لا وصاية على قطاع التعليم الابتدائي ولا للاتفاقات التي دون انتظارات منتسبي القطاع


بشير الحامدي
2015 / 10 / 18 - 17:36     

الاتفاقيات والاتفاقات لا تأتي من فراغ ولا تبنى على النوايا والإرادات الخيرة إنما يفرضها ميزان القوى بين الأطراف المفاوضة ومجريات الصراع على الأرض وهي تسليم من هذه الأطراف في وقت محدد بضرورة الوصول إلى حل حول القضايا محل الخلاف .
الاتفاقيات والاتفاقات التي تجريها النقابات تتويجا لمسار نضال مطلبي عادة ما تكون تعبيرا عن نجاح أو فشل هذه النقابات في إدارة المعركة مع الطرف المشغل. ما جرنا للحديث عن كل هذا هو ما بدأ يُتداول في الكواليس وبشكل غير رسمي عن التوصل إلى اتفاق بين وزارة التربية ونقابة التعليم الابتدائي سيعلن عنه قريبا وهناك أخبار ذهبت حتى إلى تحديد ملامح هذه الاتفاق كما أن هناك من بدأ يحضر لطريقة تمرير هذا الاتفاق والإقناع به داخل القطاع كنصر كبير لنقابة التعليم الأساسي وللأمين العام للاتحاد على الوزارة وعلى الحكومة.
المهم وما يجب أن نوضحه هو أن أي اتفاق وفي هذا الوضع وفي مطلق الأحوال لن يلبي مطالب القطاع ولن يكون غير اتفاق لذر الرماد على العيون ولوقف إي إمكانية نضالية في القطاع تماشيا مع التسقيف الذي انتهى إليه عمليا العمل النقابي برمته في الاتحاد العام التونسي للشغل بعد اتفاق السلم الاجتماعي الممضى أخيرا مع الحكومة.
فماذا ننتظر من نقابة فشلت فشلا ذريعا في إدارة الصراع مع وزارة التربية وتتحرك دون خطة نضالية واضحة ورهنت القرار القطاعي بيد المكتب البيروقراطي المركزي .
أن تمضي النقابة العامة للقطاع اتفاقا دون انتظارات منتسبي القطاع فذلك ليس جديدا فقد عاني القطاع من هكذا ممارسات ولكنه كان كل مرة ينسف كل المسارات المهادنة الانهزامية ويعود أقوى ...
الأهم من كل هذا هو أن معركة الممتدة منذ تسعة أشهر والمتواصلة إلى اليوم والتي ستتواصل لن تتوقف بمجرد الاعلان عن اتفاق هزيل كالاتفاق الذي سيعلن بل إنها ستتواصل على أسس أمتن.
القطاع لن يساوم مجددا في مسألة استقلالية قراره
القطاع لن يخوض مجددا معارك دون خطة نضالية واضحة يقررها منتسبوه بشكل ديمقراطي واسع
القطاع نضالاته مستمرة ومتواصلة وسيكون للتوجه القاعدي المناضل المستقل الجذري الدور الكبير في النضال من أجل هذه المطالب وتحقيقيها.
القطاع مازالت لائحة مطالبه مرفوعة ولم تتحقق ولن يتخلى عن النضال بكل الأشكال الممكنة لفرض هذه المطالب فلا وصاية على قطاع التعليم الابتدائي .