النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....8


محمد الحنفي
2006 / 5 / 9 - 10:18     

الإهـــــــداء إلـــــــى :

 النقابة المبدئية المناضلة.

 الشغيلة التي ترفض الانحراف النقابي و الانتهازية النقابية، و انتهازية الشغيلة.

 كل مناضل نقابي يحرص على أن تكون النقابة أداة في يد الطبقة العاملة، و حلفائها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.

 كل مناضل حزبي يحرص على أن تكون النقابة مبدئية.


 إلى المناضلين الأوفياء لمبدئية العمل النقابي، في الك.د.ش، و في مقدمتهم القائد النقابي الكبير الرفيق مبارك المتوكل.

 من أجل عمل نقابي مبدئي.

 من أجل الارتباط العضوي بين النقابة، و الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة.

 من أجل وعي نقابي متقدم.

محمد الحنفي


طبيعة العلاقة بين النقابة و الشغيلة: 5 :

6) علاقة مبدئية، فعلاقة الشغيلة بالنقابة، يجب أن تقوم على مبادئ الديمقراطية، و التقدمية، و الجماهيرية، و الاستقلالية، حتى تستمر في التنظيم، و في طرح المطالب، و في النضال من أجل تحقيق تلك المطالب. لأن الشغيلة إذا ارتبطت بالنقابة على أسس غير مبدئية، فإن ارتباطها سيكون مطبوعا بالانتهازية، لأنها تعلم مسبقا أنها نقابة ذات جهاز بيروقراطي، أو أنها موجهة من قبل جهة معينة، أو أنها مجرد منظمة حزبية، أو مجرد مجال للإعداد و الاستعداد لتأسيس حزب معين، أللسيطرة على أجهزته.

و الشغيلة، في مثل هذه الحالة، لابد أن يكون ارتباطها رهينا بالهدف الذي من أجله ترتبط بالنقابة، أو أنها ستكون مغفلة، لا تدري شيئا عن النقابة، و عن العمل النقابي، و لا تعرف ما هي النقابة المبدئية، و لا ما هي النقابة التي تمارس التحريف في مستوى من المستويات المشار إليها أعلاه. و في هذه الحالة، فإننا نجد أن الشغيلة تسقط في التجريبية، و تشرع في الانتقال من نقابة إلى نقابة أخرى. و هو ما يمكن أن يؤدي إلى يأس الشغيلة من النقابة، و من العمل النقابي. و هو يأس لا يمكن أن تستفيد منه إلا الجهات المستفيدة من الاستغلال.

و لذلك، فإن الارتباط المبدئي بالنقابة يعتبر مسألة أساسية بالنسبة للشغيلة، و لمستقبلها النضالي. لأنها بذلك الارتباط تحافظ على هويتها الطبقية، و النضالية، و تعطي لنفسها إمكانية امتلاك وعي نقابي صحيح. يكون مدخلا لامتلاك الوعي الطبقي الذي يجعل العمل النقابي متجذرا في صفوفها، و يعدها، مستقبلا، لممارسة شكل آخر من النضال أرقى من النضال النقابي، و يعدها للمساهمة في القضاء على أسباب الاستغلال المادي، و المعنوي.

أما علاقة النقابة بالشغيلة، فتقضي بالحرص على نفس المبدئية، حتى تحافظ النقابة على إشاعة الديمقراطية، و التقدمية، و الجماهيرية، و الاستقلالية، التي تساهم بشكل كبير في جعل النقابة تستقطب الشغيلة إليها، و تعمل في نفس الوقت على إذكاء العمل النقابي، و تفعيله، في صفوف الشغيلة، التي تصير مهتمة، بسبب ذلك، بقضايا الواقع: الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية،و المدنية، و السياسية، و مهتمة بوضعيتها المادية، و المعنوية، باعتبارها نتيجة لذلك الواقع، وعاملة على تحسين تلك الوضعية.

و النقابة عندما تكون مبدئية، فإنها تعمل على :

أ- مناهضة البيروقراطية، باعتبارها فيروسا ينخر كيان العمل النقابي، و يعمل على جعل الشغيلة تنفر منه، و يحول النقابة إلى مجرد إطار لتكريس الانتهازية النقابية، سواء من قبل الجهاز البيروقراطي، أو من قبل المتعاملين مع ذلك الجهاز، على مستوى المتعاملين مع النقابة، الذين ينمون مصالحهم التي تنقلهم إلى مستوى المستفيدين من الاستغلال، على حساب الشغيلة.

و النقابة المبدئية تعمل على فضح كل ذلك في أوساط الشغيلة، حتى تتجنب السقوط في أحابيل الجهاز البيروقراطي.

ب- مناهضة تبعية النقابة لجهة معينة، تعمل على توجيه العمل فيها، سواء كانت تلك الجهات حزبية، أو لها علاقة بأجهزة الدولة، لأن تبعية النقابة لجهة معينة، لا يعني إلا سقوط النقابة في اللامبدئية المترتبة عن فقدانها الاستقلالية، التي تنفي عنها كونها ديمقراطية، و تقدمية، و جماهيرية، ومستقلة، ووحدوية.

و النقابة المبدئية، لا يرضيها السقوط في التبعية لحزب معين، أو للأجهزة الإدارية التي تتعامل معها. و لذلك فهي تأخذ على عاتقها محاربة كافة أشكال التبعية، و تعمل على توعية الشغيلة بخطورتها حتى لا تسقط في الانخراط في النقابة التابعة.

ج- مناهضة تحويل النقابة إلى مجرد منظمة حزبية، لأن المنتمين إلى حزب معين، يعملون على تحويل النقابة إلى مجرد تنظيم حزبي، لعجز الحزب الذي ينتمون إليه، عن امتلاك تصور نقابي صحيح، يجعل الشغيلة تختاره، دون سائر الأحزاب. و هو أمر يقتضي من النقابة الحيلولة دون تحويل النقابة إلى مجرد منظمة حزبية، بالتصدي للعناصر التي تسعى إلى ذلك، و فضح ممارساتهم في صفوف الشغيلة، حتى تتم محاصرة ممارستهم في أفق استئصالها من النقابة، و من العمل النقابي، و بصفة نهائية.

د- مناهضة جعل النقابة مجرد مجال يستغله القائد النقابي، و حاشيته، للتخطيط من أجل الإعداد، و الاستعداد لتأسيس حزب معين، أو للسيطرة على أجهزته، لأن ممارسة كهذه، تعتبر ممارسة انتهازية، تسيء إلى النقابة، و إلى العمل النقابي، و تنفر الشغيلة من الانخراط في النقابة، و الالتزام بتنفيذ قراراتها المطلبية، و النضالية.

و النقابة المبدئية لا يمكن أن تسمح بهذه الممارسة. و لا يمكن أبدا أن تحول المقرات النقابية إلى أماكن للتحضير لتأسيس حزب معين، أو للسيطرة عل أجهزته، كما حصل في إحدى النقابات المغربية، التي لا أجد داعيا لذكر اسمها في هذه الأرضية.

و بمناهضة مختلف الممارسات التحريفية، نرى من الضروري التأكيد على الدور الرائد، الذي تقوم به النقابة المبدئية في هذا الاتجاه.