رسالة الى مواطني كردستان و المتظاهرين الصامدين

نەوزاد بابان
2017 / 12 / 22 - 11:28     


بأعداد يزيد عن عشرات الآلاف، قمنا في الأيام السابقة في عدة مدن صغيرة و كبيرة في كردستان بتظاهرات و اعتراضات ضد السلطة الفاسدة و المستبدة من أجل تحقيق حقوقنا المشروعة، سلطة لم تكتفي فقط بعدم توفير الخدمات الاساسية للحياة بل هاجمت قوت الجماهير و وقفت عن دفع رواتب العمال و الموظفين.
كان يجب على هذه السلطة، أن كانت ذات مباديء سياسية، أن تبادر بالأنسحاب وتقدیم الأستقالة والوقوف أمام الجماهير للمحاكمة و الأستجواب لجلبها المآسي و الفقر و الجوع، و لكن بدلاً من هذه قمعت الأعتراضات و التظاهرات بالنار و الحديد و لطخت إياديها بدم الجماهير المحتجة و الغاضبة وجرح العشرات و قتل خمسة أشخاص في مدينة رانية. نحن في الوقت اللذي نشارك فيه عوائل و أصدقاء ضحايا هذه السلطة الدموية القامعة أحزانهم، نجدّد العهد بأننا سوف لن نسكت عن دمهّم المهدور ظلماً.
لقد بدأت السلطة بعسكرة أجواء المدن و ملاحقة وإلقاء القبض على فعالي التظاهرات و الحركات الأعتراضية. و لكن الى متى تنجح في أدامة هذا الوضع؟ لقد اثبتت السلطة فشلها في كافة المجالات و بعد أستسلامها المخجِل في ١٦ أكتوبر عجزت حتى عن دفع نصف أو ربع الرواتب و الأجور اللتي كانت تُدفع كل ثلاث أو أربع شهور تحت ضغط الاعتراضات الجماهيرية، و حالياً آفاق الأستمرار على دفع الأجور حتى بهذه الطريقة معدومة.
هناك حديث عن الأنتخابات البرلمانية و تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني أم الحكومة المؤقتة للخروج من هذه الأوضاع المتأزمة، و لكن هذا أيضاً ليس الا استمرار لهذه السلطة. أي ماهي الضمانات في حال أجراء الأنتخابات في ظل هذه السلطة الميليشياوية اللتي دون شك تحاول أن تفرض شرعيتها مرة أخرى و ذلك عن طريق حيَل و خِدَع صناديق الأقتراع؟ من يضمن طرد و أخراج الحزبين الحاكمين من هذه الحكومة المسماة بالأنقاذ الوطني في حال تشكيلها؟
أيها العمال و الكادحون و المواطنون في كوردستان، لم تُبقِ هذه السلطة من خيارٍ أمامنا، نحن العمال و الموظفين و الجماهير الكادحة، سوى النزول الى الميدان من أجل إذالتها.
يجب أن تستمر هذه الأعتراضات والتظاهرات الى أن تنتهي سلطتهم الملعونة، و لكن الشرط الرئيسي هو ضرورة التنظيم و تشكيل مراكز النضال في المدن الكبرى و الصغرى و أقامة التجمعات العامة و کذلک تشکیل المجالس كأداة لتحقيق أرادتنا، كي لا تقوم مجموعة أخرى و تحت مسميات الحكومة المؤقتة و حكومة الأنقاذ الوطني و الأنتخابات البرلمانية، في أدامة نفس نظام للسلطة علينا.
أن هذه السلطة اللتي هي رزمة واحدة بحكومتها و نظامها البرلماني و سوقها الحرة! يجب أن تزال.
الْخِزْي و العار، الموت و الفناء للسلطة الدموية!
النصر للنضال العادل لجماهير كردستان!
نه وزاد بابان
ناشط منظمة "مركز النضال العمالي و الجماهيري في كوردستان"