صباحات بلا عمل ومعاناة عمال البناء


عامر عبود الشيخ علي
2014 / 10 / 11 - 23:38     

صباحات بلا عمل ومعاناة عمال البناء
عامر عبود الشيخ علي
منذ الصباح الباكر يخرج الشباب والكهول من بيوتهم للتوجه الى مساطر العمل متمنين الحصول على فرصة عمل، والحصول على اجر يومي يسد لهم لقمة عيش عوائلهم ولو بالحد الادنى، وهناك عمال واسطوات يعملون في البناء تركوا محافظاتهم وجاءوا الى بغداد لقلة فرص العمل وشحتها، سكنوا فنادق تفتقر الى ابسط الشروط الصحية ومتطلبات السكن اللائق، اذ يجتمع اكثر من خمسة اشخاص في غرفة واحدة لا تتعدى مساحتها (16) مترا مربعا
العامل منصور من سكنة محافظة الديوانية قال "انا اعمل في بغداد منذ اكثر من عامين وقد تركت بيتي وعائلتي من اجل الحصول على فرصة عمل وتوفير لقمة العيش لابنائي واعمل حاليا في مجال البناء، وذلك لقلة العمل وشحتها في محافظة الديوانية، بسبب العدد الهائل للعاطلين عن العمل في المحافظة، اما اذا كان هناك تعيين في احدى الدوائر فأنها ستكون للمعارف فقط ومن يدفع اكثر. واضاف نحن نعيش في فندق بالعاصمة بغداد لا تتوفر فيه ابسط الشروط لمتطلبات السكن، ونحن خمسة افراد نقيم في غرفة واحدة، وذلك لتكون مصاريفنا اقل في دفع الايجار.
اما زميله محمد الذي يسكن معه في نفس الغرفة قال "لاتوجد فرص عمل في محافظة ذي قار والعمل شحيح جدا اضافة الى ان اغلب اصحاب المصالح، استقدموا عمال اجانب لرخص اجورهم وعملهم ليلا ونهارا، وقد تركت الدراسة لاعمل في البناء بعد ان استشهد والدي اثر عمل ارهابي،ونحن عمال البناء معاناتنا كثيرة جدا ابتداءا من قلة العمل لتوقف المشاريع الانشائية وكذلك قلة الاجور واستهداف تجمعاتنا في المناطق من قبل الارهابيين.ونطالب بأن تكون مساطر العمال محمية من قبل الجهات الامنية، وفرض مشاركة العمال العراقيين للعمل مع الشركات الاجنبية.
اما احد العمال والذي تبدو على ملامحه الحزن والتعب وفضل عدم ذكر اسمه بين "لدي من الاولاد اثنان ومن البنات ثلاثة وانا خائف مما يخبئه المستقبل لهم لعدم استطاعتي توفير مسكن لهم والحد الادنى من العيش الكريم، ونعيش في منطقة التجاوزات، كما انه ليس لدي تقاعد لانني اعمل بأجور يومية في اعمال البناء، وعملي في احسن الاحوال اربعة ايام في الاسبوع، وقد ترك جميع اولادي الدراسة لعدم قدرتي على مصاريف الدراسة.
واشار العامل ابو ايمان وقد تجاوز عمره العقد الخامس "اخرج يوميا مع عدد كبير من العاطلين عن العمل ومن غير الموظفين، منذ الصباح الباكر الى التجمعات الخاصة باعمال البناء (المساطر) للحصول على فرصة عمل، وقد يحالف الحظ قسم منا للحصول على عمل اما الغالب يعود ادراجه من دون ان يحصل على فرصته، وان اغلب العاملين هم من حملة الشهادات الذين لم يحصلوا على وظيفة في وزارات الدولة،واستغرب كثيرا ان بلدا يطفو على بحيرة من النفط وغني بثرواته الاخرى اضافة الى خصوبة تربته، لا تتوفر فرص عمل لابنائه.
انها معاناة يومية لعمال البناء المهمشون والذين لا تتوفر لهم فرص عمل حقيقية يستطيعون العيش بها بكرامة ، اذ لا ضمان اجتماعي ولا ضمان صحي، ويناشدون بتحقيق مطالبهم بتوفير فرص العمل وتأمين اماكن تواجدهم وحمايتها من الاعمال الارهابية وزيادة اجورهم بما تتناسب مع ارتفاع الاسعار وعدم الاعتماد على العمالة الاجنبية وشمولهم بقانون الضمان الاجتماعي والصحي وتوفير السكن المناسب، وان تكون النقابات العمالية ممثلا لهم للمطالبة بحقوقهم.