بيان اتحاد الشيوعيين في العراق بمناسبة ذكرى الاول من آيار يوم الطبقة العاملة العالمي


اتحاد الشيوعيين في العراق
2005 / 5 / 4 - 23:52     

عاش الاول من آيار يوم الطبقة العاملة العالمي
المجد للاول من آيار يوم الطبقة العاملة العالمي، انه اليوم الذي تحتج الطبقة العاملة فيه على الظلم وانعدام العدالة في ظل النظام الرأسمالي وتسعى الى تحسين اوضاعها المعيشية والى التحرر من عبودية العمل المأجور والملكية الخاصة البرجوازية. ان الاول من آيار بمبادرة من الشيوعيين قد تحول الى رمز للتضامن بين اقسام الطبقة العاملة في العالم وراية للوحدة والنضال الاممي.ان الاول من آيار هو يوم النضال ضد النظام الرأسمالي، يوم اعلان الثورة على النظام الرأسمالي المتعفن والسعي لاقامة نظام مبني على الحرية والرفاه والمساواة للجميع.
تعلن قادة النظام الرأسمالي في الدول المتقدمة بوضوح وجلاء بان أرباحهم واستثماراتهم في تقلص مستمر وعلى الطبقة العاملة بيع قوة عملها بسعر اقل وترضى بانعدام الحقوق وبالبطالة المستشرية والا فانهم مضطرين الى غلق ابواب معاملهم ومؤسساتهم وفتحها في الاماكن التي تبيع فيها الطبقة العاملة قوة عملها بسعر ارخص. ان الرأسماليين في الدول الاوروبية وامريكا ينظرون بعيون حاسدة الى التطور الاقتصادي المذهل للصين ويعلنون جهارا بان سر ذلك يكمن في قوة العمل الرخيصة وان عليهم اللحاق بها وفرض شروط عمل استعبادية على العمال في بلدانهم والا سيتأخرون عن المنافسة في سوق العمل الدولي. وهكذا ففي الدول الرأسمالية المتقدمة التي طالما ادعت البرجوازية بانها جنة عدن فان نسبة البطالة ترتفع باطراد ملحوظ، واستغلال قوة العمل يزداد ضراوة، وينعدم الامان في العمل، ويتم تعطيل عمل النقابات والاتحادات العمالية، وتشترط الشركات الامريكية بجلاء في الاماكن التي يستثمرون فيها بان على العمال التخلي عن حقهم في تأسيس النقابات والاتحادات العمالية وان عليهم التخلي عن زيادة الاجور وسائر حقوقهم الاخرى. ومن الناحية السياسية تسعى امريكا وبريطانيا وسائر الدول التي تقودها القوى اليمنية الى تأسيس دول بوليسية وتهميش الحريات والحقوق الديمقراطية وفرض سلطة المؤسسات الامنية والاستخباراتية السرية وتهيئة الظروف لفرض سلطة الكنائس والتيارات الدينية المتطرفة والقوى العنصرية والفاشية واليمينية المتطرفة بابعاد خطيرة.
اما في الدول الرأسمالية المتخلفة في آسيا وافريقيا والشرق الاوسط فان الطبقة العاملة في تلك البلدان قد اصبحت ضحية للسلب والنهب واطماع الامبريالية، وآفاق التنمية وتحسين المستوى المعيشي دخلت في نفق مظلم، ان البطالة وانعدام السكن والفقر والفساد والنقص في الادوية والنزاعات الطائفية والقومية وانتعاش العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية والمذهبية البالية، وزيادة دور التيارات الاسلامية الرجعية.... اصبحت جزءا لايتجزء من حياة مليارات من البشر في تلك البلدان.
لمعالجة تلك الازمات والتناقضات في النظام الرأسمالي سعت امريكا بمساندة بريطانيا الى وضع برنامج طموح لقيادة النظام الرأسمالي وتأسيس امبراطورية حرب كبرى بغية تهيئة المستلزمات الاقتصادية والسياسية المناسبة لتطور وتراكم الرأسمال في امريكا وسائر الدول المتحالفة معها وفرض هيمنتها العسكرية عبر الاستفادة من الحركات الاسلامية الارهابية والدول المسمى بـ"الدول المارقة" في الشرق الاوسط.
ان الستراتيج العالمي المذكور قد دخل حيز التطبيق عقب احداث 11 ايلول وحرب افغانستان مباشرة ومر بالعراق وكان من المقرر له ان يكون العديد من البلدان بمثابة مختبرات له. الا ان المارد الامريكي لم يقود العالم الرأسمالي صوب الامان والاستقرار والاطمئنان. واذا كان عقبات تطبيق ذلك البرنامج الستراتيجي تعود من جهة الى الاحتجاجات العالمية لعشرات الملايين من البشر ضد الحرب والفقر وتقليص الحريات وتقليل الحقوق وعدم رضوخ العمال للشروط الاستعبادية، فمن جهة اخرى تعود الى التناقضات العميقة للنظام الرأسمالي واقطابه العالمية. فبخلاف ادعاء امريكا بانها القوة العظمى الوحيدة في العالم هناك اقطاب دولية رأسمالية منافسة اخرى لايقبلون بتطور الرأسمال الامريكي على حساب مصالح رأسمالهم ومصالح شركاتهم ويطالبون بالمحاصصة معها. عليه فان امريكا لم تتمكن من حذف غرمائها، بل ان الدول المسمى بـ "الدول المارقة" استطاعت عبر الاستفادة من التناقضات الدولية بين الاقطاب العالمية العظمى، مقاومة المد الامريكي ووضع العصي في عجلة الهيمنة الامريكية.
