بمناسبة الأول من أيار لنستذكر رواد الحركة النقابية في العراق


فاضل عباس البدراوي
2017 / 4 / 28 - 14:26     

يعد عمال العالم، ألاول من أيار عيدا تاريخيا يرمز لنضالهم الطبقي، ضد الأستغلال، ذلك النضال الذي تكلل بأنتصار انتفاضة رفاقهم شغيلة شيكاغو على المؤامرة القذرة التي دبرها كبار الرأسماليين، عندما أعيد الأعتبار لقادتهم الذين أعدموا بعد محاكمة صورية أعدت لهم من قبل كبار الرأسماليين وأذانبهم القضاة قبل قرن وثلاثة عقود من الزمن.
كان شغيلة اليد والفكر في العراق، يشاركون رفاقهم شغيلة العالم بالأحتفال بهذا العيد المجيد، في أصعب الظروف كما في ايسرها، حيث كان الشيوعيون والديمقراطيين يحتفلون في سجونهم ومعتقلاتهم بهذه المناسبة، اما الذين كانوا خارج أسوار تلك السجون، فيحتفل كل بطريقته الخاصة بصورة جماعية أو فردية، وحسب الظروف التي تحيط بهم في تلك الاعوام.
أما أحتفال الشغيلة في ذكرى ألأول من أيار عام 1959 بعد ثورة 14 تموز الوطنية المجيدة، فله نكهة خاصة يتذكره كل من عاش تلك الفترة، اذ لم يقتصر الأحتفال على العمال فقط، بل شاركهم في احتفالهم سائر فئات المجتمع العراقي، فقدَر عدد المشاركين في مسيرة ذلك اليوم الخالد بأكثر من مليون مشارك، فكان كرنفالا قل نظيره في العالم، فنسبة المشاركين كان كبيرا جدا نسبة الى نفوس العراق آنذاك الذي لم تتجاوز السبعة ملايين. حضرها العديد من الضيوف من مختلف أرجاء العالم، وأبهروا لما شاهدوه. كان يوم لآ ينسى.
بهذه المناسبة الخالدة حريَ بنا استذكار الرواد ألأوائل للحركة النقابية العراقية، الذين بذروا بذرة النضال الطبقي الثوري في العراق، قدموا خلال عقود من السنين تضحيات جسام على ذلك الدرب المليء بالأشواك، استشهد البعض منهم عام 1963 في دهاليز التعذيب البربري على يد زمرة البعث الفاشية المجرمة العميلة للامبريالية العالمية، أمثال الشهداء الخالدين (طالب عبد الجبار، أول سكرتير عام لأتحاد نقابات عمال العراق بعد ثورة 14 تموز المجيدة، والكادر العمالي الياس حنا كوهاري، وعلي الوتار، نائب رئيس نقابة عمال الميكانيك، وعباس نعمة الحداد رئيس اتحاد نقابات العمال في العمارة، وكريم حسين، نائب رئيس نقابة عمال الموانئ في البصرة، والنقابي سميع جاني القيادي في نقابة عمال السكك، وهندال جادر القيادي النقابي في البصرة، وآخرون لا تحضرني أسماؤهم مع الاسف).
ورحل عنا آخرون بعد ان قضوا ردحا طويلا من حياتهم وزهرة شبابهم في سجون ومعتقلات ألأنظمة الدكتاتورية والرجعية والفاشية دفاعا عن حقوق ومصالح طبقتهم العاملة، من هؤلاء الراحلين ( الحاج محمد صالح القزاز، النقابي ألأول في العراق، الذي أسس أول جمعية أسماها، جمعية أصحاب الصنائع في العراق، في نهاية عشرينيات وأوائل ثلاثينيات القرن الماضي، وعلي شكر رئيس اول نقابة لعمال السكك في العراق ورئيس اتحاد نقابات العمال في أوائل ستينيات القرن الماضي، وصادق الفلاحي، رئيس أول أتحاد لنقابات العمال في العراق، بعد ثورة تموز المجيدة. وكليبان صالح العبلي، وكاظم الدجيلي، وعبد اللطيف محمد بسيم، و عاصم الخفاجي، وعبد الأمير عباس، وحسين علوان، وهادي علوان، وطه فائق، وحكمت كوتاني، اعضاء المكتب التنفيذي لأتحاد نقابات العمال في دورته الأولى بعد ثورة تموز، اضافة الى النقابيين، خليل السامرائي، سكرتير نقابة عمال المطابع، وخيري عباس، وعلي سعيد القياديان في نقابة عمال المطابع، وجاسم التاجي القيادي في نقابة عمال النفط، وروكسي أسكندر، رئيس نقابة عمال ألأسمنت، وحميد تومكا وميرزا حمزة وجاسم يحيى القياديون في نقابة عمال الزيوت النباتية، وأحمد لطيف، نائب رئيس نقابة عمال النجارة، وحسين ناجي، من نقابة عمال البناء، وسعدون حمدي، من نقابة الخدمات العامة، وعبد الهادي الشمران وشهيد شبع، قادة ألأتحاد في النجف، وحسوني موسى، رئيس الأتحاد في الحلة، وهادي طعين، رئيس نقابة عمال الميكانيك في البصرة، الذي توفي في سجن الحلة، وعباس المظفر، القيادي النقابي في البصرة وعبد الواحد قاسم السوداني نائب رئيس نقابة عمال السكائر، وزامل حاتم القيادي في نقابة عمال السكائر، الذي غيَب في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وهاشم علي محسن، رئيس اتحاد نقابات العمال بين أعوام 1964- 1968 كان قيادي في الحركة ألأشتراكية العربية، وكثير من هؤلاء خانتني الذاكرة من تذكرهم).
ولا يفوتني ان اوجه التحية للرواد النقابيين الذين ما زالوا على قيد الحياة، هم ايضا قدموا الكثير من التضحيات في حياتهم وتعرضوا للسجن والاعتقال والتشريد على يد ألانظمة السالفة الذكر، متمنيا لهم العمر المديد وموفور الصحة، في مقدمتهم، القادة النقابيين، آرا خجادور، سكرتير عام لأتحاد نقابات العمال في العراق في بداية ستينيات القرن الماضي، الذي قضى عقدا من السنين في سجون النظام الملكي السعيدي الرجعي، وعبد القادر العياش رئيس نقابة عمال المطابع وعضو المكتب التنفيذي لأتحاد نقابت العمال بعد ثورة تموز، وابراهيم الدرة، القيادي النقابي في خمسينيات القرن الماضي، وفخري بطرس، رئيس أتحاد نقابات العمال في الموصل في نفس الفترة، والنقابيين، غازي أنطوان، سكرتير نقابة عمال الأشغال والسكان، ومحسن ملا علي رئيس نقابة عمال الموانئ في البصرة، وحيدر حاتم، من نقابة عمال السكائر، وجبار شعلان من نقابة عمال الميكانيك0ومحمد غضبان، وجبار حمادي، قياديان في نقابة عمال السكائر ومحمد عسكر القيادي في نقابة عمال النسيج ( لا أعلم في الحقيقة هل هؤلاء على قيد الحياة لحد اليوم؟).
الى كل هؤلاء الخالدين ألاماجد وغيرهم ممن لم يرد أسماؤهم، تحية أكبار واجلال لهم في عيدهم المجيد، وتحية للطبقة العاملة العراقية بهذه المناسبة وللسائرين على نفس الدرب لأكمال مسيرة هؤلاء الرواد البررة.