الأول من أيار/6


عبد الرضا حمد جاسم
2016 / 5 / 8 - 15:30     

ترك الاستاذ عبد المطلب العلمي تعليق رقم 4 على (الأول من أيار/4) الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=515279
(ما يمكن استنتاجه من ما ورد اعلاه ان الراسمالي اصبح يشتري قوه عمل العامل بمبلغ اكبر مما كان يدفعه سابقا. و بغض النظر عن الطريقه الملتويه في الدفع،شيكات الطعام و جزء من الارباح او الرحلات السياحيه الخ،فكلها اشكال للاستغلال بدلا من الدفع المباشر للنقود.اما التامينات الصحيه و البطاله الخ،فلم تاتي من فراغ بل نتيجه للنضال العمالي سواء في البلد المعني او في بلاد اخرى.
السؤال هنا،هل هذه المدفوعات المباشره و غير المباشره تستهلك كامل فائض القيمه ام تبقى للراسمالي الجزء الاكبر منها؟و باي حق؟.)انتهى
ردي على تعليق الاستاذ عبد المطلب العلمي كما نشرنته في حينه:
(تحية و اعتزاز و احترام و تقدير
نعم يبقى للرأسمالي الشيء الاكبر...لكنه هنا قلق و خائف لأنه لا يعرف ما يدور في خلد العامل الذي تابعه منذ ان كان يستأجر سكن الى ان وجده في عزبة طويلة عريضة.
ليس هناك طرق ملتوية لأنها ليست مكارم انما استحقاق...فكما تعرف أن صاحب المال اكثر قلقاً من العاملين و هو في خوف تام و دائم...لذلك هو لا يلتوي لأن تلك الالتوائات مفهومة للعامل لكنه يريد ان يحمي نفسه و عائلته و ماله و مصنعه...لذلك هو يكتفي بربح سنتيم واحد عن كل سلعه لانها تجمع لديه لتكون الملايين.
نعم تُبقي لصاحب رأسلمال الكثير...و اولها هو دعم الدولة له فكل ما يعطيه ساقط من الضريبة و كل ما يخسره ان خسر ستدفعه الدولة من خلال رفع الضرائب عنه
اليوم رأسلمال اضعف حلقة في كل هذه السلسلة و لا يريد اي مواجه مع العمال لذلك في اي لحظة يشعر بالقلق يدفع الدولة او الحكومة للتصرف
اكرر التحية لك رفيقي عبد المطلب)انتهى
ملاحظات و اسئلة و استفسارات كثيرة و ردت في تعليق الزميل عبد المطلب العلمي...
قبل البدئ في نقل اسئلة الاستاذ عبد المطلب العلمي اطرح ما افهمه اليوم عن فائض القيمة بشكل مُبَّسَط و هو :
1.أن فائض القيمة هو الذي نقل الحضارة الانسانية الى ما هي عليه اليوم فكل الانجازات العلمية في كل مناحي الحياة حتى الخدمية منها هو من ذلك الذي قال عنه ماركس (فائض القيمة)...و كل "النعيم الاجتماعي الباطني و الظاهري" الذي تعيشه المجتمعات اليوم في "الغرب" كما اتصور هو بفضل فائض القيمة.
2.اليوم لا يمكن حساب فائض القيمة فربما تكاليف انتاج السلعة بيد العامل اكبر أو أكثر من أجر العامل.
3.اليوم عدد العاملين على خدمة السلعة المُنْتَجَة أكثر من عدد العاملين في انتاجها...فهناك جيش جرار من العاملين في هذا الاتجاه من العاملين على توفير المواد الاولية و نقلها و حفضها و الاعمال الادارية و الفنية خلال عملية الانتاج و عمليات ما بعد الانتاج " نقل وخزن و تسويق وعلان...".
مثلاً حتى تنتج سيارة إذا اعتبرنا أن السيارة "سلعة" تحتاج الى انتاج آلاف القطع و كل واحدة منها سلعة و عليك ان تتصور بدء انتاج اول قطعة الى ساعة بيع السيارة و اليوم السيارة تُباع بالأقساط الشهرية التي تمتد لعدة سنوات دون فوائد....مع التذبذب الحاصل في تجارة المواد الاولية و الوقود...كيف تحسب فائض قيمة عمل عامل واحد في فريق من الاف العمال لإنتاج سيارة واحدة في وقت كانت فيه اسعار النفط ب 140 دولار للبرميل الواحد و تُباع في وقت اصبح سعر البرميل 30 دولار. و هذا ينسحب على اعار المعادن و كل المواد الداخلة في تصنيع تلك المادة.
هل يقبل العامل ان يُحتسب أجره على اسعار المواد قبل الانتاج او على اسعار بيع المُنتج؟ هل يقبل العامل أن يكون أجره الشهري مرتبط بالبورصة أي في صعود و نزول؟...أم هل لديه الاستعداد لمشاركة الرأسمالي في خطورة الخسائر و لو انه غير متسبب بها او مسؤول عنها؟؟
انها اسئلة انا لا اعرف الاجابة عليها...و لا اعرف هل ما ورد اعلاه فيه شيء من الصح او الدقة او القبول اقتصادياً...لكنها اسئلة و حالات نطرحها للنقاش و لنتعلم و نستفيد.
