نص كلمة سمير عادل سكرتير مؤتمر حرية العراق في مؤتمر مندوبي عمال العراق


سمير عادل
2005 / 4 / 12 - 11:42     

مرحبا بكم ايها الحضور.
بأسم مؤتمر حرية العراق وبأسمي شخصيا اتمنى لاعمال مؤتمركم النجاح.
ايها الاعزاء.. يعقد هذا المؤتمر في ظل انهيارالاوضاع الامنية، وفي ظل احتراب الصراع القومي والطائفي، وفي ظل غياب الدولة والقانون، وفي ظل انتشار رقعة الفقر والحرمان وظاهرة البطالة...والابغض من كل ذلك في ظل الاحتلال. وفي ظل حربا ارهابية اشعلتها امريكا على جماهير العراق ودمرت كل شئ في هذا المجتمع واسغلتها جماعات الاسلام السياسي والمتحالفة مع بقايا البعث لالحاق المزيد من الدمار في المجتمع العراقي مبررين جرائمهم بمقاومة الاحتلال.
ايها الاعزاء الحضور.. ايها الرفاق العمال
عيون الامل تصبوا اليوم اليكم. امل الشباب، امل النساء، امل التحررين في هذا المجتمع مرتبطة بعملكم ونضالكم. انتم الوحيدين الذين يمكنكم ان تلعبوا دورا عظيما في حاضر هذا المجتمع لانتشاله من كل الاوضاع الانفة الذكر. ولذلك تصح العبارة: اذا تراجعت الحركة العمالية فأية بربرية ووحشية تسود المجتمع. وعندما تتقدم الطبقة العاملة الى الامام، فأن الانسانية تكون عنوان المجتمع.
ان خصيصة الطبقة العاملة وخصيصة حركتها ونضالها لن تدر المنافع المادية على نفسها لوحدها. فعندما تناضل من اجل فرض حرية التنظيم والاضراب على سبيل المثال وسنه كقانون في المجتمع فبقية الشرائح الاجتماعية تنعم بمنجزات النضالية للطبقة العاملة. اي بمعنى اخر ان اي مكسب نضالي للعمال فهو مكسب للمجمتع الانساني.

ان تاريخ الحركة العمالية في العراق زاخر بالمنجزات وبعكس ما تتفوه بها الاحزاب الحاكمة والتي تدور في فلكها، بانها تنكر وجود الطبقة العاملة ودورها النضالي في العراق. بل ان تاريخ المجتمع العراقي هو تاريخ نضالات الطبقة العاملة. يكفي ان نذكر على سبيل المثال لا الحصر اضرابات عمال البلدية في عام 1931 وكان من ضمن مطالبها اطلاق سراح السجناء السياسين. هذا قبل اكثر من سبعة عقود. وبعد الاول من ايار من عام 1958 عندما قال ممثلي العمال لعبد الكريم قاسم في الرد على كلمته في الاتحاد العام لعمال العراق الذي طلب التعاون بين العمال والبرجوازية بحجة انها وطنية وليست اجنبية. ردوا العمال؛ ليس هناك تعاون بين البرجوازية والعمال. فزج قادة العمال في المعتقلات ونفي قسما اخر منهم. وبعد مجيء البعث الى السلطة، فتحت النار بعد اربعة اشهر من سلطتهم على اضرابات عمال الزيوت النباتية. ويكفي ايضا ان نذكر بعد الاحتلال غيرت جميع القوانين، باستثناء قانون تحويل العمال الى الموظفين. اي ان الحكومات المتعاقبة التي سميت بالوطنية وحكومة الاحتلال التي هي غير وطنية، عرفت ماذا يعني المارد العمالي في العراق. ماذا يعني نضال الطبقة العاملة في العراق. ما هو تاريخ الحركة العمالية في العراق. فكانت جميعها اوجه مختلفة لعملة واحدة.
لذلك قلت لكم في بداية كلمتي، ان عيون الامل تصبوا نحوكم. وان هناك مساندة عالمية معكم. وانكم لقادرين باعادة الابتسامة الى اطفالنا والامان والمساواة الى نساء العراق والفرح الى الشباب...

