الاتحاد العام لنقابات البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حلم نقابي تحقق بعد طول انتظار


عماد عبد الرحمن الطميزي
2016 / 12 / 28 - 00:22     

الاتحاد العام لنقابات البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حلم نقابي تحقق بعد طول انتظار
بالرغم من ان الحركة النقابية الفلسطينية كانت رائدة العمل الوطني في شقية السياسي والعسكري الا انها عانت من العديد من النكسات والتصدعات ادت الى انشقاقها عبر تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ،لكنها كثيرا ما كانت تحافظ على تنسيق دائم للفعاليات والنشاطات المنظمة ضد الاحتلال الصهيوني .
ومع تطور العمل النقابي الوطني بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وعودة بعض الاتحادات من الخارج ازادات الفجوة واستمرت الانشقاقات والتفتت النقابي الى ان اصبح لكل فصيل سياسي نقاباته واتحاداته ، الامر الذي ادى الى توجهه العمال لتأسيس نقابات مستقلة فاعلة ديمقراطية تلبي احتياجاتهم وتدافع عن مصالحهم .
ومع تطور قطاع التشغيل في فلسطين بدخول التكنولوجيا والاتصالات وتطور خدمات البريد نهاية التسعينات نجح العاملين في هذا القطاع بتنظيم انفسهم في نقابات ولا حقاً استطاع العاملين في شركة جوال من تنظيم انفسهم في نقابة كذلك تأسست نقابة للعاملين شركة حضارة واخرى في شركة بال ميديا وفي العام 2010 تأسست نقابة العاملين في الخدمات البريدية وظلت هذه النقابات التي يعتبر منتسبيها ومن تمثلهم من اهم فئات العاملين في الوطن حيث القطاع الاسرع تطورا فالتكنولوجيا لغة العصر اذ بات هذا القطاع هو الاكثر تشغيلاً في العالم ومع زيادة الطلب على خدمات القطاع ازدات ارباح الشركات والمشغلين وازادا الضغط على العاملين ما ادى الى ضرورة بحث مطالبهم واحتياجاتهم من خلال ممثلين شرعيين الامر الذي زاد ثقة العاملين في نقاباتهم وتوجههم للانتساب لها و التي كان لكل منها قصة نجاح في الدفاع عن حقوق منتسبيها الا انها تظل مطالبات وحوارات داخلية مع المشغلين في المنشأة الواحدة ولم يكن فيها اي اختبار للقوة او الضعف وامكانية التأثير على الرأي العام كونها بقيت في اطار ضيق لم يتعدى تدخل وزارة العمل في الحوارات والمفاوضات الجماعية ، وبعد ان اعلنت وزارة العمل عن بدأها بتشكل اللجان الثلاثية للتفاوض والتحاور على قضايا عمالية والتي تبين خلالها اخفاق مفاوضي الاتحادات الوطنية الثلاث في العديد من الحوارات التي بدأت بالحد الادنى للاجور الذي خيب فيه المفاوضون من قيادات الاتحادات الثلاث آمال العاملين في كل انحاء فلسطين وانتهت الاخفاقات بعد سقوط ورقة التوت عن الضمان الاجتماعي الذي تغيرت فيه نصوص القانون التي تم التفاوض عليها في اللجان الثلاثية ( نقابات ، ارباب عمل ، حكومة ) وتلك المسودة التي اقرت ونشرت في الوقائع الفلسطينية من قبل سيادة الرئيس ، الامر الذي اظهر ضعف واخفاق الحركة النقابية الفلسطينية وخاصة قيادات الاتحادات التي لم تفرغ نفسها للتعرف على مطالب العاملين خاصة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الامر الذي ادى لخروج اعداد كبيرة من هذا القطاع وغيرة من العاملين المتضررين في مسيرات واحتجاجات امام مجلس الوزراء بعد اقرار القانون قادتها نقابة موظفي جوال في حينه حيث كانت تلك الفعاليات الدافع وراء البحث عن خيارات جديده بعد اختبار وضع النقابات في الميدان والذي كان مخيب للامال في ظل الحديث عن ان الذين يخضعون للضمان الاجتماعي هم مئات الالاف من العاملين خرج منهم اقل من الالاف للاحتجاج على القانون والمطالبة بتعديله ، في هذه الاثناء كان قيادات العمل النقابي في القطاع الاكبر والاهم يبحثون عن خيارات جديدة تعيد للعمل النقابي الفلسطيني مجدة وتضع العاملين على الطريق الصحيح لاستكمال المسيرة العمالية ، والتي تم فيها طرح العديد من الخيارات احدها كان الخيار القديم الجديد خيار اتحاد قطاعي يضم كافه النقابات العاملة في قطاع البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي سبق طرحه ولم يلقى الاذان الصاغية نتيجة تواجد نقابات القطاع المذكور في اكثر من اتحاد وطني مما منع وحدتها او حتى اتفاقها على العديد من القضايا المحلية والدولية ومع دخول التطورات الجديدة على الساحة النقابية وخاصة بعد المؤتمر الرابع لاتحاد نقابات عمال فلسطين ، وعدم عقد المؤتمر العام للاتحاد العام للنقابات المستقلة اصبحت نقابات العاملين في البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات امام خيار واحد هو الانطلاق في فكرتهم وبناء وتأسيس اتحاد يحمي مصالحهم ويضمن لهم المشاركة في السياسات والتشريعات ذلك هو الحلم الذي طال انتظاره من الكثيرين وظل مرهوناً للتفتت والصراعات النقابية،حيث بدأت المشاورات والاستشارات الى ان اعلن عن ولادة الاتحاد العام لنقابات العاملين في البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الثالث والعشرون من اب 2016 والذي شكلت نواته الاساسية من اربع نقابات ليكون الهدف الاول له اقناع النقابات الاخرى بالانضام والعمل على تنظيم العاملين في شركات التكنولوجيا والبريد والاتصالات المختلفة والبدء ببناء خطة استراتيجية للمضي قدما نحو تحقيق مطالب العاملين وحماية حقوقهم ومصالحهم وقد انتخب الاتحاد امانته العامة وسط اجواء من الترحيب والدعم والتأييد من نقابات عده مثل نقابة المحاسبين والنقابة العامة للمياة ونقابة العاملين في البنوك وقد انتخب في الامانة التأسيسية السيد محمد البدري اميناً عاماً وفراس جمال زياد نائبا للامين العامة وعماد عبد الرحمن الطميزي امينا للسر ونور الخطيب نائبا لامين السر ويزيد الريماوي امينا للصندوق اضافة الى مجلس الاتحاد المكون من 11 عضواً اخرين تم انتخابهم من نقابات موظفي جوال والبريد وحضارة وبال ميديا وللاتحاد نظام داخلي عصري يراعي الظروف ويوكب التطورات .
كتبها :عماد الطميزي – رئيس نقابة العاملين في الخدمات البريدية /فلسطين .