اللاجئون السوريون في لبنان ..تشريد وإستغلال


جهاد عقل
2014 / 4 / 11 - 01:39     


منذ إندلاع الحرب في سوريا ، وتعاظم المؤامره على الشعب السوري ووطنه ودولته ، من قبل قوى دوليه وعربيه لا تريد الخير للوطن السوري ولا للشعب السوري ، حلت نكبة سوداء بهذا الشعب العريق وبالعمال السوريين ، خاصة بعد إتساع ظاهرة اللجوء والهجرة من سوريا - الأُم إلى لدول المجاورة مثل لبنان (أكثر من مليون لاجئ) من أصل 3 – 3,5 مليون لاجئ سوري في الأردن وقبرص وتركيا وغيرها من الدول.
تقرير دولي ...معاناة وإستغلال اللاجئين السوريين
على ضوء تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في لبنان ، من مختلف الجوانب المعيشيه والإجتماعيه والتشغيليه قامت منظمة العمل الدوليه بإجراء بحث تناول ظروف عمل اللاجئ السوري في سوق العمل اللبناني . في ظل تنامي ظواهر الإستغلال والقمع إتجاه العمال من اللاجئين السوريين .
شروط عمل قاسيه
يُفيد التقرير أن ظروف عمل اللاجئين السوريين في لبنان تتسم بـ "شروط عمل قاسيه "ومنها تدني الأجر ، العمل الغير منظم والعشوائي في إيجاد فرص عمل مما يعرضهم للإستغلال " حيث أن 90 في المائة من اللاجئين العاملين يعملون دون عقد عمل نظامي. ويعاني واحد من أصل اثنين من العمال اللاجئين من آلام في الظهر والمفاصل أو من الإرهاق الشديد إضافة إلى حالات الزكام والحمى الشديدة. ويتعرض ثلثا اللاجئين السوريين تقريباً للغبار والأبخرة في أماكن العمل." كما جاء في التقرير ، يبرز ذلك في تدني أجورهم بالمقارنة مع زملائهم اللبنانيين ،لأنهم وبسبب الضائقة المعيشيه مستعدون للعمل في أية فرصة عمل تسنح لهم وبأي اجر ، الأمر الذي تستغله جهات في سوق العمل اللبناني من أصحاب عمل، وبذلك " يصطادون عصفورين بحجر" كما يقول المَثَل أجر متدني وضغط على العامل المحلي لتخفيض أجره ، مما يُعقد القضية ويعطيها بعد تنافسي قد يتطور إلى نزعة من العداء والكراهية.
أجر العامل السوري اللاجئ أقل ب 40 في المائة من الحد الأدنى للأجر في لبنان
يظهر من معطيات التقرير / الدراسه بخصوص أجر العامل اللاجئ بأن متوسط أجر:" الدخل الشهري للاجئ السوري هو أقل بنحو 40 في المائة من الحد الأدنى للأجور في لبنان والبالغ 675.000 ليرة لبنانية (448 دولار أمريكي)."الأمر الذي يضع العامل اللاجئ السوري في وضعية إستغلال بشع حيث يعمل بدون عقد عمل أو أية حقوق حتى الحد الأدنى منها ،ومن الجانب الآخر يُشكل قوة عمل رخيصه منافسه لقوة العمل المحلية التي تعاني بدورها من علاقات عمل هشة وتناضل من أجل تحسين ظروفها . هذا الأمر يُشير له التقرير ايضاً.
اللاجئات السوريات وضعهن أقسى
كما ويؤكد التقرير أن وضع اللاجئات السوريات فهو أقسى من مختلف الجوانب ، فهن عُرضةٌ للبطالة وشحة فرص العمل ، حيث تبلغ نسبة البطالة بينهن 68% في المائة وفق المسح الإحصائي الذي شمل 2000 من العمال والعاملات اللاجئين السوريين ، وتبلغ "نسبة العاملات السوريات من أصل إجمالي اللاجئين السوريين 20 في المائه وأجورهن أدنى بنحو 40 في المائه من أجور نظرائهن الذكور".
ويبلغ معدل أجر اللاجئة السورية عن شهر عمل 248,000 ليره لبنانية أي (165 دولار أمريكي ) مما يُشير الى عُمق الإستغلال وفظاعته بحق اللاجئات اللاتي "يُسعدهن الحظ" ويحصلن على فرصة عمل ، رغم أن قسم كبير منهن ذوات مهارات مهنية جيده.

92 في المائة من اللاجئين السوريين يعملون
بدون عقد عمل نظامي
يكشف تقرير منظمة العمل في ملخصه الرقمي عن عُمق الأزمه التشغيليه للاجئين السوريين في لبنان ، حيث يعمل 92 في المائة منهم بدون عقد عمل نظامي .(بعض المصادر تقول ان وضع إخوتهم في الأردن أسوأ بكثير) .
فيما يلي ملخص المعطيات بالأرقام كما جاءت في التقرير :
• 30 في المائة: معدل البطالة لللاجئين السوريين الداخلين في سوق العمل اللبناني.
• 68 في المائة: معدل البطالة في صفوف اللاجئات السوريات الداخلات في سوق العمل اللبناني.
• 88 في المائة من اللاجئين السوريين يعملون في مهن متدنية أو متوسطة المهارة.
• 418.000 ليرة لبنانية (277 دولار أمريكي): متوسط الدخل الشهري للاجئ السوري العامل، في حين أن الحد الأدنى للأجور في لبنان يصل إلى 675.000 ليرة لبنانية (448 دولار أمريكي).
• 432.000 ليرة لبنانية (287 دولار أمريكي): متوسط الدخل الشهري للعامل اللاجئ السوري من الذكور.
• 248.000 ليرة لبنانية (165 دولار أمريكي): متوسط الدخل الشهري للعاملة اللاجئة السورية.
• 92 في المائة من اللاجئين السوريين في لبنان يعملون دون عقد عمل نظامي.
• 56 في المائة من اللاجئين السوريين العاملين في لبنان يعملون في أعمال موسمية، أو أسبوعية، أو يومية.
• 74 يوم: متوسط الزمن الذي يستغرقه اللاجئ السوري للعثور على عمل.
ويقول المسؤول الكبير في منظمه العمل ف. هاغمان في تعقيبه على التقرير : "معالجة أزمة اللاجئين السوريين في لبنان تستدعي اتباع نهج كلي وشامل لمواجهة تحديات سوق العمل الموجودة أصلاً في لبنان وتحقيق توازن بين الدعم الإنساني والاحتياجات التنموية للمجتمعات المحلية المضيفة. وينبغي التركيز على خلق فرص عمل لائق من خلال إجراءات تنظم العمل غير المنظم، وتحمي الحد الأدنى للأجور، وتعزز السلامة في العمل، وتوفر الحماية الاجتماعية، وتشجع إقامة مشاريع مستدامة."
برأيي أن الحل الأفضل والمنشود هو وقف العدوان على سوريا وإفساح المجال أمام السوريين أنفسهم إيجاد مسار السلم السوري – السوري من أجل سوريا وشعبها العريق ، وإعادة بناء الوطن وتلاحم أبناءه بوحده صائبه ومشاركه في ترميم ما هُدم منه ، وعودة اللاجئين الى بيوتهم وتوفير العمل اللائق لهم في بلادهم .
أخيراً لا بد من التأكيد على أنّ هذا الحال المأساوي لأبناء الشعب السوري ، يؤجج الغضب لدينا ويجعل قلوبنا تنزف دماً وألماً ،
لما آلت إليه الأوضاع في سوريا عامه ولدى الطبقة العاملة السورية خاصة.