صناعة السيارت وتناول المنشطات


مارتن كورش تمرس
2016 / 11 / 2 - 21:36     

صناعة السيارات وتناول المنشطات!

سمحت شركة معروفة بصناعتها المتينة لمختلف المركبات ومبيعاتها الواسعة الإنتشار، لمنتسبيها خاصة الانتاجيين من بينهم بتناول المنشطات لعدة سنين وقد أغمضت عين رقابتها عنهم! بل كان مسؤول العمال (Foreman) يسأل العامل الذي تناول المنشط من باب التنويه بأنه على علم بما قد تناوله قبل مباشرته لعمله لذلك اليوم:
• من أين لك كل هذا النشاط؟
دون أن يترك للعامل مجالاً للإجابة! لأن في فعلته إرتكاب لجنحة بحق نفسه بها يُلحق الضرر بصحته، عندئذ عليه تقديم النصيحة الصحية له أن لم يقدم على منعه وأن لم يمتثل فمعاقبته.
تغيرت الأمور بعد أن وجدت إدارة الشركة بأن الحالة الفردية بين عمالها الإنتاجيين قد تحولت إلى ظاهرة، إستناداً غلى التقارير التي وصلتها من مسؤولي ورش العمل بعد ملاحظتهم إزدياد نسب متناولي المنشطات من بين منتسبيهم، مما حدا بها إلى توصية جدية لخبراء العمل للقيام بوضع دراسة عن أسباب تفاقم حالة تناول بعض عمالها للمنشطات قبل دقائق من دخولهم حدود ورش عملهم ومعالجتها، لذلك أصدرت قراراً فورياً به منعت تناول المنشطات وأمرت بخضوع كل عامل لجهاز الفحص قبل مباشرته للعمل للتأكد من عدم تناوله للمنشط. شتان ما بين الحالتين! بعد أن كانت تغمض أصبحت ترفض.. بعد أن كانت تشجع أصبحت تمنع.. بعد أن كانت لا تحاسب أصبحت تعاقب.
لقد رأت الشركة أنها تبذل أموالاً طائلة من أجل تدريب عمالها من أجل تحسين إنتاجها من مختلف المركبات، الذي أصبحت تضاهي به إنتاج بقية الدول. أن هذه الأموال المنفقة على العمال الشباب تساوي في حجمها ما سيقدمه الواحد منهم من إنتاج حتى يبلغ سن التقاعد. أن في تناوله للمنشط نتائج عكسية منها قد تودي بحياته أو تعرضه لإصابة عمل مما يعني تسريحه من العمل وهو في سن مبكرة. اذا تكون قد خسرت أحد عمالها قبل أوانه.
لو نتصور أن عامل من عمالها في سن 23 أدخلته عدة دورات كلفتها مبلغاً كبيراً، بعد مشوار عمل لخمسة سنين بدأ بتناوله المنشطات مما أدى إلى سوء حالته الصحية فأدخل على أثرها المستشفى ثم فارق الحياة! على الشركة أن تدفع لعائلته أو لذويه راتباً تقاعدياً وفي سن مبكرة! لذلك رأت إدارة الشركة بأن حجم الخسارة المادية هي كما يلي:
 23عمر العامل عندما باشر بالعمل+ 5 سنين خدمة عمل= 28 سنة.
 65 سن الإحالة على التقاعد _ 28 = 37 سنة.
بهذا تكون الـ37 سنة خسارة مادية على خزينة الشركة، فلو كانت نسبة عدد المتوفين من عمالها بسبب تناولهم المنشطات 5 عامل كل سنة! يعني أن أرباح الشركة ستقل أضعاف ما كانت ستجنيه بوجودهم.

المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس