تونس الموقف من البيروقراطية النقابية هو موقف من سياساتها والرهان هو الدفع في اتجاه سياسة نقابية في صالح الأجراء


بشير الحامدي
2015 / 8 / 17 - 21:39     

تونس ـ الموقف من البيروقراطية النقابية هو موقف من سياساتها
والرهان هو الدفع في اتجاه سياسة نقابية في صالح الأجراء
إن الدفاع عن الإتحاد اليوم يجب أن يكرس في الدفاع عن سياسة نقابية مناضلة ملتزمة بقضايا العمال ولا تساوم في الدفاع عنهم وفي تحقيق مطالبهم.
إن عدم الدفاع عن قيادة فاسدة وسياسة نقابية مساومة أمر مبدئي و مسألتان لا يمكن تجاوزهما مهما كانت الأسباب.
لقد كشفت معركة قطاع التعليم الابتدائي مع الحكومة ووزارة التربية عن عمق المشكل المزمن في الاتحاد العام التونسي للشغل ألا وهو العلاقة مع البيروقراطية النقابية .
يجب أن نصدح بالحقيقة كاملة ونتوقف عن "تغطية عين الشمس بالغربال" .
لا أحد يستطيع أن ينكر أن السياسة النقابية القائمة الآن هي سياسة لصالح الدولة والأعراف وأن من مصلحة الأجراء تقتضي مواجهة هذه السياسة.
الخدامة مصلحتهم في التعويض عن التدهور الحاصل في مقدرتهم الشرائية.
الخدامة مصلحتهم في رفع أجورهم وفي تخفيض الضرائب عنهم .
الخدامة مصلحتهم في تحسين أداء المنظومة العمومية لا في التفويت فيها.
الخدامة مصلحتهم في محاسبة الفاسدين لا في المصالحة معهم.
الخدامة مصلحتهم في اسقاط سياسات التقشف لا في فرضها بكل وسائل القمع والترهيب .
هذه هي القاعدة التي على أساسها يبنى الموقف من البيروقراطية النقابية.
من مع الأغلبية ؟
من مع حقوق الأجراء؟
من مع إسقاط سياسات الاستغلال والقمع ؟
على هذه القاعدة يجب أن يبني النقابيون مواقفهم وسياساتهم.
القطاعات داخل الاتحاد ليست ملزمة بسياسات القيادة البيروقراطية.
هذا التوجه يجب تصليبه وفرضه حتى الوصول إلى فرض استقلال القطاعات من أجل اتحاد نقابات كنفدرالي.
يجب أن نكون مبدئيين ونقولها صريحة وبالصوت العالي.
قيادة الاتحاد ساومت وباعت وتخاذلت وعادت المسار الثوري ومثلت عجلة خامسة في عربة الثورة المضادة و المحطات منذ ديسمبر 2010 معروفة للجميع.
لقد انتهت البيروقراطية شريحة مرتبطة بالدولة وبالأعراف وحارسة لمصالحهم معادية في الأساس لمصلحة الأغلبية التي يطحنها رأس المال وسياسات التقشف والتفقير.
الموقف من البيروقراطية ها أننا نؤكد أنه لا تمليه غير اعتبارات انتمائنا للأغلبية التي لا تملك ودفاعنا عن حقوق الخدامة والأجراء وكل المفقرين والعاطلين في وجه الطغم المهيمنة طغم المال والسلاح والاعلام .
لذلك فالمعركة ضد البيروقراطية النقابية لا يجب إخضاعها لأي اعتبارات غير مبدئية فهي معركة تهم النقابيين وفي صميم معركتهم ضد التحالف الحكومي النداء النهضة وهي في الأول وفي الآخر و موضوعيا معركة حول السياسات النقابية المطروحة اليوم وبالتالي فهي معركة لا تستهدف لا الأشخاص ولا الكتل ولا الزعامات ولا رهان لها غير الدفع في اتجاه سياسة نقابية مناضلة تدافع عن مصلحة الأجراء عموما وكل المفقرين والمعطلين ولاشيء غير ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
17 ـ أوت 2015