تسخير مشروع -البساتين الخضراء- بالكردان لتنمية الرأسمال الكومبرادوري


النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
2015 / 7 / 10 - 18:23     


نعتمد في تناول هذا الموضوع على المقارنة بين مشروعين الأول على أرض الواقع بمنطقة الكردان والثاني ما زال في طور الدراسة بمنطقة أولوز في محاولة لربط نتائج السياسة الفلاحية الطبقية بسوس في الوقت الحاضر بنتائجها مستقبلا، إعتمادا على المعطيات الملموسة فيما بات يسمى "البساتين الخضراء بالكردان" وهي 10 آلاف من الأراضي التي حرمت من مياه السقي قسرا نظرا لعرض المنطقة لضخ المياه الجوفية بشكل مكثف من طرف الملاكين العقاريين الكبار منذ الأربعينات من القرن الماضي وصارت في 2006 أراضي بور، وتمت هيكلتها في 2009 لتصبح جاهزة للإنتاج الموجه للتصدير وخاصة الحوامض لتكون في نفس الوقت ذريعة للكومبرادور والملاكين العقاريين الكبار لجلب مياه سد أولوز إلى الكردان وأولاد تايمة حيث وجود ضيعاتهم التي تعد بآلاف الهكتارات، ويكون الفلاحون المتوسطون بالكردان من يؤدي ثمن جلب هذه المياه على جميع المستوى حماية للرأسمال الكومبرادوري وصادرات الملاكين العقارين الكبار الفلاحية وذلك عبر ما يلي :

ـ يبلغ عدد الفلاحين المتوسطين بمشروع "البساتين الخضراء بالكردان" 600 فلاح.
ـ تبلغ المساحة الإجمالية لأراضي هذا المشروع 10 آلاف هكتار جله من الحوامض.
ـ المبلغ المالي الذي أداه الفلاحون المتوسطون لجلب مياه سد أولوز هو 8000 درهم للهكتار أي إجمالي 80 مليون درهم إضافة إلى تسبيق للتزويد بالمياه بمبلغ 9000 درهم للهكتار أي إجمالي 90 مليون درهم و % 20 من الإستهلاك تسبيق عن كل مقبلة بسعر يبلغ 1,80 للمتر مكعب مع العلم أن المشروع يكلف 45 مليون متر مكعب كل سنة بما مجموع الإستهلاك السنوي 81 مليون درهم وخلال 5 سنوات 405 مليون درهم.
ـ المجموع الإجمالي الذي أداه أو يجب أداءه من طرف 600 فلاح متوسط هو 80 + 90 + 405 أي 575 مليون درهم.
ـ الغلاف المالي لمشروع جلب المياه من سد أولوز هو 900 مليون درهم ممول بالشراكة ما بين صندوق الحسن الثاني للتنمية الإقتصادية والإجتماعية وشركة أمانسوس وجمعية المستقبل لاستعمال المياه لأغراض فلاحية تضم 600 فلاح متوسط.
ـ الشركة المكلفة بتسيير توزيع المياه هي أمان سوس وهي في ملكية وزير الفلاحة ومن معه.
ـ الهدف من المشروع توفير 70 مليون متر مكعب من المياه الجوفية كل سنة أي 350 م م م خلال 5 سنوات.

وضعية 600 فلاح متوسط اليوم :

ـ عدم وجود أسواق خارجية لبيع منتوج هذه السنة مما سبب لهم في خسائر فادحة.
ـ ثقل كاهلهم بقروض بنك القرض الفلاحي مما يهدد ممتلكاتهم بالحجز.
ـ عدم قدرتهم على أداء فواتير الماء والكهرباء لهذه السنة أي 80% من الإستهلاك السنوي مع العلم أنهم أدوا % 20 من الإستهلاك عن كل مقبلة.
ـ نزع عدادات المياه والكهرباء لضيعاتهم من طرف شركة أمان سون والمكتب الوطني للكهرباء.
ـ بيع جميع أدواتهم وآلياتهم الفلاحية لتسديد الديون مما جعلهم على حافة الفقر.
ـ 50% من الفلاحين المتوسطين قد أفلسوا إفلاسا تام ولا يمكن عتقهم في جميع الأحوال.

من المستفيد من الوضعية المزرية للفلاحين المتوسطين بالكردان ؟

1 ـ شركة أمان سوس التي حصدت على حسابهم أموالا طائلة تقدر ب 400 مليون درهم.
2 ـ الملاكون العقاريون الكبار بالكردان وأولاد تايمة الذين يعدون على رؤوس الأصابع ويملكون ضيعات بمساحات أضعاف مضاعفة لمساحة هذا المشروع والذين يستغلون مياه سد أولوز ولا يؤدون فواتير المياه والكهرباء ويستحيل نزع عدادات ضيعاتهم لموقهم السياسي ونفوذهم بالسلطة.
3 ـ الملاكين العقاريين الكبار بسوس الذين يضخون المياه الجوفية في جو من الطمأنينة بدون حسيب ولا رقيب ومنتوجاتهم تلقى رواجا كبيرا في الأسواق الأوربية.

هذا هو نموذج المشاريع الفلاحين التي تتم في إطار ما يسمى "مخطط المغرب الأخضر" الذي يقوده صاحب شركة أمان سوس ومن معه، إنه النموذج الصارخ الذي يوضح بجلاء أهداف السياسات الفلاحية الطبقية بسوس، لحماية حقوق البورجوازية التجارية والملاكين العقاريين الكبار على حساب قهر الفلاحين المتوسطين والصغار والفقراء وباقي الطبقات الشعبية، سياسة طبقية ترى في الأرض مصدرا للريع العقاري والفلاحي على حساب دم وعرق الطبقة العاملة الصناعية والمنجمية والفلاحية.

امال الحسين