...............
يقول الزميل عبد المطلب التالي : (ما يمكن استنتاجه من ما ورد اعلاه ان الراسمالي اصبح يشتري قوه عمل العامل بمبلغ اكبر مما كان يدفعه سابقا.) انتهى
الجواب : نعم
و اُضيف : اليوم الرأسمالي لا يبحث عن فائض القيمة و لا يبحث عن شراء قوة عمل العامل فقط ليحقق ارباح انما يبحث عن الارباح عند المستهلك و في البورصة... لا يضع سعر السلعة على تكاليفها (مواد و اجور و خدمات و ضرائب) أنما على حركتها في السوق عليه فهو يتحرك باتجاهين الاول تقليل التكاليف بإيجاد البدائل...سواء كانت مواد اولية او طاقة او اتمته او تقليل الفقد خلال عمليات التصنيع و تحسين فترة صلاحية المنتوج ...و الاتجاه الثاني هو المنافسة في السوق و الطلب على انتاج مصنعه و العلاقة بينه و بين الوسيط و اقصد هنا الاسواق و منافذ البيع...فيُقدِم تَحَّمُلْ التالف من انتاجه من الاسواق و فترة الضمان و الانتاج العائد من الاسواق و تغيرَّ فصول السنة بحيث يجعل صاحب الاسواق لا يتحمل تكاليف كبيرة على السلعة ألا الضرورية مما يشجعه على تسويقها بسرعة و تحقيق هامش ربح قليل جداً...يضاف الى ذلك خدمات ما بعد البيع.
و يفكر ايضاً بدور الالة او التكنولوجيا التي جعلت العامل ينتج عشرات اضعاف ما كان ينتجه سابقاً بنفس الوقت و الجهد و المخاطر و المصاريف و بدقة و كفاءة اعلى...
الرأسمالي اليوم كما اتصور لا يُعير اهتمام متميز لقوة عمل العامل عضلياً (انتاجياً) انما لما تقدمه التكنولوجيا و ما يساهم به العامل ذهنياً لذلك هو يُكثِر في دورات التدريب و التطوير و يفتح معاهد و مدارس متخصصه بطريقة الانتاج او نوع المنتوج و المكائن...
كما ذكرت في ردي للأستاذ علاء الصفار فأن شركة او مجموعة روزانا لتعبئة مياه الشرب في فرنسا...في احدى معاملها او وحداتها الانتاجية تنتج اكثر من 70مليون عبوة في الساعة...يدير تلك الوحدة ثلاثة عمال فقط منهم اثنان تقنيين يعني هم المنتجين و التقنيين و المسؤولين عن كل مراحل الانتاج...سؤل َ صاحب هذه المؤسسة الرهيبة كيف تربح ... وفي ظل هذا التنافس فقال اني خفضت قيمة انتاج العبوة البلاستيكية الفارغة بكذا جزء من (السنتيم) من اليورو لذلك تجد اسعار الانتاج اقل من اسعار المنافسين ...السؤال هنا و في مثل هذه الحالة هو : اين فائض القيمة و اين شراء الرأسمالي لقوة عمل العامل...و كيف يتراكم الربح وفق فائض القيمة؟...العامل بكامل ملابس العمل يجلس خلف شاشة كبيرة يتابع الانتاج و هو يعرف ان عائلته تنام في سكن و يتناولون الغذاء (خمسة فواكهه و خضر كل يوم) و مؤمنين صحياً و مضمون العمل و التقاعد...أين شراء قوة العمل هنا.؟
ان الرأسمالي لا يلف و لا يراوغ في تقديم بعض الامتيازات...بل هو راغب بذلك حتى يتم تنزيل كل تلك المصاريف من مبالغ الضريبة...فهو يقدمها للعامل ليكسب وده بدل ان يقدمها للدولة التي تقدمها ربما للعامل و لن يعرف العامل ان ذلك من الرأسمالي. و يعمل بإتجاه أخر حول زيادة الانتاج بنفس عدد العاملين في الانتاج و الخدمات على الانتاج و ذلك باستخدام "اموال فائض القيمة" في البحث و التطوير.
