

محمد الحنفي

طبيعة العلاقة بين النقابة و الشغيلة:6 :

7) علاقة تعبوية تحريضية، فالشغيلة عندما ترتبط بالنقابة المبدئية، و تنخرط فيها، و تنضبط لقراراتها النضالية، تحول النقابة إلى قوة مادية عظيمة، يحسب لها حساب كبير في الساحة المطلبية الجماهيرية، و في ساحة الشغيلة، و في أوساط الحركة النقابية على المستوى المحلي، و الوطني، و الدولي، خاصة ، و أن الشغيلة تلعب دورا كبير في :

أ- إغناء الملف المطلبي العام، و الملف المطلبي القطاعي، و الفئوي، و تحيينه، و تطويره، حتى يتلاءم مع مستجدات الواقع من جهة، و حتى يستجيب للحاجيات الملحة المادية، و المعنوية للشغيلة من جهة أخرى، مما يجعل الشغيلة تتحمس للنضال من أجل تحقيق الملف المطلبي، و تحث النقابة على خوض ذلك النضال و قيادته.

ب- المساهمة في صياغة البرنامج النقابي، الذي تعمل النقابة على تنفيذه، من خلال محطات معينة، حتى يتأتى إذكاء حماس الشغيلة، التي تساهم في تنفيذه بحماس، و بإخلاص. لأن تنفيذ ذلك البرنامج النضالي، يحقق مجموعة من الأهداف المتمثلة في تحقيق التضامن، و الوحدة، و الارتباط بالنقابة ارتباطا عضويا، و تقوية التنظيم النقابي، الذي لا يساوي شيئا بدون الشغيلة.

ج- المساهمة في بناء التنظيم النقابي، و توسيعه، حتى يتغلغل في صفوف الشغيلة، و حتى ينتشر في مجموع البلاد. و تصير النقابة، و العمل النقابي، في وجدان الشغيلة، و عموم جميع أفراد الشعب، الذين تنتمي إليهم الشغيلة، و تصير الشغيلة فاعلة في الواقع من جهة، و مفعلة للنقابة في نفس الوقت.

د- العمل على تتبع ما يجري على المستوى المحلي، و الوطني، و القومي، و العالمي، و معرفة مدى تأثيره على الشغيلة، و على مستقبلها، و مستقبل أبنائها، و على النقابة، و العمل النقابي. و ما العمل من أجل الحد من ذلك التأثير، على الشغيلة، و على مستقبل أبنائها، و على النقابة، و العمل النقابي، كما هو الشأن بالنسبة لعولمة اقتصاد السوق، التي أثرت على الشغيلة على المستوى العالمي، و على النقابة، و العمل النقابي. و لازال هذا التأثير يفعل فعله على المستوى العالمي، و لازالت الشغيلة لم تتأقلم معه .

أما النقابة فإننا نجد أن طبيعتها تقتضي :

أ- استغلال الملف المطلبي المدقق، و المعد من قبل النقابة، و بمساهمة الشغيلة، في تعبئة جميع شرائح الشغيلة، و تحريضهم، للاستعداد لخوض النضالات المطلبية، و فرض تلبيتها، حتى يتأتى تحسين الأوضاع المادية، و المعنوية، لأنه بدون تلك التعبئة، لا يمكن للشغيلة أن تنخرط في النضال النقابي بشكل واسع، و بدونها لا يمكن للنقابة أن تتقوى، و أن تمارس الضغط على الجهات المستفيدة من الاستغلال، الذي صار ممارسا بدون حدود على الشغيلة من أجل الحد من ذلك الاستغلال.

ب- عقد تجمعات تعبوية، في المقرات النقابية، و في أماكن العمل، و في المؤسسات الإنتاجية، من أجل توعية الشغيلة بالقضايا الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و من أجل جعل الشغيلة تدرك مدى خطورة ما يمارس عليها من استغلال، حتى يتحول ذلك الإدراك إلى حافز لخوض النضال المطلبي، الذي تخوضه النقابة، التي تنتظم فيها الشغيلة.

فقيام النقابة بعقد التجمعات التعبوية، و تأطير تلك التجمعات من قبل الأطر النقابية المناضلة، يعتبر مهمة أساسية، و ضرورية للنقابة، التي تبقى معزولة عن الشغيلة، إذا لم تقم بتلك التجمعات.

ج- الإشراف على إشراك الشغيلة، في تنفيذ البرنامج النضالي، الذي يقتضي عملا يوميا، يشمل جميع المؤسسات الإنتاجية، و الخدماتية، و يهدف إلى الاتصال اليومي بأفراد الشغيلة، من أجل السماع لهم، و إبداء رأيهم فيما تقوم به النقابة، و تقديم المقترحات المفيدة في أجرأة تنفيذ البرنامج النضالي المطلبي، الذي تنجزه النقابة، من خلال أجهزتها التقريرية، و تعمل على تنفيذه الأجهزة التنفيذية.

د- اتخاذ مواقف نضالية، تتناسب مع الشروط الموضوعية، الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، التي تعيشها الشغيلة. لأنه بتلك المواقف تزداد الشغيلة حماسا للنضال، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، و من أجل تجذر الوعي النقابي الصحيح في صفوفها، و من أجل ازدياد ارتباطها بالنقابة المبدئية، لأن المواقف النضالية المناسبة، في الوقت المناسب، تعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة للنقابة، و بالنسبة للشغيلة، لأنه يؤكد مبدئية النقابة، و إخلاصها للشغيلة، و تعبر في نفس الوقت عن إرادة الشغيلة.

ه- استثمار النتائج النضالية، في رفع مستوى وعي الشغيلة، و في تركيز التنظيم النقابي، و توسيعه. لأن رفع مستوى وعي الشغيلة، بأوضاعها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، يرفع مكانتها، و يجعلها تدرك موقعها، من علاقات الإنتاج القائمة. و تقف على الأسباب التي تؤدي إلى الاستغلال، و إلى تكريس ذلك الاستغلال، في نفس الوقت، و ما هي الوسائل التي يمكن اعتمادها للاستمرار في النضال، للحد من آثار الاستغلال المادي، و المعنوي للشغيلة ؟ و ما هي الوسائل التي يمكن اعتمادها لوضع حد لذلك الاستغلال ؟

أما تركيز التنظيم النقابي، و توسيعه، فيأتي كنتيجة لتحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للشغيلة، التي تزداد ارتباطا بالنقابة، و اقتناعا بمبدئيتها، و تفرز من بينها مناضلين جددا، يتحملون مسؤولية قيادة العمل النقابي، محليا، و إقليميا، و جهويا، و وطنيا.

و بإغناء الملف المطلبي، و المساهمة في صياغة البرنامج النقابي، و في بناء التنظيم النقابي، و توسيعه، و العمل على تتبع ما يجري على المستوى المحلي، و الوطني، و العالمي، تكون الشغيلة قد أعدت النقابة، و عبأت أطرها لخوض، و قيادة النضالات المطلبية المريرة.

و باستغلال الملف المطلبي المدقق، و الإشراف على عقد تجمعات تعبوية، و على إشراك الشغيلة في تنفيذ البرنامج المطلبي، و اتخاذ مواقف نضالية مناسبة، و استثمار النتائج النضالية في رفع مستوى وعي الشغيلة، و في تركيز التنظيم النقابي، تكون النقابة قد عملت على إنضاج شروط التعبئة اللازمة لخوض النضالات المطلبية.