يوم العمال العالمي والنضال في مرحلتنا


عادل احمد
2017 / 4 / 30 - 23:23     

نستقبل يوم العمال العالمي مرة اخرى في ظروف سياسية واقتصادية عصيبة تواجه الطبقة العاملة العالمية. الطبقة البرجوازية العالمية وسياسيها اليوم في اشرس مراحلها واكثرها دموية واكثرها وحشية سواء عبر أستثمارها لقوة الطبقة العاملة وامتصاص دمها، او عبر زجها في مشاكل وحروب رجعية ومدمرة كما نراها في جميع بقع في العالم. ان الطبقة البرجوازية والغنية العالمية اليوم لا تتوقف عند سرقة قوة الطبقة العاملة في معادلتها الاقتصادية والحفاظ عليها فقط، وانما وصلت الى درجة من الوحشية والبربرية تحاول فيها أعادة التاريخ الى زمن مراحل العبودية المطلقة. حتى الديمقراطيات التي تفتخر بها الطبقة البرجوازية هي في مرحلة الفناء وان اصحابها ينتقدون محتواها لانها أصبحت لا تتجانس مع متطلبات مرحلتها في الرأسمال وتراكمه وارباحه اللصوصية. ان السيد ترامب يقود الديمقراطية العالمية بشراستها وعنفواتها وفاشيتها وعنصريتها ومناهضتها لحقوق المراة والقوميات وشعوب الدول الفقيرة، سياساته المناهضة للهجرة والتعايش السلمي العالمي. ان الديمقراطية الغربية بقيادة امريكا تعمل على انعاش الفاشية والنازية في اوروبا من جديد وتحاول تحكم مثيلتها في اوروبا والعالم ايضا من اجل ماذا؟ من اجل سيطرتها المطلقة على الطبقة العاملة وتحويلها الى العبودية المطلقة للرأسمال العالمي. وان عدم الاستقرار السياسي في العالم هي احد اهم مشخصات المرحلة الحالية في النظام العالمي للبرجوازية.
اما من الناحية الاقتصادية، فان كل دولار حصلت عليها الطبقة العاملة العالمية في نضالاتها لاكثر من قرن من خزائن الطبقة الرأسمالية، اليوم هو في مرمى هدف الطبقة البرجوازية العالمية لاسترجاعه الى خزانة جشع الرأسمال وصرفه من اجل مستحقات حروبها وصراعاتها، وتوظيفه في ماكنتها الأعلامية المبنية على الخدع والنفاق والكذب في برنامج لتوجيه الاجيال العاملة القادمة لصالح اللصوص والاغنياء. ان انخفاض اجور العمال مع وضع الاقتصاد العالمي ومحاولة تخفيض النفقات والخدمات الاجتماعية وتمديد سن التقاعد وتقليص الاجور ومستحقات العمل، وعدم صرف الرواتب الكاملة في كثير من البلدان واغماض العين عن مستحقات التربية للاطفال ومحتاجي الخدمات الخاصة في البلدان المتقدمة، هي السمات الاقتصادية للنظام الرأسمال العالمي اليوم. ان كل هذه المصائب زادت اكثر مع استمرار الازمة الاقتصادية العالمية لعقد من الزمن والتي تتعمق اكثر واكثر يوميا.
اما من الناحية المحلية، فأن الطبقة العاملة العراقية تواجه الارهاب الاسلامي بشقيه السني والشيعي وتواجه القوميين الفاشيين بشقيهما العروبي والكردي. وتواجه صراعات كل هذه الاجنحة مع بعضها البعض من اجل السيطرة والحكم اللصوصي. ان الطبقة البرجوازية العراقية بأكملها تحاول سرقة كل شيء حتى النوم والراحة والامان من الطبقة العاملة العراقية. ان سرقة اموال النفط والطاقة وسرقة كل الموارد الطبيعية الاخرى ولم تكتفي بهذا وانما تعمل على سرقة حياة كل فرد من الطبقة العاملة وتحويلها الى وقود في صراعاتها الطائفية والقومية الرجعية.. ان الفساد الاداري والسياسي وانعدام الامن والاستقرار والظهور العلني للصوص في وضع النهار هي السمات السياسية والاقتصادية للمجتمع العراقي.
في الاول من ايار، يوم التضامن العمالي العالمي، نواجه الظروف والمصائب الكثيرة ونواجه قوة وشراسة البرجوازية العالمية والمحلية. ان كل هذه المصائب تتضاعف على رؤسنا لان الطبقة العاملة العالمية هي في وضع من الضعف لا تحسد عليها. ان الطبقة العاملة في تراجع امام الهجمة البرجوازية العالمية، وان استمرار التراجع تعني خسارة الحرب في هذه المرحلة من الصراع الطبقي. وان خسارة الطبقة العاملة في حربها مع البرجوازية ليس مثل اي خسارة في الحروب التقليدية الاخرى، وانما تعني التحول الى العبودية الاكثر وحشية والاكثر قسوة من عبودية الازمنة القديمة.
ان جبهة الحرب (جبهة الصراع الطبقي) بالنسبة للطبقة العاملة العالمية هي ضرورية وحاسمة. تحتاج الطبقة العاملة العالمية الى القيادة الجديدة، الى قيادة عالمية متميزة كما رأينا في الحروب الصراعات الطبقية في القرنين التاسع عشر والعشرين. نحتاج الى القيادة الميدانية ونحتاج الى التضحيات ونحتاج الى جيش قوي ومنظم ومتحزب في حزب عمالي وشيوعي، ونحتاج الى التسلح اكثر بالأفكار الماركسية وبرؤية مادية وواقعية وشفافة، ونحتاج الى التدريب والتمرين للنضال الطبقي اليومي ونحتاج الى تربية الكوادر النضالية والقتالية ونحتاج الى القادة النظريين العمليين.. نحتاج الى الحزب القتالي والمناضل في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية. ان التصدي بوجه البربرية البرجوازية والراسمالية في يومنا هذا والذي تتفوق فيه قوة الطبقة البرجوازية علينا بمئة مرة فيه، لا يمكن الا بمواجهة قوة طبقتنا المنظمة والقيادة المنظمة وصفوف من الكوادر الميدانيين والعمليين والمختصين في الصراع الطبقي. ان في يوم العمال العالمي ليس بأمكاننا عمل اي شيء الا ان نتعهد بأن نقوي صفوف طبقتنا وان نحضر انفسنا من اجل المواجهة اكثر من اجل المعركة النضالية والطبقية الحاسمة. ان التعهد يعني الاستعداد بدأ من يوم العمال العالمي ومن ثم البدء بالتدريب والتمرين النضالي. ان الشيوعيين العماليين والاشتراكيين والمتحزبين عليهم الاستعداد لهذه المهمة وعليهم التضحية البطولية في هذه المرحلة.