تونس قد يرحل وزير التربية ولكن السياسات ستبقى


بشير الحامدي
2017 / 2 / 25 - 00:44     

تونس ـ قد يرحل وزير التربية ولكن السياسات ستبقى
الأزمة في وزارة التربية المتسبب فيها ليس ناجي جلول فقط ومن يدعي ذلك فهو كاذب ولا غاية له غير تزييف الحقيقة . الأزمة في جزء كبير منها تعود أيضا لنقابتي التعليم . مسألة الكرامة هذه مسألة تلفيقية للتحشيد و لإيجاد تبريرات للتمسك بخيار إسقاط الوزير دون الحديث عن سياسات الوزارة ودون الحديث عن مسؤولية نقابتي التعليم في المسألة الجوهرية التي تنخر القطاع اليوم وهي مسألة تنفيذ إصلاح لا علاقة له بالإصلاح ولا يقوم على أي مرتكز سوى مزيد إغراق المدرسة العمومية في المستنقع أكثر فأكثر وفتح الباب على مصراعيه بدفع المتعلمين إلى الإنفاق على تعليمهم في المؤسسات الخاصة التي تضاعف عددها مرات في السنوات الست الأخيرة.
أكيد أن الوضع لن يستمر هكذا دون تقدم والتقدّم أعتقد أنه لن يخرج عن مقايضة يمكن أن تقع بين الحكومة و بيروقراطية الاتحاد فالنسبة للحكومة ليس مستحيلا عليها وخصوصا إذا ما رامت مواصلة التعامل مع الاتحاد بوصفه شريكا في السياسات وهو الموقف السائد لدى التحالف الحاكم قلت ليس مستحيلا عليها إرسال ناجي جلول إلى خارج وزارة التربية بشرط أن تلتزم البيروقراطية النقابية بوقف كل حركة مطلبية لها انعكاسات مادية على الأقل في السنتين القادمين و شرط أن تسهل مسارات التفاوض القادمة في القطاع الخاص وفي قطاع الوظيفة العمومية . مقايضة بهذا المحتوى سترحب بها قيادة بيروقراطية هي نفسها لا تروم الذهاب بعيدا ضد الحكومة ومنزعجة من مسار التحشيد والهروب إلى الأمام الذي إنجر إليه قطاعا التعليم رغم مسايرتها له ومن قيادات قطاعية لم تكن يوما محل تقدير من قبلها .
نعم بهكذا مقايضة يمكن أن يخرج ناجي جلول من وزارة التربية ويصور الخروج على أنّه انتصار عظيم لقطاعي التعليم وللاتحاد ولكن ستبقى دار لقمان على حالها وسيواصل خلفه كائنا من يكون تنفيذ نفس السياسات ليبقى الخاسر الوحيد هم رجال التعليم والعمل النقابي حيث ستعود القيادات البيروقراطية القطاعية إلى تزكية سياسات الوزارة والدفاع عن الاصلاح الفاسد والصمت عن مطالب رجال التعليم بإسم الوفاق وبإسم السلم الإجتماعي ووو .
....
إسقاط السياسات يتطلب مشروعا قطاعيا مقاوما أوسع من مساحة المتاح نقابيا وهذا رهان سيبقى مطروحا للإنجاز رهان ليس مفصولا بالمرّة عن مشروع التغيير الجذري المنشود
ــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
24 فيفري 2017