هواجس في عيد العمال


محمد البوزيدي
2017 / 4 / 29 - 16:49     

هواجس في عيد العمال
محمد البوزيدي
1
• مر زمن كانت الشعارات القوية تنطلق من الحناجر الجائعة والمكظومة لتوصل صوتها لكل المعنيين...
• مر زمن كان النضال مبدأ، والإضراب سلاحا فعالا ضد كل من سولت له نفسه الدوس على كرامة العمال..
• مر زمن كانت البلاغات النقابية رصاصا قويا ضد الاستبداد العالمي ..تذبج حروفها من محبرة دماء الشهداء الدفينة.
• مر زمان كان شكل المناضل البروليتاري يعكس جوهره وحقيقته ...
• مر زمن كانت الايادي ترفع إلى الأعلى كشكل للتضامن بين الجميع...
• مر زمن كانت منصة المهرجان الخطابي تتشكل من خشب وكراسي مهترئة وبالتطوع
• مر زمن كانت الموارد الذاتية والانخراطات كفيلة بضمان جزء كبير من المصاريف العامة للحركة الجماهيرية.
2
وطال الزمن ...وعشنا حتى أصبحنا نرى مانرى ...ولا ندري أنه الحلم أم الواقع المزيف؟؟
 أصبحت الكلمات غير ذات جدوى في معارك العمال وأصبحت روتينا يستنسخ عاما بعد عام
 أصبحت الشعارات وسيلة ضغط للزعماء من أجل تأكيد تموقعهم وسط لعبة المجتمع القذرة..
 أصبحت المسيرات طقسا سنويا لا يغير من الأمر شيئا إلا أن يشفي غليل قلة من المناضلين لم يصرخوا منذ زمان..
 أصبحت النقابة جهازا لا يحقق كل شيء... لكنه رغم ذلك قد يضمن الأهم... وهو الكرامة
 أصبحت البيانات لا تخيف أحدا ولا تؤدي إلا دورا عالميا غير محدود ..وأحيانا دون فعالية..
 أصبحت المسيرات لا فرفق بينها وبين مسيرات هدايا حفلات واحتفالات معينة ..الكل يشتغل بمنطق الكم ومكبرات الصوت والاعتماد على البروباغاندا التي قد تحدد الموقع والمستقبل السياسي للزعيم.
 أصبحت ربطة العنق المزركشة تتعايش مع الكوفية الفلسطينية كجزء من لباس المناضلين يوم فاتح ماي....
 أصبح المسؤولون عن الوضع الطبقي المجحف يرفعون شعارات المتضررين من سياساتهم..وهم من يخطبون باوداج منتفخة بل ويفسح العمال لهم الريق لتقدم المسيرات وأيديهم متراصة وغير مرفوعة ...لتلتقطهم كاميرات الإعلام كزعماء الطبقة العاملة..ثم ينسحبون قبل نهاية المسيرة.
 أصبحت الاصابع تائهة... لا تميز بين أصبع i أو أصبعين v ولا ثلاثة أصابع w
 أصبحت المنصات الخطابية تفترش بالزرابي البديعة وتكون صفقة يشتغل فيها عمال لا تضمن حقوقهم كاملة ولو في يومهم العالمي
 أصبت موارد النقابة هي دعم الدولة مثلها مثل صنبور الماء في المنزل ...ما إن ينقطع حتى يختل كل شيء
3
مر زمن وأزمان مضت
وأصبح الزمن غير ماكان
ولا زال الزمان وإن كان غير الزمن المعهود...
فكيف يمكن مواصلة الطريق العنيد ......صونا لمصلحة الطبقة العاملة والبروليتاريا..