عراق اليوم يغرق في مستنقع الارهاب. حياة الناس في اماكن عملهم، مناطق معيشتهم، محلات تجوالهم وتسوقهم تحولت جميعها الى ساحات لحرب دولية. وعلاوة على كل ذلك الحرب القومية والاقتتال الطائفي تخيم بظلها على المجتمع.
القوى التي اتت الى السلطة عبر الاحتلال، ذهبوا الى تقسيم الناس الى اقوام وطوائف وعشائر واجناس. انهم يريدون ان يعيدوا لنا تجربة الاقتتال القومي في الجمهوريات السوفيتية وكوسوفوا وراوندا.. انهم يريدون تقسيم العراق الى فيدراليات قومية وطائفية لفرض قوانيننهم واعرافهم عن طريق سيطرة مليشياتهم. والنتيجة لبث التفرقة بين البشر في العراق وتسليم مصيرهم الى اعراف هذه المليشيات.

لقد تأسس مؤتمر حرية العراق للرد على هذه الاوضاع. لانتشال المجتمع العراقي من النفق المظلم. لانهاء الاحتلال واعادة تنظيم المدنية. انني اوجه ندائي اليكم لانخراط في صفوف المؤتمر وهو منظمة جماهيرية ديمقراطية وغير قومية وغير دينية ومستقلة. ان تكونوا انتم العمود الفقري لهذه المنظمة.

انتم الوحيدين ايها الرفاق العمال لكم المصلحة في الوقوف بوجه هذه المحاصصة القومية والطائفية، بوجه الاحتلال، بوجه الجماعات الاسلامية وبقايا البعث التي تريد ان تعيد بعجلة الحياة الى الوراء.
لان المدنية والتحضر مرتبطة بكم. لان الانتاج الخيرات المادية في المجتمع بيدكم. لان الذي تعرض الى الهدم والتدمير وانعدام الخدمات الاجتماعية هي مناطكقم. ولان جميعكم عمال وتعيشون في ظروف عمل مشابهة وتعانون من اظطهاد واحد وقانون واحد. فلم يأت صاحب المصنع والمعمل الفلاني او رئيس مجلس الادارة العربي واعطاكم اجرا اكثر لانكم عرب. ولم يأت الكردي كذلك كي يعطيكم حق السكن لانكم اكراد وكذلك بالنسبة للتركماني والمسيحي والمسلم. هؤلاء يتحالفون لفرض قوانينهم. مثلما ذكرت. الكل متفقون من الشمال الى الجنوب على العمل بقانون تحويل العمال الى موظفين ولم يعيروا اهمية الى اية لغة يتكلمون واي تاريخ ينتمون. في حين كان الجميع يظهرون معاداتهم للنظام البعثي الفاشي ولكن عندما تصل القضية للعمال فينسون بغضهم تجاه بعضهم ويتحالفون ضد العمال. ولا يهمهم ممارسة ابشع السياسات العنصرية والتصعيد من الحقد القومي والطائفي وتوزيع الاسلحة لتصويب فوهاتها نحو صدوركم تقتل ولسحق ابتسامة الاطفال. ما دام يخدم مصالحهم ويجعلهم يتقاسمون السلطة وثروات المجتمع، تحت المبررات الهوية القومية والطائفية السخيفة والمعادية لماهية الانسانية.
العمال الوحيدين بيدهم مشعل الحياة، بيدهم مفاتيح المستقبل. العمال وحدهم بامكانهم ادارة المجتمع وتشكيل حكومة غير قومية وغير دينية، حكومة تعرف البشر على اساس الهوية الانسانية، لان مفاصل المجتمع بيد العمال ولان خصيصتهم النضالية تفرض هذا كما ذكرت قبل قليل، ولان تاريخ حركتهم هو تاريخ العراق المعاصر برغم جميع التلفيقات والتزوير من قبل الاقلام الماجورة والساسة البرجوازية الحاكمة والمعارضة.
اني استغل هذه المناسبة كي الفت انتباهكم في هذا المؤتمر الى المسؤولية التاريخية الكبيرة الملقاة على عاتقكم. انكم الامل وبكم يبنى مجتمعا خال من الاضطهاد والعنصرية، مجتمعا يسوده الرفاه.

عشتم ايها الرفاق الحضور
عاشت الطبقة العاملة في العراق
عاش مؤتمركم الثاني
وشكرا