بمناسبة اليوم العالمي لعيد العمال


محمد أبو قريبة
2016 / 5 / 1 - 09:31     

بمناسبة اليوم العالمي لعيد العمال ..... محمد أبو قريبة
لا تسترد الحقوق إلا بالنضال الفكري والواقعي التطبيقي, وهذا ما تم حقا في ثورة العمال ضد مؤسسة الاقتصاد العالمي المستبد المتسيد والمتحكم في حياة الفقراء والمستضعفين, ففي الأول من أيار عام 1869 انتفضت القوي العاملة في أمريكيا ضد النظام الاستغلالي ,الذي يتعامل مع العامل بنظام الرق والعبودية التامة حيث ساعات العمل غير محددة ولا حقوق مترتبة للعامل نتيجة عمله, مثل الادخار والتقاعد والتامين الصحي وغيرها من الحقوق, في التعامل الإنساني مع العمال مثل إيجاد مؤسسات نقابية للعمال ,تدافع عن حقوقهم وتناصر المظلومين ,وتطالب بتحسين واقع العامل المهني والإنتاجي والاجتماعي والاقتصادي ,وكانت الشرارة الأولي للثورة العالمية الكبرى عندما طالبت جمعية حقوقية تسمي فرسان العمل ,وهي تنظيم نقابي يسعي لتحسين وضع العمال وزيادة أجورهم وتخفيض ساعات العمل إلى ثماني ساعات, ودعت في الأول من أيار لإضراب عام للمطالبة بتخفيض ساعات العمل, وتعامل الجيش الأمريكي معهم بقوة وعنف نتج عنه جرح وقتل العديد من العمال, وقتل قيادات العمال وإعدام ,أربعه من قيادات الإضراب, لكن الدم يطلب الدم ,وهو وسيلة لاسترداد الحقوق, ونتج عن ذلك أن انتشرت الإضرابات في أمريكيا وكندا ومعظم الدول الرأسمالية, والنظم الاشتراكية والشيوعية كانت نظم متقدمة ومهتمة جدا بالعمال وحقوقهم والإسلام حفظ للعمال حقوقهم, وهناك أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام تدعو لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) ويقول أيضاً : ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة منهم ... ورجل أستأجر أجيراً فلم يوفه أجره ) فهذان الحديثان يؤكدان العناية التامة بالعمال ,وإعطائهم أجورهم.
وعندما استرد العمال حقوقهم ,حدثت الطفرة الصناعية الكبرى على مستوي العالم ,فالكل أصبح منتمي للعمل ويعمل على رخاء وإسعاد الإنسانية, قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )وهي دعوة للإخلاص والتفاني في العمل, بما يعود على المجتمعات الإسلامية والعربية بالتقدم ومواكبه الحضارات الأخرى, علينا أن نحول بيئة العمل لبيئة محببة للنفس البشرية, بحيث يسود فيها الإنصاف, ويمارس فيها العمال كامل صلاحيتهم, ولهم كامل الحقوق, وهناك وسائل ديمقراطية تنظم العلاقة بين العمال والمؤسسات المختلفة, سواء كانت خاصة أو حكومية أو أهلية, نعم بالعمل الجاد الهادف تبنى الأمم وتسود الحضارات, , إن وجد الإنصاف فأن الازدهار والرخاء حتما سيعم ..........