هناك سلع تكاليف انتاجها لا تسمح بظهور فائض قيمة كما يتم حسابه سابقاً بل ربما تكلفة انتاجها اكثر او اكبر من سعر البيع في اوقات معينة سواء تغير المواسم او تعطل المكائن او اضراب العاملين او انخفاض الطلب...اليوم الارباح لا تُقاس على سعر المفرد من الانتاج كما كان عند ظهور فائض القيمة..."انتج عدد من قطع الملابس الصوفية و بسعر ثابت للصوف و بخدمات معروفة بسيطة و اضاف عليه مبلغ معين كأرباح ...أو أنتح عدد من الاحذية الخشبية او السكاكين او الاواني المنزلية الى اخره...كما كان على عهد ماركس"...اليوم الكثير من السلع تُنتج لتُخزن و تستعمل بعد فترة قد تصل الى سنه و حتى أكثر حيث يتم ادخالها في تصنيع مكائن مختلفة في ظروف تختلف عن ظروف انتاج السلعة الاولى سواء بأسعار الطاقة او تكاليف الخزن او المنافسة الكبيرة في السوق...اليوم الماكنة تُباع بالتقسيط بدون فوائد...اليوم المواد الاولية الداخلة في تصنيع الماكنة مختلفة المنشأ و بأسعار مختلفة...اليوم هناك سلع تُنتج من مواد مُعادة...من (الريسكلاج...او السكراب...) و لكنها تُباع على انها من مواد اولية بسعر المواد الخام...مثال للتوضيح فأن سعر طن الحديد الجاهز للتصنيع اغلى من سعر طن الحديد المعاد لكنه ينتج نفس السلعة و تباع بأسعار تنافسية....اليوم المنافسة شديدة بين المنتجين لنفس السلعة ...اليوم جزء مهم من الارباح يأتي من الاعلان على أغلفة تلك السلعة و زيادة الطلب عليها...كان في وقت ماركس لا طلب على السلع و لا بورصة و لا اعلان لذلك كان يحسب ارباح صاحب العمل على انه من فائض القيمة لأنه لا شيء امامه غير ذلك و الا من اين يأتي الربح...اليوم التَّرَّبح (الارباح) فن و ليس بيع و شراء كما في السابق.
اليوم الارباح تتراكم من لا فائض قيمة و لا حتى قيمة...اليوم الارباح تراكمها الخدمات و ليس القيمة الفعلية للسلعة لذلك تجد ان الاسعار غير ثابته و ان هناك مواسم تنزيلات و هناك خصومات و ان هناك بيع بالجملة و هناك بيع بكميات كبيرة...فلا احد يفكر بقيمة السلعة.
يسأل الزميل الاستاذ عبد المطلب العلمي: (السؤال هنا،هل هذه المدفوعات المباشره و غير المباشره تستهلك كامل فائض القيمه ام تبقى للراسمالي الجزء الاكبر منها؟)انتهى
الجواب: قلتُ أعلاه رأي عن فائض القيمة و اقول الان كما اتصور و ربما اكون على خطأ...هو ان فائض القيمة اصبح اليوم من الاثار التي تحتاج الى ان يدرسها علماء الاثار للإشارة اليها لا للاستفادة منها
ان ماركس خلق او استنتج او تلقف موضوع فائض القيمة عندما كان هناك فائض...ماركس لم يعمل و لم يدخل معمل و لم يتعامل مع معمل او عامل...انما استشف شيء سبق به غيره بالتسمية و الا ففائض القيمة معروف منذ الانسان الاول .عندما كان عامل الغزل يكدح و يتعب لإنتاج قطعة واحد يبيعها صاحب المعمل...و لاحظ ماركس ان صاحب المعمل سرعان ما تظهر عليه علامات الغنى و الرفاهية فعرف ان هناك فرق بين انتاج السلعة و بيعها يستغله صاحب المعمل او المصنع ليربح على حساب جهد العمال و نسي ماركس ان صاحب المعمل هو صاحب الفكرة و هو صاحب المال الذي دخل في للإنتاج و هو صاحب الاجور التي قدمها للعمال قبل ان يبيع انتاجهم...و لو فشل المعمل و العمل و توقف لما خسر احد إلا صاحب المصنع.
ثم يطرح الأستاذ عبد المطلب العلمي سؤال مهم و حاد و دقيق قائلاً : بأي حق؟؟؟ حيث قال : [السؤال هنا،هل هذه المدفوعات المباشره و غير المباشره تستهلك كامل فائض القيمه ام تبقى للراسمالي الجزء الاكبر منها؟و باي حق؟.] انتهى
سوال كبير ...بأي حق؟ يمكن أن ينسحب على كل مناحي الحياة... بأي حق حصل قائد الجيش على أمتيازاته؟ و بأي حق حصل السكرتير العام للحزب على امتيازاته؟ و بأي حق تُخصص طائرة خاصة للرئيس؟ و بأي حق يحق للقائد ان يوقع على عقوبة الاعدام؟ و بأي حق يُمنح القائد الصلاحيات المالية و الادارية؟ و بأي حق يُعزف النشيد الوطني للرؤساء؟ و بأي حق يكون هناك طباخ خاص للرئيس؟ و بأي حق؟؟؟؟
انها اسئلة اتمنى ان يشارك في الاجابة عليها من يجد ان له رأي فيها.
................
اكرر التحية للاستاذ عبد المطلب العلمي و اقول أن فيما ورد اعلاه ربما الكثير من الخطأ الذي ينتظر التصويب.
....................
مواضيع نشرتها قريبة من موضعنا هذا :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=320718
من حجايات كَبل/فائض القيمة
............................................................................................
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=305317
الأبداع/الى الزميل حميد كشكولي