ان تجربة العراق والظروف السياسية التي يمر به هو انعكاس لتناقضات ونزاعات النظام الرأسمالي العالمي والانتكاسات التي منيت بها امريكا في تحقيق ستراتيجيتها. فبوجب كل المقاييس لم تتمكن امريكا من تحويل العراق الى النموذج الذي وعدت به عقب سقوط النظام البعثي البائد، وبات الشعب العراقي يدفع بشكل مباشر وغير مباشر ضريبة تناقضات ونزاعات النظام الرأسمالي واقطابه الرئيسية والتدخل الفظ للدول الرجعية في المنطقة.
ولم يتنفس الشعب العراقي صعداء ولم يشم نسيم الحرية عقب سقوط النظام البعثي واصبح ضحية للرجعية والسياسات والاطماع التوسعية للمحتل الامريكي وسعيه للهمينة في المنطقة والعالم، بات ضحية لاجرام فلول البعث والاسلاميين الارهابيين وحركاتهم الوحشية والبربرية، بات ضحية للحركات البرجوازية الرجعية المحلية التي ركبت مع القطار الامريكي واستولت على مؤسسات الدولةو الحكومة.
ولهذا نرى اليوم بان البطالة والفقر وانعدام السكن والحقوق وتدني الدخول والفلتان الامني والحروب القتل والرجعية الدينية والطائفية والقومية والنزاعات المبنية على تلك الاسس، والفساد وتهاوي القيم الانسانية و....الخ قد اصبحت جزءا لايتجزء من المسلسل الدرامي لحياة ومعيشة العمال والشعب العراقي.
وبعد اكثر من سنتين نرى بان البرجوازية العراقية تتخبط في معالجة تلك المشاكل والازمات العميقة، وقد تفجرت كالفقاعة ادعاءات الليبراليين والديمقراطيين واصبح المد الديني الرجعي في المعارضة وفي السلطة على السواء هو المهيمن على المجتمع العراقي.
في تلك الظروف المعقدة يحيي الطبقة العاملة والقوى الشيوعية والاشتراكية والتحررية في العراق ذكرى الاول من آيار وهم يواجهون تحديات كبيرة ومصيرية. ولايعني الاول من آيار بالنسبة للطبقة العاملة وتلك القوى شيئاً سوى التأكيد على طابع الحركة العمالية المناهض للرأسمالية وضرورة اشعال ثورة ضدها،والقوى التي تحمل تلك الافاق الثورية فقط بامكانها النضال بلا هوادة لتحسين المستوى المعيشي للطبقة العاملة ومجمل الكادحين في العراق.
وفي هذا الطريق النضالي والثوري هناك جملة من المهام والميادين يجب تنفيذها والدخول فيها لتذليل العقبات الكبيرة التي تواجهنا، وبناء عليه يجب ان نخوض غبار النضال في ميدانيين رئيسيين: الاول هو النضال لفرض اصلاحات جوهرية واسعة في حياة العمال والكادحين اي النضال ضد البطالة والنضال في سبيل الارتقاء بمستوى الوعي السياسي الطبقي للعمال وتنظيمهم في نقاباتهم واتحاداتهم المستقلة والنضال بغية تنظيم وتوحيد القادة العماليين والشيوعيين والتقدميين في المنظمات الشيوعية والسياسية، والنضال ....الخ
اما الميدان الرئيسي الثاني هو النضال في سبيل تحقيق الحقوق والحريات السياسية والمدنية للشعب العراقي وتثبيتها في الدستور المقبل للعراق، النضال في سبيل فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وتثبيت حقوق المواطنة والحقوق الثقافية والقومية للقوميات المختلفة، النضال ضد الانقسام والنعرات الطائفية والمذهبية والقومية و.... الخ ان النضال في سبيل تلك الحقوق والحريات اصبح يقع على عاتق الطبقة العاملة والقوى الشيوعية واليسارية والتحررية في الوقت الذي تخلت البرجوازية عنها وترى من مصلحتها ان لاتلتزم بها.
ان اتحاد الشيوعيين في العراق كمنظمة تؤمن بالحرية وثورة الطبقة العاملة ضد النظام الرأسمالي يناضل في الميادين المذكورة اعلاه ويسعى بالتنسيق والتعاون مع سائر القوى الشيوعية واليسارية والتقدمية الى تعزيز الحركة العمالية وتحقيق مصالح الشعب العراقي.
عاش الاول من آيار
عاشت الاشتراكية
اتحاد الشيوعيين في العراق
آيار 2005