كلمة مؤيد احمد في المؤتمر الثاني لاتحاد المجالس و النقابات العمالية في العراق


مؤيد احمد
2005 / 4 / 13 - 06:08     

مرحبا بكم ايها الحضور الاعزاء :
اشكر من الاعماق منظمي هذا المؤتمر على دعوتي للحضور وسعيد جدا بان اجد نفسي بينكم اليوم في هذا الحدث العظيم . واتمنى لكم ولمؤتمركم النجاح .
هذا المؤتمر مؤتمر عظيم ومهم جدا في حياة الطبقة العاملة وتاريخ الحركة العمالية في العراق، ليس هذا فحسب، بل في مسار الاوضاع السياسية والاجتماعية في العراق ايضا.
ان اتحاد المجالس والنقابات العمالية اداة مؤثرة بيد الطبقة العاملة في العراق لتحقيق مطالبها وحقوقها وتحويلها الى قوة منظمة واجتماعية فعالة. اني متاكد بان هذا المؤتمر سيدفع باتحاد المجالس والنقابات العمالية الى مرحلة اخرى متطورة من حياته ويحوله الى اداة مقتدرة كي ينضم اليه ملايين من عمال العراق في كافة الصناعات والقطاعات الانتاجية والخدمية والادارية .
ان البرجوازيين من كل شاكلة ولون يريدون ان يخفوا عن الانظار حقائق العالم الراسمالي المعاصر بكل الوسائل ويصرفون مليارات من الدولارات و يعبئون جيوش من الافراد وطاقات هائلة من اجل تحقيق ذلك. ولكن رغم ذلك يبقى اخص خصائص العالم الحالي الذي هواستغلال العامل واظطهاده واعادة انتاجهما، حقيقة مرة وجلية بالنسبة لمليارات من البشر.
فهذه الحقيقة الجوهرية وهذا النظام الذي يسمى بنظام العمل الماجؤر هو الذي يجب اجتثاثه كي يتم تحرر الانسان. ولكن هذا غير ممكن بدون تطوير صف النضال العمال الطبقي وبدون تطوير نقد العامل العملي من هذاالنظام الى حركة اجتماعية و سياسية منظمة ومقتدرة. فمكانة اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق هو انه في الصف الطليعي في هذا المسار النضالي التحرري للطبقة العاملة واداة لتحويلها الى قوة مؤثرة و متدخلة لتحقيق عالم افضل.
ان البرجوازية تحافظ على هذا الوضع الاستعبادي ليس فقط عن طريق العنف والدكتاتورية بل كذلك عن طريق تقسيم العمال على اساس الدين والقومية والطائفة والجنس والعرق وبسلب هويتهم الشمولية كانسان وكطبقة عالمية .
ان الطبقة العاملة بحاجة الى التنظيم و بحاجة الى رص الصفوف وبحاجة الى رسم خط فاصل بينها وبين جميع التيارات البرجوازية و بحاجة الى بلورة افاقها واهدافها ومطالبها وتوحيدها بمطالب واحدة واهداف شاملة على صعيد البلاد.
ان الطبقة العاملة في العراق وفي ظروف السيناريو الاسود والصراع الدموي بين قطبي الارهاب العالمي، امريكا و تيارات الاسلام السياسي وحليفاتها، تواجه ظروفا صعبة للغاية، ولكن باستطاعتها ان تتحول الى قوة عظيمة وان تضع حدا للكل تلك القوى البرجوازية التي تدمر وباستمرارهذا المجتمع اذا وحدت صفوفها النضالية. فتنظيم نفسها في منظمة جماهيرية وراديكالية كاتحاد المجالس و النقابات العمالية، وفرض مطالبها وحقوقها على القوى البرجوزاية والحكومة، سيغير مباشرة ملامح هذا المجتمع ايضا، وبشكل يسوده الحرية والانساينة. وبكلمة يسطتيع اتحاد المجالس ان يلعب دورا اساسيا في مواجهة البرجوازية و قواها السياسية وفي ترسيم الحياة السياسية في العرا ق وانهاء الاحتلال ايضا.
ان الحركة العمالية في العراق قد خطى خطوة كبيرة الى الامام عندما استطاعت ان تجمع صفوفها في اتحاد المجالس و النقابات العمالية في العراق. انه المنظمة الجماهيرية الوحيدة للعمال التي تستطيع عمليا من ان ينظم نضال العمال الاقتصادي والسياسي ويوحدهم في اتحاد راديكالي.
فمنذ ما يقارب سنتين من عمر الاتحاد، اذا احتسبنا تلك الفترة التي كانت هناك اللجان التحضيرية والتي كان لي فرصة ان اكون من احد مؤسيسها، استطاع الاتحاد ان ينظم العمال وان يكون اداة نضالية مهمة في الحركة العمالية في العراق وان يعقد مؤتمره الاول ومؤتمر عمال البصرة وان يعقد هذا المؤتمر الذي هو الثاني، وان يتحول الى منظمة معترف بها على الصعيد العالمي حتى في اوساط اكثر النقابات العمالية محافظة.
ان توسع وتطور اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق والارتقاء بدوره ونضاله يحتاج الى ان يتحول على صعيد اجتماعي واسع الى اداة تنظيمية فعالة لاعتراض الطبقة العاملة، واداة لتحقيق مطالبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. غير ان هذا غير ممكن بدون ان ينخرط في صفوفه ويقوده عمليا صف عريض من قادة العمال الاشتراكيين والراديكاليين والمحرضين والناشطين العماليين، ذوي نفوذ معنوي كبير داخل صفوف العمال، والذين يتحكمون بنبض الحركة العمالية في كل مرحلة من مراحل حياتها.
ان المجتمعين هنا هم هذا الصف العظيم من نشطاء الحركة العمالية. فاشد على ايديكم واتمنى لكم النجاح من الصميم .