تونس قطاعا التعليم الابتدائي والثانوي بين مطرقة الوزارة وسندان النقابة البيروقراطية


بشير الحامدي
2016 / 12 / 25 - 17:02     

تونس ـ قطاعا التعليم الابتدائي والثانوي بين مطرقة الوزارة وسندان النقابة البيروقراطية
الإمضاء على القانون التوجيهي من قبل الإتحاد وبالتحديد من قبل المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية وعضو عن المكتب المركزي مع وزير التربية جريمة أخرى ترتكبها بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل في حق منتسبي قطاعي التعليم الابتدائي والثانوي و في حق كل التونسيين في إرساء مشروع إصلاح للمنظومة التربوية يقطع مع سياسات إنتاج الفشل القائمة.
لم نخطأ لما عارضنا مسار التحشيد الذي إنجرت إليه نقابتا التعليم الإبتدائي والثانوي و أعلنّا أن المصداقية النضالية تقتضي أن تعلن النقابتان أنهما لا تتحملان مسؤولية مشروع الإصلاح الذي بدأت الوزارة في تطبيقه و أنهما تطالبان بسحبه و وقف تنفيذه و أن تفرضا ذلك على بيروقراطيي المركزية باعتبار أن هذا الشأن هو شأن قطاعي ولا دخل لغير منتسبي القطاعين فيه. لقد طالبنا كذلك أن يوقف الإتحاد مشاركته في هذه المهزلة المسماة إصلاح المنظومة التربوية و أن يغادر لجان هذا الإصلاح ولا يعلق فقط مشاركته فيها إلى حين.
لقد بنينا موقفنا هذا على أساس تقديرنا للدرجة العالية لانخراط المعلمين و الأساتذة في رفض سياسات وزير التربية ولكن للأسف وقع توظيف هذا الانخراط في اتجاهات أملاها مكتبا نقابتي الابتدائي والثانوي لغايات تحشيدية استعراضية انتخابية لا تخفى على أحد وهاهي الموجة تشارف على نهايتها دون أي نتيجة تذكر عدى اللغط والصياح والثرثرة التي لا طائل منها.
لقد كان ممكنا توظيف انخراط القطاعين في المقاومة من أجل إسقاط مشروع الإصلاح الفوقي ومن أجل فرض استقلال القرار القطاعي لكن للأسف غابت الرؤية الواضحة وحوصر أي توجه مناضل مقاوم وانقاد الجميع وراء استراتيجيات النقابتين وبالتحديد وراء مواقف مكتبيهما التنفيذيين العاجزين عن قيادة معركة إسقاط الإصلاح الفاسد وفرض استقلالية القرار القطاعي.
للأسف هي معركة أخرى مع وزارة التربية سوف لن يجني منها القطاعان شيئا وقد تفضي بهما لمرحلة فراغ كبيرة وهاهي المواقف تُكشف تباعا وتكشف أجندات أصحابها وسيفرض الواقع على الجميع نزع الأقنعة ستعود نقابتا التعليم لجلسات لجان الإصلاح مع الوزارة وسيمضي مسؤول الوظيفة العمومية وعضو المكتب البيروقراطي المركزي على القانون التوجيهي وسيواصل الإتحاد مشاركته كطرف في الإصلاح التربوي.
نقابات التعليم في حاجة اليوم لإستراتيجيها نقابية واضحة يؤسس لها المعلمون والأساتذة بشكل مستقل وقاعدي
نقابات التعليم في حاجة اليوم لخطة نضالية لمقاومة السياسات الحكومية الفاسدة المتعلقة بالمنظومة التربوية
قطاع التعليم اليوم في حاجة لنقابة مناضلة من أجل فرض
ـ سحب الإصلاح المسقط الفاسد ووقف تنفيذه
ـ فرض استقلال القرار القطاعي
ـ تحسين الأوضاع المادية للمعلمين و الأساتذة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
25 ديسمبر 2016