النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....6


محمد الحنفي
2006 / 5 / 7 - 12:22     

الإهـــــــداء إلـــــــى :

 النقابة المبدئية المناضلة.

 الشغيلة التي ترفض الانحراف النقابي و الانتهازية النقابية، و انتهازية الشغيلة.

 كل مناضل نقابي يحرص على أن تكون النقابة أداة في يد الطبقة العاملة، و حلفائها، من أجل تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية.

 كل مناضل حزبي يحرص على أن تكون النقابة مبدئية.


 إلى المناضلين الأوفياء لمبدئية العمل النقابي، في الك.د.ش، و في مقدمتهم القائد النقابي الكبير الرفيق مبارك المتوكل.

 من أجل عمل نقابي مبدئي.

 من أجل الارتباط العضوي بين النقابة، و الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة.

 من أجل وعي نقابي متقدم.

محمد الحنفي


طبيعة العلاقة بين النقابة و الشغيلة :3 :

4) علاقة تنظيمية، و كامتداد للعلاقة المطلبية، نجد أن الشغيلة مضطرة إلى الانتظام في إطار نقابي معين، حتى تتوفر على إمكانية تنظيم نفسها على مستوى المؤسسات، و على المستوى المحلي، و الإقليمي، و الجهوي، قطاعيا، و مركزيا، حتى تتمكن من تنظيم عملها النقابي المتمثل في تنظيم النقابة على جميع المستويات بمساهمة الشغيلة، و في كل القطاعات، و على المستوى المركزي، حتى تقوم النقابة بدورها في تنظيم المطالب، و في قيادة نضالات الشغيلة الهادفة إلى تحقيق المطالب المادية، و المعنوية، انطلاقا من برنامج نضالي محدد، و مدقق، لتحقيق أهداف محددة، و مدققة، و التي لا تكون إلا مرحلية، و لا يمكن أن تكون استراتيجية، لأن الأهداف الاستراتيجية، لا تكون إلا سياسية.

و الجهة المعنية بالهدف الاستراتيجي هي حزب الطبقة العاملة بالخصوص.

أما جعل النقابة ذات هدف استراتيجي، فإنه يحولها إلى منظمة تحريفية، حتى و إن كان الأمر يتعلق بالهدف الاستراتيجي للطبقة العاملة. لأن هذا الهدف الاستراتيجي، لا يتجاوز مجرد هدف حزبي صرف، و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يصير هدفا نقابيا يمكن تحقيقه على المدى البعيد.

فعمل النقابة الصحيح، يقتصر على النضال من أجل تحسين الأوضاع المادية، و المعنوية. و الأوضاع المادية، و المعنوية، ترتبط بالشروط الموضوعية، الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية، التي تختلف في نفس البلد، من فترة زمنية إلى فترة زمنية أخرى، و من مرحلة تاريخية، إلى مرحلة تاريخية أخرى. و هذا الاختلاف هو الذي يجعلنا نعتبر أن البرنامج النقابي لا يكون إلا مرحليا، و أن طبيعة المطالب التي تطرحها الشغيلة، تختلف من مرحلة إلى أخرى، و أن هذا الاختلاف، هو الذي يعطي للنقابة طابع السيرورة، و الصيرورة في نفس الوقت، حتى لا يتوقف عند مرحلة معينة، و حتى تكون هذه المراحل مترابطة، و متواصلة، فيما بينها، بواسطة العمل النقابي المستمر، الذي تنظمه، و تقوم به الشغيلة التي تنتظم فيها.

و النقابة بدورها تعمل على تنظيم الشغيلة، انطلاقا من تصور معين للتنظيم النقابي قد يكون حزبيا، و قد يكون بيروقراطيا، و قد يكون مجرد إطار للإعداد، و الاستعداد، لتأسيس حزب معين، و هذا التصور، هو الذي يحدد: هل النقابة إطار لتنظيم الشغيلة، أم مجرد إطار للعمل وسط الشغيلة، لتحقيق أهداف أخرى لا علاقة لها بالشغيلة.

و نحن عندما نسجل هذه التصورات المختلفة، فلأننا نحرص على ضرورة قيام الشغيلة بالتمييز بين مختلف التصورات المعتمدة في بناء مختلف التنظيمات النقابية، حتى تبني اختيارها على ذلك التمييز، و حتى لا تسقط في التجريبية، التي تكلفها كثيرا، لأن ارتباطها بالنقابة القائمة على أي من التصورات التحريفية، قد يقودها إلى اليأس من العمل النقابي، و من النقابة في نفس الوقت.

و هذا اليأس هو الذي يعتبر سائدا الآن في مختلف البلاد العربية، و باقي بلدان المسلمين، مما يجعل الشغيلة منطوية على نفسها، و مشاعة للمستفيدين من الاستغلال بدون حدود.

و عندما ترتبط الشغيلة، و عن وعي، بالتنظيم النقابي المبدئي، فإن النقابة تكون، فعلا، إطارا لتنظيم الشغيلة، و قائدا لنضالاتها المطلبية: الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و العمل على تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، و حينها تصير الشغيلة مالكة لوعيها النقابي، و مرتبطة بالنقابة، و حريصة على وحدتها، و تضامنها المادي، و المعنوي، فيما بينها.

و لذلك نرى أن من واجب النقابة المبدئية، أن تعمل على إشاعة الوعي النقابي الصحيح، في أوساط الشغيلة، و أن تعمل على تشريح كل الممارسات النقابية التحريفية، مهما كانت النقابة التي تنتجها، حتى تكون الشغيلة على بينة من ذلك. و أن تعبئ الشغيلة ضد كل تلك الأشكال، حتى تنسحب النقابات التحريفية إلى الوراء. لأن العلاقة التنظيمية القائمة بين الشغيلة، و بين النقابة المبدئية، تقتضي الوضوح بين الشغيلة، و بين النقابة، حتى لا تساهم الشغيلة في إنجاز ممارسة نقابية منحرفة.

فهل يمكن أن تنبني علاقة تنظيمية مبدئية بين النقابة، و الشغيلة، تؤدي إلى ارتباط الشغيلة بالنقابة و إلى ارتباط النقابة بالشغيلة ارتباطا عضويا ؟

و هل ترقى الشغيلة إلى امتلاك الوعي النقابي الصحيح الذي يمكنها من ذلك؟

و هل ترقى النقابة إلى مستوى احترام مبادئ العمل النقابي في صفوف الشغيلة ؟

إننا نأمل أن تمتلك الشغيلة الوعي النقابي الصحيح، و نتوخى أن تقوم النقابة المبدئية، و أن تقوم هذه النقابة بدورها وسط الشغيلة. و أن تحرص على الوضوح التنظيمي المبدئي، الذي يعتبر الشغيلة. و أن تحرص على الوضوح التنظيمي المبدئي، الذي يعتبر ضروريا للحفاظ على العلاقة التنظيمية المبدئية بالشغيلة.