جذور العمل النقابي


عبد الكريم اوبجا
2016 / 7 / 21 - 18:30     

تعود الإضرابات إلى زمن بعيد، و أول إضراب في التاريخ كان في مصر القديمة من طرف صناع القبور في 1152 قبل الميلاد، و أول إضراب في أمريكا كان من طرف الحرفيين في 1619 ميلادية بفيرجينيا حيث طالبوا بحق التصويت في الانتخابات.
إن أول استعمال لكلمة "إضراب" بمثابة إعلان عن التوقف المنظم و المدبر عن العمل كان بإنجلترا في 1768 من طرف البحارة. لكن العمل النقابي كما نعرفه اليوم بدأ مع الثورة الصناعية في انجلترا مع نمو الطبقة العاملة أواخر القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر.
و قد كان أول تنظيم عمالي من تأسيس الاشتراكي الطوباوي "روبير أوين" على شكل تعاونيات بإنجلترا في 1834، و في نفس السنة تم تجريم تشكيل اتحاد عمالي من طرف العمال الزراعيين.
و في 1838، ظهرت الحركة "الشارتية" أو "الميثاقية" في إطار رابطة شغيلة لندن، و استمرت إلى 1854 كحركة من أجل الديمقراطية السياسية و المساواة و العدالة الاجتماعية، و تمحورت حول ميثاق للإقتراع العام و المطالبة بالإصلاحات، و قد كان أول إضراب عام في التاريخ دمج بين المطالب السياسية و الاقتصادية بقيادة الحركة الشارتية في 1842 بتوحيد مطلب الأجور و مطلب حق الاقتراع العام.
و عندما جاء ماركس و انجلز إلى المشهد كشيوعيين في 1840، وجدوا أن أغلب الراديكاليين و الاشتراكيين و الثوريين يعارضون العمل النقابي، و في 1847 أعلن ماركس عن أهمية النقابات، و قبل ذلك في 1844 اعتبر انجلز النقابات "مدرسة حربية يعد فيها العمال أنفسهم للنضال الأكبر الذي لا مفر منه" في دراسته حول "وضع الطبقة العاملة الإنجليزية".
و في 1856، قرر العمال الأستراليون تنظيم يوم توقف تام عن العمل، وتنظيم تجمعات وأنشطة، للمطالبة بيوم عمل من 8 ساعات، و كان لهذه التظاهرة أثر على الجماهير البروليتارية الأسترالية، إذ حفزتها ودفعتها باتجاه تعبئات جديدة، لدرجة قررت معها تنظيمها كل سنة. و كان أول من اقتدى بالاستراليين عمال الولايات المتحدة الأمريكية، الذين قرروا، سنة 1886، جعل فاتح ماي يوما عالميا للتوقف عن العمل. و في هذا اليوم غادر 200 ألف منهم عملهم، وطالبوا بيوم عمل من ثمان ساعات.
و في 1889، قرر مؤتمر الأممية العمالية جعل يوم عمل من ثمان ساعات أول المطالب، و الإضراب عن العمل يوم فاتح ماي 1890، على أن يتظاهر عمال جميع البلدان من أجل يوم عمل من ثمان ساعات في فاتح ماي 1890. و منذ ذلك التاريخ أخذت الطبقة العاملة العالمية تحتفل بفاتح ماي من كل سنة كعيد للعمال. فحتى بعد تحقيق مطلب "يوم عمل من ثمان ساعات"، استمر نضال الشغيلة من أجل كافة مطالبها و من أجل تحررها و انعتاقها النهائي من نير الاستغلال و العمل المأجور.